صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لوكليزيو.،. : رواية الرحلة، رحلة الرواية/عبد الرحيم مؤذ ن

اذهب الى الأسفل

لوكليزيو.،. : رواية الرحلة، رحلة الرواية/عبد الرحيم مؤذ ن Empty لوكليزيو.،. : رواية الرحلة، رحلة الرواية/عبد الرحيم مؤذ ن

مُساهمة من طرف said السبت 22 نوفمبر 2008 - 17:17



فاز الكاتب الفرنسي (جان ماري جوستاف لوكليزيو ) جنسية والعالمي انتماء. فهو ابن كل الحضارات، كل الثقافات، بعيدا عن كل مركزية مقيتة، خاصة مركزية أوروبا. وبذلك عكست رواياته رغبته الدائمة في التواجد، في اللحظة ذاتها، داخل [الهنا]وال[هناك]، من خلال اكتشافه المستمر لإنسانية محددة بعيدا عن كل هيمنة على اختلاف مصادرها أو مواقعها.
يعتبر الارتحال، أهم نقطة تحول في حياة «لوكليزيو». ولا يقتصر الأمر على الارتحال الجسدي، لأسباب عديدة، بل يمتد ذلك الى الارتجال عبر الكتابة من خلال مستويين
أ - الكتابة الابداعية، والتوثيقية أيضا، الصادرة عن الكاتب ذاته. وفي هذا السياق أصدر الكاتب ما يزيد على الأربعين مؤلفا انطلاقا من عمله الشهير le procés verbal 1963الى آخر عمل صادر في هذه السنة ritournelle de la fain «لازمة الجوع» 2008 .
ب - تأثره بكبار كتاب (أدب الرحلة) أو الذين مارسوا الارتحال عبر ثقافات مختلفة، وهويات متعددة، وأساليب متجددة في الرصيد والتعبير ( لندن / كونراد الخ). وبالإضافة الى هذا وذاك، شكلت قراءاته المتعددة في هذا السياق، مصدرا غنيا لهذه التجربة (كتب عن حضارة «الأزتيك» / عن الأب فوكو صاحب كتاب reconaissance du maroc (استكشاف المغرب)إلخ.
ومن المؤكد أن حياة «لوكليزيو» الغنية، هي نتيجة لتفاعل التجربة الحياتية بالتجربة الإبداعية. وبفضل سباحته في العالم، واكتشافه للمعمور (مدن / عواصم كبرى / تجمعات سكانية الخ) أو اختراقه، بالفعل والكتاب، لعوالم اخرى مأهولة بالدلالة والرمز والتجربة الإنسانية المتجددة (الصحراء، ومنها الصحراء المغربية) البحر أو المحيط مثل المحيط الهندي / جزر متعددة / حضارات قديمة.
السفر، عند «لوكليزيو» جغرافية جديدة للإنسان، الذي لا ينفصل عن المكان، وللكتابة أيضا. فبقدر ما تغتني الكتابة باكتشاف، واستكشاف المناطق المختلفة سواء كانت قديمة أو جديدة، آهلة بالناس، أو بالصدى العميق للتجربة البشرية، أقول بقدر ما تغتني الكتابة بذلك تغتني أيضا، الكتابة بطرائق جديدة، في التعبير، وبمستويات مختلفة من السرد وصيغه المتحررة من ضوابط التجنيس ومعايير النوع الأدبي الذي يتمرد عليه أدب الارتحال والذي يقتضي وجود تيمة السفر، وما عداه يصبح إضافة نوعية لكل رحالة. ولعل هذا ما يفسر خصوصية النص الرحلي الذي يظل منفتحا، باستمرار على التجربة الإنسانية، من جهة، وتجربة الكتابة من جهة أخرى.
ولعل تجربة «لوكليزيو» في الحياة والكتابة - هي التي كانت وراء هذا التتويج الرابع عشر لأدباء فرنسا مع اختلاف السياقات والمواقف ومع ذلك يظل «لوكليزيو» مجسدا لقيمة [الاختلاف] التي تتعارض والاضطهاد، أو الهيمنة، فضلا عن توابعها من احتقار واستغلال وعرقية وإقصاء في نصه المعنون (المدن الثلاث) (1980) تتأهل ثلاث قرى مكسيكية متواضعة لتصل الى منافسة كبريات مدن الغرب. وذلك بفضل خصوصيتها، أو أصالتها، المقاومة للزمن. وللوصول الى ذلك لابد من التعرف عن قرب، وبالتالي استكشاف العالم في مواطنه، ولن يتم ذلك إلا عن طريق الارتحال. ولعل هذا ما جعل من نص السفر، نصا للبحث أو الحفر في الظاهر وصولا الى الباطن. فالمكان، في النص الرحلي، مؤشر [علامة] على تجربة إنسانية تعتني بالرحلات المستمرة، والمتجددة، للزائرين والمرتحلين أو المسافرين. ومن ثم، لا توجد في الرحلة الأمكنة المتشابهة بالرغم من زيارة العديد من الرحالين لهذه الأمكنة. ف «شاعرية» «لوكليزيو» أثناء حديثه عن الصحراء، تختلف عن شاعرية «سانت إكزوبيري» وكتابات «أنطون أرتو» - وهو من الروافد المؤثرة في تجربة «لوكليزيو»- عن المكسيك تختلف بدورها عن تجربة هذا الأخير، و «النيل» عند ابن بطوطة كهرب من أنهار الجنة الستة - يختلف عن النيل في (الرحلة الاستشراقية) واسكندرية «لورانس داريل» تتميز عن اسكندرية «ابراهيم عبد المجيد»- بالرغم من انتماء النصين الى الرواية التي لم يبتعد بناؤها السردي عن السرد الرحلي الموازي للسرد الروائي، علما أن - كما جاء عند ميشيل بوتور - كل رواية هي في الجوهر، رحلة من الرحلات.
ويؤكد «لوكليزبو» على هوية الأدب الارتحالية بجعله شبيها ب (البحر) بل إنه يشبه طيران طائر فوق البحر، ملامسا عن قرب الموج، مارا أمام الشمس (1985) جريدة لوموند 11 اكتوبر 2008 .
هو البحر، إذن، وبالتالي فهو ملك للجميع. لا مفاضلة بين ماء الأدغال، وماء تاهيتي!!
هو الطائر الذي لا يؤمن بالجمركي، أو التأشيرة. الفضاء بالنسبة إليه، فضاء لانهاية له!! وعند ملامسته للموج، ومروره قرب الشمس، يحقق أعلى مراحل الجمال. أعلى مراحل المتعة والإمتاع.. إنه - يجسد كما جسد ذلك أدب «لوكليزيو » - [جمال العالم]، هذا الأخير يتحقق عبر فعل الكائن، من إنسان وحيوان، ذلك الفعل الذي يعكس مختلف جوانبه المدهشة. والأدب خلق لذلك. خلق للتعبير عن (الجمال). عن نقاوة اللغة، عن العالم كما هو. ومن المؤكد أن (الرحلة) خطاب لتقديم المربيات، في طراوتها، في لحظة الدهشة والاندهاش، بعيدا عن كل حذلقة مفتعلة، مع مراعاة طبيعة المتلقي الذي يأتي الى المكان ملوثا بلوثة «الالإيديولوجيا» أو الأحكام المسبقة. وفي حالة دخوله الى المكان عاريا من كل ذلك، فإنه من المؤكد سيحقق أحاسيس الجمال والمتعة والإمتاع.
ولذلك حمل «لوكليزيو» أسماء عديدة، وهو هويات مختلفة. وكانت شخصياته من نساء ورجال وفضاءات، تعكس هذه الأحاسيس النابعة من التعدد والاختلاف. فهو (الهندي) حينا، و(الإفريقي)، حينا آخر، وهو قد يتقمص (استير) اليهودية حينا، و(نجمة) الفلسطينية حينا آخر، أثناء تقاطعها بطريق قريب من القدس، وهو (المكسيكي) حينا، الأوروبي حينا آخر، وهو المديني حينا، وابن الطبيعة حينا آخر، بل إن حضور (المدينة) في أدب «لوكليزيو» يتسم ب «المركزية» التي لا تمنعه من التأكيد على أنه «من المستحيل كتابة رواية دون التفكير في الريح، في النار، في الأرض، في الماء..» (لوموند نفسه).
وإذا كان الكاتب يحمل اسم علم هو «جان ماري جوستاف لوكليزيو» دخل التاريخ الرسمي، فإن اسمه الحقيقي يظل مخلصا لاسمه الرمزي المستوحى من رحلاته وتجاربه ونصوصه أيضا. إنه الاسم الذي ظل يطمح، ومايزال، الى تحقيقه، إنه إسم (السندباد) الذي يزاوج بين البر والبحر، بين السماء والأرض، بين الكائنات الحية، سواء تعلق الأمر بالإنسان أو الحيوان الأعجم الذي انتصر له بإصرار واستماتة، سواء تعلق الأمر بالقبائل والحضارات المهددة، أو تعلق ذلك بسمك القرش، أو بالفضاء الإنساني أثناء مناهضته للتجارب النووية الفرنسية بالمحيط الباسيفيكي.
كتابات «لوكليزيو» انطلاقا من نصية الأول (المحضر) le proces verbal 1963مرورا ب (الطوفان) 1966( الحرب ) 1970، (العمالقة) 1973 ،(المدن المقدسة الثلاث) 1980،( الباحث عن الذهب) 1985، (رحلة إلى رودرغيز) 1986، (الربيع وفصول أخرى) 1989 (ترجمة الأستاذ محمد برادة)، (الإفريقي) 2004 الخ، ونماذج أخرى، أقول، إن هذه النماذج فقرات من (ملحمة إنسانية قد لا تعنى مجرد الترويح عن النفس، أو مجرد نزوة (لوموند / نفسه)، بل تعني موقفا أخلاقيا، اختيارا (وجوديا) يعكس اقتناع الكاتب بالقيم الثابتة التي يتم، من خلالها، احترام الإنسان، واحترام الكتابة أيضا.
٭ سيرة حياة:
من مواليد 1940 ب نيس / فرنسا
من أم فرنسية وأب بريطاني، وأصول تمتد الى«البروتون»، إذ هاجر أسلافه الى جزيرة موريس في القرن 18 .
في الثامنة من عمره، التحق بوالده، كطبيب عسكري ب «نيجريا».
مارس في شبابه الكتابة بالمعنى الواسع (قصة / شعر/ قصص مصورة / أدب مغامرات / تأملات ونصوص مختلفة.. الخ ).. أصدر مايزيد على الأربعين نصا فضلا عن المقال والتحقيق والمواقف المختلفة..

2008/11/21
الإتحاد
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى