امرأة تكتب عشقها الأخير / مصطفى أبو السعد

يكفيني فخرا أن اهدي قصيدتي لشاعر لتكون قصيدتي ويكون الشاعر هو أستاذي
محمد الشيخي
--------
امرأة تكتب عشقها الأخير / مصطفى أبو السعد

يا فارس أحلامي!
أسعفتني، اليومَ، دموعي..
ولـمْ
يسعفْني لساني..
ضاعتْ، يا سيدي، منّي كلماتي تلاشَتْ..
بين الصدى والمدى
أغنياتي وألحاني
* * * *
آهٍ ثم آهٍ..
أبعد فوات الأوان أتيتَ تقولُ:
- "تعاليْ لِنمحوَ ما كان منْ سالفِ..
العشق والأزمان...؟ "

كيفَ ترمي بمنْ سافرَتْ
في خيالاتك التائههْ
في أشعارك الكاذبهْ ؟
لا جوازَ لها في
رحلة عشقٍ ولا أمتعهْ

* * * *

أَوَلَـمْْ تبنِِ لي قصراً
وصروحـاً من الأحلام.؟
../ على صدري رسمتَ القصيدهْ..
وغنّيْتَ كلّ الألحان

هل حقاً كنتَ تهيمُ بلون عيوني..
وخصلات شَعْري حين تدلَّتْ..
أم أنني كنتُ واهمةً
في رسم العِشق..
بظلّ الأغصانِ؟!
يا فارس أحلامي!
أسعفتني، اليومَ، دموعي ولـمْ
يسعفْني لساني..
ضاعتْ، يا سيدي كلماتي تلاشَتْ
بين الصدى والمدى أغنياتي وألحاني
ها أنا أبْنِـي لكَ جسراً..
من الدمع مكسوراً
بين الأحداق..
وبين الأجفانِ
وأقول لأحزاني
سوف أبني مقبرةً
بين الأهداب وبين الأحضان
كَمْ كنتَ تقولُ :
سنحيى..
في أرضٍ لا حدود لها
نتسابقُ فوق العشب ونمشي..
فوق الزعتر والزعفرانِ.
نطير بلا أجنحه
في الهواء..
فنعبقُ في الأفق مثل أريج الزهور
ورائحة الطين وشتلات الرمان
وتعود الآن تقول:
- لقد صرنا عاقلين كَـبُـرْنَا ..
- ويْحَكَ! ما هذا ؟!
كيف تمسحُ عجزَ السنين على منديلي..
وتقطع خيط الوصال..
تُمزق أنسجة الأحلام وتمضي ؟!

كيف تَشْرُدُ أغنيتي خرساءَ بلا صوتٍ
أو أشجان
يا فارس أحلامي!
ما لي كُلّما أقبل الليلُ وشَّحنـي بالجمر..
وذكرني بالغذر
أصير بلا اسْمٍٍ
أو عنوانِ؟!
والآنَ وبعد الذي كانَ..
لن ا‘عشق الورد المسقيَّ بماء الخيانهْ..
وخمر الجنون
لن أُعَطِّر جسمي إلاّ
بعطر النسيان ........