حملت الرياح برغوت وقذفته ليرتطم بنافذة مغلقة ..سقط ولحسن حظه لم تلتهمه حشرة عدوة ..أفاق من غيبوبته رفرف قليلا إلى الأعلى شاهد تلاميذ فى الفصل يتلقون درسا من الدروس ..أعجبته المشاهدة التى قطعها جرس الاستراحة ..انتقل إلى نافذة أخرى دخل من خلالها إلى فضاء الفصل ..حجرة أنيقة وصور تعليمية على الجدران ولوحات تفنن الخطاطون لتزيينها بالحكم والنصوص الدينية ..عاد التلاميذ لمتابعة الحصة المفروضة ..

أحد التلاميذ :أستاذ... أستاذ

الأستاذ : ما بك ؟

التلميذ : لقد سرقت الوانى

الأستاذ : هل تأكدت ؟

التلميذ : نعم

الأستاذ : هذه سرقة أخرى تنجز فى الفصل ..أنا لست مختصا فى البحث عن السارق واعتبروا المسروقات ضاعت ..الآن إلى الدرس

تألم برغوت من أجل سرقة تضر التلاميذ وتنهك مصروفات الوالدين ..قرر أن يبيت فى المؤسسة ولو دام فيها شهرا أو السنة الدراسية بأكملها ليكتشف السارق الخفي ..وفى إحدى الاستراحات غادر التلاميذ الفصل كعادتهم ليعود واحد منهم ..مد يده اللئيمة سحب من محفظة ما أراد ..دس تلك الأدوات فى جيبه وقبل الخروج رفرف برغوت ليحط على ظهر اللص ومن ثم انسل إلى ما بين لباس السارق وجلده وهات يا قرس ليضيف برغوت لسعات أقوى كي يلهيه بالحك ويؤخر فراره ..دخل التلاميذ الفصل وجدوا صديقهم الذى لا يشكون فيه يحك بقوة وفى كل مرة يتخلص من لباسه ..وقعت المسروقات ..افتضح أمره بفضل برغوت الذى غادر المكان تاركا الحكم لأصحاب الأمر .