و يسألونك عن الوطن / نعيمة خليفي

و يسألونك عن الوطن
قل وطني اسم من ورق
في كف الأبالسة تمزقَ و احترَق
 قل وطني دوامة عواصف
أشد قسوة من عواصف البحر
وطني بالصد بالتهم
,يقايض دم الحب
 في ممراته صدئنا من الركض
 و نحن كالمد و الجزر
نشتعل و ننطفئ
الى أن احترقت في قلوبنا
لمسة العشق
لا بساط هناك
نحلق عليه في الأفق الأزرق 
في الظلام السحيق نموت و نحيا 
 نسقيه  دمنا ,,,يمنحنا للغرق 
قل وطني تباركه الخطيئة 
التماعة نجومه الزاهرات
 زيف يمرح فوق الصدأ
ما افقرهم إن تعروا !
قل وطني أبواب مغلقة
تحرسها عناكب و غربان
من لا قبة له و لا جبة
يعيش لقيطا أو كالجرذان
تتربصه المصيدة
يتنفس صديد الجرح 
يغازل الرحيل البطيء
قل وطني قمر
مزقته مخالب خنازير
تتأبط منجل حصاد 
كل فصولها جني و قطاف
أمام حدائقك المعلقة
يا وطني المنسي
أجلس القرفصاء
أحلم كصبية عذراء
لا عناوين لمحطتك و لا أسماء
لا ارى الا سماء منفلق قلبها
الى وردة حمراء
ذات حلم رحت أفك أزرار اسرارها 
انهمر  على وجهي 
رماد مخضب بالدماء
ملأت مجال رؤيتي
ولائم  الموت و الحرائق
أتأمل ملامحك السمراء
تبدو لي جسدا مكوما بلا رأس
فأنكسر على بسمة ثغرك الصفراء
تنساب  دموعي جمرا
يلهب خدي
اه يا وطني
أي فجر يغسل أحداق ليلك المزكوم 
بالخيانة؟
و ليلي قربان
على مدبح نهارك الموصد
ارتويت يا عالم
من يشاركني كأسي
بنكهة الوجع و الاغتراب؟