1 - احتفال و احتفاء



قال المدير صباحا :" اليوم أيتها العاملات ، سنحتفل بعيدِكن الأمَمِي، و بالمناسبة ،سأطوف عليكن بنفسي ، و بمَعيَّة

كاتبتي العاشرة لأرى مدى تفانِيكُــــنَّ في خدمة شركـــــــتي ، و سأقف على أناملكن الرقيقة و هي تسابق الزمن لتحظى

بعطفي و رضاي. فهنيئا لكُـــــنَّ هنيئا " قال هذا وهو يُــــطِلُّ على الأنامل المسحوقة من شرفة بيته دون أن يُدرك أن

اللواتي يُثَــــبِّــــتْنَ أقدامهن على الأرض لا يهتمن بخطابه بقدر ما ينظرن إليه مُــــــعــــلَّــــقا بين السماء و الأرض.

2- أزمة طلاق...يوم ثامن مارس.

بدار القضاء ، كان الزوج يصر على تطليق زوجته ، لأنها - حسب زعمه- أبَتْ إلا أن تحتفل بيومها الخالد متحدِّية

له وهو بعلها الذي عليها تبجيله ، لأنه إمبراطور عظيم يحمل منذ الأزل تاج الرجولة : شنَب و ذَنَب ورغم هذه

الحجج ، فقد أجل القاضي الطلاق إلى ما بعد ثامن مارس احتراما للمرأة و إنصافها .

3- مدونــــــــــــــــــة الأحوال.....وبعد.

سألتني تلميذتي الفضولية عن حظها في مدونة الأحوال المعدَّلة. و لِتفادي الجواب الكئيب أهديتها النسخة التي أملك

منها ، وكنت صامتا على غير عادتي ، فتسَـــلَّمــــتْها بِلَهفة و كان البِشر يعلو وجـــــهــــهـــا.

و في الغد ، لم أُفاجأْ حينما وقفت أمامي صامتة وهي تـــــــــــرُدُّ إليَّ نسخــــــتي.....

4-مطـــــــبخ المساواة.

دخل الزوج إلى البيت و هو نشوان من الفرح حاملا خبرا سارا لزوجته التي لا تبرح البيت ، فقال : " اليوم أصدرت

جمعيتنا بيانا يطالب بالمساواة بين الرجل و المرأة ... ألا يسرُّكِ هذا ؟ نحن في خدمتك يا زوجتي العزيزة ".

تصوَّروا معي ردَّ زوجته .... كانت منهمكة في إعداد مائدته الغذائية بالسرعة التي يريدها و يداها ترتعشان مخافة أن

ينفجر في وجهها كعادته ، و يتهمها بالتقصير في خـــــــــــــدمــــــــــتـــه[/size

[size=12]عبد الرزاق دكان ،جريدة
الطريق ، عدد 275 بتاريخ 23 مارس 1995 ( بتصرف و تغيرالعنوان.)