إلى روح أمي
صفحة 1 من اصل 1
إلى روح أمي
إلى روح أمي، سيدة البهاء، وقد ألمَّ بنا القضاء عصر جمعة يوم 16 نونبر 2007
رحمها الله رحمة واسعة:
سألتكِ يا أمِّي .. قليلا مِـنَ العمْـر = لأبكي طويلا ما أتانـي مِـنَ الأمـر
سألتـكِ أنْ تبقـيْ قليـلا .. لأمَّحي = أنا طيَّ عينيكِ ابتساما فـلا أدري
وما كنتُ أدري غيـرَ أنـيِّ أمُدّنـي = إلـى جوهـرٍ يحنو .. بكوثـره الثـرِّ
فأدنو .. وأميِّ تُشرعُ الصَّدرَ رقة = على ألق ينـدى كأنـيِّ إلـى فجــر
وأرنـو .. إلـى أمـيِّ وهالـةُ نورهـا = بهاءٌ تجلىَّ .. إذ تجلىَّ بـلا ستـر
تحلـىَّ .. بكـلِّ المكرمـاتِ فضيـلـةً = فأملى كتابَ المعلواتِ علـى الفخـر
تملىَّ يـــدا بَيضـاءَ فانفلقَ السنى = وألقى يدا بيضاءَ تسعى إلى الخير
تهمُّ .. برؤياهـا التفاتًـا إلـى النَّـدى = طريقـا .. لترويهـا .. بزاويـةِ الذكـر
إذا استبقـا .. كانـتْ سنابلهـا مـدىً = ولا بابَ .. إلا مِـنْ سنابلهـا الخُضـر
وإنْ عبِقا ..منْ سيرةِ الـورد مقصـدًا = أهابـتْ بـه .. أمـيِّ .. فلـوَّحَ بالعطـر
وأمـيِّ .. كأنـيِّ أشهـد البِـرَّ مَحتـدًا = لأميِّ .. كأنـيِّ ..سـاردٌ سيـرةَ البِـرِّ
فيـا شعـريَ الآتـي .. إلـيَّ.. مهابـة = إذا الخطبٌ.. وثَّابٌ بخطوٍ مِـنَ الذعـر
أرقْ .. بالبَيـانِ الحاتمِـيِّ .. بـلاغـة = وشُقَّ .. لها .. ثوبًــا .. بمَرثيـةِ العمْـر
وخذني .. إلـى أمـيِّ بقافيـةِ الأسـى = أكونُ بها .. كسرا تهاوى مِـنَ الكسر
وخذني .. فقـد جـارَ الزمانُ ..إغـارةً = وأخنى على قلبـي .. بمُرجِفـةِ الجَـور
أتـى.. بَغتـة .. كـانَ المكـانُ .. بأهلِـه = فأقوى .. ليشقى .. مثلَ ليلٍ بـلا فَجر
فيـا بَغتـة .. أصْمـتْ .. بكـلِّ سهامِهـا = ألا صدرَ للبلوى يلوحُ .. سوى صدري ؟
سألتك .. يـا أمـيِّ .. قليـلا مِـنَ النِّـدا = لأخرق .. لغوَ الوقـتِ .. بالهاتِـفِ الحُـرِّ
لأرقـى .. إلـى دنيـا يديـكِ .. أضمُّنـي = إليكِ .. لأبقى في يديـكِ.. مَـدى الدَّهـر
وأبقى .. كأنـيِّ.. أشرئِـبُّ .. ابتسامة = لديكِ .. كأنـيِّ .. مِـنْ مُعتقـة .. الخمر
لأسقـى .. كؤوسًـا لا سمـيَّ.. لروْحهـا = وريحانِها .. تهمي شموسًا مِـنَ الطهـر
وأسكـرَ .. يـا أمـيِّ .. ولا قـدحٌ.. هُـنـا = سواكِ .. ولا جُرحٌ سوايَ .. إلى سكر
كأنـيِّ .. جِـراحٌ جامِحـاتٌ .. بملحِـهـا = على غِيرٍ .. تلهو بلوحـي .. وبالعمـر
ألـوحُ .. فـلا أبـدو .. وللحُـزن .. آيـة = وآيتيَ الكبــرى .. وشاحٌ مِـنَ الجمـر
يُدثرنـي نـارًا .. تُعربـدُ .. فـي دمــي = ويعرى .. لأسري في جوائحِه الحُمر
أخافُ .. فيا أميّْ .. لوحْـديَ .. آهـةٌ = يُصعِّدها ليلـي الطويـلُ .. إذا يَسـري
وليلـي .. امتـدادٌ مُستبـدٌ .. بخَـطـوه = فيا وحديَ الحيران .. خذ خطوةَ السرِّ
وخـذكَ .. إلـى أذكـار زاويــةٍ .. رأتْ = وخذني إلى أميِّ .. على خافق الذِّكـر
يَقِـرُّ بـه .. وحْـدِي .. خليـلا وصاحِبًـا = فيا صاحِبي أدركْ .. بأجنحـةٍ خُضـر
فأميِّ .. على هَـام المَحبَّـةِ .. حالُهـا = وحَيرتُها .. إمَّـا المَقـامُ .. إلـى نبـر
وأميِّ .. تَضُـمُّ اللائِحـاتِ بصدرهـا = وتكتمُ .. مَعنى اللائِحـاتِ .. عَـنِ الغيـر
وأميِّ .. تبثُّ الخيرَ بسطـا وقبضـة = يداهـا .. عيـونٌ .. للنَّـداوةِ والخيـر
عُيونٌ ..يَفيضُ البـذلُ مِـنْ عرصاتِهـا = كما النبلُ يأتي مِـنْ شمائلهـا الغُـرِّ
رأيتُ بهـا .. عمْـري وشـاحَ حديقـةٍ = منَ النور لواحًا .. علـى ورق الزهـر
رأيتُ زمانَ الـوِرد يكسـو مسافتـي = وأميِّ ترشُّ الوَرد.. بالمُرتقـى الوعـر
رأيتُ علـى الأبهـاءِ .. سَيـدةَ البَهـا = فغمغمتُ : أميِّ فـي مُعلقـةِ السِّتـر
فقيلَ: أكنـتَ الشِّعـرَ حتـىَّ تقولَـه = وما إنْ أتيتَ البابَ تَهتاجُ بالشِّعـر ؟
فقلتُ: أنـا حسْبـي أقـولُ قصيـدةً = لأميِّ .. وحسْبي أنَّهـا ذروةُ الفخـر
وحسْبـي عَــلاءً .. إذ أجــرُّ رداءَه = وأعبرُ، منْ نعمائِه، ومضـة السِّحـر
وحسْبـي .. سَنـاءً ساميًـا مُتلالـيًـا = أكونُ به همسًا .. لأنجُمِـه تسـري
تُناجي .. وبَرقُ الأفق يلهـثُ سمعُـه = نجيًـا .. ُتناجيـه مُطوقـة الـخِـدر
وكلٌّ إلـى كـلٍّ .. انتباهـة .. شاعـرٍ = تـأوَّبَ مَحزونًـا .. بغُصَّتـه البكــر
فغامَ المَدى .. والسَّابحـاتُ كوالـحٌ = مِنَ العسف حتىَّ التفَّ الضرُّ بالضـرِّ
وحتىَّ أنسـتُ الضاريـاتِ مَضاربًـا = تخبئُ لي .. ما كانَ مِخلبُـه يَبـري
وحتىَّ كنستُ الليـلَ فـي عنفوانِـه = ليكنسَني منه ارتحـالٌ إلـى الأسْـر
وليلي مديدُ الويل مـا كـاد يَرتخـي = ليهمي عميدَ القـول مُنفـرجَ الثغـر
ويَرسـمَ لـي بـدرًا .. علـى جنباتِـه = لأرسُمَني طفـلا علـى هالـة البـدر
وأكتمَنـي .. عنـيِّ.. وعــنْ وثبـاتـه = لتبسِمَ أميِّ في شفيفٍ مِنَ البشـر
وأحلـمَ أنـيِّ .. والزمـانُ.. مُداعـبٌ = إلى عُمرةٍ أسعى بأميِّ علـى الإثـر
وأنَّـا .. نُحَيـيِّ ثـمَّ .. مولـدَ أحمـدٍ = وأميِّ تُصلي .. ترفعُ الكفَّ بالشكـر
وأميِّ .. تَطـوفُ البيـتَ لاهجـة بمـا = تعالى دعاءً .. والخطى ومضةُ السـرِّ
فيا عُمـرةً بيضـاءَ كانـتْ سؤالَهـا = سألتكِ يا أمـيِّ قليـلا مـن العمـر
سألتـكِ يـا أمـيِّ عُطوفـا لأنجلـي = عليَّ كأنيِّ في المَمرِّ إلـى عسـر
يكـاد غيـابٌ عـنْ أنـايَ .. يَفتـنـي = أنا لا أنا .. أميِّ يُحيِّرني أمري
كأنيِّ أنـا رسـمٌ مُحيـلٌ .. كتابُـه = غبارٌ .. وأنداءُ الكـلام إلـى القفـر
سَــرابٌ .. أراه مُستحـمًّـا بقيـعـةٍ = خرابٌ بكلِّ السَّافيـاتِ إذا يسـري
وهـذا المتــاهُ المُستظِـلُّ.. بقامـتـي = يُطوِّحُ بي ما شاءتْ لـه يـدُ القهـر
وذاكَ الذهـابُ المُـرُّ .. يخـذلُ وثبتي = ويُسدلُ سترًا دونـه مُنتهـى العمْـر
رأيتكِ .. يا أمـيِّ علـى هــودج سَمـا = بكلِّ سَجايا الطهـر والخيـر والبـرِّ
تحفُّ به .. الألطـافُ .. زاجلـة الشـذا = وقد هتفـتْ بالعاليـاتِ مِـنَ الذكـر
وأجنحـة خضـرٌ .. تُرفـرفُ بالغـنـا = على بُسطٍ بيضـاءَ .. صوفيةِ القـدر
تخفُّ إلـى أمـيِّ .. فيأخـذهـا النـدى = إلى مكرُماتٍ باذِخاتٍ مِـنَ الخيـر
تَواجَـدتِ الأشيـاءُ بسطًـا وقبضـةً = وأمـيِّ تنـامُ الآنَ .. وضَّـاءةَ الثَّغـر
وأميِّ تُجلـيِّ الستـرَ تنظرني هنـا = وتعبرُنـي رؤيـا .. بأجنحـةٍ خُـضـر
وتسألني عنـيِّ وعـنْ إخوتـي أنـا = وعنْ عِقدنا المنظوم شعرًا مِنَ الـدرِّ
وتسألني عنْ أهلها كيـفَ أصبحـوا = إذا ما أتى الناعـي بولولـةِ الجَمـر
سألتكِ يـا أمـيِّ .. وحَـقِّ محبتـي = سألتكِ يا أميِّ .. قليلا مِـنَ الصبـر
لنقـرأ سِفـرًا ..بالدّعـاء مُكـوثـرًا = ونقرأ رحمانـا .. علـى شاهـد القبـر
لأمـيِّ .. صـلاة ثـمَّ أدعيـة تلـتْ = وسقيا .. على مرِّ العُهود.. مِنَ الدهـر
لأمـيِّ .. سَـلامُ الواقفيـنَ محـبـة = لطه .. شفيع الواقفيـن .. مِـنَ الذكـر
ولي وحْدتي الخرساءُ .. لكنني أمَـا
سألتكِ .. يا أميِّ قــليلا مِـنَ العمْـر ؟
أ. د. مصطفى الشليح
سلا:01 ذي الحجة 1428
12 دجنبر 2007
رحمها الله رحمة واسعة:
سألتكِ يا أمِّي .. قليلا مِـنَ العمْـر = لأبكي طويلا ما أتانـي مِـنَ الأمـر
سألتـكِ أنْ تبقـيْ قليـلا .. لأمَّحي = أنا طيَّ عينيكِ ابتساما فـلا أدري
وما كنتُ أدري غيـرَ أنـيِّ أمُدّنـي = إلـى جوهـرٍ يحنو .. بكوثـره الثـرِّ
فأدنو .. وأميِّ تُشرعُ الصَّدرَ رقة = على ألق ينـدى كأنـيِّ إلـى فجــر
وأرنـو .. إلـى أمـيِّ وهالـةُ نورهـا = بهاءٌ تجلىَّ .. إذ تجلىَّ بـلا ستـر
تحلـىَّ .. بكـلِّ المكرمـاتِ فضيـلـةً = فأملى كتابَ المعلواتِ علـى الفخـر
تملىَّ يـــدا بَيضـاءَ فانفلقَ السنى = وألقى يدا بيضاءَ تسعى إلى الخير
تهمُّ .. برؤياهـا التفاتًـا إلـى النَّـدى = طريقـا .. لترويهـا .. بزاويـةِ الذكـر
إذا استبقـا .. كانـتْ سنابلهـا مـدىً = ولا بابَ .. إلا مِـنْ سنابلهـا الخُضـر
وإنْ عبِقا ..منْ سيرةِ الـورد مقصـدًا = أهابـتْ بـه .. أمـيِّ .. فلـوَّحَ بالعطـر
وأمـيِّ .. كأنـيِّ أشهـد البِـرَّ مَحتـدًا = لأميِّ .. كأنـيِّ ..سـاردٌ سيـرةَ البِـرِّ
فيـا شعـريَ الآتـي .. إلـيَّ.. مهابـة = إذا الخطبٌ.. وثَّابٌ بخطوٍ مِـنَ الذعـر
أرقْ .. بالبَيـانِ الحاتمِـيِّ .. بـلاغـة = وشُقَّ .. لها .. ثوبًــا .. بمَرثيـةِ العمْـر
وخذني .. إلـى أمـيِّ بقافيـةِ الأسـى = أكونُ بها .. كسرا تهاوى مِـنَ الكسر
وخذني .. فقـد جـارَ الزمانُ ..إغـارةً = وأخنى على قلبـي .. بمُرجِفـةِ الجَـور
أتـى.. بَغتـة .. كـانَ المكـانُ .. بأهلِـه = فأقوى .. ليشقى .. مثلَ ليلٍ بـلا فَجر
فيـا بَغتـة .. أصْمـتْ .. بكـلِّ سهامِهـا = ألا صدرَ للبلوى يلوحُ .. سوى صدري ؟
سألتك .. يـا أمـيِّ .. قليـلا مِـنَ النِّـدا = لأخرق .. لغوَ الوقـتِ .. بالهاتِـفِ الحُـرِّ
لأرقـى .. إلـى دنيـا يديـكِ .. أضمُّنـي = إليكِ .. لأبقى في يديـكِ.. مَـدى الدَّهـر
وأبقى .. كأنـيِّ.. أشرئِـبُّ .. ابتسامة = لديكِ .. كأنـيِّ .. مِـنْ مُعتقـة .. الخمر
لأسقـى .. كؤوسًـا لا سمـيَّ.. لروْحهـا = وريحانِها .. تهمي شموسًا مِـنَ الطهـر
وأسكـرَ .. يـا أمـيِّ .. ولا قـدحٌ.. هُـنـا = سواكِ .. ولا جُرحٌ سوايَ .. إلى سكر
كأنـيِّ .. جِـراحٌ جامِحـاتٌ .. بملحِـهـا = على غِيرٍ .. تلهو بلوحـي .. وبالعمـر
ألـوحُ .. فـلا أبـدو .. وللحُـزن .. آيـة = وآيتيَ الكبــرى .. وشاحٌ مِـنَ الجمـر
يُدثرنـي نـارًا .. تُعربـدُ .. فـي دمــي = ويعرى .. لأسري في جوائحِه الحُمر
أخافُ .. فيا أميّْ .. لوحْـديَ .. آهـةٌ = يُصعِّدها ليلـي الطويـلُ .. إذا يَسـري
وليلـي .. امتـدادٌ مُستبـدٌ .. بخَـطـوه = فيا وحديَ الحيران .. خذ خطوةَ السرِّ
وخـذكَ .. إلـى أذكـار زاويــةٍ .. رأتْ = وخذني إلى أميِّ .. على خافق الذِّكـر
يَقِـرُّ بـه .. وحْـدِي .. خليـلا وصاحِبًـا = فيا صاحِبي أدركْ .. بأجنحـةٍ خُضـر
فأميِّ .. على هَـام المَحبَّـةِ .. حالُهـا = وحَيرتُها .. إمَّـا المَقـامُ .. إلـى نبـر
وأميِّ .. تَضُـمُّ اللائِحـاتِ بصدرهـا = وتكتمُ .. مَعنى اللائِحـاتِ .. عَـنِ الغيـر
وأميِّ .. تبثُّ الخيرَ بسطـا وقبضـة = يداهـا .. عيـونٌ .. للنَّـداوةِ والخيـر
عُيونٌ ..يَفيضُ البـذلُ مِـنْ عرصاتِهـا = كما النبلُ يأتي مِـنْ شمائلهـا الغُـرِّ
رأيتُ بهـا .. عمْـري وشـاحَ حديقـةٍ = منَ النور لواحًا .. علـى ورق الزهـر
رأيتُ زمانَ الـوِرد يكسـو مسافتـي = وأميِّ ترشُّ الوَرد.. بالمُرتقـى الوعـر
رأيتُ علـى الأبهـاءِ .. سَيـدةَ البَهـا = فغمغمتُ : أميِّ فـي مُعلقـةِ السِّتـر
فقيلَ: أكنـتَ الشِّعـرَ حتـىَّ تقولَـه = وما إنْ أتيتَ البابَ تَهتاجُ بالشِّعـر ؟
فقلتُ: أنـا حسْبـي أقـولُ قصيـدةً = لأميِّ .. وحسْبي أنَّهـا ذروةُ الفخـر
وحسْبـي عَــلاءً .. إذ أجــرُّ رداءَه = وأعبرُ، منْ نعمائِه، ومضـة السِّحـر
وحسْبـي .. سَنـاءً ساميًـا مُتلالـيًـا = أكونُ به همسًا .. لأنجُمِـه تسـري
تُناجي .. وبَرقُ الأفق يلهـثُ سمعُـه = نجيًـا .. ُتناجيـه مُطوقـة الـخِـدر
وكلٌّ إلـى كـلٍّ .. انتباهـة .. شاعـرٍ = تـأوَّبَ مَحزونًـا .. بغُصَّتـه البكــر
فغامَ المَدى .. والسَّابحـاتُ كوالـحٌ = مِنَ العسف حتىَّ التفَّ الضرُّ بالضـرِّ
وحتىَّ أنسـتُ الضاريـاتِ مَضاربًـا = تخبئُ لي .. ما كانَ مِخلبُـه يَبـري
وحتىَّ كنستُ الليـلَ فـي عنفوانِـه = ليكنسَني منه ارتحـالٌ إلـى الأسْـر
وليلي مديدُ الويل مـا كـاد يَرتخـي = ليهمي عميدَ القـول مُنفـرجَ الثغـر
ويَرسـمَ لـي بـدرًا .. علـى جنباتِـه = لأرسُمَني طفـلا علـى هالـة البـدر
وأكتمَنـي .. عنـيِّ.. وعــنْ وثبـاتـه = لتبسِمَ أميِّ في شفيفٍ مِنَ البشـر
وأحلـمَ أنـيِّ .. والزمـانُ.. مُداعـبٌ = إلى عُمرةٍ أسعى بأميِّ علـى الإثـر
وأنَّـا .. نُحَيـيِّ ثـمَّ .. مولـدَ أحمـدٍ = وأميِّ تُصلي .. ترفعُ الكفَّ بالشكـر
وأميِّ .. تَطـوفُ البيـتَ لاهجـة بمـا = تعالى دعاءً .. والخطى ومضةُ السـرِّ
فيا عُمـرةً بيضـاءَ كانـتْ سؤالَهـا = سألتكِ يا أمـيِّ قليـلا مـن العمـر
سألتـكِ يـا أمـيِّ عُطوفـا لأنجلـي = عليَّ كأنيِّ في المَمرِّ إلـى عسـر
يكـاد غيـابٌ عـنْ أنـايَ .. يَفتـنـي = أنا لا أنا .. أميِّ يُحيِّرني أمري
كأنيِّ أنـا رسـمٌ مُحيـلٌ .. كتابُـه = غبارٌ .. وأنداءُ الكـلام إلـى القفـر
سَــرابٌ .. أراه مُستحـمًّـا بقيـعـةٍ = خرابٌ بكلِّ السَّافيـاتِ إذا يسـري
وهـذا المتــاهُ المُستظِـلُّ.. بقامـتـي = يُطوِّحُ بي ما شاءتْ لـه يـدُ القهـر
وذاكَ الذهـابُ المُـرُّ .. يخـذلُ وثبتي = ويُسدلُ سترًا دونـه مُنتهـى العمْـر
رأيتكِ .. يا أمـيِّ علـى هــودج سَمـا = بكلِّ سَجايا الطهـر والخيـر والبـرِّ
تحفُّ به .. الألطـافُ .. زاجلـة الشـذا = وقد هتفـتْ بالعاليـاتِ مِـنَ الذكـر
وأجنحـة خضـرٌ .. تُرفـرفُ بالغـنـا = على بُسطٍ بيضـاءَ .. صوفيةِ القـدر
تخفُّ إلـى أمـيِّ .. فيأخـذهـا النـدى = إلى مكرُماتٍ باذِخاتٍ مِـنَ الخيـر
تَواجَـدتِ الأشيـاءُ بسطًـا وقبضـةً = وأمـيِّ تنـامُ الآنَ .. وضَّـاءةَ الثَّغـر
وأميِّ تُجلـيِّ الستـرَ تنظرني هنـا = وتعبرُنـي رؤيـا .. بأجنحـةٍ خُـضـر
وتسألني عنـيِّ وعـنْ إخوتـي أنـا = وعنْ عِقدنا المنظوم شعرًا مِنَ الـدرِّ
وتسألني عنْ أهلها كيـفَ أصبحـوا = إذا ما أتى الناعـي بولولـةِ الجَمـر
سألتكِ يـا أمـيِّ .. وحَـقِّ محبتـي = سألتكِ يا أميِّ .. قليلا مِـنَ الصبـر
لنقـرأ سِفـرًا ..بالدّعـاء مُكـوثـرًا = ونقرأ رحمانـا .. علـى شاهـد القبـر
لأمـيِّ .. صـلاة ثـمَّ أدعيـة تلـتْ = وسقيا .. على مرِّ العُهود.. مِنَ الدهـر
لأمـيِّ .. سَـلامُ الواقفيـنَ محـبـة = لطه .. شفيع الواقفيـن .. مِـنَ الذكـر
ولي وحْدتي الخرساءُ .. لكنني أمَـا
سألتكِ .. يا أميِّ قــليلا مِـنَ العمْـر ؟
أ. د. مصطفى الشليح
سلا:01 ذي الحجة 1428
12 دجنبر 2007
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى