فضاء عبدالرزاق دكان

شعر :     عبد الرزاق دكان
 
الأرض التي كانت تٌشْبِهُني


غيَّرت جِلْدَها


باعت جِدَّها


عبَرَتْ إلى مرافئ الأحزان


و الورود التي كانت تُؤْنسني


في بساتين الأمن و الأمان.

كعيون المَهَا ،


جفَّ رِيقُهــــا،

غارَ ماؤُها ،


سلّمتني لِلْحيَّاتِ تَلْدغُنِيى،

و سافَرَتْ إلى صحاري الصمت و الغربان.

و أنتِ أيتها البحار الكئيبة ،

مالي أراكِ عطشى إلى مهجتي ؟


ألَمْ تَكْفِكِ هدايا قوارب الظلام ؟


ألستِ...

ليس لي ليل أمجّدهُ

فأسلاب الليل بلا حساب:

و ليس لي غول أبجِّله

فأساطير الغيلان تولد الرهاب

***************************
ليس لي نِرد ألعبهُ

ولا قرد أروضهُ

أو صلّ أدغدغهُ

ولا وجه أغلِّفـــــــــهُ

فالقناع تمثيل سخيف،

لدور ضعيف،

في مسرحية ليس لها شراع.

********************

بيد أن لي صفا أُلََــقِّنُهُ

أيقونة جدل وصراع

في هََرَم هََرِم أَمْقُتُهُ

ما كان يوما قدَرا

أَلِفْناهُ فصار كالقَدَر.

*********************

السياسة في بلادي

يا أولادي

ثقيلة رعناءْ

كالجبل السادي
...
و حبْل المشنقة

... تُنَـــــــــــــــكِّل بالعباد

ترهن مصيرهم بعهد عاد

و لا تبالي إن جاعوا أو ماتوا

فهي بَسُوس النوادي

ثَمِلَـــــــــة سَكْرى

... تمشي مترنِّـــــــــحة ،

مترنِّــــــــــــــمة

تنادي أن هيا هلُمُّــــــــــوا يا قطيع

أنتم موردي و جِيَادي

.....

مرايا : نفي النــــــــــــــــفي


حبة شعيرمناضلة ،جنتْ عليها يد آثمة ،سجنتها في كيس كبير ، نفَتها معصوبة العينين بأمر من مُتاجِــــر حقير إلى مطحنة التصدير .
في طريقها انْسَلَّتْ من قيدِها ، احتضنها حقل صغير ، دَثرَها الربيع من الرياح و النُّباح و الزمهرير. نفَتْ نفْسها ، تمسَّكت بالأرض ، عطَّرت أنفاسها ، عشقها التراب ،فصار لها حبيبا و حريرا .نامت بعيون مفتوحة حاملة بَيْرقَ الأحلام، و حين صَحَتْ ابتسمت...