صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في كتاب {نقد ثقافة التخلف} - لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟

اذهب الى الأسفل

في كتاب {نقد ثقافة التخلف} -  لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟ Empty في كتاب {نقد ثقافة التخلف} - لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟

مُساهمة من طرف izarine الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:28

في كتاب {نقد ثقافة التخلف} -  لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟ 247726Pictures20110405aadf1f5d6bc34dd18bf89bc7429d00ac

غلاف الكتاب

يثير الدكتور جابر عصفور في كتابه الجديد «نقد ثقافة التخلف» مسألة عدم
اهتمام العرب في العصر العباسي بترجمة الشعر اليوناني إلى اللغة العربية
أسوة بما فعلوا مع الفلسفة اليونانية، يقول الناقد الكبير إنه كانت هناك
نزعة عربية ترى الاستغناء بعلوم العرب وأشعارهم عن علوم الأوائل او علوم
الأعاجم. وتتبدى هذه النزعة اكثر ما تتبدى في موضوع الشعر. ذلك ان الشعر
العربي وحده، بوصفه ديوان العرب، ظل منبع الفخر المطلق والقمة التي لا يمكن
ان يصل اليها اي ابداع شعري مغاير. «لذلك لم يُقبل العرب من أهل النقل على
معرفة الشعر اليوناني، وظلت معرفة امثال «هوميروس»، وهو كبير شعراء
اليونان، محصورة في دوائر هامشية محدودة جدا من بيئات الترجمة، او اصحاب
الملل والنحل، او من كتبوا عن «الآثار الباقية للقرون الخالية».

هكذا
ـ يضيف الدكتور جابر عصفور ـ ظل الشعر اليوناني غائبا عن العرب، وظل شاعر
مثل هوميروس سجين دائرة ضيقة من المترجمين عن اليونانية او السريانية، ومن
المعروف للمختصين ان «الالياذة» كانت منتشرة بين الخاصة في بلاد فارس
والكلدان في زمن الدولة العباسية، ذلك ان ثاوفيليس الذي نظمها بالسريانية
كان منجّم الخلفية المهدي، وقد نقل ابن ابي أصيبعة رواية تؤكد معرفة حنين
بن اسحق بشعر «هوميروس» وانشاده له، وقد ذكر البيروني هوميروس «المتقدم عند
اليونانيين في الشعر»، وعده كامرئ القيس عند العرب، وذكر الشهرستاني
هوميروس «الشاعر الذي يجريه افلاطون وارسطو طالبس في اعلى المراتب، ويستدل
بشعره لما كان يجمع فيه من اتقان المعرفة ومتانة الحكمة وجودة الرأي وجزالة
اللفظ»، وفي ما عدا هذه الدائرة الضيقة من المترجمين ومن في حكمهم من
العارفين بتجارب الامم والعارضين لمختلف الملل والنحل، لم يحفل التراث
العربي بشعر اجنبي، انطلاقا من الايمان الذي غلب على اهل النقل، وأشاعوه
لدى الذين تابعوهم، من ان العرب اشعر الامم، وان ارتقاء شعرها يغنيها عن
شعر غيرها من الامم.
إحجام مبرر
ومن العودة الى المقدمة، التي كتبها
سليمان البستاني لإلياذة هوميروس، التي نقلها الى العربية شعراً نجد ان
البستاني عرض للاسباب التي جعلت العرب، أو المترجمين السريان يومها، يحجمون
عن نقل هوميروس وملحمته هذه الى اللغة العربية.
رد البستاني هذه الاسباب الى ثلاثة، أولها الدين، وثانيها إغلاق فهم اليونانية على العرب، وثالثها عجز النقلة عن نظم الشعر العربي.
عن
السبب الأول، وهو الدين يقول البستاني إن المسلمين لم يختلفوا عن نصارى
أمم اوروبا في بداية نهضتها. فقد أحجموا عن ترجمة هوميروس الى لغاتهم لأن
شعره تشيع فيه الوثنية والبدع والخرافات. وما قيل في النصرانية في نشوئها
يصدق على الإسلام في قرونه الأولى، اذ لا ريب ان ائمة الامة لو فرضنا
وقوفهم في ذلك الحين على محتويات الاياذة لما ارتاحوا الى بثها بين العامة،
لئلا تكون من مفسدات الايمان.
أولويات مختلفة
ولاشك أن ما يقوله
البستاني هنا يقع في محله. لقد وجد العرب أنهم أحوج الى العلوم منها الى
الشعر والأدب الأجنبي. اذ ليس في لغات الارض لغة يربو شعرها على الشعر
العربي ويزيد شعراؤها عددا على شعراء العرب، وهم جميعا مخلصو الاعتقاد في
شعرهم، ورعين في نظرة اليه، فلا يخالون في الأمكان وجود شعر أجنبي يجاري
قصائدهم بلاغة وانسجاما ودقة وإحكاما. فهذا كان من دواعي تقاعدهم عن
الإقبال على شعر الأعاجم اكتفاءبما لديهم من درر ذلك البحر الزاخر.
اما
السببان الآخران اللذان حالا بنظر البستاني دون نقل الالياذة الى العربية
في تلك الفترة، فأولهما ان مترجمي الخلفاء لم يكونوا عربا وإن تفقهوا
بالعربية فلم يكن يسهل عليهم نظم الشعر العربي، وهم انما كانوا بنظر العرب
علماء اكثر منهم ادباء، وان كانوا حريصين على آداب لغاتهم حتى حلّوا جيد
السريانية بقلادة الألياذة منظومة شعرا، كانوا يترنمون به في مجالسهم، ولا
يشذ عن هذه القاعدة الا قليلون معظمهم من الفرس الذين تفرغوا لآداب العرب
فبرزوا فيها كابن المقفع وهؤلاء ايضا لم يكونوا في عداد الشعراء.
أما السبب الأخير فهو ان شعراء العرب لم يكونوا يحسنون فهم اليونانية فلم يكن فيهم من يصلح لتلك المهمة.
ويبدو ان العرب يومها لم يغنهم عن شيء لا نقل هوميروس ولا اي ادب يوناني آخر لانعدام اي فائدة من هذه الآثار اليونانية الادبية.
كتاب الشعر
كان
هناك نفور واضح من ترجمة كتب النقد الادبي الموروثة عن اليونان، وعلى
رأسها كتاب الشعر لارسطو الذي نقله ابو بشر متى بن يونس القنائي وشرحه كل
من الفارابي وابن سينا وابن رشد، وافاد من شروحه العديد من نقاد التراث
وبلاغييه الذين انتسبوا الى الدوائر العقلانية بأكثر من معنى. وقد وصل
النفور من ترجمة كتاب
الشعر، ومن محاولات شرحه، الى الحدّ الذي دفع ضياء
الدين ابن الاثير المتوفى سنة 637 هــ في كتابه «المثل السائر في ادب
الكاتب والشاعر» الى الاستخفاف بمحاولة ارسطو «حصر اصول المعاني الخطابية»،
مؤكدا ان صاحب علم الخطابة (العربي) لا يستفيد به ولا يفتقر اليه، ابتداء
من البدوي البادي، راعي الابل الذي ما كان يمرّ شيء من ذلك بفهمه، ولا يخطر
بباله، ومع هذا فإنه كان يأتي بالسحر الحلال ان قال شعرا او تكلم نثرا،
وانتهاء بأمثال مسلم بن الوليد وابي تمام والبحتري والمتنبي من الشعراء،
وعبدالحميد وابن العميد والصابي من الكتّاب، فإنهم جميعا لم يتبعوا «كتب
علماء اليونان». شأنهم في ذلك شأن ابن الاثير نفسه الذي لم يعلم شيئا مما
ذكره حكماء اليونان ولا عرفه. ومع ذلك فإن رسائله ومكاتباته تدلّ ببلاغتها
على انه لم يتعرض «لشيء مما ذكره حكماء اليونان في حصر المعاني»، الامر
الذي يؤكد «ان صاحب هذا العلم من النظم والنثر بنجوة من ذلك كله، وانه لا
يحتاج اليه ابدا».
ويضيف ابن الاثير ان في كتابه «المثل السائر» ما يغني
المتأدب ويكفيه، بل ما ينفذه من ضروب الشعر اليوناني التي تعرّض لها ابن
سينا في شرحه لكتاب ارسطو عن الشعر، فليس فيها الا ما استجهله ابن الاثير،
وما هو «لغو لا يستفيد به صاحب الكلام العربي شيئا»، بل هي «فقاقع ليس لها
طائل، كأنها شعر الابيوردي»!
لكل أمة طريق
من كل ذلك يتبين لنا أن
العرب في العصر العباسي لم يهتموا بنقل الشعر اليوناني، على الخصوص، الى
اللغة العربية. فقد كان لديهم سوق محلي وافر الغنى من الشعر، كما كان لديهم
شعور عميق بأن فضيلة الشعر مقصورة عليهم دون غيرهم. وحتى لو كان لدى
الأقوام الأخرى شعر، فإن شعرهم أعلى مرتبة منه بما لا يقاس. فالعرب متميزون
عن غيرهم بالشعر. واذا كان لدى الأمم الأخرى شعر، فإن شعرهم لا يستفاد منه
عربياً ولا يُفتقر اليه، على حد تعبير ابن الأثير في كتابه «المثل
السائر». ولا نعتقد أنه كان بإمكان هوميروس لو نقله التراجمة السريان يومها
الى اللغة العربية أن يؤثر في حركة الشعر العربي، وأن ينظم الشعراء العرب
على غراره ملاحم أو غير ملاحم. فلكل أمة طرائقها وأساليبها في القول التي
تختلف في قليل أو كثير عما لدى سواها. فإذا لجأت الى تقليد الغير بان
التكلف والتعسف، وعليها شواهد لا تُحصى من تجاربنا الحديثة في الأدب والفن.

جهاد فاضل

izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في كتاب {نقد ثقافة التخلف} -  لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟ Empty رد: في كتاب {نقد ثقافة التخلف} - لماذا لم يُنقل هوميروس قديما إلى العربية؟

مُساهمة من طرف izarine الإثنين 4 أبريل 2011 - 23:31

izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» ثقافة الحقوق والحريات والكرامة الفردية تسري اليوم تلقائيا في المجتمعات العربية كالنار في الهشيم
» قراءة في كتاب : " اللغة العربية والثقافة الإسلامية بالغرب الإفريقي وملامح من التأثيرالمغربي "
» صدور كتاب جديد للناقد الأدبي المغربي محمد معتصم: “بلاغة القصة القصيرة العربية”
» عشق اللغة العربية وتذوق أدبها من خلال كتاب “ترجمة النص العربي القديم وتأويله عند ريجيس بلاشير” لحورية الخمليشي
» «كارلا.. حياة سرية» كتاب يثير جدلا في فرنسا (عارضة الأزياء توقع الرئيس)

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى