سماعة الهاتف لا تحميك من حوادث الطريق

على خلاف ما يعتقده الكثيرون، فان التحدث بالهاتف النقال عبر السماعة
أثناء القيادة أمر في غاية الخطورة مثله مثل القيادة تحت تأثير الكحول.
الدكتور
في علم النفس الاجتماعي راديم بادوشيك، من جامعة بالاتسكي في اولوموتس
(التشيك)، أجرى بحثا في هذا المجال، وأكد أن التحدث عبر جهاز «الهاندز
فري» أو سماعات الأذن الخاصة بالموبايل «لا يخفض الخطر ولا يلغي احتمالات
التسبب في حوادث مرورية وما شابه ذلك، بل على العكس، لأن السائق في هذه
الحالة ينتابه شعور مزيف بالأمان، ويعتقد أن لا شيء يهدده»!
وتحدث د.
بادوشيك عن دراسة مسحية شملت 16 طالبا جامعيا، طلب منهم الحضور الى
المختبر ومن ثم جرى تكليفهم بعدد من المهمات المشابهة لقيادة السيارة، على
أن ينفذوا تلك المهام وفي الوقت نفسه يتحدثون عبر الموبايل مباشرة أو عبر
السماعات.
وتبين ان الجهد الذي بذله هؤلاء الطلبة أثر بشكل سلبي ومباشر
في انتباههم. فقد كان أداؤهم للمهمات التي طلبت منهم ضعيفا (بالنسبة لمن
تحدث مباشرة على الهاتف أو عبر السماعات).
وتابع بادوشيك: «بشكل عام
فان دماغ الإنسان يصب، أكثر ثقلا أثناء قيادة السيارة، مما يعني من
الناحية العلمية أن بعض السائقين لا يتذكرون مقاطع الطرق التي تجاوزوها،
سواء أثناء استخدام الهاتف الموبايل مباشرة أو عبر السماعة».
وأبدى
بادوشيك استغرابه من أنه لا تتم معاقبة السائقين الذين يتحدثون عبر
السماعة، مع أن تأثيرها السلبي أكبر من تأثير الكحول، على حد قوله.
من
جهتها، أجرت صحيفة ملادا فرونتا دنيس اختبارا على ردود فعل السائقين الذين
يستخدمون سماعة الموبايل تجاه حدوث طارئ أمامهم، وهم يقودون سياراتهم
بسرعة 70 كلم في الساعة. وتبين أن هؤلاء استخدموا الفرامل بعدما قطعوا 22
مترا في 1.2 ثانية، في حين أن الذين لم يتحدثوا بالهاتف استخدموا الفرامل
بعد 9 أمتار، أي أن الفارق بينهما 13 مترا. أما في حال التحدث بالهاتف
الموبايل مباشرة فان رد فعل السائق يأتي متأخرا بفارق 18 مترا، مقارنة
بالسائق الذي لا يتحدث بالهاتف.