تجول برغوت وهو يرفرف من مكان إلى المجهول ..وفى طريقه مص دم كلب بالصدفة ..لم يشبع لأن الكلب عثر على مكان القرس وبمجرد حركة إحدى قوائمه فر برغوت خوفا ..الخوف ساقه إلى رجل يمشى نحو ما لا علم له به ..وفى شارع فسيح رأى برغوت جماعة من المواطنين عصرا أمام بناية ضخمة وهم يرددون شعارات تفوح من أفواه ضائعة تبحث عن شغل وعيش ولو بشظفه ..استغرب برغوت عندما رأى الفقر يصيح وأصحاب السيارات الفاخرة يدخلون المبنى وهم فى حلل تساوى دخل مياوم فى سنتين ..فكر مليا بعقيله الصغير ليدرك أن المطالبين بحقوقهم ينتظرون رشا ماديا من الداخلين لهذا المبنى الفاخر ..رفرف فولجه بسهولة بين الحراس اللطفاء ..قبع برغوت فوق رأس إعلامي فسمع مداخلات وتحليلات لا تنصف المحتجين المغلوبين فى ميزانية هات وخذ ..تألم كثيرا لأنه كادح ككادحي الشارع ..استجمع قوته فحط بين لباس وجسد متدخل قال : لا يمكن تلبية مطالب هؤلاء فهناك إكراهات ومشاكل الجفاف و..و...و ..

لسعه برغوت لسعة خفيفة امتصت دم المتدخل المنافق ..امتص قليلا من دمه ..حلله ..لم يجد أثرا للعدس والشاي والزيتون أو الرغايف أوالتكتوكة أو الزعلوك ..تلذذ أفخر مذاق لدم مفبرك بالفساد ..أعاد القرس ليثأر للكادحين ..حك المتدخل معتقدا التخلص من اللاسع ..زاد برغوت من الهجوم الشائك ..انقطع المتدخل عن الكلام ..اعتذر ثم انسحب ليدخل أحد المكاتب الفاخرة مع آخر لسعة ..لم يعثر المتدخل عن سبب اللسع ..صاح مناديا المسؤول عن نظافة البناية المعطرة ..أمره أن يرشها قبل دخول الأكابر ..

أراد برغوت أن يخبر أقرانه بنوعية الدم اللذيذ لكنه تخلى عن الفكرة لما سمع حضور المبيدات الباهضة الثمن ..