صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في ندوة حول كتاب: «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»

اذهب الى الأسفل

 في ندوة حول كتاب: «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»  Empty في ندوة حول كتاب: «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»

مُساهمة من طرف said الأحد 23 أكتوبر 2011 - 9:48

 في ندوة حول كتاب: «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»  437090info1910142011115213AM1

في أكتوبر من عام 2008 جاءت فكرة تنظيم ندوة فكرية حول كتاب «الحركات
الاستقلالية في المغرب العربي» للزعيم علال الفاسي بمناسبة الذكرى الستين
لصدوره أكتوبر 1948 إلا أن ذلك لم يتم نظرا للانشغال بالبرنامج الفكري
والعلمي الذي نظم بمناسبة الذكرى المائة لميلاده، إلا أن الفكرة بقيت قائمة
حيث نظمت مؤسسة علال الفاسي ندوة حول الكتاب في ابريل 2011، وساهم الأخ
محمد السوسي في هذه الندوة وألقى عرضا مرتجلا تم استخراجه وتهيئته للنشر
ولم يتأت نشره قبل الآن واليوم نغتنم فرصة الذكرى الثالثة والستين لصدور
الكتاب والذكرى الرابعة والسبعين لحوادث أكتوبر 1937 وانعقاد المؤتمر
الاستثنائي للحزب بالرباط 13 أكتوبر من نفس السنة واعتقال الزعيم علال يوم
25 أكتوبر ونفيه إلى الكابون 3 نونبر 1937.لنشر هذا العرض الذي جاء فيه.

السيد الأستاذ مَحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي،
الأخ الأستاذ عبد الكريم غلاب رئيس اللجنة العلمية للمؤسسة،
الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية،
الإخوة والأخوات والسادة والأساتذة الحضور الكريم،
يقول الله تبارك وتعالى: (وذكرهم بأيام الله) (وذكر فان الذكرى تنفع
المؤمنين) الواقع أن الكلام عن موضوع الحركات الاستقلالية يستدعي الكلام عن
قرن من الزمان ويزيد وهو ما يعنى الحديث عن العمل الوطني والعمل الجهادي
والسياسي الذي قام به أبناء أقطار المغرب العربي طيلة القرن التاسع عشر
وحيز كبير من القرن العشرين أي حتى قبل أن تطأ أقدام المستعمر ارض الجزائر
في سنة 1830م والأستاذ علال الفاسي رحمه الله الذي وضع هذا الكتاب القيم
حول الحركات الاستقلالية استهدف ان يجعل هذا الكتاب ليس تاريخا لكنه حديث
عن الحركات التي كانت و لا تزال تتطور في عملها ولا تزال تجد وتجتهد من أجل
الأهداف التي سطرتها لنفسها والتي عملت لتحقيقها.
الكتاب المؤسس

فالتاريخ
سرد لأحداث وقعت وانقضى أمرها، مع ما يمكن استخلاصه من استنطاق الأحداث
وسياقاتها، ولكن هذه الحركات لا تزال تحرك الأحداث والتاريخ أثناء تأليف
الكتاب، ومن تم فالمناسب أن يطلق عليها حركة بدل التاريخ وهذا واضح من خلال
الحديث في الكتاب عن آفاق المستقبل أكثر من الحديث عن الماضي.
إن كتاب
الحركات الاستقلالية الذي نجتمع اليوم للحديث حوله هو من الكتب المهمة أو
الكتب المؤسسة للثقافة السياسية والتاريخية أو الثقافية بصفة عامة في مغرب
القرن العشرين، فهو كتاب من الكتب التي لا مفر من أن يشعر الإنسان بالفراغ
إذا لم تتح له فرصة قراءتها، فهو كتاب إبداع قبل أن يكون كتابا لدرس مواقف
فكرية وسياسية وتسجيلها على الورق، انه كتاب ضم حصيلة تأمل وتدبر في مسيرة
حركات التحرر في المغرب العربي بأقطاره الثلاثة حينذاك، وهو كتاب في نفس
الوقت يسجل لصاحبه ما يملكه من مواهب في الكتابة، وما تستطيع الذاكرة ان
تختزنه من مواقف وأحداث وأن يقرأها صاحبها وكأنها وليدة اليوم واللحظة، فهو
كتاب فريد في بابه باعتبار الزمان أو السرعة التي تم بها انجاز الكتاب.
الكتاب الاشراقة

ولست أدري أيصح أن يقال عنه أنه كتاب مرتجل باعتبار أن الناس ينظرون إلى
الارتجال على أنه نوع من السرعة والعجلة من غير تدبر ولا روية ولست في
كلامي هنا إلى هذا اقصد، ولا إلى هذا المعنى أشير، ولكنني هنا أشير إلى تلك
اللحظات الاشراقية التي يسجل فيها الفكر الإنساني المتقد لحظات التجلي
والتعبير عن أسمى ما يصل إليه الإنسان بعد سنوات من التدبر والتفكير، فيأتي
إنسان له من مواهب العبقرية والنبوغ فيصوغ في لحظة ما لم يكن يخطر على ذهن
الإنسان مع كد الفكر وإمعان النظر انه ليس من المعتاد أن يضع الإنسان
كتابا في حجم كتاب الحركات الاستقلالية في أيام معدودات وحتى أسابيع، ولكن
بالنسبة لهذا الكتاب فهذا الذي حصل.
شاهد عيان

فنحن سمعنا منذ
لحظة شهادة شاهد عيان –كما يقال- هو الأستاذ عبد الكريم غلاب الذي عايش
ميلاد الكتاب فصلا فصلا، فالرجل علال كان يظل في عمله مع إخوانه في مكتب
المغرب العربي طيلة اليوم إلى جزء متقدم من الليل ثم يأتي صباحا مصحوبا
بفصل من الكتاب ويجد الطابع الذي يقوم برياضة الأصابع وهو يطبع لم يتم ما
بدأه بالأمس فيحتاج إلى طابع آخر ويتبرم بهذا التأخير الذي يعرقل الانجاز.
وسأتحدث
عن برنامجه اليومي كما تحدث عنه في الحركات الاستقلالية وهو لا يختلف
كثيرا عما تقدم به الأستاذ المجاهد عبد الكريم غلاب. ولاشك ان كل قارئ
للكتاب سيلمس ما أشرت إليه من كون الكتاب من الكتب المؤسسة، ومن هنا كانت
العناية والاهتمام به من الأشياء التي تعتبر من أوكد ما ينبغي أن تقوم به
مؤسسة علال الفاسي التي يفرض الاعتراف بالجميل شكرها على هذه الندوة والشكر
مضاعفا لتفضلها باستدعائي للمساهمة فيها والتحدث إليكم.
على تغر من تغور النضال الإنساني

والواقع
أنني شخصيا كلما دعيت إلى الحديث عن علال لا أتردد ولو لم يكن لدي ما يرضي
السامع أو القارئ، ولكن حسبي أنني ذكرت علال وذكرت به لأنه الرجل الذي كان
له الفضل مضاعفا على الناس في هذا البلد وعلى غيرهم من أبناء العالم
العربي والإسلامي، بل الإنسانية كلها أليس هو القائل إننا على ثغر من ثغور
النضال الإنساني نكافح ونناضل في سبيل الحرية والكرامة والعدالة.
العناية بالمعذبين

فهو
دائما يرى نفسه معنيا بقضايا الإنسان المعذب والمقهور في هذا العالم، الذي
لا يمكن إلا أن يسعد كله، أو يشقي كله، إذ الأنانية والجشع وحب التملك
والاستئثار دون الغير هذه أمراض يراها وكما هي في الواقع هي التي تسبب
للناس ما يعانون من شقاء، هذا الشقاء الذي ناله منه جزء كبير، ونال أمته
منه الكثير كذلك، فبعد عناء تسع سنوات من المنفى عاد ليستأنف المسيرة وتقذف
به ظروف القضية التي يحمل همومها على كتفه، هذه المرة في منفى اختياري في
القاهرة، وتواتيه فرصة تسجيل ما اختزنته الذاكرة ووعاه القلب في هذا الكتاب
الذي نحن اليوم بصدد الحديث عنه «الحركات الاستقلالية».
كتاب من إملاء الواقع

وهو كتاب لم يؤلفه شهوة في التأليف ولا رغبة في ترف فكري أو إشباع غريزة
حب الاستطلاع، ولكنه أملته وفرضته حماسة النضال، والالتزام بالدفاع عن
الوطن والمواطن ليس على المستوى القطري الخاص، ولكنه على مستوى جزء مهم من
العالم الإسلامي والعربي وإذا كان الاقتراح جاء من الجامعة العربية ومدير
إدارتها الثقافية بالذات المرحوم الدكتور أحمد أمين فهذا الاقتراح كان
السبب المباشر لتسجيل نضال الشعوب التي طالما تجاهل إخواننا في الشرق
العربي ما بذلته في الماضي، وهي تقاوم الصليبية الغربية وتقاوم الغزو
المتتابع لأقطارها، فهذا الجهل بالتاريخ المغاربي أو التجاهل لدى الشرقيين
لاشك أنه عمل عمله في نفس الرجل وهو يكتب كتابه الرائع ولا بأس من إيراد
هنا ما سجله في هذا الموضوع بالذات.
الفضل في تأليف الكتاب

«يرجع
الفضل الأول في تأليف هذا الكتاب لتوجيه الإدارة الثقافية لجامعة الدول
العربية، فقد قررت استكتاب أدباء العرب عدة موضوعات ترجع لتصوير الحالة
الحاضرة في العالم العربي. وبناء على ذلك طلب مني رئيسها الأستاذ الكبير
أحمد أمين بك أن أكتب للجامعة فصلا عن (الحركات الاستقلالية في المغرب
العربي).
وقد رأيت أن موضوعا بالغ الأهمية مثل هذا لا يكفي فيه فصل واحد
تنشره إحدى المجلات أو يطبع ضمن مجموعة تحتوي على فصول متنوعة، فقررت أن
أكتب خلاصة وافية عن المقاومة المغربية في شتى صورها الحربية والدبلوماسية
والسياسية أعرضها على الناس ضمن كتاب خاص، ثم استخرج منه فصلا مختصرا يفي
بالحاجة التي قصدتها الإدارة الثقافية، وهكذا تم هذا المؤلف الذي أقدمه
اليوم للجامعة العربية وأنصارها.
غايات قومية

وقد توخيت في هذا
العمل غايات قومية مفيدة. أولاها أن أعرف الناشئة العربية عموما والمغربية
خصوصا بالأطوار التي مرت فيها حركة بلادنا، والمجهودات التي بذلها مؤسسوا
هذه الحركة ومغذوها المتعاقبون ليكون لهم في ذلك عبرة طيبة وقدوة حسنة،
وليسهل عليهم أن يجعلوا مما يبذلونه من جهد في سبيل تحرير أمتهم وبعثها
امتدادا لسلسلة منسجمة الحلقات محكمة الإفراغ يتمم بعضها بعضا، ويكون
اللاحق منها والسابق عناصر تناسق تلقائي شبيه بهذه الأنغام الموسيقية التي
يجعل منها التناسق وحدة بديعة وكلية رفيعة.
وثانيها: أن اعرف العرب وخاصة المسؤولين منهم بما لا يزالون يجهلون من أماني الأمة المغربية وما تبذله في سبيل تحقيقها.
أما
الثالثة: فهي أقامة الحجة أمام الرأي العام الدولي على أن شعوب المغرب
العربي لم تقبل أبدا الاحتلال الأجنبي وعلى أن القوات القاهرة والأساليب
السياسية الماكرة كلها لم تستطع أن ترضى المغاربة بالحقيقة المرة التي هي
حكم الفرنسيين والاسبانيين لبلادنا».
الالتزام في التأليف والكتابة

وهكذا
نرى أن الكتاب ككل كتبه لم يأت إلا من أجل حاجة ماسة إليه وهو ما نلاحظه
في كل كتبه بل في قصائده الشعرية كذلك حتى بعض القصائد العاطفية الخاصة لا
مفر انك واجد فيها هذا البعد الوطني الإنساني فانظر إلى كتاب (النقد
الذاتي) وانظر إلى الأبحاث والدراسات التي كتبها قبل النفي وانظر إلى ما
سجله من أشعار المنفى وتأملاتها وخواطرها وانظر إلى عناوين كتبه فيما بعد
ذلك، نداء القاهرة – عقيدة وجهاد – منهاج الاستقلالية – مقاصد الشريعة –
دفاع عن الشريعة – معركة اليوم والغد.. الخ فلن تستطيع ان تجده له درسا أو
كتابا لا يحمل بين طياته قضايا الحرية والعدالة والكرامة والقيم الإنسانية
الرفيعة ومع ذلك.
فلا يزال الناس وخاصة الناشئة تجهل الكثير مما كتب وما
قدم من تضحيات في سبيل استقلال البلاد وسيادتها، ولعل تنظيم هذه الندوة من
اجل تدارك بعض النقص في الموضوع، وسيكون الحديث عن الكتاب في محورين اثنين
سيتناول عبد ربه.
محاور العرض

المحور الأول وهو الحركات
الاستقلالية والوضع السياسي في شمال إفريقيا والعالم العربي في عام 1947،
وقد رأيت أن أتحدث في هذا المحور عن:
نشأة الحركات الاستقلالية في المغرب العربي
القواسم المشتركة بين هذه الحركات
التنسيق فيما بينها
دور
مكتب المغرب العربي في التنسيق وتحريك العمل النضالي على مستوى الخارج
والداخل، مع الإشارة إلى أن الجامعة العربية كانت منشغلة بالقضية
الفلسطينية أكثر ن غيرها في هذه المرحلة.
كما سيتناول الأخ الأستاذ المصلوحي الكتاب والآفاق بالنسبة للمغرب العربي أي مضمون الكتاب مع مآل وحدة المغرب العربي في واقع اليوم.
الاستعمار يدق أبواب
المغرب العربي

مما
لا شك فيه إن الأقطار المغاربية الثلاثة التي تحدث الكتاب عن نضال أبنائها
وجهادهم في سبيل التحرر والانعتاق لم تكن كلها في وضعية واحدة من حيث
الواقع ما قبل الاحتلال والاستعمار، فلا بد من الإشارة إلى انه في الوقت
الذي كان فيه المغرب يتمتع باستقلاله ويقف ندا للند في مواجهة الدولة
العثمانية كانت تونس والجزائر ولايتين تابعتين للدولة العثمانية، بل ان
المغرب كان باستمرار يواجه في حدوده الشرقية التحدي التركي رغم ماكان يميز
فترات كثيرة من علاقات الود والإخاء بين الدولة المغربية والدولة
العثمانية.
إن الاستعمار الفرنسي تمكن من احتلال الجزائر وفرض السيطرة
الاستعمارية عليها في نهاية العقد الثالث من القرن التاسع عشر1830م وهذا
جعل المغرب مهددا في استقلاله ووحدته، وحاول بكل الوسائل دعم المقاومة
الجزائرية للاحتلال ولكنه مع المد الاستعماري القوي وخوضه حربين مع فرنسا
(اسلي) 1844 ومع اسبانيا 1860 في تطوان، وتوالي المؤامرات الأجنبية
والتهافت على المغرب من اجل احتلاله لمواجهة هذا التآمر إنكفأ المغرب نسبيا
على نفسه في محاولة منه لصد طوفان الاستعمار الأجنبي,الذي قرر أن المغرب
لن يبقى بعيدا عن السيطرة الاستعمارية.
إن تونس وقعت هي بدورها في يد
الاستعمار في سنة1881م وهذا جعل الاستعمار الفرنسي بالذات يزيد من تكالبه
وأطماعه في المغرب مع ما يتبع ذلك من تدبير المؤامرات وخلق ظروف وأجواء
الفوضى قصد السيطرة وإنهاء استقلال المغرب وهو ما تم في 30 مارس1912.
وبذلك
أصبح مصير الأقطار الثلاثة مصيرا واحدا وهو الوقوع تحت الحكم الاستعماري
الفرنسي الأمر الذي فرض أن تتحرك هده الأقطار من اجل الحرية والانعتاق ولكن
كيف تتحرك؟
الأقطار تتحرك من أجل الانعتاق

إن الجواب عن هدا
السؤال هو ما نجده في كتاب الحركات الاستقلالية في المغرب العربي وإذا كنا
لن ندخل في تفاصيل الكتاب فلا بد من الإشارة الى بعض الأمور لأنه سيتم
تناوله في المحور الثاني.
فنحن نعرف ان المنطلقات كانت واحدة عندما داهم
المستعمر الجزائر في نهاية الثلث الأول من القرن التاسع عشر كان هذا
الاحتلال وهذا الاستعمار وكانت تؤثر جدا في بلادنا ويكفي أنها كانت من وراء
حربين أثرتا تأثيرا كبيرا في مستقبل بلادنا وخصوصا في معركتين مهمتين
معركة اسلي ومعركة حرب تطوان كما تمت الإشارة إلى ذلك وبالرغم أن الجزائر
وتونس ولايتان تابعتان للخلافة العثمانية. لكن الاستعمار الفرنسي والاسباني
والبرتغالي طيلة قرون وهذه القوات الاستعمارية تحاول السيطرة واحتلال
الأقطار الثلاثة وكانت الحرب تجاه هذه الأقطار وبين هذه الدول الطامعة في
الاستعمار والاستغلال لا تكاد تتوقف حتى تستأنف.
دعوات الإصلاح

وعندما
بدأت دعوات الإصلاح تتردد في المجتمعات الإسلامية شرقا وغربا كان صدى هذه
الدعوات قويا في أقطار المغرب الثلاثة سواء على مستوى تونس أو المغرب أو
الجزائر، بل ان هذه الأقطار لم تعرف مجرد الدعوة بل إنها كانت منطلق
مبادرات عدة فبالرغم من الاعتراض في البداية على الدعوة الوهابية إلا أنه
سرعان ما وقع التجاوب معها ورسالة السلطان المولى سليمان خبر شاهد ومنذ
الهزيمة في الحربين المشار إليهما بدأت الحركة من اجل تقوية الجيش وتأسيس
جيش نظامي وتسليحه وأسس مولاي الحسن مصانع للأسلحة وبعث بعثات علمية، وأما
تونس فإنها كانت مهد أحد دعاة الإصلاح السياسي والإداري على مستوى الدولة
العثمانية خير الدين باشا.
إذن فحركة الإصلاح شملت أقطارنا الثلاثة
بكيفية مختلفة، ولقد كانت الجزائر تزاوج بين المقاومة والجهاد عندما احتلت
وبين العمل من اجل التجاوب مع دعوات الإصلاح والنهضة ومن حسن الحظ أن أحد
أبطال الجهاد ضد الاستعمار في الجزائر كان من العلماء العاملين وهو الأمير
عبد القادر فهو أديب شاعر متصوف مجاهد لذلك فإن الجزائر وإن كانت تحت نير
الاستعمار والاحتلال ولكنها كانت تقاوم بكل الوسائل وتحاول وتجاهد كي تؤثر
في محاولة التحرر والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
التخلف قاسم مشترك

هذه الأوضاع السائدة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والدينية والتي
سعت حركات الإصلاح للتغلب عليها هي التي أطلق عليها مالك نبي رحمه الله
فيما بعد «القابلية للاستعمار» وكانت مقدمة أو مقدمات الاحتلال والاستعمار
وفي مقدمة هذه الأوضاع السيئة التي عرفتها الأقطار الثلاثة الاستبداد في
الحكم. كانت تونس والجزائر خاضعتين للاستبداد العثماني والمحلي اما المغرب
فكان يعيش بدوره تحت حكم مطلق تنخره الخلافات والمعارضة الفوضوية والمهم
فان الكل بدون دستور أو قانون أسمى يحدد الحقوق والواجبات حيث يفعل
الحاكمون ما يشاؤون وما يريدون، ولذلك فإن دعوات الإصلاح التي انطلقت في
هذه الأقطار والتي كانت شبيهة لما يجري في غيرها من البلاد الإسلامية
والعربية كانت تبرز أهمية الشورى وإشراك الأمة في شؤونها، كما كانت دعوات
تنظيم الجيوش والتعليم وإدخال التقنيات إلى هذه الأقطار وبالطبع لم يكن هذا
أمرا سهلا، ولكن الشيء الذي فرض نفسه هو أن الدولة العثمانية وضعت أول
دستور لها عام 1876م.
الدعوة إلى الدسترة

وقامت حركات ودعوات من
اجل الدسترة بعد ذلك في بقية الأقطار المغاربية، لكن السيل كان جارفا
والاستعمار كان قد هيأ نفسه للاستعمار والاحتلال. هذه المراحل وما أعقبها
من محاولات في المجال السياسي وفي مجال المجال القانوني وفي المجال
الدستوري والجهادي وفي مجالات التوحد وفي مجالات الحركة الإسلامية. وهذا ما
أبرزه الأستاذ علال الفاسي في كتابه الحركات الاستقلالية عندما تحدث عن
تونس وعندما تحدث عن الجزائر وعندما تحدث عن المغرب، ويمكن ان نلاحظ ان
الحركات الاستقلالية في المغرب العربي أو الانطلاقة والمحاولة ترجع إلى
محاولة الإصلاح الاجتماعي أو تجديد العقيدة في النفوس أو ما كان يسميه علال
الفاسي رحمه الله، إعادة تحريك الآلة النفسية للإنسان المغربي أو الإنسان
المسلم التي تحاول التفاعل والتجاوب مع دواعي التغيير التي كان أساسها قول
الله تعالى: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ولذلك فعبد
العزيز الثعالبي في تونس عندما أسس الحركة وهو وصحبه انما كانوا على خطى
الشيخ السنوسي المؤسس الأول كما يذكر الزعيم علال في الحركات الاستقلالية
حيث قال:
السلفية والتغيير

والشيخ السنوسي زعيم أول حركة وطنية
في تونس بعد الحماية من علماء الزيتونة المتنورين، وهو أستاذ محمد ناصر باي
الذي سنرى من بعد تضامنه مع الوطنيين التونسيين، وكان السنوسي محررا في
الرائد الرسمي قبل الاحتلال.
وبعد سنتين من هذه الحركة ظهر في البلاد
عالم جديد، هو الشيخ المكي ابن عزوز من شيوخ الزيتونة السلفيين، فنشر في
الوطن دعوة لمقاومة الشيوخ الجامدين الذين كانوا السبب في عرقلة الإصلاح
الذي أراده خير الدين ومن بعده، وكان لهذا الشيخ فضل في تكوين ثلة من
المتنورين، من بينهم الشيخ عبد العزيز الثعالبي..
هاجر الشيخ المكي إلى
الشرق، ومات فيه، ولكن أفكاره التي غرسها في تلامذته الكثيرين ظلت قائمة
مستمرة الترعرع، وسرعا ما اجتمع هؤلاء التلاميذ، وأسسوا جريدة باللغة
الفرنسية للدفاع عن مصالح التونسيين أسموها (المستقبل التونسي)، وأخرى
عربية تحمل اسم (حبيب الأمة)، وأخرى هي (سبيل الرشاد) كان يديرها الشيخ
الثعالبي بنفسه، ومن أبطال هذه المرحلة الانتقالية للحركة التونسية: على
كاهيا، والشيخ زروق، والهادي السبعي.
وبقية العرض في حديث قادم.
ذ. محمد السوسي
14/10/2011-العلم

said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى