صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في صراع الجهالات وحاجتنا للأمل

اذهب الى الأسفل

في صراع الجهالات وحاجتنا للأمل Empty في صراع الجهالات وحاجتنا للأمل

مُساهمة من طرف izarine الأحد 16 سبتمبر 2012 - 22:36

ما يحصل منذ ثلاثة أيام،
تفاعلا مع الفيلم الذي صنف مسيئا للإسلام ورسوله، يعطينا فرصة جديدة لتأمل
الخراب حولنا، والإنصات لناقوس الخطر، الذي يُقرع عاليا، مانحا إيانا فرصة
جديدة، قد لا تتكرر، للتفاعل والاستنفار، فما حصل في بنغازي واليمن ليس
ببعيد عنا، وطرائق التفكير السائدة هناك تزحف وهي توجد فعلا، لكنها خامدة
أحيانا ونشطة بأشكال مختلفة أحيانا أخرى.
-1-
في البداية يمكننا القول تناصا مع فكرة القرآن، أن: كل من يقتُل نفسا،
احتجاجا على رأي سياسي أو فني أو ديني، حتى ولو كان ذلك الرأي ضد أوهام
قبيلته ودينه وثورته، ونعلن حُزننا بداية على أرواح شهداء الرأي والاختلاف
والخريف، هو حداد على أرواحهم مهما كان شكل الوهم الذي يتبنوهُ، والإختلاف
بيننا.
ويشرح لنا لسان العرب، أن الوَهْم،من خَطَراتِ القلب، ويُجمع على أَوْهامٌ،
وتَوَهَّمَ الشيءَ: تخيَّله وتمثَّلَه، كان في الوجود أَو لم يكن.
-2-
ما يحدث طفحٌ عما نعيشه مؤخرا، هو في العمق صراع بين الجهالات،وليس من صراع
الأديان المفترض في شيء،إذ في الوقت التي تظل الأديان صامتة في النُصوص،
يأتي القارئ وذو المصالح السياسية لينطقها ، فبدل أن يجعلها منبعا لحرية
تعبير وحافز انتقاد وتفكير، هو طيلة اليومين السابقين يركب عليها مطية
للزعيق والقتل والحرق والجهالة والاستغلال والانتهاك؛ وحاشاه أن يكون صراعا
بين الأديان.
-3-
في مقابل فيلم بئيس الإخراج والتصوير، يتهم رسول الإسلام بالكذب، والمسلمين
بالعنف.. لم يكن قد رآه أحد، على الرغم من أنه موضوع على اليوتوب منذ
أشهر.. يبدو أن أصحاب الأهواء السياسية والجهالات المذهبية، قررُوا
استعادة الحضور وتنشيط أعصاب الزعيق، فخرجوا في مظاهرات ليست من السلمية في
شيء، أٌحرقت فيها سفارة أمريكا في بنغازي الثلاثاء، وقُتل السفير كريس
ستيفنز، وأربعة موظفين في السفارة، و اقتحمت أمس السفارة الأمريكية بمصر
وأطلقت النار في اليمن على مقتحمين، ومئات الجرحى هنا وهناك، والأمور قد
تتطور باتجاه الأسوأ، قبل أن تخمد، وسيفاخر الجهلة بأنهم أحرقوا نسخ
الإنجيل (انتقاما، وهذا حدث فعلا صبيحة الاربعاء بمصر..)، ورفعوا أعلام
القاعدة وصاحوا بالقتل والإنتقام والتطهر بالدم، لينفوا اتهامهم بالعنف (في
الفيلم السيء البئيس)، بعنف أشد، وكأنها الكوميدية السوداء، يحتجون لنفي
الاتهام بجريمة، بارتكابها أمام العدسات العالمية، وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنيعا.
أشير الى أن كريس ستيفنز عاش لمدة غير قصيرة، في المغرب، في الأطلس
الكبير، فاعلا جمعويا ومنصتا لحكمة رجل الجبل، ومدرسا للغة الإنجليزية.
كريس جثا عند جثة القذافي، بعد أن شاركت قوات بلاده في قتله ولم تدافع عن
حقه في المحاكمة العادلة، وها نحن نراه يُقتل هو الآخر دليلا واضحا على أن
التطهر بالدم والقتل نجاسة، وأن آلة القتل دوارة، إذا بدأت لا تستثني أحدا.
-4-
يُحكى أنه في بغداد، وبالضبط في القرن الثالث الهجري، كتب أحدهم كتابا،
عنونه «لماذا لا أومن بالله»، وحكى فيه أن الرسول محمد كذب (لا يستفزك ذلك،
لأنه لو كان يصدقه لكان مؤمنا أصلا)، وتحدث عن فكرة الله وقال إنها وهم
يلجأ له الكسالى... والكثير من الكلام المباشر، حول ما يراه من الله ومن
الرسول والإسلام.. تخيلوا في القرن الثالث الهجري حدث ذلك، لما خرج المخطوط
وانتشر بين الناس، لم يقتله أحد، ولم يقم أحد مظاهرة أو يحرق أو ينفجر، ما
حدث بالضبط هو أن مؤمنا رد بكتاب سماه «لماذا أومن بالله».. والناس تتحاور
بشكل حر، وتعبر عما يجول في جماجمها، دون خوف على تلك الجماجم من
الاقتلاع.
-5-
لقد انكمش طيلة سنتين من «الربيع العربي»، ظهور علم القاعدة ووجوهها، وخرجت
الجماهير مطالبة بشعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، تتبنى
السلمية طريقا للاحتجاج وأخذ الحقوق، واتخذت الديكتاتوريات العنف
والاعتقالات طريقة للتفاعل والتعامل، وأحبطت وقمعت، وتحالفت الشروط الذاتية
و التوازنات ليتقلص الحماس لتلك القيم، وتعود الإحباطات والعدم.
والصراع بين أولئك الذين يدعون للمُستقبل المليء بالحُب والحرية، وأولئك
الذين يدعون للغرق في الماضي والموت.. يستعين فيه الماضويون بمحبطي الأمل
.. وبدل الأيام التي توارى فيها سفراء التخلف والجهلة وداعمو القتل، الآن
مع الإحباط ها هم يعودون للظهور ليحرقوا وينشروا سُمهم.
ما يفترض أن نعيد السؤال عن حاجة من لمن، وحول إعادة بحث وتلمس الطريق نحو الأمل والحماس، بما فيه خير بلادنا.
-6-
«أيها المراؤون، توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الإنسان، ودافعوا عن الإنسان كي يتمكن من التعرف على الله» جبران خليل جبران.

حمزة محفوظ - الاتحاد الاشتراكي - 15-09-2012
izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى