الموسيقى والرقص...!

لست معقدا ولا من صنف التقليد الأعمى أو العصرنة العمياء لأني أخضع للذوق المؤدب لذلك أرى الأغانى العربية تعتمد فى موسيقاها وإيقاعاتها على الكلمات التى تهيمن على النوتة الموسيقية فأغلب الأغانى العربية لها ريتم واحد ينطبق على الكلمة والإيقاع ..فى حين لما ننصت للأغنية الغربية نجد الأورغ والبيانو والغيتار والساكسوفون والباطرى فى ناحية وبعيدة عن جو الكلمة فى التوزيع الغنائي ..المغنى يصدح فى جهة بكلماته الرائعة والموسيقى المنسجمة مع نفسها ولتمسرح الغناء تصدح فى جهات أخرى لتعوم السامع فيسبح بين الأنغام المتنوعة ..فنادرا ما نجد أغنية عربية لا توزع موسيقاها حسب الكلمات الملحنة ..هذا الرأي هو الذى جعلنى لا أنصت للأغانى العربية ذات الإيقاع المبني على توزيع الكلمات رغم أن الأغانى العربية استغلت سماعى لها باللغة العربية المهيمنة على العواطف فقط ..ولكم الحق لتحليل ما تريدون .

أما الرقص كنت أراه محتشما ومؤدبا عند السوسيين والوجديين وجبالة وزمور وغيرها من المناطق فكانت كل الرقصات تعتمد على الأكتاف وتحريك الأرجل والضرب بالأكف وتحريك الرؤوس فلا هز للبطن ولا تحريك لما بين السرة والركبتين ونفس الطرق الأخلاقية فى الرقص وجدت فى لبنان الدبكة وفى العراق وفى الأردن وفى دول الخليج إلى أن انتشر الرقص المعتمد على الهز يا وز أي الرقص الفاحش الخالى من الوقار رغم أن منطقة الرقص هاته مخارج عفونة عفنت الفن ..نعم عفونة تتحرك لتغري الشواذ والمعقدين جنسيا ..ففى الستينات رأينا الروك والتشا تشا تشا والصلو والتويست والماديزون وغيرها من الرقصات الغربية لا تحرك الوسط العفن وحتى فى رقصات الكوبوى ترفع الأقدام ونادرا ما يحرك الدبر وتحت السرة فى وضعية خفيفة ..أعتقد أن الذى دعم الرقص ونشره فى الفن أراد الإثارة والتجارة على حساب الملهوفين على الجنس ..قد نقول أن البطالة والفقر ألزما المتهافتين على المال استغلال الحالة .