التاريخ يؤرخنا ؟؟

وضع تاريخ ميلادنا من حيث لا ندرى وجئ بنا إلى الدنيا لنعيش فى مربع الحياة وسط بلوك بشري ينتمى لقطعة أرض محددة ..وكان مصيرنا العيش مع نمطين من رموز حركة الوطن :الضروريون لهذا التاريخ وهم الذين فرضوا بالقوة والولاء أو بالحروب أو بالدين فى كل صيغه أو بطرق أخرى فرضها قانون متنوع فى الحق والباطل ،ثم المكملون وهم التابعون فى العيش والتأييد والمشاركة فى دواليب المخططات والمفروضات ..كلنا مؤرخون لنمثل أدوارنا من بداية الحياة إلى الموت ..فمن الناس من تأرخ فى عهد ما وآخرون فى عهد مختلف ومجموعة بشرية فى زمن لا شبيه له وهكذا كان لكل زمان رجاله وقصصه وخياله وأساطيره وحكاياته ركبها التاريخ وصقلها بالتقاليد والتخلف والبداوة ثم بالعلم التيكنولوجى ..
وضعنا التاريخ فيما أرخه ونظمه فى أرقام قبل الميلاد وبعده وفى الهجرة وفى غيرها الذى يثبت منهجه وسيطرته على المراحل الحقبوية لا يهمه الاقتتال والفساد وغضب الذين سئموا الحياة كما قالها الداسوكين فى مسرحية:لو كان غير بقيت فى كرش امي واخا حدى المصرانة الزايدة...وهناك اشمئزازات من الحياة الدنيا لأنها مؤلمة فى النعيم والبؤس لكن التاريخ مجلد ضخم حشر الناس بين سطوره .من هنا أنتقل بعد الاعتذار إن كنت خاطئا إلى الذى يسمى نفسه مؤرخا وهو فى الحقيقة مرددا لوقائعه ،يعنى حكواتى أو حلايقى مثل الذى يحكى فى السوق القديم حكايات ذى يزن وعنترة وجحا وأساطير الجن والإنس ويسرد الماضى ..والمعروف أن التاريخ أرخ نفسه فينا ووضع النهج والخطوط التى سيتنقل عبرها الإنسان مرغما. .فهل يستطيع الملقب بالمؤرخ أن يأتينا بغد ؟ فكل ما يبذله كاتب الزمان الماضى أن يمسك القلم وهو جالس خلف مكتبه الوثير المجهز بأموال الحظ ليسجل ما يمليه عليه التاريخ عن الضروريين الكبار أما المكملون الذين وزعهم التاريخ على الأدوار الهامشية لا يكتب تاريخهم أحد؟؟؟

ويبقى التأريخ نقل مجموعةأحداث بارزة من وجهة نظر المؤرخ وهذا ما يفسر وجود اختلافات قد تصل إلى حد التناقض في بعض الاحيان والتاريخ ليس دائما ممجدا لشخصيات بارزة في زمن ما فكثيرا ما يدخل البعض إلى مزبلة التاريخ على كل حال فالناس العاديين محظوظون لأنهم لا ينتمون لهذه الفئة الاخيرة على الأقل

أخى عبد الرحيم :
تحية أخوية
التاريخ يجرف الأقوام ويوزعها لتمثل أدواره المحبوكة بقلم فنان كتبنا لننفذ تعاليمه السرية ..
لم أختار سنة مولدى ومسقط رأسى وحقبتى التى عشتها ..فتاريخى مدون فى تاريخ رمانى هنا ومع ذلك أشكره لأنه لم يحلنى إلى ما يغصب حياتى وحياة من أحبهم .
لا أحد يؤرخ نفسه لأن الإنسان يسير ملهما لينفذ وما معنى أوحى للنحل الحشرة ..أعتقد أنك لو راجعت الوقائع لوجدت نفسك أخى عبد الرحيم أرخت غصبا عنك فى جدولة تاريخية لا مفر منها ..
تاريخى ليس بيدا
والمعذرة إن أخطأت
شكرا