نظرات برغوت ثاقبة ..يلاحظ ويتفرس الوجوه ..له ذاكرة قوية كلما تجول بين المواطنين والمواطنات ..شاهد خلال جولاته رجلا يغادر كل مرة مكانا من الأمكنة الفاسدة ..سجله التكرار فى مخيلة برغوت ..وفى إحدى الفترات المخصصة لمص دم التغذية وبعد الشبع من السائل الأحمر المنعش ..لمح عددا من المصلين يتجهون نحو مسحد من مساجد المدينة ..وفجأة راى ذلك الرجل الذى كلما لقيه خرج من الفساد يسير فى اتجاه لا يعلمه فاعتقد أنه يتواجد بالصدفة ..كاد أن يهمل برغوت أمره لكنه تراجع حين تيقن من توجهه نحو مكان الصلاة ..رفرف برغوت فحط بين ملابسه وجسمه ..وبمجرد بدايته للصلاة لسعه لسعات إيمان بالحق ومحاربة للنفاق ..حك الرجل ليخفف ألم القرس كي يستمر فى نفاقه ..لكن برغوت ضاعف عملية اللسع إلى أن غادر الرجل الصلاة متجها نحو دورة المياه ليبحث عن سبب الألم المبرح ..أزال لباسه من على جسمه محتفظا فقط بما يستر عورة مذنب ..ظهر أحد المتأخرين عن الصلاة ليتوضأ شاهد منظر الرجل ..

المتأخر : مابك ؟

الرجل : أشعر بألم من قرس لا أدرى سببه !

المتأخر : إنه الوسخ إن اختلط بالعرق

الرجل : لا ..لقد كنت فى الحمام التقليدي بالأمس

المتأخر ينظر إليه مليا : هذا قرس البراغيت

الرجل: كيف عرفت ذلك والمدينة تخلو من الحشرات الضارة ؟؟

الرجل: أعرف أثار بعض الحشرات ..فربما قضيت ليلة فى مكان قذر ..المهم أودعك

أكمل الرجل وضوئه ..تقدم نحو الصفوف الأخيرة ليصلي صلاة الفائت .

الرجل فى نفسه : قال المتأخر عن الصلاة وأنا تاركها الآن .. القرس من الوسخ وأضاف مبيتى فى القذارة ..أرانى أصلى صلاة المنافقين وهم فى الدرك الأسفل من النار .

ومنذ هذه الحادثة التأديبية لم يلتق برغوت بالرجل كالعادة ...!