صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شوقي والأخطل الصغير وعبدالوهاب: علاقة أدبية وفنية متميزة!

اذهب الى الأسفل

شوقي والأخطل الصغير وعبدالوهاب: علاقة أدبية وفنية متميزة! Empty شوقي والأخطل الصغير وعبدالوهاب: علاقة أدبية وفنية متميزة!

مُساهمة من طرف ربيع السبت 25 أغسطس 2012 - 18:15

شوقي والأخطل الصغير وعبدالوهاب: علاقة أدبية وفنية متميزة! H8ZBbHZruq

في حياة أمير الشعراء أحمد شوقي لحظة فارقة ومؤثرة هي لحظة مبايعته بإمارة
الشعر في احتفال كبير أُقيم بدار الأوبرا المصرية في 29 أبريل سنة 1927، أي
قبل حوالي خمس سنوات من وفاته عام 1932. وقف شوقي في هذا الاحتفال، وألقى
قصيدة، يرتبط قسم كبير من ابياتها بهذه المناسبة، ولكنها تتضمن أربعة ابيات
لافتة، تدل على ان الشاعرية عنده هي عبارة عن إلهام علوي، وقد بدأها ببيت
يشير فيه الى ان الذين اختاروه لإمارة الشعر «إنما اظهروا يد الله عنده»
وهي يد لا فضل يُذكر له فيها».
يقول شوقي في القصيدة:
إ.نَّما أَظهَروا يَدَ اللَه عندي
وَأَذاعوا الجَميلَ من إحسانه
ما الرَحيقُ الَّذي يَذوقونَ من كَر
مي وَإن عشتُ طائفاً بدنانه
وَهَبوني الحَمامَ لَذَّةَ سَجعٍ
أَينَ فَضلُ الحَمام في تَحنانه
وَتَرٌ في اللَهاة ما للمُغَنّي
مــن يَــدٍ في صَفائه وَليانه
كان
شوقي يشكر الله على فضله، ويعتبر أن من أوتيه من النبوغ والعبقرية إنما هو
هبة من الله لا يد له فيها، والأمر شبيه بالسجع الذي عند الحمام، فمردّه
الى وتر في اللهاة، وهي لحمة مشرفة على الحلق، منها يصدر هذا السجع، فأي
فضل للمغني إذا أوتي مثل هذا الوتر في لهاته.
المبايعون
كان شوقي
سعيداً في ذلك اليوم. فقد بايعه بإمارة الشعر لا شعراء مصر وحدهم، باستثناء
نفر محدود منهم على رأسه عباس محمود العقاد، بل شعراء عرب كثير ممن حضر
بعضهم شخصياً لهذه المبايعة، في حين بايع الباقون بقلوبهم أو برسائلهم. ومن
هؤلاء الأخيرين الشاعر بشارة عبدالله الخوري، المعروف بالأخطل الصغير،
وكان يكنّ مودة بالغة لشوقي، هذا إن لم نقل إنه كان مفتوناً به إلى أبعد
حد.
والغريب أن الأخطل الصغير بويع بإمارة الشعر بعد وفاة شوقي في
احتفال كبير أقيم في قصر الأونسكو ببيروت بتاريخ 4 يونيو من عام 1961، أي
بعد 34 عاماً من مبايعة شوقي، وثلاثين عاماً من رحيله، ولكن الأخطل بدا
شاكياً، أكثر مما بدا شاكراً كما كان شوقي، كان قد انهدّ عوده، وهرم، ولم
تعد القوافي والأوزان تطيعه كما كانت تطيعه في شبابه وكهولته، ولم تعد
الحياة بالرحابة والحلاوة نفسها التي عرفها في الماضي، حمالاً وحسناً
وشموساً وأقماراً.
لا وتر في العود
إنه تقرير حزين عما كان عليه، فلا
شمس ولا قمر، فكيف بمن لا وتر في عوده؟ و ما للقوافي إذا حاول الاقتراب
منها تنفر وتعصي، وهي التي طالما ارتوت من دمعه ودمه، وغنتها ليالي الوجد
والسهر؟
انها الابيات الاخيرة للأخطل الصغير بعد حياة شعرية صاخبة، كان
خلالها رمزاً من رموز الشعر العربي في زمانه وقمة من قممه، يروي ابنه
عبدالله، وكان شاعرا ايضا، ان وفدا من شعراء لبنان في المهاجر الاميركية،
حضر بعد حفل مبايعة والده الى لبنان ليقيم بدوره حفل مبايعة آخر للأخطل،
وكان من الطبيعي ان يشارك الأخطل في الحفل بحضوره، وبقصيدة أو بعدة ابيات
منه بالمناسبة.
ولكن القوافي تعصي وتتمنّع فما الذي فعله الأخطل؟ طلب من
ابنه عبدالله أن يكتب له قصيدة يلقيها الأخطل، ولكن على أن يذيع عبدالله
حقيقة ما حصل بعد رحيل والده!
السنوات العجاف
على أن السنوات الأخيرة
من حياة الأخطل اذا كانت سبعاً عجافا فإن السنوات الخمس الأخيرة من حياة
شوقي بعد مبايعته لم تكن كذلك أبداً، فقد شهدت فورة شعرية كما شهدت ثورة
تأسيسية في الشعر العربي إن جاز التعبير خلال هذه السنوات الخمس كتب أمير
الشعراء ست مسرحيات، منها خمس مسرحيات شعرية إحداها «مجنون ليلى»، التي
يغني محمد عبدالوهاب مع اسمهان بعضا منها، كما يغني وحده قصائد اخرى منها
مثل «جبل التوباد» و«تلفتت ظبية الوادي» وهذه السنوات الخمس يتوقف دارسو
شوقي مليّا عندها، لأنها كانت سنوات تأكدت فيها صفة شوقي «المجدّد» وترسّخت
الى جوار شوقي الكلاسيكي أو «الإحيائي» او «إمام شعراء الإحياء» كما كان
يحلو لعباس محمود العقاد، أبرز منافسيه، أن يطلق عليه، وكان المسرح الشعري
لشوقي هو ابرز انجازاته التجديدية في هذه المرحلة، وقد سدّ بمسرحه هذا ثغرة
قديمة في الشعر العربي، قديمه وحديثه، تتمثل في غياب المسرح الشعري فيه،
ولا يخطئ دارسوه عندما يعتبرون سنواته الاخيرة هذه أعظم سنواته الشعرية.
قامتان
طبعا
ثمة فارق بين مكانة كل من الشاعرين، كلاهما أمير بالطبع، ولكن أحدهما كان
متقدما على الآخر، كما على سائر الآخرين في زمانه، شوقي شاعر قوي يقارَن
بفحول شعراء التراث، وعلى رأسهم المتنبي.
الأخطل الصغير شاعر كبير،
ولكنه متواضع القامة أمام قامة شوقي العالية، وديوانه الشعري ديوان محدود
الصفحات بالنسبة لديوان شوقي، الذي يتجاوز الثلاثين ألف بيت، وفيه من
الفتوح الشعرية مالا يقارن إلا بشعر الشوامخ في التراث، وعلى رأسهم
المتنبي، الأفق الشعري عند شوقي أرحب، ولكن أحدا لا ينكر ما للأخطل الصغير
من قائد خالدة، بعضها تغنى به المغنون.
وكان شوقي قد عرف الأخطل الصغير
في العشرينات من القرن الماضي، عندما كان يزور لبنان في فصل الصيف عادة.
وقد نشأت بين الشاعرين صداقة صافية غير مألوفة عادة بين الشعراء.
من
مظاهر ذلك ان الأخطل الصغير كان يلزم مجلس شوقي إبان زياراته اللبنانية
هذه، وكان يشيد به ويعتبر نفسه واحداً من تلامذته ومريديه. وهذا ما ذكره
الأخطل في مقابلة صحفية له في أواخر حياته. في هذه المقابلة قال الأخطل انه
كان يحبّ شوقي كثيراً. «تعرّفت الى شوقي في بيت الرئيس شارل دباس في مدينة
عاليه. كان شوقي قد نجا بأعجوبة من اصطدام كاد يودي بحياته، فقال له شوقي
يومها: «لو متُّ كنت سترثني».. وقد طالت صداقتنا الى ان توفي فرثيتهُ
بحرقة، وقد أشرتُ الى ذلك في مرثيتي له حين قلتُ:
سألتنيه رثاءً خُذْهُ من كبدي
لا يؤخذ الشيءُ إلا م.ن مص.اد.ره!
في رثاء شوقي
والواقع
ان قصيدة الأخطل في رثاء شوقي، وقد حضر خصيصاً الى القاهرة للمشاركة في
حفل تأبينه، تؤلف واحدة من أروع قصائده، وفيها تذكير بحادثة عاليه،
والاصطدام الذي تعرضت له سيارة شوقي وهي في الطريق إليها:
شوقي! أتذكرُ إذ «عاليه» مَوع.دُنا
نمنا وما نام دهر عن تعادره.
وأنتَ تحت يد الأسي ورأفته.
وبين كلّ ضعيف القلب خائره
ولابتسامت.ك الصفراء رجفتُها
كالنجم. خلفَ رقيقٍ من ستائره
ونحن حولك عُكّافٌ على صنمٍ
في الجاهلية ماضي البطش قاهره
سألتنيه رثاءً خُذْهُ من كبدي
لا يؤخذ الشيءُ إلا من مصادره!
«جفنه علّم الغزل»
وبعد
رحيل شوقي، يتابع عبدالوهاب صداقته مع الأخطل الصغير فلا يزور لبنان مرة
إلا ويلتقي خلالها مرات ومرات بصاحب «جفنه علّم الغزل»، ويطلب منه قصائد
لغنائها، وفي سيرته أنه طلب منه مرة أن يغني له قصيدته «اسقنيها بأبي أنت
وأمي»، فأذن له بذلك، الا ان اسمهان كانت اسرع منه الى غنائها، فعتب عبد
الوهاب عليه، وإن رد ذلك الى ضعف الشاعر، والشعراء، عموماً، امام الأنوثة
والجمال!.
على ان الاخطل وإن فاته حفل مبايعة شوقي بإمارة الشعر، فلم
يفته حفل تأبينه في القاهرة عام 1932، وصل الى القاهرة مريضاً تأكله الحمى،
فأوى الى فراشه في الفندق، ولكن وجهاء الجالية اللبنانية في مصر داهموه في
غرفته، وألبسوه بأنفسهم ثيابه قائلين له: «لبنان الآن بالدق» اي ان حضورك
الحفل مسألة وطنية لبنانية لا مسألة شخصية، ويقول الاخطل انه لو تأخر ساعة
لفاتته المناسبة، يومها ألهب الاخطل القاعة بالتصفيق، وهو يناجي أميره
وحبيبه:
قف في رُبى الخلد واهتف باسم شاعره
فسدرة المنتهى أدنى منابره
وامسح جبينك بالركن الذي انبلجت
اشعة الوحي شعراً من منائره
إلهة الشعر قامت عن ميامنه
وربة النثر قامت عن مياسره
قال الملائك مَن هذا؟ نقيل لهم:
هذا هوى الشرق هذا ضوء ناظره
هذا الذي نظم الأرواح فانتظمت
عقدا من الحب سلكٌ من خواطره


جهاد فاضل - القبس
ربيع
ربيع

ذكر عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى