في وداع الدكتاتور - صبحي موسى
صفحة 1 من اصل 1
في وداع الدكتاتور - صبحي موسى
عم مساءً يا سيدي الدكتاتور
لا بد أنك حزين
لأن السفن التي جاءت لأجلك
تقف الآن
في منتصف الطريق
أعلم أنك غاضب بعض الشيء
وأن سنواتك التسعين لم تكتمل بعد
وكنت تحلم
لو أن فائزاً واحداً بنوبل
كان بمقدوره صهر الأوسمة العديدة التي على صدرك
لجعلها أنبوباً
يطيل الحياة
لكنك لا تعلم كم الجماهير التي أحبتك
وخرجت بالزهور لوداعك
ولو أنك رأيتهم
لتوقفت عن التلويح من النافذة منذ زمن
ونزلت تطرق الأرض بأقدامك
فربما منحتك قلوبهم
رائحة المغفرة
ما بين الميناء والبيت
سبعون خطوة
يلزم لقطعها سبعون ألف رأس
وجملة من الجثث النافقة
لكنها جميعاً
لا تشبع شهية الربان الذي
انتظر في المحيط سنوات
كي يجيء من أجلك
لا تخف يا صاحبي
فعيون الفلاحين المطموسة بالرمد
وأجسادهم التي جفت على عودها
لم تعد قادرة على الحقد
فجميعهم مصابون بالزهيمر
وضيق التنفس
ولن يعرفوك حين تمر
بغير زيك الرسمي
من بينهم
يمكنك أن تقف الآن أمام الشاشة
غاضباً
لتعلن أنك لن تذهب
يمكنك أن تطلب من رجالك
عمل مسرحية جديدة
تليق بعجوز لا يحب المشي على الصراط
ويمكنك أيضاً
أن تدخن حجراً من التفاح
وتقصف جريدة في وجه رجل غامض
ثم تزحف نحو الميناء في فخر
لأنك الذي قررت الرحيل
سنعد ذلك قراراً استثنائياً
سننفخ في البوق من أجله
ونمكث عدة سنوات حداداً
لا نرفع علماً
ولا نهنئ امرأة على ولادتها
لكننا
سنطبخ نشيداً خالداً
يليق بجلوسك على المركب
عم وداعاً
لأننا
لا نحب غير الأقدام التي عفرها التراب
والوجوه التي لوحتها الشمس
وسقطت من أذهاننا برفق
في دفتر الحضور والغياب .
القبس
الخميس 17 فبراير 2011
لا بد أنك حزين
لأن السفن التي جاءت لأجلك
تقف الآن
في منتصف الطريق
أعلم أنك غاضب بعض الشيء
وأن سنواتك التسعين لم تكتمل بعد
وكنت تحلم
لو أن فائزاً واحداً بنوبل
كان بمقدوره صهر الأوسمة العديدة التي على صدرك
لجعلها أنبوباً
يطيل الحياة
لكنك لا تعلم كم الجماهير التي أحبتك
وخرجت بالزهور لوداعك
ولو أنك رأيتهم
لتوقفت عن التلويح من النافذة منذ زمن
ونزلت تطرق الأرض بأقدامك
فربما منحتك قلوبهم
رائحة المغفرة
ما بين الميناء والبيت
سبعون خطوة
يلزم لقطعها سبعون ألف رأس
وجملة من الجثث النافقة
لكنها جميعاً
لا تشبع شهية الربان الذي
انتظر في المحيط سنوات
كي يجيء من أجلك
لا تخف يا صاحبي
فعيون الفلاحين المطموسة بالرمد
وأجسادهم التي جفت على عودها
لم تعد قادرة على الحقد
فجميعهم مصابون بالزهيمر
وضيق التنفس
ولن يعرفوك حين تمر
بغير زيك الرسمي
من بينهم
يمكنك أن تقف الآن أمام الشاشة
غاضباً
لتعلن أنك لن تذهب
يمكنك أن تطلب من رجالك
عمل مسرحية جديدة
تليق بعجوز لا يحب المشي على الصراط
ويمكنك أيضاً
أن تدخن حجراً من التفاح
وتقصف جريدة في وجه رجل غامض
ثم تزحف نحو الميناء في فخر
لأنك الذي قررت الرحيل
سنعد ذلك قراراً استثنائياً
سننفخ في البوق من أجله
ونمكث عدة سنوات حداداً
لا نرفع علماً
ولا نهنئ امرأة على ولادتها
لكننا
سنطبخ نشيداً خالداً
يليق بجلوسك على المركب
عم وداعاً
لأننا
لا نحب غير الأقدام التي عفرها التراب
والوجوه التي لوحتها الشمس
وسقطت من أذهاننا برفق
في دفتر الحضور والغياب .
القبس
الخميس 17 فبراير 2011
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» الدكتاتور والمضحك - المبكي
» محمد صبحي يقلد مذيعي قناة الجزيرة
» رحل درويش
» موسى عليه السلام
» العربية في خطر /موسى الأسود
» محمد صبحي يقلد مذيعي قناة الجزيرة
» رحل درويش
» موسى عليه السلام
» العربية في خطر /موسى الأسود
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى