صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انتحار بين الجنة والنار

اذهب الى الأسفل

19092014

مُساهمة 

انتحار بين الجنة والنار Empty انتحار بين الجنة والنار




نص
                                  انتحار بين الجنة والنار ..


تزوج لكبير تحت ضغط أمه لكي يتزن وترغمه الظروف على البحث عن الفرنكات ..عانى الكثير لكنه تحمل سوء الطالع فتلاطمت به الحرف الصغرى بين الفقر والجوع , أنجب طفله الأول وبالكاد عاش ونما وجاءت البنت وهو في أحلك حالاته لكنه سمع رجلا يصف الاشتغال في كوليات الملابس الخردة أنصت بإمعان وسال لعابه ليطلي الحلم بسعادته , سرى نمل الفرنكات القادمة عبر جسده الجاف , باع ما يعينه على ركوب رحلة بلا تدريب , فسافر على متن قطار عادي , اشترى بما استطاع الكولية المنشودة وقد ساعده شاب لا يعرفه ...شكر القدر الذي وهبه معينا له اطلاع بأمور كوليات الملابس ( أكياس من خيش تكدس فيها ملابس خردة ) ركب قطار العودة بعد أن بات في فندق هابط سعره وأثاثه ..وقبل الوصول إلى محطة مدينته انخفضت سرعة القطار فألقى الكيس من الباب ثم ارتمى نحوه على الأرض ليختصر المسافة من المحطة إلى منزله ..وأثناء هدوءه والتفكير في ثقل الكيس رأى فتاة تقف بين قضيبي السكة الثاني وعلى بعد لاح له القطار السريع متجها نحوها ..ترك الكيس وانطلق بأعلى سرعة يملكها العبد الضعيف , قفز نحو الفتاة فسقطا معا على الأرض من الجهة الأخرى ومر القطار كالريح لأنه لا يتوقف في محطة المدينة ..وصرخت الفتاة في وجه لكبير ..


الفتاة : حرام عليك ..لقد أجرمت في حقي وحق الانتحار


لكبير : أرجوك ..اهدئي


الفتاة : أنت حمار ..أنا لا أعرفك ..فمن طلب منك مساعدتي ..سأقف هنا لأنتظر قطارا آخر....أنظر لقد جعلتني فرجة لهؤلاء المتجمهرين حولنا  


لكبير : الله يسامحك ..فأنت متوترة وأنا لا يهمني أحد ..واعلمي أن هذا آخر قطار سريع في هذه الأمسية  ولم يبق سوى قطار بطيء سيحل في المحطة بعد ساعتين ..


الفتاة : سأبيت في المحطة إلى صباح الغد ..سأنتحر ..ولن يمنعني أمثالك ...أقسم أني قررت الانتحار .


لكبير لمن حوله : أرجوكم ..ابتعدوا ..


أحدهم : لا تتركها ..إنها حمقاء ..


الفتاة : أمك هي الحمقاء ...تفو عليك


لكبير : أتوسل إليكم دعوني معها ..


غادر الجمع المكان فبقي لكبير معها


لكبير : اسمعي , أنا متزوج ولي بنت وولد وكلنا نعيش في منزل أمي


الفتاة : وبعد ! ماذا تريد ؟


لكبير : هذه صورتي رفقة ولدي لتثقي وتعتمدي علي ..أتمنى أن تقبلي ضيافتي وفي الغد افعلي ما تشائين ..


الفتاة : حسنا ..سأرافقك ولكن على شرط


لكبير : مقبول وما هو ؟


الفتاة : لا تفضحني أمام زوجتك وأمك


لكبير : أعاهدك .. ..لن أخفي أمرك لأننا نحترم ضيوفنا ونحافظ على أسرارهم


الفتاة : نعم الأخلاق ولا بأس إن حكيت لهما قصتي ....وسأحكها لك وأشرح سبب رغبتي في الانتحار ..


مشى إلى جانبها وقد اطمأنت إليه وفجأة صاح لكبير ..


الفتاة : ما بك ؟!


لكبير : سرقوا كيس الملابس ..ضاعت أموالي


الفتاة : لا عليك اشتر غيرها


لكبير : بعت ذهب  زوجتي لأشتري هذه الخردة فكيف سأقابلها ؟!


الفتاة : فكر في حل ينجيك من لسانها


لكبير : سأتدبر الأمر ..لكني لن أكذب ..


الفتاة : جيد , أحترم رأيك ...وأرى فيك شهامة نبيلة...


استقبلت بالعناق والترحاب فوجدت راحة البال وارتاحت نفسيتها اتجاه زوجة لكبير وأمه ..بعد تناول طعام العشاء  , حكت قصتها ..


الزوجة : يا ه ..فرض عليك والدك زواجا ترفضيه


الأم : وما رأي أمك ؟


الفتاة : تعاطفت معي لكنها مغلوبة على أمرها


الأم : مسكينة !


لكبير : لا زلنا نعيش زمن قمع المرأة ..أنا كذلك تزوجت مكرها


الزوجة : وهل خسرت الصفقة الملفقة ؟!


لكبير : نلت السعادة ونجحت فراسة أمي وبعد القمع حلت الألفة ..


الأم : الحمد لله ...لم أغلط في حقكما


الفتاة : لو أعجبني الرجل الذي طلب الزواج مني لقبلته , لكني أحسست بأمر ينفرني منه


لكبير : ربما الخوف أو سمعت حكايات عن الزواج الفاشل


الفتاة : يمكن ..لست متيقنة من السبب لذلك لجأت للانتحار


الأم : نجوت من النار


الفتاة : بفضل ولدك الشهم


لكبير : سنسافر معا لزيارة أسرتك ولما يعرف والداك قصة الانتحار سيساندانك ويعفوان عنك ويمنعان زواجك من الغصب ...


الفتاة : أرجوك , أجل السفر إلى ما بعد أسبوع أو أسبوعين !


الأم : لماذا ؟


الفتاة : ليحس الوالدان بأهميتي وتكون لي وحشة في قلبيهما


الزوجة : معها الحق , يجب أن لا نرغمها على ما يضرها وعلى ما لا يوافق مزاجها


لكبير : حسنا


سعدت الفتاة بمقامها بين أفراد عائلة طيبة , وفي يوم رافقتها زوجة لكبير , دخلتا متجرا للذهب ..باعت خاتمها فسلمت ثمن كيس الملابس للكبير ومنحت نصيبا للأم كي تصرفه على نفسها بعد السفر لزيارة والديها ..لقد تمكنت بعد جهد إنساني كي تقبل عائلة لكبير هبتها وملابس اشترتها للجميع , لم يشعر أي واحد بالنقص والإهانة لأنهم انسجموا مع الفتاة وعدوها واحدة منهم ..وبعد أسبوعين ركبوا جميعا القطار المتجه إلى مدينة الفتاة من دون الأم التي ودعتهم وطلبت سلامتهم وتمنت للفتاة السعادة ..


مرت السفرية بخير وفي آخرها وأمام المحطة ركبوا سيارتي أجرة اتجهتا نحو فيلا الفتاة التي تركب التاكسي الأول رفقة ابن لكبير ..توقفتا ..فطرقت الفتاة الباب , أهلت الخادمة بعد فتحه , فرحت ذاهلة لما رأت سيدتها , صرخت وعند مدخل الفيلا حضت الأم ابنتها بقوة والدموع تعلو حسرة الفراق فأخذ الأب بعدها حظه من العناق وصدره يتموج غضبا وفرحة ..قدمت الفتاة ضيوفها فلقوا ترحابا رفع من مستواهم ..تمت الضيافة وحول كؤوس الشاي حكت الفتاة جريمتها في مغامرة متهورة , بكت الأم وشكرت لكبير فأبدى الأب امتنانا صادقا لرجل إنساني أنقد الفتاة ورافقها لتعود إلى أسرتها ..


الأب : لن أنسى فضلك


الأم : أصبحت واحدا منا فاطلب ما تشاء !


لكبير : باعت ابنتكما خاتمها من أجلنا ...فحاجتنا الآن أن تسامحا هذه المظلومة


الأب : سامحتها لكن يجب عليها أن لا تخالف وعدي وأن ترتبط بخطيبها الذي أهدى لها ذلك الخاتم


الأم : أنا رفضت زواجها من ذلك المجهول لكني أطيع إرادة زوجي


لكبير : حسب العرف والدين وشروط الزواج رأي فتاتكما هو الأساس


الأب : اتفق معك ..لا تنس أن كلمتي هي الأقوى فأنا رب الأسرة


لكبير : الرب رحيم ...وعليك أن ترحم فلذة كبدك


الأم : صدقت


الأب : سأحاول بعد أن أناقش المشكلة مع خطيب ابنتي


الفتاة : أعجز عن شكر لكبير


الأب : لأنك شممت ليونتي في الرأي ...المهم سيحضر غدا خطيبك لأستفسر رأيه حول رفضك الزواج منه ..


الفتاة : أعتقد أنه سيوافق بعد أن هربت من جوه الكئيب


لكبير : سأودعكم لأني سأسافر مساءا


الأب : والله لن تسافروا إلا إن حضرتم لقائي مع الحطيب وعرفتم نهاية القصة


الزوجة : لا بأس ...أمر ابنتكما يهمنا لأنها أصبحت أختا لي


الأم : أشكرك ..فامكثي معنا يوما آخر للاطلاع على مصير أختك


لكبير : لن نرفض طلب عائلتنا نحن في الخدمة دائما


تناولوا فطور صباح الغد وقبيل منتصف النهار حضر الخطيب , تم السلام ووزعت التحيات ..أمعن لكبير النظر في الضيف الخطيب فتحقق من صورته وبلا خوف أو نفاق ..


لكبير : أنا أعرف هذا الرجل !


الأب : أين ؟ ومتى ؟


الخطيب : شيء غريب !! لم أر هذا الرجل في حياتي !


لكبير : لم تراني لكني رأيتك


الخطيب : ربما شبهت لك


لكبير : لست أعمى أو أعور ..رأيتك كما أراك الآن


الفتاة : من فضلك لا تغلط ..قل لنا أين رأيته ؟


لكبير : رأيته داخل مقصورة في القطار السريع الذي لا يركبه سوى الأثرياء وكان يجلس قرب امرأة جميلة وماكياج وجهها يلمع وكأنها دمية ..


الأب : هل أنت متيقن ؟


لكبير : نعم ...وما استفادتي إن كذبت فلا شيء يربط بيني وبينه ولست طامعا في الزواج من امرأة ثانية ولا حب بيني وبين ابنتكم لأني أحبها كأخت  


اصفر وجه الخطيب وحركه الانفعال ليثور ضد لكبير ..


الفتاة : الحمد لله ..لقد فضحته الأقدار ونصفني العتق من الانتحار لأفرق بين الجنة والنار


الأب : خسئت ..اخرج من بيتي


ترك الخطيب الفاسد فيلا الفتاة مدلولا...وهو يلقي نظرات الحقد نحو لكبير ..نجت الفتاة وازدادت مكانة لكبير في قلبي والديها ..بعد أيام سعيدة عاد لكبير وزوجته وابنيه إلى مدينتهم وهم يحملون الهدايا فقط بعد أن رفض لكبير المال ...افترقوا وعلاقة الارتباط الصادق يجمعهم ..تزوجت الفتاة ممن فتح قلبها بالخير ..وبعد سنة طرقت هي وزوجها باب منزل لكبير استضافها وبارك حملها مؤكدة أنها ستسميه لكبير إن كان ولدا , فرح بالتشريف وفي آخر اللقاء قدمت له مفتاح دكان سيملكه إلى ما شاء ويبيع فيه الملابس المختلفة ...
avatar
أوباها حسين

ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

انتحار بين الجنة والنار :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى