صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار Empty خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار

مُساهمة من طرف izarine الأحد 19 يوليو 2009 - 21:35

خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار I9oTxTwyZL
وجد سنّة موروثة فاتبعها وطريقاً ممهدة فسلكها:



سامي مهدي
(1)
يعد أبو نؤاس واحداً من أبرز شعراء العربية ومن أهمهم. ويتفق النقاد القدامى والمعاصرون على براعة فنه وخصب خياله وقدرته المتميزة على الوصف والتصوير والإبداع في وصفه وفي صوره وتشبيهاته. وقد عرف هذا الشاعر بظرفه وفكاهته وتمرده وجرأته في الخروج على الحدود الدينية والقيم الاجتماعية، ونال في ذلك من الشهرة ما لم ينله أمثاله من شعراء عصره وشعراء العصور اللاحقة، حتى أصبح عند عامة الناس أسطورة من الأساطير، فنسج حوله الكثير من الحكايات، ووضع عن سيرته الكثير من الأخبار، ونحل عليه الكثير من الشعر، ونسب إليه الكثير مما هو ليس منه ولا له. ولعله الشاعر الوحيد من بين الشعراء القدامى من ألفت عن أخباره عدة كتب. والواقع أن في شعر أبي نؤاس وطريقة حياته وسيرته الشخصية ما يحمل على كل ذلك. فبقدر ما كان شاعراً مبدعاً كان ظريفاً مرحاً، وكان في ظرفه ومرحه عابثاً ماجناً، لا يردعه عن عبثه ومجونه أي رادع، وكان يجهر بكل ذلك دون أن يحسب للحدود الدينية والعرف الاجتماعي والمحاذير السياسية أي حساب.
وقد اختلف النقاد والباحثون المعاصرون في تحليل شخصيته والوقوع على الأسباب التي دفعت به إلى هذا السلوك. فمنهم من أرجع هذه الأسباب إلى وضعه العائلي وظروف نشأته والصحبة التي اختارها لنفسه وطبيعة العصر الذي عاش فيه (النقد التقليدي). ومنهم من أرجعها إلى خيبته في حب جارية تدعى (جنان) عرفها في البصرة في مطلع شبابه (أحمد عبد المجيد الغزالي). ومنهم من فسرها تفسيراً خاصاً وأعطاها بعداً فنياً وحضارياً فعدَّها دعوة لتجديد الفن والحياة ( طه حسين ). ومنهم من أسرف في التأويل فعدَّ عبثه ومجونه نوعاً من التقية السياسية ( د. أحلام الزعيم ). وربما كان لكل ذلك أثره في تكوينه النفسي ومنحاه السلوكي، كما يتراءى لنا أن نقول.
ويتفق النقاد، بقداماهم ومحدثيهم، على أن خمريات أبي نؤاس هي أهم ما في شعره، وهي موطن التمرد والإبداع فيه، ويذهبون إلى أنه أتى فيها بما لم يأت به من سبقوه ومن عاصروه. وفي هذا كله قدر كبير من الصحة، ولكن فيه قدراً كبيراً من الغلو في رأينا، وموضوعنا هنا هو الكشف عن هذا الغلو. ذلك لأنه لم يكن أول من نظم في الخمريات وأبدع في نظمها، بل كان واحداً من سلسلة سبقته من الشعراء نظموا فيها وأجادوا، هذا فضلاً عن ثلة عاصرته وكان بعض أفرداها من أصحابه. وهو لم يكن من أرسى تقاليد نظم هذا الضرب من الشعر، بل أرساها شعراء سبقوه فسار هو ومن عاصره على نهجهم. وهو لم يكن أول شاعر تمرد على الحدود الدينية والعرف الاجتماعي، إذا كان في هذا أية ميزة، بل سبقه إلى ذلك كثيرون وعاصره كثيرون.
وربما كان عدي بن زيد العبادي أول من قال شعراً في الخمرة. فهو شاعر جاهلي، يقال إنه كان نصرانياً، عاش في مدينة الحيرة في العراق، ووضعه محمد بن سلام صاحب كتاب (طبقات فحول الشعراء) في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية. غير أن أغلب شعره ضاع ولم يبق منه إلا القليل، ويدل ما وصلنا منه على أنه كان شغوفاً بالخمرة ومجيداً في وصفها. ولعله أول من تحدث عن الصبوح والغبوق، ومن شبه صفاء الخمرة بعين الديك، ووصف شكلها ولونها وطعمها قبل مزجها وبعده، وهي بداية سيتلقفها كل من أتى بعده وينسج على نولها.
غير أن العبادي لم يكن الوحيد في ذلك بين شعراء الجاهلية، بل كان هناك آخرون جاؤوا بعده من أبرزهم امرؤ القيس بن حجر وطرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة وعبدة بن الطبيب وعلقمة بن عبدة والأعشى ميمون بن قيس وحسان بن ثابت. فلكل واحد من هؤلاء، ولغيرهم أيضاً، سهمه في بلورة هذا النوع من الشعر ووضع تقاليده. وما نظمه هؤلاء، وغيرهم، في الخمرة يعطينا صورة متكاملة عن مجالس الشراب ونداماها وأوقات الشرب وطرقه، وعن الحانات وفرشها وأضوائها وأجوائها ورياحينها وورودها، وعن أصحاب الحانات وصفاتهم وطبائعهم ومساوماتهم، وعن السقاة من الفتيات والفتيان وأشكالهم وحركاتهم وأساليبهم في الإغراء والفتنة، وعن القيان وجمالهن وثيابهن وحليهن وعطورهن وغنجهن، وعن آلاتهن الموسيقية من دفوف وصنوج ومزاهر وبرابط ومزامير وطنابير وأعواد، وعن غنائهن وجمال أصواتهن وتلاعبهن بها، وعن الخمرة ومصادرها وصفاتها وألوانها وتقلباتها قبل المزج وفي أثنائه وبعده، وعن قدمها وطرق تعتيقها، وعن زقاقها وأختامها وطرق فضّها، وعن أباريقها وكؤوسها وأساليب تقديمها للشاربين، وعما تفعله بشاربيها حين يدب دبيبها في مفاصلهم، وعن تصرفات هؤلاء حين ينتشون ويثملون. وليس هذا كله سوى صورة عامة تجاهلنا فيها ما تتضمنه من تفاصيل كثيرة يطول بنا الحديث إن تطرقنا إليها وجئنا بأمثلة شعرية لها. ولكن يمكننا القول بإيجاز : إنها أسست للشعراء اللاحقين فناً واضح السمات من فنون الشعر، أو (غرضاً) من أغراضه، إذا جاز لنا استخدام مصطلح قدامى النقاد.
ولكن لا بد لنا من القول إن سهم الأعشى ميمون بن قيس في تأسيس هذا الفن وصياغة تقاليده أوفر من غيره بكثير. ذلك لأن شعراء الجاهلية الآخرين جعلوا من الخمرة موضوعاً من جملة موضوعات أخرى تتناولها قصائدهم، كما فعل امرؤ القيس وطرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة وعلقمة بن عبدة وقطبة بن محصن الملقب بالحادرة، أو تناولوها تناولاً عارضاً في بيت أو بيتين، كما فعل آخرون. أما الأعشى فأكثر من جعل منها موضوعاً قائماً بذاته يخصص له جزءاً من قصيدته، وكان أقل ما يقوله فيها عدة أبيات، ولكنه قد يتجاوز العشرين بيتاً في بعض الأحيان بحيث تقوم مقام قصيدة كاملة من خمريات أبي نؤاس. ويقول الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه (القيان والغناء في العصر الجاهلي) إن شعر الأعشى في الخمر 'كثير وطويل ' وهو يكشف لنا عن مدى كلفه وشغفه بها 'وقد كان الإمام الذي شق لمن بعده - كالأخطل ثم أبي نؤاس - السبيل ومهدها لهم في هذا الفن'. ونقول: لا عجب، فقد عاش الأعشى حياة لهو وعبث ومجون، وكان شعره انعكاساً لهذه الحياة. وقد تفنن كثيراً في وصف الخمرة وحاناتها وأصحابها وسقاتها وقيانها وتأثيرها المادي والنفسي في شاربيها. وكان يفعل كل ذلك بتأثر وخفة ومرح، فوصفه لها لم يكن وصفاً خارجياً جامداً، بل مقروناً بأحاسيسه وانفعالاته الذاتية. وروي عنه أنه كان يتّجر بها، وأنه اتخذ له معصرة خاصة به يعصر فيها ما يهدى إليه من كروم أهل (أثافت) وهذا بعض ما يدل على شدة شغفه بها.
والحق أن الأعشى كان مبدعاً في هذا النوع من الشعر، فهو غالباً ما يرسم صورة كلية لمجالس الشراب التي يحضرها والحانات التي يشرب فيها، ويفصل هذه الصورة في صور جزئية تتفرع بدورها إلى صور أخرى تعنى بالتفاصيل حتى ينجلي المشهد بأكمله. وكان يصوغ ذلك أحياناً في حكاية، مما جعل بعض الدارسين (د. محمد التونجي) يعده مؤسس فن (القصة الخمرية). غير أن هذا لم يكن يقوده إلى تكرار مشاهده وصوره أو اقتباس صور غيره، بل يدفعه إلى ابتكار مشاهد وصور جديدة. ذلك لأن المجالس يختلف بعضها عن بعض، فلكل مجلس مكانه وزمانه وظروفه وأبطاله، فكان الأعشى يصف منها ما يرى وما يحس، وبذلك، وبغيره، حظي برضا النقاد القدامى وثنائهم. فأبو عمرو بن العلاء يقول عنه 'إن مثل الأعشى مثل البازي يضرب كبير الطير وصغيره'. وخلف الأحمر يرى أنه 'أجمع شعراء الجاهلية '. ويذكر ابن رشيق ' إن الحذاق يقولون: إن الشعراء ثلاثة : جاهلي وإسلامي ومولّد هم الأعشى والأخطل وأبو نؤاس'. ويعلق على ذلك فيقول ' وهذا رأي مذهب أصحاب الخمر وما ناسبها، ومن يقول بالتصرف وقلة التكلف '. حتى لقد قيل عنه إنه 'أشعر الناس إذا طرب' ولقب بـ'صنّاجة العرب'. ويرى ابن رشيق أنه لقب بهذا اللقب 'لقوة طبعه وحلية شعره'. وما من شاعر جاء بعده من شعراء الخمرة والمجون إلا وتأثر به في قليل أو كثير، ومنهم أبو نؤاس.
توفي الأعشى قبل فتح مكة، وخلال هدنة الحديبية، وكان قد قصد قبل وفاته الرسول محمد (ص) ليسلم على يديه ومعه قصيدة في مدحه، ولكن مشركي قريش، وفي طليعتهم أبو سفيان بن حرب، خشوا على أنفسهم من مغبة إسلامه، فاعترضوه وأخبروه بأن إسلامه سيحرمه من التمتع بالملاذ ومنها شرب الخمرة، وأغروه بمئة من الإبل جمعت له من سادات مكة ليتراجع عن نيته، فطمع فيها وعاد من حيث أتى، ولكنه لم يكد يصل أهله حتى ألقى به بعيره أرضاً فقتله. وولد أبو نؤاس عام 136 للهجرة حسب أفضل التقديرات، أي بعد وفاة الأعشى بنحو قرن وربع القرن، ولكن السلسلة بين الشاعرين لم تنقطع، بل كانت موصولة بشعراء آخرين شغوفين بالخمرة ونظم الخمريات أبرزهم : أبو محجن الثقفي الذي ظل يشربها ويمتدحها حتى بعد إسلامه ولم يمتنع عن شربها إلا بعد قصاص أليم. ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي ضاع أكثر شعره. وغياث بن غوث المعروف بالأخطل شاعر البلاط الأموي. وأبو معرض المغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيشر الأسدي الشاعر المخضرم الذي أدمن شرب الخمرة وكانت له نوادر طريفة كثيرة وهجائيات مقذعة. والوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الذي لم يتخل عن عبثه ومجونه وإدمانه الخمرة حتى بعد أن بويع خليفة على الناس وظل كذلك حتى قتل. وأبو الهندي غالب بن عبد القدوس الرياحي الذي عاش حتى أوائل العصر العباسي وأقام في سجستان وخراسان ومات سكراناً في ليلة مثلجة.
نريد أن نقول : إن كل هؤلاء، وسواهم، سبق أبا نؤاس إلى نظم الخمريات، وإن تقاليد نظمها كانت قد أرسيت منذ الجاهلية، وكان الشعراء الجاهليون، وفي مقدمتهم الأعشى، هم من أرساها، وأخذ بها اللاحقون وطوروها وأضافوا إليها، حتى إذا جاء أبو نؤاس وجد فناً ناضجاً مكتملاً فأخذه واقتبس تقاليد نظمه. فقد عاش هذا الشاعر في ذروة عصر الرواية والتدوين، وكان هذا الشعر متداولاً في عصره، والشعراء يتذاكرون به في مجالس اللهو والشراب التي يحضرها ويتبارون في النسج على نولها، وكانت القيان تغنيه في تلك المجالس وفي الحانات التي يرتادونها. ونحن نعرف من سيرته ومما روي من أخباره أنه كان يحفظ عن ظهر قلب الكثير من شعر سابقيه، وخاصة شعر الخمريات، بنصيحة معروفة من أستاذه خلف الأحمر. ويقول عنه ابن المعتز إنه 'كان أحفظ الناس لأشعار القدماء والمخضرمين والمحدثين'. ويؤكد هذا ما نجده من إحالات واقتباسات وتضمينات في عامة شعره وفي خمرياته قبل غيرها، فلا عجب إذن من أن يتأثر بما حفظ وينسج على منواله قاصداً أم غير قاصد.


izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار Empty رد: خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار

مُساهمة من طرف izarine الأحد 19 يوليو 2009 - 21:37

هذه حقيقة، وثمة حقيقة أخرى هي أن شعره يدل دلالة واضحة على أنه كان في كثير منه عيالاً على شعر من سبقه، فقد أخذ من جميع من ذكرنا تواً من شعراء السلسلة التي انتظم فيها، بل هو أخذ من المشهورين والمغمورين، ومن المقلين والمكثرين. فإضافة إلى الأعشى والأخطل اللذين أخذ منهما الكثير، هنالك ما أخذه من عدي بن زيد وعلقمة الفحل وحارثة بن بدر وعمرو بن شييم القطامي ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان وبشار بن برد وابن عنقاء الفزاري وبرج بن مسهر الطائي وعبد الرحمن بن أبي الهداهد. بل هو أخذ حتى من أصدقائه مثل : والبة بن الحباب، وحسين بن الضحاك، ومسلم بن الوليد، وعباس بن الأحنف. وللنقاد القدامى أقوال كثيرة في ذلك، وهذا بعضه :
يقول صاحب الأغاني 'وللوليد (بن يزيد) في ذكر الخمر وصفتها أشعار كثيرة قد أخذها الشعراء وأدخلوها في أشعارهم، سلخوا معانيها، وأبو نؤاس خاصة، فإنه سلخ معانيه كلها وجعلها في شعره فكررها في عدة مواضع منه، ولولا كراهة التطويل لذكرتها ها هنا، على أنها تنبئ عن نفسها'.
ونقل صاحب الأغاني نفسه أن إسحاق الموصلي أُنشِدَ شعراً لأبي الهندي في صفة الخمر، فاستحسنه وقرظه، فذُكِر عنده أبو نؤاس فقال 'ومن أين أخذ أبو نؤاس معانيه إلا من هذه الطبقة؟ وأنا أوجد كم سلخ من هذه المعاني كلها في شعره، فجعل ينشد بيتاً من شعر أبي الهندي ثم يستخرج المعنى والموضع الذي سرقه الحسن (أبو نؤاس) فيه حتى أتى على الأبيات كلها واستخرجها من شعره'.
ثم يقول صاحب الأغاني وهو يتحدث عن أخبار حسين بن الضحاك 'وكان أبو نواس يأخذ معانيه في الخمر فيغير عليها. وإذا شاع له شعر نادر في هذا المعنى نسبه الناس إلى أبي نواس. وله معان في صفتها أبدع فيها وسبق إليها فاستعارها أبو نواس'. ونقل بعد ذلك أخباراً عدة تؤكد هذا القول.
أما عامة النقاد المعاصرين فترى أن أبا نؤاس وإن كان قد تأثر بمن سبقه وأخذ منهم، ولكنه ارتقى بفن نظم هذا النوع من الشعر وأضاف إليه. فطه حسين يقر في أحاديثه التي كان يقدمها من الإذاعة المصرية بأن أبا نؤاس أخذ من الأعشى والأخطل والوليد بن يزيد، ولكنه يرى أنه نمّى هذا الفن ورقّاه. ومحقق ديوانه أحمد عبد المجيد الغزالي يرى أن أبا نؤاس ' نظر في شعر أبي الهندي الرياحي وأعجب به وأغار عليه ' ولكنه يحذر من الغلو في الحديث عن أخذ المعاني وتوليدها. ويؤكد الدكتور محمد التونجي مؤلف كتاب (الأعشى شاعر المجون والخمرة) أن أبا نؤاس أخذ من الأعشى ويرى أن هذا 'كان يجيد أكثر من أبي نؤاس أحياناً، وأحياناً كان أبو نؤاس يقتبس منه ويفوقه في عرض المعنى '. أما محمد مهدي البصير فيرى في كتابه (في الأدب العباسي) أنه ' أجاد في طائفة من خمرياته إجادة تامة' ولكنه كان 'يبيح لنفسه أن ينتحل شعر غيره إذا أعجبه ويذيعه في الناس على أنه له' وقد أدخل الرواة في خمرياته 'أقوال شعراء عديدين لم تسمح ظروفهم بذكر أسمائهم إلى جانب أقوالهم في الخمر '. وأما عبد الرحمن صدقي مؤلف كتاب (ألحان الحان) فقد استعرض بعض ما وصفه بـ(سرقات) أبي نؤاس ونقل رأي الجاحظ فيها، ثم حاول أن يخفف من وطأة الاتهام بعدّ السرقات اشتراكاً عفوياً في المعاني، أو ضرباً من ضروب التناص وفق مصطلحات النقد الحديث، وقال إن 'اشتراك المعاني قد يكون مردّه في بعض الأحوال وحدة الشعور الإنساني'. وهذا في رأينا بعيد عن الحقيقة في حالة أبي نؤاس بالذات، لأنه كان يقصد الأخذ من الشعراء، ويستمتع بالأخذ جاداً وهازلاً، كما هو واضح من أخباره وأخبار غيره.
إذن فالنقاد القدامى والمعاصرون متفقون على أن أبا نؤاس كان (يأخذ معانيه) من الشعراء الآخرين ويعيد إنتاجها. أما نحن فنرى أن صلته بشعر سابقيه من شعراء الخمرة لا تقتصر على ما يسميه النقد القديم بالسرقات الشعرية، أو أخذ المعاني وتوليدها، بل هي أعمق من ذلك وأبعد بكثير. فهو أخذ الفن كله، أخذه بكل تقاليده وتفاصيله، فقد وصله هذا الفن ناضجاً مكتملاً كما قلنا، لأن سابقيه، وخاصة الأعشى، لم يدعوا شيئاً يتعلق بمجالس الشراب وحوانيته إلا ووصفوه. وما من شيء وصفوه في خمرياتهم إلا وتجده موصوفاً في خمرياته، وما من وصف أطلقوه عليه إلا واستعمله. حتى ما يسميه الدكتور التونجي بالقصة الخمرية أخذها أبو نؤاس من شعر الأعشى. بل هو أخذ منه، ومن امرئ القيس وطرفة بن العبد وعلقمة الفحل والوليد بن يزيد (فلسفة) إقباله على شرب الخمرة. وإننا لنرى أنه جمع في شخصه صورتين، صورة الأعشى في بحثه عن اللهو والمرح واللذة، وصورة الوليد بن يزيد في تحديه للمحرمات الدينية والعرف الاجتماعي والجهر بعبثه ومجونه.
وينبغي القول هنا: إن هناك الكثير مما نحل عليه وأضيف إلى خمرياته خاصة وشعره عامة، حتى وصل مجموع الأبيات التي نسبت إليه نحو ثلاثين ألف بيت على حد قول ابن النديم، وتضمن ديوانه برواية حمزة الأصبهاني نحو ثلاثة عشر ألف بيت وصلنا منها ثمانية آلاف فقط، في حين اقتصرت رواية أبي بكر الصولي للديوان على نحو أربعة آلاف بيت دون المنحول، كما يقول الدكتور بهجت الحديثي محقق هذه الرواية. وإذا افترضنا أن الصولي قد نحّى الكثير من شعره بسبب تشدده، فإن الأصبهاني قد أدخل فيه الكثير مما ليس له بسبب تسامحه.
وليس كل خمريات أبي نؤاس على مستوى واحد من جودة النظم وجمال الصور وطرافة الابتكار. فمنها ما هو ضعيف مرتجل لساعته أو شبه مرتجل، ومنها ما ليس فيه أي جديد عليه أو على سابقيه، ومنها ما أفسده كثرة نظمه في هذا الباب وانقياده إلى التكرار في معانيه وصوره، ولكن منها ما هو جميل وجيد وفيه قدر أو آخر من السبق والابتكار، وهو أقله. فأكيد أن أبا نؤاس ابتكر أوصافاً وصوراً ومشاهد جديدة، وأكيد أنه زاد على بعض ما أخذه وطوره وأضاف إليه، ولكنه في كل الأحوال وجد 'سنة موروثة' فاتبعها و'طريقاً ممهدة' فسلكها، حتى ليمكننا القول إن عسله هو ما اشتفه من رحيق شعراء آخرين. وهذا يعني أن ما أبدعه في خمرياته كان جزئياً في واقع الأمر، اقتصر على بعض الصور والأفكار الجديدة التي ألهمته بها ثقافة عصره والبيئة الحضارية التي عاش فيها.

(2)
ونحن ننظر بالمنظار نفسه إلى ما عده الشاعر عزيز اباظة 'ثورة شعرية' قام بها أبو نؤاس وأطلق عليها 'الثورة الأولى في الشعر العربي'. فأبو نؤاس لم يحدث ثورة في هذا الشعر، ولم يكن في نيته أن يحدثها. فهو لم يكن يمتلك من الوعي الذي نمتلكه نحن اليوم، ولا كان هذا الوعي موجوداً لدى نقاد عصره. وكل ما كان متداولاً في حينها حديث عن 'قديم' و'محدث'، وكانت دلالة هذين المصطلحين عامة وغامضة في أحاديثهم. غير أن الشعر أخذ يعبر عنهما منذ العصر الأموي بما كان يحدث فيه من تحول في اللغة والإيقاع من الفخامة والجلجلة إلى السهولة والعذوبة، والاقتراب من الحياة اليومية، وتطوير بعض تقاليد الشعر الجاهلي ومنها مقدمات القصائد ومفتتحاتها، وميل بعض الشعراء إلى الأوزان الخفيفة ومجزوءات البحور. وكان هذا استجابة عفوية، أكثر منها واعية، لطبيعة التغير الذي حدث في حياة الشاعر نفسه، وخاصة في العصر العباسي، فهو لم يعد شاعراً بدوياً، أو شبه بدوي، كالشاعر الجاهلي، أو قريباً من حياة البداوة كالشاعر الأموي، بل أصبح ابن مدينة متحضرة مرفهة ولاهية تلتقي فيها ثقافات شتى وتتفاعل في ثقافة واحدة جديدة.
إن الذين يتحدثون عن (ثورة) أبي نؤاس الشعرية يعنون في الأساس ما أحدثه في خمرياته. ولو تفحصنا نحن هذه الخمريات لظهرت لنا في ثلاثة أشكال : مقدمات خمرية للقصائد، وقصائد خمرية خالصة، ومقطوعات خمرية قصيرة، وهو لم يكن سابقاً في كل ذلك. فقد سبقه إلى نظم المقدمات الخمرية الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، والشاعر الأموي الأخطل، والشاعر العباسي أبو العتاهية. وسبقه إلى كتابة القصائد الخمرية الأقيشر الأسدي والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس، وبرغم أن الأعشى لم يكتب قصائد خمرية خالصة غير أن بعض ما نظمه يكاد يكون قصيدة قائمة بذاتها نظراً لطولها أو لانتظامها في حكاية متكاملة. أما المقطوعات الخمرية فقد سبقه إليها كثيرون من الجاهليين والمخضرمين والأمويين. فهو إذن سلك في كل ذلك سبلاً فتحها له سابقوه وأخذ منهم ما يلائم ميوله، ثم استحوذ على ما أخذه وثبته وارتقى به، ولكنه لم يكن وحده حتى في هذا بل معه كثير من معاصريه وأبرزهم صريع الغواني مسلم بن الوليد.
ويبدو أن الذين يتحدثون عن (ثورة) أبي نؤاس الشعرية يقصدون في حديثهم أكثر ما يقصدون هجومه على المقدمات الطللية وسخريته منها ودعوته إلى نبذها. غير أنه لم يكن هو السباق في هذا أيضاً. إذ سبقه إلى هذه الدعوة الكميت بن زيد في هاشمياته، ورافقه فيها كثير من معاصريه، بل أن كعباً بن زهير سبق الجميع فعدَّ البكاء على الدمن البالية سفهاً، ولكن أبا نؤاس اشتهر بهذه الدعوة من دونهم لكثرة إلحاحه عليها، فقد تناولها في نحو أربعين قصيدة ومقطوعة حسب إحصاء الدكتور حسين عطوان، وهذا ما لم يفعله غيره. والظاهر أنه ألح عليها هذا الإلحاح لغرض في نفسه، واتخذ من الهجوم على المقدمات الطللية وسيلة لتحقيق هذا الغرض. ذلك لأن هجومه لم يقتصر على هذه المقدمات في حد ذاتها، بل شمل حياة البداوة بكل مظاهرها، وهو لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد إلى التعريض المباشر بالعرب وبنمط حياتهم واقترن بتفضيل الفرس عليهم بطريقة لا تخلو من نعرة شعوبية واضحة. ولذلك لا نتفق مع الدكتور حسين عطوان الذي رأى في هذا الهجوم 'ثورة حضارية خالصة' وبحثاً عن 'الصدق الفني' بل نتفق مع آراء الكثرة من النقاد المعاصرين الذين لاحظوا فيه نعرته الشعوبية مثل : طه حسين، وعباس محمود العقاد، ومحمد مندور، وعبد الرحمن صدقي، كما لاحظها ولم يسكت عنها نقاد قدامى مثل ابن رشيق.
لقد كان أبو نؤاس يعي ما يقوله في الانتقاص من العرب، ويبدو أنه كان يقصده، بدليل أنه وجه هجومه إلى القبائل العدنانية دون سواها مثل : أسد وتميم وتيم وقيس وتغلب وشيبان وعبس وذبيان، بل هو هجا نزاراً بأسرها وانتقص من قريش نفسها. أما استثناؤه القبائل القحطانية من الهجوم فلا يعني أنه قصد به (الأعراب) دون (العرب) كما ترى الدكتورة أحلام الزعيم، بل هو استثناها ومدحها لأنه مولى من موالي إحداها، ونعني قبيلة حكم، ولأنه اتخذ لقبه من اسم أحد ملوك اليمن هو ذو نواس، ولأن الفضل بن الربيع، وليّ نعمته وشفيعه لدى الخلفاء، ذو نسب قحطاني. ولولا خوفه من العقاب لقال في قريش أكثر مما قال، فهو لم يتحفظ في هجائها إلا لأن الرسول (ص) وخلفاءه كانوا منها. وكان هارون الرشيد على وعي بما يريده حين غضب منه وأمر بحبسه ذات مرة، وكان أعلم به حين وصلته قصيدته الهائية التي مدح بها القحطانيين وهجا العدنانيين فأمر بإطالة حبسه. فهو لم يكن يتعصب للقحطانيين حباً بهم بل نكاية بكل ما تمثله عدنان من نبوة وخلافة وسلطة دينية وسياسية، بل هو لم يلبث أن ندم على مدحه القحطانيين، حين تلكأ الفضل بن الربيع في التشفع له لدى هارون الرشيد.
إذن فهجوم أبي نؤاس على المقدمات الطللية كان في باطنه موقفاً سياسياً، وإن بدا في ظاهره هجوماً فنياً حضارياً. ولو لم تكن له غاية سياسية لكان بإمكانه أن يعزف عن هذه المقدمات في شعره دون الهجوم عليها، كما فعل صديقاه حسين الضحاك وعباس بن الأحنف، أو كان بإمكانه أن يهاجم هذه المقدمات دون أن يعرض بحياة البداوة كما فعل معاصره أشجع السلمي. بل كان بإمكانه أن يعرض بحياة البداوة ويسخر منها دون أن يعرض بالعرب ويفضل الفرس عليهم، كما فعل عبد الله بن أمية وغيره. ولكن حقيقة أمره أنه كان يضمر موقفاً سياسياً، فاتخذ من الهجوم على المقدمات الطللية مدخلاً للهجوم على العرب والحط من شأنهم وغطاء فنياً لهذا الهجوم. وليس مصادفة أن يفعل ذلك في حقبة تصاعدت فيها الحركة الشعوبية واشتد الصراع بين العرب والفرس في كواليس السلطة العباسية، حتى بدا وكأنه داعية مستتر من دعاتها.
لا نريد إطالة الحديث عن هذه المسألة فهي لا تقع في صلب اهتمامنا في هذا المقال، ولكن حسبنا أن نقول : إنه كان في وسع أبي نؤاس أن يتخلى عن المقدمات الطللية ويجدد في شعره كما يشاء دون أن يثير الضجيج الذي أثاره ويعطيه البعد الذي أعطاه. فالتحولات كانت تحدث في الشعر بصورة طبيعية تدريجية وتلقائية منذ العصر الأموي، وظهرت ملامحها بوضوح في شعر الشاعر المخضرم بشار بن برد، وحين استقر العباسيون في الحكم كانت الأجواء ممهدة لحدوث المزيد منها، وبدأ يتقبلها حتى النقاد المتشددون، ولم يكن هناك ما يفرض على الشعراء نظم قصائد ذات مقدمات طللية على الصعيد الرسمي، أو على أي صعيد. فجرير والفرزدق والأخطل نظموا قصائدهم بمقدمات متنوعة، ولم يقتصروا على المقدمات الطللية أو يتوقفوا عند حدود تطويرها. والأخطل خاصة نظم بعض قصائده بمقدمات خمرية. وقد أكثر هؤلاء الثلاثة، وغيرهم، من المقدمات الغزلية، في حين دعا الكميت بن زيد بوضوح إلى نبذ المقدمات الطللية في القصائد التي مدح بها الهاشميين.
والواقع إن المقدمات الطللية لم تكن إلا واحدة من عدة أنواع من المقدمات في الشعر الجاهلي نفسه. فالدكتور يوسف خليف أحصى خمساً غيرها هي : المقدمات الغزلية، والمقدمات الخمرية، ومقدمات الشيب والشباب، ومقدمات طيف الحبيبة، وزاد عليها الدكتور حسين عطوان واحدة هي مقدمة : وصف الليل، وكان هناك مقدمات أخرى تختلف عنها كما ثبت لدينا. بل كان الكثير من هذا الشعر بلا مقدمات أصلاً، ربما ضاع بعضها كما رأى الدكتور عطوان، ولكن الشعراء في الأغلب كانوا لا يلجأون إلى نظم المقدمات إلا في مطولات يعدونها لمناسبات عامة أو خاصة تتطلب من الشاعر أن يستعد لها ويظهر اهتمامه بها من خلال اهتمامه بصنعته الفنية. غير أن هذه المطولات لم تشكل إلا القليل من هذا الشعر، لأن أغلبه كان مقطوعات تتألف من عدد قليل من الأبيات يدخل فيها الشاعر إلى غرضه مباشرة دون أي تقديم. وبرغم أن شعراء العصر الأموي الرسميين، كجرير والفرزدق والأخطل، عنوا بنظم المطولات، ومن ثمة عنوا بنظم المقدمات، فقد كان إلى جانبهم شعراء آخرون لا يحفلون بها، أو هي نادرة أو قليلة في أشعارهم، ونعني شعراء مثل عمر بن ربيعة، والأحوص الأنصاري، وعامة الشعراء العذريين. فأغلب شعر هؤلاء كان مقطوعات قصيرة تتجه إلى هدفها مباشرة.
نريد من كل ذلك القول : إن الضجة التي أثارها أبو نؤاس حول المقدمات الطللية كانت في غير محلها إن كان قصده منها فنياً محضاً. فلم تكن هناك قواعد ثابتة تلزم الشاعر بنظم مقدمات طللية لقصائده حتى (يثور) عليها، بل كان الشاعر حراً في اختيار المقدمة التي يريدها لقصيدته : خمرية كانت أم غزلية، أم غير هذه أو تلك. بل ان الشاعر كان حراً في الولوج إلى غرضه دون مقدمات، وهو ما فعلته نسبة كبيرة من الشعراء دون أن تنتظر من أبي نؤاس أن (يثور). وإذا كانت غاية أبي نؤاس أن (يثور) حقاً، فهي (ثورة) على نفسه في ما يبدو. فقد كانت تتنازعه رغبتان : رغبة التقرب من ممدوحين يحنون إلى المقدمات الطللية في ما يمدحون به من قصائد، ورغبة التفلت من أعباء نظم هذه المقدمات التي لم تعد تلائم عصره. فهو من جهة كان يطمع في إرضاء بعض الممدوحين الذين يحنون إليها ونيل جوائزهم فيستخدمها استجابة لهذا الحنين، وهو من جهة أخرى كان لا يميل إلى ما يريدونه منه. ولعل هذا ما يدل عليه قوله:
أعِرْ شعرَك الأطلالَ والدَّمَنَ القفرا فقد طالَ ما أزرى به نعتُك الخمرا
دعاني إلى نعتِ الطلولِ مُســلّطٌ تضيقُ ذراعي أن أجـوزَ له أمرا
فسـمعٌ أميرَ المؤمنين، وطاعةٌ وإن كنتَ قد جشَّمتني مركباً وعرا
إذا صح ما زعمه أبو نؤاس في هذه الأبيات، فأغلب الظن أن أمير المؤمنين المقصود هو هارون الرشيد. ومع ذلك فهو لم يلزم نفسه بطاعته. وهو لم يذكر الأطلال في مدائحه له إلا في قصيدة واحدة، وما إن ذكرها حتى عزّى نفسه وعاج بناقته إلى بيت حان لا تهر كلابه عليه ولا تنكر عليه طول ثوائه فيه ! وهذا يعني أنه كان ينظم قصائده بحرية مطلقة، ويختار لها من المقدمات ما يشاء، أو يجعلها مقطوعات لا مقدمات لها دون خشية من سلطان. فالرشيد، مثلاً، لم يحبسه لأنه صد عن نعت الأطلال، بل لأسباب تتعلق بما اتهم به من زندقة وشعوبية. والأمين لم يحبسه لأنه كان يهجو المقدمات الطللية، بل حبسه لأنه تطاول عليه.
إذن فالحديث عن (ثورة شعرية) حققها أبو نؤاس فيه قدر كبير من التوهم والمبالغة. فهو لم يخرج بشيء عن نظام النظم التقليدي بل ظل ملتزماً به في قصائده حتى النهاية، وهو لم ينتقص إلا من المقدمات الطللية وانتقاصه منها لم يخرج به عن هذا النظام، فضلاً عن أنه لم يكن أول من انتقص منها ودعا إلى نبذها. ولعلنا لا نغالي إذا ذهبنا مذهب الدكتور محمد مهدي البصير وقلنا إنه 'لم يكن في يوم من الأيام مجدداً، وإنما كان مقلداً ماهراً'. غير أن هذا كله لا يقلل من شأن شعره، ولا ينال من إبداعه، فقد كان أهم شعراء عصره وأوفرهم إبداعاً، وكل ما أردنا من هذا المقال هو وضع إبداعه في مكانه المناسب، وطرح ما لحق به من غلو، وخاصة غلو بعض النقاد المعاصرين، وعامة المعجبين بشعره وظرفه ومرحه.
القدس العربي
izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار Empty رد: خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار

مُساهمة من طرف حاجي حفيظ الجمعة 9 يوليو 2010 - 15:07

**من خمريات الشاعر أبي نواس ، همزيته هذه: دع عنك لومي


دع عنك لومي فإن اللوم إغـراء *** وداوني بالتي كانت هي الــداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها *** لو مسها حجر مسته ســـراء
قامت بإبريقهـــا والليل معتكر *** فلاح من ضوئها في البيت لألاء
طافت على فتية ذل الزمان لهم *** فلا تصيبهم إلا بما شـــاؤوا
فقل لمن يدعي بالعلم معرفــة *** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء


خمريات أبي نؤاس بين التقليد والابتكار 53429





حاجي حفيظ
حاجي حفيظ
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى