البـــعيـــدة / محمد بنقدور الوهراني

{ البـــعيـــدة }
وحشة:
تذكّري و أنت بعيدة
أن مسافات السَّفَرِ
نَحْوَ القلب دائما قريبة ،
و أن البَحْرَ الذي يُفرّق بيننا
يُحَرّك رائحتك داخلي
و يُغْرِقني في عِطْر وَحْشَتِك.
شرفة:
تذكري ، وأنت بعيدة ،
أن شَمْسَ الرُّوح
تُغازِل صباحاتنا كالْعادَة
تُؤثِت شُرْفتَنا الأَثيرَة
بِشَوْقٍ واشْتِهاءٍ ،
وفراشات شاردة .
خريف:
تذكري ،
تلك الطُّيورُ
التي تزورنا كلَّ ظَهيرَة
لِكَي تسألَ عنْ أَعْشاشِها
و عَنْ وُرودِك المُعَلَّقَة
بين قلبي و الخريف .
طيف:
تذكري ، وأنت بعيدة ،
أنْ تَتْرُكي طَيْفي بِقُرْبِك
دَعيهِ يَتَوَسَّدُ دِفْءَ عَيْنيْك
لكَي لا تَضيع عنك قَسَماتي
و تنسَيْ أن القصيدة
جُزْءٌ من عَتَماتي .
فنجان:
تذكري ،
و أنت على الضِفَّة الأخرى ،
أنَّ نُكْهَةَ البُـنِّ ، هنا
مَرارَتها مختلفة ،
و أن للفنجان و شَفَتيك
تفاصيلٌ متشابهة ،
أَحْمَرُ الشفاه يَحْفَظُها
عنْ ظَهْرِ قلب.
حنين:
تذكري،
أنني أنتظرك
بصَبْرٍ و جَمْرٍ و فَجْر
وأنّ غيمة الشَّوْق
أمْطَرَت في القلب
طوفاناً من حَنين.
قرنفلة:
تذكري، فقط ، تذكري
أنّي هُنا وحـدي
مَساءاتي باردة ،
و العَتَمة تُخبِّئ
انتظاري و انْكِساري ...
وَجَعي يتحرَّك في عينيك ،
لأَنّي أعْلَم أنًكِ تراني
بعيْـنٍ أخرى تَراني ...
أنت ، أيتها البعيدة ،
اطْمَئنِّي ،
قُرُنفُلَتُك داخلي لمْ تَذْبُلْ .