صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا تعني الباكالوريا اليوم ؟

اذهب الى الأسفل

ماذا تعني الباكالوريا اليوم ؟ Empty ماذا تعني الباكالوريا اليوم ؟

مُساهمة من طرف sabil الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 22:10

ماذا تعني الباكالوريا اليوم؟ وكم تكلفنا؟ و ما الأزمنة الضائعة التي تنفلت من زمن النمو و الإنتاج و المشاركة في بناء المجتمع التي تسببها الباكالوريا بهدرها لمجهود الأسر و التلاميذ و الدولة بمواردها كلها؟
بدأنا في السنوات القليلة الماضية نسمع بأن معدل الباكالوريا بلغ 17.27 أو 18/20 ، و رغم ذلك وجد الكثير من التلاميذ صعوبات كثيرة في ولوج مؤسسات عليا ، بل إن كثيرا من المنتقين في الإنتقاءات الأولية رسبوا في المباريات الكتابية أو الشفوية مما يطرح أكثر من سؤال عن المراقبة المستمرة و امتحان الباكالوريا و التقويم بشكل عام. هل النقط المحصل عليها تعكس جودة ما؟ يكفي المتتبع أن يستقرئ ما يحصل في كليات الطب و الأقسام التحضيرية و المدارس العليا للتكنولوجيا و التقني العالي ليتعرف على حجم المشاكل التي تحيط بالباكالوريا. ولعل هذه المؤشرات تنذر بقدوم ما هو أسوأ لأننا نختزل إصلاح الباكالوريا في النسب و الامتحانات و الغش و التسريبات و المراقبة دون غيرها. لكن السؤال الأساس هو: هل مازالت الباكالوريا صالحة لتكون منفذا نحو المستقبل؟
لابد و أن نعي أن المغرب تغير بنيويا، لكن نظامه التعليمي لا يعكس هذا التغيير . فمغرب الخمسينيات و الستينيات و السبعينيات ليس هو مغرب التسعينيات و القرن الواحد والعشرين ، و أن أي تمثل للباكالوريا بناء على التقاليد و الذهنيات الجامدة هو عرقلة للتقدم ذاته.
إن الباكالوريا التي تشكل مطلبا اجتماعيا و اقتصاديا و علميا و معرفيا و كفاياتيا تتغير بدورها مع تغير الظروف العامة للمجتمعات، وقد كان من الضروري التفكير في تغييرها المستمر لتواكب الحاجات المتجددة للمجتمع و الأفراد و الأسر.
فما سيلاحظه المتتبع لتاريخ الإصلاحات التربوية المغربية أن الباكالوريا المغربية ظلت رهينة النزعة الكمية التسويقية مثل أعداد التلاميذ الذين سيجتازونها و نسبة النجاح. كما أن الباكالوريا ظلت سجينة ذاتها: الحصول على الباكالوريا بأي ثمن كان رغم أنها لم تعد تعكس أي مستوى اجتماعي أو معرفي ، بل و قد لا تؤدي بالحاصل عليها إلى أفق جامعي أو مهني مضمون.
فما تغفله الإصلاحات المتتالية هو : هل الباكالوريا مقدسة حتى و إن بلغ معدل النجاح 17.99 دون أن تعكس أي مستوى كيفما كان؟ ألا يعني التضخيم في المعدلات و نسب النجاح علامة على نهايتها؟ ألا يعني عدم انفتاح الباكالوريا على آفاق فعلية و على إصلاحات جذرية تهمها و تهم مؤسسات التعليم العالي برمتها هو نهاية الباكالوريا بالذات؟
لا بد من الإشارة إلى ان الباكالوريا إسفنجه/ ثقب أسود اجتماعي يرهق التلميذ(ة) و الأسر و الدولة؛ و لهذا لابد من التذكير بالأطروحات حول الانتقاء الاجتماعي و مراكمة الفشل و تأبيد الفوارق عبر الباكالوريا كما تطرقت إلى ذلك السوسيولوجيات الفرنسية. فالمؤكد أن الأسر انخرطت في مخيال السوق التعليمي (الحصول على النجاح في الباكالوريا و الحصول على الباكالوريا الناجحة بأي ثمن كان ذلك) ، و أضحت الباكالوريا (أو سلك الباكالوريا) هي السوق بالذات و يتجلي ذلك فيما يلي:
أولا: سوق الكتب الرسمية و الموازية التي تطرح نفسها ضمن مخيال السوق المعممة حول الباكالوريا، و هي كتب لا تكرس من حيث المضمون إلا التكرار و الاجترار ، و لا تستهدف غير الربح…إلخ.
ثانيا: الساعات الإضافية التي بدأت تغزو المقاهي و المنازل و مؤسسات التعليم الخصوصي ليلا ونهارا ، فضلا عن الأماكن المأجورة الخاصة دون رقابة مما يضاعف من مخيال سوق الباكالوريا و وهم النجاح في الحياة.
ثالثا: فتح مؤسسات للتعليم الخاص بسلك الباكالوريا دون مراقبة و لا تتبع و لا جودة، وحيث يعمل هذا القطاع الخصوصي في غياب القانون و الالتزام القانوني تجاه الدولة والخزينة العامة ، بل إن هذا القطاع الخصوصي أصبح مشتلا و حلا لتضخيم النقط و المعدلات (سوق المراقبة المستمرة ) ، و بالتالي فإنه يضاعف من أزمة الباكالوريا دون حسيب و لا رقيب.
لقد وجدت الأسر نفسها سجينة القطاع الخاص و الساعات الإضافية و الكتب الموازية ، و وجد القطاع الخاص نفسه مستفيدا من مخيال السوق و تساهل الوزارة على أكثر من مستوى. فهذا التعليم المتخصص في سلك الباكالوريا لا يبيع في آخر المطاف للأسر و المجتمع و الدولة إلا الأوهام ، أوهام النجاح و أوهام الشهادة و أوهام المعدل المرتفع ، و في الوقت ذاته يتعيش على قطاع التعليم العمومي من جهة الموارد البشرية ، وهكذا ينقلب إلى ثقب أسود يلتهم كل شيء و لا يلفظ غير المعدلات المرتفعة الوهمية.
إن أوهام التعليم الخاص غزت الأسر في المدن الكبرى تحديدا ، و أضحت الأسر مع هذه الأوهام سجينة الإرهاق و التعب و الشغل و البحث عن موارد إضافية لتمويل تمدرس أبنائها. و بذلك تدفع الباكالوريا الأسر نحو انتحار مؤكد، بل نحو البحث عن موارد مالية بأي طريقة كانت استجابة لوهم النجاح في المستقبل.
والأدهى من كل هذا و ذاك أن خرائط مدننا الكبرى ، بل خرائط بعض الأحياء صارت خرائط للتعليم الخاص بامتياز. فأنت مطرود من هذا الحي أو ذاك لأنك لن تستطيع تمويل معيشتك و مستلزمات تمدرس أبنائك في القطاع الخاص. إنه ترحيل جديد هادئ ماكرلساكنة الأحياء بدأ يغزو مدننا الكبيرة و يضاعف من أحلام السوق و وهم التميز.
و السؤال الذي يصمت عن طرحه الجميع في ظل أزمة الباكالوريا هو :هل يمكن الاستغناء عن الباكالوريا؟
إن الإصلاحات التي عرفها المغرب منذ الثمانينيات إلى اليوم الخاصة بالباكالوريا لم تستحضر التطورات الحاصلة في التعليم معرفيا وعلميا و تكنولوجيا ومهنيا – كما و نوعا من حيث المناهج والبرامج- و تغير الديمغرافية التعليمية و الموارد البشرية و متطلبات التعليم العالي و سوق الشغل؛ ولذلك فإن كل إصلاح عرفه المغرب انطلق من الأسفل لا من الأعلى، أي انطلق من السلك الابتدائي لا من الباكالوريا فما فوق ، و بتعبير أدق إن إصلاحاتنا في وزارة التربية الوطنية لا تستحضر التعليم العالي بالمرة ، و لنا أمثلة كثيرة في هذا الباب سنتطرق إليها في حينها.
إن كثيرا من الدول لا تفكر بالباكالوريا كعلامة تجارية غير مجدية أصلا . فالباكالوريا التي تستنزفنا دون مردودية يمكن أن تأخذ مسارا آخر بالتخلي عنها و جعلها ممرا عاديا نحو التعليم العالي مما سيفرض إصلاحا جذريا للتعليم العالي يستحضر تكافؤ الفرص و دمقرطة التعليم و توسيع بنيات استقباله و عرضه و مسالكه و شعبه و الجسور بينها.
إن إجراء مثل هذا الإجراء سينعكس على ما يلي:
أولا: الحد من الاستقطاب الذي يقوم به التعليم الخاص المتخصص في سلك الباكالوريا، ودفعه ليرتاد التجديد و الإبداع و فتح تخصصات ذات آفاق جديدة وطنيا و عالميا.
ثانيا: عقلنة التعليم الخاص بسلك الباكالوريا كي لا يظل إسفنجه تمتص كل شيء و لا تقدم أي مجهود للمساهمة في مالية الدولة والتشغيل و القيمة المعرفية للباكالوريا…إلخ.
ثالثا: وضع حد لفوضى السوق المرتبط بالباكالوريا بسن قوانين جديدة تستحضر المراقبة والتتبع و التشغيل و أداء الضرائب…إلخ.
رابعا: التفكير في إصلاح جذري للتعليم العالي على أسس جديدة تستحضر باكالوريا مغربية جديدة بتصور جديد كعماد للتقدم ، و إعادة النظر في المسالك والإجازات و التشعيب و التخصصات المهنية.
خامسا: فتح مجال التعليم العالي بمؤسساته كلها أمام الجميع و ضمان تكافؤ الفرص بين الجميع على أسس متفاوض عليها تستحضر مستقبل الدولة المغربية.

هبة زووم
ذ.حسن اللحية
23/11/2014
sabil
sabil

ذكر عدد الرسائل : 584
العمر : 46
Localisation : Errachidiya
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى