صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا لم يكن المغاربة يستهلكون البرتقال؟

اذهب الى الأسفل

لماذا لم يكن المغاربة يستهلكون البرتقال؟ Empty لماذا لم يكن المغاربة يستهلكون البرتقال؟

مُساهمة من طرف منصور الإثنين 23 مايو 2011 - 17:54


لماذا لم يكن المغاربة يستهلكون البرتقال؟ 726359oranges
في ربيع 1882، كان الدكتور مارسي طرفا في البعثة الرسمية الفرنسية التي
أُرسِلت إلى الحسن الأول. كان يرافق القنصل الفرنسي الجديد في طنجة
أورتيغا، الذي كان يتعين عليه
تقديم وثائق التعيين إلى السلطان المقيم آنذاك في مدينة مراكش. يروي لنا الدكتور مارسي بعض عادات المغاربة الغذائية...
بعد أن حطّت الرحال في طنجة، قادمة من جبل طارق، توجهت البعثة الرسمية
إلى مراكش، التي كان مارسي يطلق عليها اسم «المغرب»، في وقت كان المغاربة
لا يطلقون أي اسم على بلدهم. وبعد أن استقبل الحسن الأول هذه البعثة، غيّرت
وجهتَها إلى «موغادور»، عائدة إلى فرنسا. ولدى إقامتهم في المغرب، كان
أعضاء البعثة يتلذذون بأكل البرتقال، الذي كان يجنى من الحديقة الملكية
لمراكش، وإذا بهم يلمحون ثلاثة نساء يُحدّقن فيهم، وفجأة، اتجهت إحداهن
نحوهم... ولأن أحد أعضاء البعثة، وهو الكابتن ڤاريغو، كان يعرف اللغة
العربية جيدا، فقد تبادل معها أطراف الحديث. كانت تريد برتقالة لسيدتها.
وبما أن الكابتن لا يعرف التقاليد، لم يخطر له بباله أن السيدة كانت
«تشتهي» وأن المرأة الحامل التي «تشتهي» شيئا، يجب أن تتذوق منه، لكي لا
يظهر «عيب» في مولودها المنتظَر... كان الطبيب الفرنسي يتساءل: لماذا لا
يجني المغاربة البرتقال لكي يستمتعوا بمذاقه اللذيذ ويطفئوا ظمأهم في هذه
الأراضي القاحلة؟...
لماذا لا يجني المغاربة البرتقال؟
رغم أن المغرب كان يعاني، في 1882، من الجفاف، فإن الطبيب لاحظ أن «تربة
الحدائق كانت تتمتع بخصوبة فريدة(...) كانت أشجار الفواكه مثمرة وأشجار
الزيتون والتين واللوز والمشمش والرمان، كما كانت «الهندية» تعرف انتشارا
واسعا، بالإضافة إلى العنب.
كان الطبيب مندهشا لكون المغرب بلدا مسلما ويتمتع بكمّ وفير من العنب: «كان
المنتجون يُجفّفون العنب ويستهلكونه بكثرة في أطباقهم». ولأن العنب المجفف
كان يُستعمَل كثيرا في الطبخ، فقد استخلص الطبيب السبب وراء عدم جني
البرتقال في المغرب».
في وسط هذه البساتين وبين هذه الأشجار المثمرة، التي كانت تجسّد غنى
المغرب، لم يكن هناك وجود لأي شجرة برتقال. كان هذا الأمر ملفتا. لم يكن
الأمر يقتصر فقط على واحة «فروغة»، بل يشمل كل المناطق التي زرناها في
المغرب»، إلا أن الطبيب مارسي يشير إلى «الأراضي الملكية وفي ضواحي المدن».
ندرة البرتقال
هل يحب المغاربة البرتقال؟ نعم، هذا على الأقل هو الجواب الذي نقله لنا
الطبيب مارسي. هل المناخ غير ملائم أو الأرض غير خصبة لزرعه؟ «كان المناخ
ملائما والأرض خصبة، غير أن الماء اللازم لم يكن وافرا في بعض المناطق فقط
ولي في جميع جهات المغرب، فـ»واد تانسيفت»، مثلا، كانت فيه مياه وفيرة.
لماذا كانت هذه الفاكهة نادرة؟
الجواب جد بسيط: «البرتقال فاكهة تفسُد بسرعة ويجب أن تُستهلَك في غضون
أيام قليلة بعد نضوجها. ولهذا السبب، ولصعوبة المواصلات، كان زرع البرتقال
نادرا ولم يكن الطلب عليه كثيرا». وقد لاحظ الطبيب أنه أينما حل وارتحل،
يجد أشجار اللوز والتين والمشمش. والحقيقة أن هذه الفواكه كانت تُجفَّف
وتُخزَّن لفصل الشتاء أو للسنوات «العصيبة». أما البرتقال فكان من المستحيل
تجفيفه وتخزينه، لأن مكوناته وفوائده تكمن في طراودته. كما أن لذته لم تكن
كافية لأن تدفع المغاربة إلى «المغامرة» بزرع هذه الفاكهة، التي كانت
بالنسبة إليهم بدون فائدة ورمزا لـ»«الترف».
خْضيرة فوقْ الطّعامْ...
على المستوى الزراعي، كان المغرب يعرف تراتبية في الإنتاج، تعتمد على
معيارين مرتبطين بالنظام الغذائي المغربي، وهما الحفظ والصيانة. وكانت
الفواكه والخضر الأكثر استهلاكا، والتي لها الأولوية، هي تلك التي تباع
تُحفَّظ وتباع. وعلى مستوى النظام الغذائي، تنقسم الأغذية إلى نوعين:
الأغذية الضرورية، التي كانت «تُشْبِع»، والأغذية الثانوية، التي تزين
المائدة «فوق شبعة»، كالخضر والفواكه. ويبقى الخبز هو المادة الغذائية
الأساسية في الوجبة المغربية، لهذا كان الإنتاج الزراعي الذي يحظى
بالأولوية هو الذرة والقمح والشعير، والمنتوجات التي تأتيها بعدها هي اللحم
والحليب والزبدة، والتي تُخزَّن وتباع بكميات كبيرة.
أما الفواكه والخضر فقد كانت تعتبر «خضرة فوق الطعام». وكانت الخضر
والفواكه التي تحظى بالأولوية هي تلك التي تُخزَّن، كالزيتون واللوز والعنب
والزبيب والخوخ والتين، أو الفول والعدس والبصل والثوم والفلفل الحار...
وقرب المدن، تجد بالإضافة إلى الفواكه والخضر التي تُخزَّن، هناك تلك التي
تتعرض للتلف بشكل سريع، كالطماطم والقرع والباذنجان واللفت والجزر والخرشوف
وكذلك البرتقال والشمام والبطيخ...إلخ.
هذه التراتبية الغذائية هي التي حددت الأولويات الزراعية وكذلك طبيعة
الأراضي في المغرب فهناك الأراضي الكبيرة «البور» البعيدة عن الدوار، وهي
مخصصة للأطعمة الأساسية، والتي تخزّن كالقمح واللحوم ومشتقات الحليب. أما
الفواكه والخضروات فكانت تزرع في أراض أصغر مساحة قرب المدن.


المساء


منصور
منصور
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى