صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلى روح أمي

اذهب الى الأسفل

إلى روح أمي Empty إلى روح أمي

مُساهمة من طرف said السبت 16 نوفمبر 2013 - 15:53

إلى روح أمي، سيدة البهاء، وقد ألمَّ بنا القضاء عصر جمعة يوم 16 نونبر 2007
رحمها الله رحمة واسعة:
سألتكِ يا أمِّي .. قليلا مِـنَ العمْـر = لأبكي طويلا ما أتانـي مِـنَ الأمـر
سألتـكِ أنْ تبقـيْ قليـلا .. لأمَّحي = أنا طيَّ عينيكِ ابتساما فـلا أدري
وما كنتُ أدري غيـرَ أنـيِّ أمُدّنـي = إلـى جوهـرٍ يحنو .. بكوثـره الثـرِّ
فأدنو .. وأميِّ تُشرعُ الصَّدرَ رقة = على ألق ينـدى كأنـيِّ إلـى فجــر
وأرنـو .. إلـى أمـيِّ وهالـةُ نورهـا = بهاءٌ تجلىَّ .. إذ تجلىَّ بـلا ستـر

تحلـىَّ .. بكـلِّ المكرمـاتِ فضيـلـةً = فأملى كتابَ المعلواتِ علـى الفخـر
تملىَّ يـــدا بَيضـاءَ فانفلقَ السنى = وألقى يدا بيضاءَ تسعى إلى الخير

تهمُّ .. برؤياهـا التفاتًـا إلـى النَّـدى = طريقـا .. لترويهـا .. بزاويـةِ الذكـر
إذا استبقـا .. كانـتْ سنابلهـا مـدىً = ولا بابَ .. إلا مِـنْ سنابلهـا الخُضـر
وإنْ عبِقا ..منْ سيرةِ الـورد مقصـدًا = أهابـتْ بـه .. أمـيِّ .. فلـوَّحَ بالعطـر

وأمـيِّ .. كأنـيِّ أشهـد البِـرَّ مَحتـدًا = لأميِّ .. كأنـيِّ ..سـاردٌ سيـرةَ البِـرِّ
فيـا شعـريَ الآتـي .. إلـيَّ.. مهابـة = إذا الخطبٌ.. وثَّابٌ بخطوٍ مِـنَ الذعـر

أرقْ .. بالبَيـانِ الحاتمِـيِّ .. بـلاغـة = وشُقَّ .. لها .. ثوبًــا .. بمَرثيـةِ العمْـر
وخذني .. إلـى أمـيِّ بقافيـةِ الأسـى = أكونُ بها .. كسرا تهاوى مِـنَ الكسر
وخذني .. فقـد جـارَ الزمانُ ..إغـارةً = وأخنى على قلبـي .. بمُرجِفـةِ الجَـور

أتـى.. بَغتـة .. كـانَ المكـانُ .. بأهلِـه = فأقوى .. ليشقى .. مثلَ ليلٍ بـلا فَجر
فيـا بَغتـة .. أصْمـتْ .. بكـلِّ سهامِهـا = ألا صدرَ للبلوى يلوحُ .. سوى صدري ؟

سألتك .. يـا أمـيِّ .. قليـلا مِـنَ النِّـدا = لأخرق .. لغوَ الوقـتِ .. بالهاتِـفِ الحُـرِّ
لأرقـى .. إلـى دنيـا يديـكِ .. أضمُّنـي = إليكِ .. لأبقى في يديـكِ.. مَـدى الدَّهـر
وأبقى .. كأنـيِّ.. أشرئِـبُّ .. ابتسامة = لديكِ .. كأنـيِّ .. مِـنْ مُعتقـة .. الخمر
لأسقـى .. كؤوسًـا لا سمـيَّ.. لروْحهـا = وريحانِها .. تهمي شموسًا مِـنَ الطهـر
وأسكـرَ .. يـا أمـيِّ .. ولا قـدحٌ.. هُـنـا = سواكِ .. ولا جُرحٌ سوايَ .. إلى سكر

كأنـيِّ .. جِـراحٌ جامِحـاتٌ .. بملحِـهـا = على غِيرٍ .. تلهو بلوحـي .. وبالعمـر
ألـوحُ .. فـلا أبـدو .. وللحُـزن .. آيـة = وآيتيَ الكبــرى .. وشاحٌ مِـنَ الجمـر
يُدثرنـي نـارًا .. تُعربـدُ .. فـي دمــي = ويعرى .. لأسري في جوائحِه الحُمر

أخافُ .. فيا أميّْ .. لوحْـديَ .. آهـةٌ = يُصعِّدها ليلـي الطويـلُ .. إذا يَسـري
وليلـي .. امتـدادٌ مُستبـدٌ .. بخَـطـوه = فيا وحديَ الحيران .. خذ خطوةَ السرِّ
وخـذكَ .. إلـى أذكـار زاويــةٍ .. رأتْ = وخذني إلى أميِّ .. على خافق الذِّكـر
يَقِـرُّ بـه .. وحْـدِي .. خليـلا وصاحِبًـا = فيا صاحِبي أدركْ .. بأجنحـةٍ خُضـر
فأميِّ .. على هَـام المَحبَّـةِ .. حالُهـا = وحَيرتُها .. إمَّـا المَقـامُ .. إلـى نبـر
وأميِّ .. تَضُـمُّ اللائِحـاتِ بصدرهـا = وتكتمُ .. مَعنى اللائِحـاتِ .. عَـنِ الغيـر

وأميِّ .. تبثُّ الخيرَ بسطـا وقبضـة = يداهـا .. عيـونٌ .. للنَّـداوةِ والخيـر
عُيونٌ ..يَفيضُ البـذلُ مِـنْ عرصاتِهـا = كما النبلُ يأتي مِـنْ شمائلهـا الغُـرِّ

رأيتُ بهـا .. عمْـري وشـاحَ حديقـةٍ = منَ النور لواحًا .. علـى ورق الزهـر
رأيتُ زمانَ الـوِرد يكسـو مسافتـي = وأميِّ ترشُّ الوَرد.. بالمُرتقـى الوعـر
رأيتُ علـى الأبهـاءِ .. سَيـدةَ البَهـا = فغمغمتُ : أميِّ فـي مُعلقـةِ السِّتـر

فقيلَ: أكنـتَ الشِّعـرَ حتـىَّ تقولَـه = وما إنْ أتيتَ البابَ تَهتاجُ بالشِّعـر ؟
فقلتُ: أنـا حسْبـي أقـولُ قصيـدةً = لأميِّ .. وحسْبي أنَّهـا ذروةُ الفخـر
وحسْبـي عَــلاءً .. إذ أجــرُّ رداءَه = وأعبرُ، منْ نعمائِه، ومضـة السِّحـر
وحسْبـي .. سَنـاءً ساميًـا مُتلالـيًـا = أكونُ به همسًا .. لأنجُمِـه تسـري
تُناجي .. وبَرقُ الأفق يلهـثُ سمعُـه = نجيًـا .. ُتناجيـه مُطوقـة الـخِـدر

وكلٌّ إلـى كـلٍّ .. انتباهـة .. شاعـرٍ = تـأوَّبَ مَحزونًـا .. بغُصَّتـه البكــر
فغامَ المَدى .. والسَّابحـاتُ كوالـحٌ = مِنَ العسف حتىَّ التفَّ الضرُّ بالضـرِّ
وحتىَّ أنسـتُ الضاريـاتِ مَضاربًـا = تخبئُ لي .. ما كانَ مِخلبُـه يَبـري
وحتىَّ كنستُ الليـلَ فـي عنفوانِـه = ليكنسَني منه ارتحـالٌ إلـى الأسْـر

وليلي مديدُ الويل مـا كـاد يَرتخـي = ليهمي عميدَ القـول مُنفـرجَ الثغـر
ويَرسـمَ لـي بـدرًا .. علـى جنباتِـه = لأرسُمَني طفـلا علـى هالـة البـدر
وأكتمَنـي .. عنـيِّ.. وعــنْ وثبـاتـه = لتبسِمَ أميِّ في شفيفٍ مِنَ البشـر
وأحلـمَ أنـيِّ .. والزمـانُ.. مُداعـبٌ = إلى عُمرةٍ أسعى بأميِّ علـى الإثـر
وأنَّـا .. نُحَيـيِّ ثـمَّ .. مولـدَ أحمـدٍ = وأميِّ تُصلي .. ترفعُ الكفَّ بالشكـر
وأميِّ .. تَطـوفُ البيـتَ لاهجـة بمـا = تعالى دعاءً .. والخطى ومضةُ السـرِّ

فيا عُمـرةً بيضـاءَ كانـتْ سؤالَهـا = سألتكِ يا أمـيِّ قليـلا مـن العمـر
سألتـكِ يـا أمـيِّ عُطوفـا لأنجلـي = عليَّ كأنيِّ في المَمرِّ إلـى عسـر

يكـاد غيـابٌ عـنْ أنـايَ .. يَفتـنـي = أنا لا أنا .. أميِّ يُحيِّرني أمري
كأنيِّ أنـا رسـمٌ مُحيـلٌ .. كتابُـه = غبارٌ .. وأنداءُ الكـلام إلـى القفـر
سَــرابٌ .. أراه مُستحـمًّـا بقيـعـةٍ = خرابٌ بكلِّ السَّافيـاتِ إذا يسـري
وهـذا المتــاهُ المُستظِـلُّ.. بقامـتـي = يُطوِّحُ بي ما شاءتْ لـه يـدُ القهـر
وذاكَ الذهـابُ المُـرُّ .. يخـذلُ وثبتي = ويُسدلُ سترًا دونـه مُنتهـى العمْـر

رأيتكِ .. يا أمـيِّ علـى هــودج سَمـا = بكلِّ سَجايا الطهـر والخيـر والبـرِّ
تحفُّ به .. الألطـافُ .. زاجلـة الشـذا = وقد هتفـتْ بالعاليـاتِ مِـنَ الذكـر
وأجنحـة خضـرٌ .. تُرفـرفُ بالغـنـا = على بُسطٍ بيضـاءَ .. صوفيةِ القـدر
تخفُّ إلـى أمـيِّ .. فيأخـذهـا النـدى = إلى مكرُماتٍ باذِخاتٍ مِـنَ الخيـر

تَواجَـدتِ الأشيـاءُ بسطًـا وقبضـةً = وأمـيِّ تنـامُ الآنَ .. وضَّـاءةَ الثَّغـر
وأميِّ تُجلـيِّ الستـرَ تنظرني هنـا = وتعبرُنـي رؤيـا .. بأجنحـةٍ خُـضـر
وتسألني عنـيِّ وعـنْ إخوتـي أنـا = وعنْ عِقدنا المنظوم شعرًا مِنَ الـدرِّ
وتسألني عنْ أهلها كيـفَ أصبحـوا = إذا ما أتى الناعـي بولولـةِ الجَمـر

سألتكِ يـا أمـيِّ .. وحَـقِّ محبتـي = سألتكِ يا أميِّ .. قليلا مِـنَ الصبـر
لنقـرأ سِفـرًا ..بالدّعـاء مُكـوثـرًا = ونقرأ رحمانـا .. علـى شاهـد القبـر
لأمـيِّ .. صـلاة ثـمَّ أدعيـة تلـتْ = وسقيا .. على مرِّ العُهود.. مِنَ الدهـر
لأمـيِّ .. سَـلامُ الواقفيـنَ محـبـة = لطه .. شفيع الواقفيـن .. مِـنَ الذكـر

ولي وحْدتي الخرساءُ .. لكنني أمَـا
سألتكِ .. يا أميِّ قــليلا مِـنَ العمْـر ؟

أ. د. مصطفى الشليح

سلا:01 ذي الحجة 1428
12 دجنبر 2007
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى