صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صباح / محمد بنيس

اذهب الى الأسفل

صباح / محمد بنيس Empty صباح / محمد بنيس

مُساهمة من طرف عبدالرحيم الأحد 8 مارس 2015 - 19:48

يُسعد صفحة الفايسبوك ( محمد بنيس ) أن تتقاسم مع رائداتها و روادها، في اليوم العالمي للمرأة ، قصيدة : صباح ، ضمن نسخة مصورة فريدة من مهرجان برلين العالمي للشعر(2010). وهي القصيدة المهداة من محمد بنيس إلى زوجته أمامة ، باسم إجلال الشعر للمرأة.

صَباح
إلى أمامة

عندمَا كنتُ أمشي بينَ أشجارِ
الكْستناءِ والصّفصافِ وجهُكِ كان أوضحَ
منْ غُيومِ الصّبحِ. لمْ أكنْ أحتاجُ إلى ضوْءٍ
يذكّرني بأنّكِ تحْملينَ ليلةً أخرى منْ
ثقَلِ غيابي. ذراعيَ كانتْ وسادةَ فزَعِكِ.

قلتُ ليلُكِ ليْلِي. ثمّ الهواءُ في مُرتفعِ
الأشجارِ يحرّكُ أغْصاناً. وأنتِ تعودينَ
بأسْماءِ الطيورِ. طيلةَ النّهارِ هذهِ الطيورُ
تتردّدُ على السّياجِ. لولاَ الصمتُ لوْلاكِ. بينكُما
بّورْتُو سَانْـتُو تظهرُ منْ كتفِ البَراكينِ
مُتدليةً. وأنتِ بسرْوالكِ الأزرقِ تصْعدينَ
نحوَ شُجيْرةِ الزيتونِ. ها إنّني قريبٌ من حُلمكِ
رغْمَ أنّي شاردٌ. تلكَ عادتي وأقصدُ
الحياةَ التي هربتْ بي. هيَ القصيدةُ كلّما
اصْطدَمتْ بالبحْرِ الذي يأكلُ اللسانَ.
تعرفينَ ذلكَ جيداً هذا اللسانَ الذي يُعذّبني.
لمجرّدِ أنني أسمعُ. لكنّ السّمعَ انفصالٌ عنْ
مكانٍ لنْ يتخلّى عنّا مهْمَا قطعنَا
الطرقَ بأقدامٍ مُدمّاةٍ أوْ ببغالٍ نكْتريهَا. هوَ
الأمرُ واحدٌ. وأنَا في ليلكِ لا أكادُ
أغْلقُ النّوافذَ. هل اللسانُ إلى هذا الحدّ
مَسلوخٌ. هل القصيدةُ وحْدها معَ الكلماتِ
تبقَى. لعلّ السؤالَ يحْميني من تورُّمِ
الصّمتِ في جسدي. وأنتِ تبحثينَ عنّي.
أنَا لستُ صديقَ نفْسي. أكّدتُ
أكثرَ منْ مرة. هذا الهواءُ يبطئُ في
غسْلِ الكلماتِ. مع الليلِ هـدأةٌ
أحسُّ نزيفَها. كلمَا اقتربتُ اهتاجتْ
يدي. سَألقي المسافةَ بينَ ليلْينَا في
ماءٍ تذوبُ. لا ماءَ سوَى القصيدةِ. ها أنتِ
تريْنني أحاذي مَتاهاً كلَّ لحظةٍ يستأنفُ
النزولَ بي. وأُخرجُ الرأسَ كيْ أطلّ
منْ شُرفةٍ تائهةٍ معي. لأنّ وجهَكِ
كانَ أوضحَ صارَ أوضحَ. خذْ يداً، تَقولينَ، لكَ
أهديْتُها منذُ الطفولةِ. كنتُ أجْلسُ برُكبتيّ
العاريّتيْنِ. أنسَى أن أمشّطَ شعْري
أمامَ مرآةٍ حتّى أراكَ قبل أنْ تراني. حقّاً
كلّما فكّرتُ في حياةٍ نحنُ الحياةُ. قلتُ.
وفي كل واحد منّا سماءٌ تحاولُ أن تكونَ
مسكنَ الآخرِ لا سجْنَهُ. مجهودٌ يتكرّرُ.
بأقلّ صعُوبةٍ أحاولُ. لكنْ بصمْتٍ.
هوَ البحثُ عنِ اللغةِ الأصْفَى من جميعِ أصنافِ
اللغَاتِ. نازفاً وبينَ أصَابعي هبوبٌ.
أحسسْتُ المكانَ يبدّلُ درَجاتِ ضوئهِ. ومُختلطاً
يتحرّكُ. في نفسي الآنَ. أنتِ.
الصباحُ يستريحُ فوقَ مقْعدكِ الفارغِ.
رُكبتاكِ تلْمعَانِ. وجهُكِ في هدوئيَ
كاملٌ. من صفحةٍ إلَى صفْحةٍ قسماتٌ وضعتْ
في صدركِ ما يحبُّ أن يرقصَ. نعمْ.
يرقصَ. أنتِ.

محمد بنيس

عبدالرحيم
عبدالرحيم

ذكر عدد الرسائل : 352
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 05/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى