صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنا جيلالي بن سالم، عازف الحسن الثاني

اذهب الى الأسفل

أنا جيلالي بن سالم، عازف الحسن الثاني Empty أنا جيلالي بن سالم، عازف الحسن الثاني

مُساهمة من طرف عبدالبارئ بوهالي الإثنين 1 نوفمبر 2010 - 17:16

نحن الآن في سنة 1959، والمكان قاعدة بن مهيدي بمدينة وجدة، الذي يعتبر إحدى القواعد الخلفية التي تعتمد عليها الانتفاضة الجزائرية. كان هناك موسيقي يعزف على الناي أمام ثلاثة من كبار الشخصيات التي تركت بصمتها على تاريخ المنطقة المغاربية.
وفجأة توقف العازف، وتوجه نحو الحسن الثاني ليهمس في أذنه بكلمات ستغير مسار حياته: «أنا مغربي وأريد العودة إلى بلدي يوما ما».
لم يكن ذلك الرجل سوى جيلالي بن سالم، العازف والملاكم والعسكري في صفوف الجيش الفرنسي، حيث كان ضمن الكوماندو المكلف بالقضاء على «الخونة» في أوربا.
واليوم، وفي سن السادسة والسبعين، لا يزال جيلالي يتذكر رد الحسن الثاني:«مرحبا بك دائما في بلدك»، قبل أن يختم بأمنيته التي لم تتحقق بعد:«الجزائر والمغرب سيكونان بلدا واحدا». كلمات ظل مصدر إلهام لجيلالي،المعروف حينها بلقب ملك «الكَصبة».
قبل لقائه الأول بالحسن الثاني، كان العازف قد أنهى خدمته العسكرية بالجيش الفرنسي، وبالضبط في سنة 1954، أي نفس السنة التي اشتعلت فيها شرارةالانتفاضة الجزائرية. وعلى جانب آخر، فقد ظلت تبعات الحرب تحصد الخسائرداخل أسرته، إذ تم توقيف والده وترحيله إلى المغرب، بلده الأصلي، بتهمة تخزين الأسلحة لفائدة الثوار الجزائريين. وحينها كان لا يزال يقوم بمهامه بالجيش الفرنسي، قبل أن ينتهي به الأمر بالالتحاق بـ «الفدائيين»، وأنجزمجموعة من المهام بنجاح، قبل أن ينتقل إلى قاعدة بن مهيدي، حيث ستتاح له في تلك الفترة فرصة اللقاء مع الحسن الثاني.
تم إرسال بن جيلالي بعد ذلك إلى قاعدة جزائرية أخرى بالقرب من الناضور من اجل عزف الموسيقى لجرحى المقاومة الجزائرية، وظل هناك مدة من الزمن ظل خلالها مهووسا بالرغبة في حمل السلاح، فجمع بين الأمرين. يقول متحدثا عن تلك الأيام: «لقد كانت فترة جميلة، كنا نحلم بفجر جديد، فجر الحرية». وفي نفس تلك الفترة التقى بالموسيقي الجزائري، دحمان الحراشي، كما التقى بوالدالشاب خالد، الذي كان بدوره في صفوف المقاومة. وظل في نفس القاعدةب الناضور إلى سنة 1962، حيث احتفل بإعلان وقف إطلاق النار واستقلال الجزائر.
وبعد أن تحرر من مهامه داخل القاعدة، انتقل إلى الدار البيضاء، حيث عاش حياة بوهيمية، يتنقل بين علبها الليلية والنزل الذي ظل يعيش فيه. وفي إحدى الليالي، وما إن انتهى من إحدى الحفلات، حتى اتخذ قراره: «سأذهب لأرى ملكي». حل بالرباط، حيث تم التشكيك في أمره بالقصر، واستمع إليه المسؤولون الأمنيون عدة مرات، وفي كل مرة كان يرد بالقول: «أنا أعرف الملك، وجئت لأراه». ثم قرر مسؤول رفيع المستوى إخبار الملك بالأمر. لا يتذكر بنجيلالي كم من الوقت ظل ينتظر قبل أن يأتيه الرد: «صاحب الجلالة سيلتقي بك».
أحاط به مجموعة من الحرس، وقادوه إلى حيث سيلتقي الملك. وبعد حوار قصيرتذكره الحسن الثاني، فقدم له مبلغا ماليا ـ 20 ألف درهم وعددا من القطع الذهبية ـ قبل أن يقول: «سأتي بك لتعزف لي بعد أربعة أيام». ترك بن جيلالي عنوان النزل الذي كان يقيم به، وتم استدعاؤه إلى قصر الصخيرات. استمع الحسن الثاني إلي عزفه، فقرر الإبقاء عليه بالقصر، ليدشن بن جيلالي مرحلةجديدة من حياته.
عندما وقعت أحداث الصخيرات سنة 1971، كان بن جيلالي هناك بالقصر، ولا يزال صوت الرصاص الذي أسقط العديد من الأشخاص بمن فيهم طبيب الملك، وحتى هو وجد نفسه في إحدى اللحظات مفترشا أرضية حديقة القصر وفوهة رشاش مصوبةنحوه. لكنه نجا من ذلك، كما نجا من حادثة الطائرة الملكية سنة 1972. غيرأن الحادثين غيرا مسار بن جيلالي، حيث أضحى الحسن الثاني منشغلا أكثر ولايجد وقتا لإحياء السهرات داخل القصر. ليعود بن جيلالي مرة أخرى إلى أزقةوحواري الدار البيضاء، بل ووصل به الترحال مدينة وهران، المدينة التي يلقبها فيها جيرانه الإسبان بـ «مورينو» والجزائريون بـ «سالم المغربي»،ويتذكر بداياته مع مجموعة «بلاوي الهواري»، الذي يعتبره بن جيلالي رائدموسيقى الراي.
واليوم، وقد بلغ عقده الثامن ( جيلالي بن سالم، مغربي ازداد سنة 1932 بالجزائر)، يعيش بن جيلالي على ذكريات لقائه بالحسن الثاني، ويحيي سهراته بغيثارته ونايه رفقة ابنته جميلة بوزيان، التي رأتالنور في القصر الملكي. يقول والمرارة تعتصر قلبه: «لقد تم طردي من القصرالملكي دون علم الملك، وقيل له إنني أفضل العيش في الدار البيضاء». يضيف:«لم أندم على أي شيء. حزني الوحيد هو أن أمنية الملك لم تتحقق: المغرب والجزائر لم يصبحا بعد أرضا واحدة».
عن «ليزافريك»

منقول عن الاتحاد الاشتراكي
04 - 03 - 2010



عبدالبارئ بوهالي
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 1789
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 23/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى