الخطى البيضاء / ثريا أحناش
صفحة 1 من اصل 1
الخطى البيضاء / ثريا أحناش
أيتها الخطى المعبــدة
في أمسياتي العابرة ..
يا من ملأتك بثقل هذا البياض
المتسرب من شقوق الذاكرة
أرسم فوقك شهبا كثيفة ..
وغصنا مائلا..
وجدولا ..
وطفلة تحمل إكليلا ..
وأنت أيتها القبرة
المتطلعة إلى سكون الريح
في غمرة الضجيج ،
المتكاثف في أرواحنا ..
حدثيني عن سرب القطا ،
وعن البلبل الوديع
كيف غاب عن أشعارنا ؟
وعن النسر الذي يحمل ألف وجه ووجه
كيف يشتعل كالبركان في الأرض ؟
يضارع الفراش المبثوث
والقطط الصغيرة ..
يسعى مندفعا نحو خطاه ،
يقود كل شيء إلى الموت
ويقودنا نحن إلى حتفنا ..
فماذا نفعل بعدهذا الفراغ الكبير... الكبير. !
وهذا الفزع ،
وهذا الموت ،
وهذا العنفوانالمدهش .. !
المتصاعد من خشخشة الروح
ومن الشمس المائلة
هاهو ذا ليلي يأتيني
من أزمنة غابرة ..
يطوف حولي
بوجه بارد تحسسني
بشوق كبير أدفأني
وأنا التي تجولت
في منازه القصيدة
زمنا علمني
كيف يتوهج حرفي
في سماء اليتم المليئة ،
بصرخات ذاك النعش الطفو لي
النائم في سرير الماء
المتموج في صفحاتي المتناثرة ..
استبسلتُ لأجمع باقي وريقاتي
للفح لهيب تعقبني..
لموج وضيء حملني
مالا أطيــــق
من صمت العتمات
تائهة في شرفات الهذيان الشبقي
ألقي بآخر الجمرات ..
على شباك الدبَران المتلألئ
في عُرف سوسنة ناعمة
تصْحـبني إلى عرس الورد،
إلى ما تبقى من الضوء
ياسمين هنا ..
وهناك قرنفلة
تقود جموع الراقصين
لينتشروا فوق العشب ..
أسافر منه إلى مطارة
ترافقني نوارسها
لتصفح أشباح بلهاء
في مرآة مكسورة ..
جثث وأحرف مجرورة ..
وأنا قادمة لأرسم المشهد كله
أتلمس الجمر ..
وأحضن البحر
أخرج إليك
كما تركتني آخر مرة
متأبطة رأسي وحلمي
وأعدو..
أعدو تحت الظل
وأقطف الوردة لك وحدك
أيها الطفل النائم
في أحداق الزهرة ..
أمنحك الشعلة المتوردة
في قلبي المليئ
بأسرار هذه النجمة
الطالعة في صباحاتنا التي بلا صباح
وأمسياتنا المقفرة
أوتارها معلقة في العراء
رياحنا عطشى مخضبة
بسواد هذا الليلالطويل ... الطويل !
ليس ثمة شمعة كاملة
لمحو هذا الظلامالثقيل … الثقيل !
لنقتسم إذن هذه النجمة ..
وهذا الشعاع
نختصر الطريق أكثر
نرحل ..
نضع نهاية لهذا الصراع ..
وداعا
وداعا
وداعا
......................
......................
قبرات كثيرة جاءت
تسحبنامن حناجرنا
لنفتح الطريق أمام بياض
هذه الخطى العابرة .. !
في أمسياتي العابرة ..
يا من ملأتك بثقل هذا البياض
المتسرب من شقوق الذاكرة
أرسم فوقك شهبا كثيفة ..
وغصنا مائلا..
وجدولا ..
وطفلة تحمل إكليلا ..
وأنت أيتها القبرة
المتطلعة إلى سكون الريح
في غمرة الضجيج ،
المتكاثف في أرواحنا ..
حدثيني عن سرب القطا ،
وعن البلبل الوديع
كيف غاب عن أشعارنا ؟
وعن النسر الذي يحمل ألف وجه ووجه
كيف يشتعل كالبركان في الأرض ؟
يضارع الفراش المبثوث
والقطط الصغيرة ..
يسعى مندفعا نحو خطاه ،
يقود كل شيء إلى الموت
ويقودنا نحن إلى حتفنا ..
فماذا نفعل بعدهذا الفراغ الكبير... الكبير. !
وهذا الفزع ،
وهذا الموت ،
وهذا العنفوانالمدهش .. !
المتصاعد من خشخشة الروح
ومن الشمس المائلة
هاهو ذا ليلي يأتيني
من أزمنة غابرة ..
يطوف حولي
بوجه بارد تحسسني
بشوق كبير أدفأني
وأنا التي تجولت
في منازه القصيدة
زمنا علمني
كيف يتوهج حرفي
في سماء اليتم المليئة ،
بصرخات ذاك النعش الطفو لي
النائم في سرير الماء
المتموج في صفحاتي المتناثرة ..
استبسلتُ لأجمع باقي وريقاتي
للفح لهيب تعقبني..
لموج وضيء حملني
مالا أطيــــق
من صمت العتمات
تائهة في شرفات الهذيان الشبقي
ألقي بآخر الجمرات ..
على شباك الدبَران المتلألئ
في عُرف سوسنة ناعمة
تصْحـبني إلى عرس الورد،
إلى ما تبقى من الضوء
ياسمين هنا ..
وهناك قرنفلة
تقود جموع الراقصين
لينتشروا فوق العشب ..
أسافر منه إلى مطارة
ترافقني نوارسها
لتصفح أشباح بلهاء
في مرآة مكسورة ..
جثث وأحرف مجرورة ..
وأنا قادمة لأرسم المشهد كله
أتلمس الجمر ..
وأحضن البحر
أخرج إليك
كما تركتني آخر مرة
متأبطة رأسي وحلمي
وأعدو..
أعدو تحت الظل
وأقطف الوردة لك وحدك
أيها الطفل النائم
في أحداق الزهرة ..
أمنحك الشعلة المتوردة
في قلبي المليئ
بأسرار هذه النجمة
الطالعة في صباحاتنا التي بلا صباح
وأمسياتنا المقفرة
أوتارها معلقة في العراء
رياحنا عطشى مخضبة
بسواد هذا الليلالطويل ... الطويل !
ليس ثمة شمعة كاملة
لمحو هذا الظلامالثقيل … الثقيل !
لنقتسم إذن هذه النجمة ..
وهذا الشعاع
نختصر الطريق أكثر
نرحل ..
نضع نهاية لهذا الصراع ..
وداعا
وداعا
وداعا
......................
......................
قبرات كثيرة جاءت
تسحبنامن حناجرنا
لنفتح الطريق أمام بياض
هذه الخطى العابرة .. !
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
مواضيع مماثلة
» وفاة السيدة ثريا غلالو
» الدار البيضاء
» تطوان الحمامة البيضاء
» صفحات من تاريخ المغرب الحديث من خلال Le Petit journal illustré
» الوداد يهزم الرجاء في ديربي البيضاء
» الدار البيضاء
» تطوان الحمامة البيضاء
» صفحات من تاريخ المغرب الحديث من خلال Le Petit journal illustré
» الوداد يهزم الرجاء في ديربي البيضاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى