الصّمتُ يجهشُ ثالثُنا \ علال الحجام
صفحة 1 من اصل 1
الصّمتُ يجهشُ ثالثُنا علال الحجام
بدأنا اثنينِ
يحضُن باقةً من فرْحنا السّنى
كالأرض تحضن خميلَها السّماءْ
وكان الأمَلُ المتلألئُ
يمرَحُ في البيت ثالثَنَا...
وكان الهزارانِ ذاتَ ربيعٍ
يملآن الممرّ قلاعاً مدجّجةً بالشذا وضجيجاً جميلا،
ويرسمانِ بالأحلام الملوّنة
صوراً للجدّتين على المكتبِ الخشبي،
وصوراً لنا بخربشاتِ الضوءِ
على أغلفةِ الكتبِ،
يختصمانِ تارةً،
وتارةً ينخرطانِ في مهرجان الشّغبِ...
من يصدّق بعدَ إغماضةٍ
أن الرّسومَ أصبحتْ مراسيَ في الجزُر البعيدة،
والخربشاتِ سماءْ
يحلّق فوق غيومها الغيابْ،
وأصبح كلُّ حرفٍ جناحاً بحجم القمرِ؟
هل هاجرتْ حقّاً أغاريدُ الهزارينِ
إلى حيثُ يشرقُ شوقٌ
ويورقُ خفقٌ على شهقة النّهَرِ
في مجرّاتٍ تعتمرُ الثّلجَ
وترتدي غلالةَ الضّبابْ؟
أيّتها الكلماتُ العاثرة،
رجاءً لا تختصري غاباتِ الشّغَبِ الحارّ
في شرُفات السّمَرِ
تحيةً هاتفيةً سريعة
أو مجردَ تهنئةٍ مبتورةِ الحروفِ
يحملُها الواتس أوب
في عيد ميلادٍ أرقامُ تاريخِهِ تتخرّمُ في الذّاكرَة،
أو حتى بعضَ ما يمليه اللسانُ المثقلُ بأكياسِ التردّدِ
على الأمْواج الغامرَة
للحيلولةِ دون اصطدامِ زمنين
بالمجاذيف يتدافعانِ بين المدّ والجزرِ
في خُلجان النسيانْ،
تتجشّأ نافخَةً حولها فقاعاتٍ محشوّةً
بريش الذرائعِ تلتفّ توّاً على نفسها:
25 درجة تحت الصفر، إكراهاتِ الباصاتِ والميترو،
مواعيدِ طبيبِ الأسنانْ، تحويلاتِ البنك الشّهرية،
زياراتِ مقاولات التدريب، الامتحاناتِ التي لا تنتهي... كفى،
كفى، يا محنَ الصّقيع الإكراهاتِ المواعيدِ
التحويلاتِ الزياراتِ الامتحاناتِ لا تطاوعي
أهواءَ المدنِ الهائمةِ على وجهها،
وغالبي تماثيلَ تفترِسُ الإنسانْ،
وهو يُساقيها كؤوساً
على نخْبِ بسماتها الكاسِرَة...!
وها نحنُ... أنا وأنتِ فقطّ
في الطّريق الموحِشِ،
من يؤنسُ عزلتَنا الشّمطاءَ في الخلاءْ،
والطّيفُ الضّالعُ في الغِيلةِ
يترصّدُ خطواتِنا صيْفاً كالظلّ
ويمتصّ الأنداءْ...؟
كالأرضِ تحضُن سرّها السّماءْ
ها نحنُ... بقينا اثنينِ
أمامَ نخلتينِ خضراوينِ في مشارفِ المنى،
وها هو ذا الصّمتُ الرّاعِفُ
يجهشُ في البيتِ ثالثُنا...!
إفران، مكناس، مارس 2012
3/5/2012العلم الثقافييحضُن باقةً من فرْحنا السّنى
كالأرض تحضن خميلَها السّماءْ
وكان الأمَلُ المتلألئُ
يمرَحُ في البيت ثالثَنَا...
وكان الهزارانِ ذاتَ ربيعٍ
يملآن الممرّ قلاعاً مدجّجةً بالشذا وضجيجاً جميلا،
ويرسمانِ بالأحلام الملوّنة
صوراً للجدّتين على المكتبِ الخشبي،
وصوراً لنا بخربشاتِ الضوءِ
على أغلفةِ الكتبِ،
يختصمانِ تارةً،
وتارةً ينخرطانِ في مهرجان الشّغبِ...
من يصدّق بعدَ إغماضةٍ
أن الرّسومَ أصبحتْ مراسيَ في الجزُر البعيدة،
والخربشاتِ سماءْ
يحلّق فوق غيومها الغيابْ،
وأصبح كلُّ حرفٍ جناحاً بحجم القمرِ؟
هل هاجرتْ حقّاً أغاريدُ الهزارينِ
إلى حيثُ يشرقُ شوقٌ
ويورقُ خفقٌ على شهقة النّهَرِ
في مجرّاتٍ تعتمرُ الثّلجَ
وترتدي غلالةَ الضّبابْ؟
أيّتها الكلماتُ العاثرة،
رجاءً لا تختصري غاباتِ الشّغَبِ الحارّ
في شرُفات السّمَرِ
تحيةً هاتفيةً سريعة
أو مجردَ تهنئةٍ مبتورةِ الحروفِ
يحملُها الواتس أوب
في عيد ميلادٍ أرقامُ تاريخِهِ تتخرّمُ في الذّاكرَة،
أو حتى بعضَ ما يمليه اللسانُ المثقلُ بأكياسِ التردّدِ
على الأمْواج الغامرَة
للحيلولةِ دون اصطدامِ زمنين
بالمجاذيف يتدافعانِ بين المدّ والجزرِ
في خُلجان النسيانْ،
تتجشّأ نافخَةً حولها فقاعاتٍ محشوّةً
بريش الذرائعِ تلتفّ توّاً على نفسها:
25 درجة تحت الصفر، إكراهاتِ الباصاتِ والميترو،
مواعيدِ طبيبِ الأسنانْ، تحويلاتِ البنك الشّهرية،
زياراتِ مقاولات التدريب، الامتحاناتِ التي لا تنتهي... كفى،
كفى، يا محنَ الصّقيع الإكراهاتِ المواعيدِ
التحويلاتِ الزياراتِ الامتحاناتِ لا تطاوعي
أهواءَ المدنِ الهائمةِ على وجهها،
وغالبي تماثيلَ تفترِسُ الإنسانْ،
وهو يُساقيها كؤوساً
على نخْبِ بسماتها الكاسِرَة...!
وها نحنُ... أنا وأنتِ فقطّ
في الطّريق الموحِشِ،
من يؤنسُ عزلتَنا الشّمطاءَ في الخلاءْ،
والطّيفُ الضّالعُ في الغِيلةِ
يترصّدُ خطواتِنا صيْفاً كالظلّ
ويمتصّ الأنداءْ...؟
كالأرضِ تحضُن سرّها السّماءْ
ها نحنُ... بقينا اثنينِ
أمامَ نخلتينِ خضراوينِ في مشارفِ المنى،
وها هو ذا الصّمتُ الرّاعِفُ
يجهشُ في البيتِ ثالثُنا...!
إفران، مكناس، مارس 2012
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» عقيقة لسمفونية الموج ـ أحمد الحجام
» لا أنامُ قَرِيرَ الحُلْمِ ! أحمد الحجام
» علال وطامو !
» علال الفاسي
» مدرسة علال بن عبدالله - الزواقين
» لا أنامُ قَرِيرَ الحُلْمِ ! أحمد الحجام
» علال وطامو !
» علال الفاسي
» مدرسة علال بن عبدالله - الزواقين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى