حلوى الموت شعر : محمد شكري ميعادي / تونس

كانت تَعْرٍفُ
أنَّ الشَّارِعَ يمطرُ حَلْوَى لِلأَطفَالْ
كَانْتْ تَعْرِفُ
أنَّ الشَّارِعَ يمنحُ فَرَحًا
يُهْدِي لُعَبًا للأَطفَالْ
خَرَجَتْ تَحلُمُ باللاشيء
تَلهُو ، تَجرِي
تَرمِي حَجَرًا.. تَرمِي قَمَرًا
تَطْرُقُ أبْوَابَ الِجيرَانْ
لمْ يَكُ فـي الشَّارِعِ إلاَّهَا
بِنْتٌ فـي عُمرِ الزَّهْرِ
وأقْمَارٌ
تَغتَالُ مِنَ الجَوِّ صِبَاهَا
لَمَّا اقْتَرَبَ الموْتُ
تَهادَتْ فـي وَجَلٍ قَدَمَاهَا
صَاحَ الحَائِطُ والشُّرُفَاتْ
يا ذَا القَاتِلُ
لو بُرهَةَ وَقْتٍ تَمنَحُهَا
كَيْ تُغْمَضَ
أوْ تَذْرِفَ دَمْعًا عَيْنَاهَا
لَوْ بَعْضَ ثَوَانٍ تُمهِلُهَا
قَدْ تَسقُطُ أرْضًا
أوْ تَبْسُطُ لِلمَوْتِ ضَفَائِرَهَا
لَوْ ذَرَّةَ وَقْتٍ تَمْنَحُهَا
كَيْ تَبْكِي
أوْ تَصْرُخُ "مَامَا "
كَانَتْ تَعْرِفُ
أنَّ الشَّارعَ يُهْدِي حَلْوَى لِلأَطْفَالْ
صَارَتْ تَعْرِفُ
أنَّ الشَّارعَ يُخْفـي مَوْتًا لِلأطفَالْ
نزَفَتْ وَرْدًا
أَحْمَرَ، أَحْمَرَ فـي كَفيهَا
أَسْمَرَ .. أَسْمَرَ مِنْ خَدَّيْهَا
مِنْ أَنَّاتِ الصَّوْتِ السَّاكِنِ
فـي شَفَتَيْهَا
كَانَ الموْتُ
بِكُلِّ لُغَاتِ الأَرْضِ
لِهذَا الموْتِ
يَحُثُّ خُطَاهَا
كُنَّا مِنُ خَلْفِ الشَّاشَاتِ نَرَاهَا
وكَانَ الله
أَكَانَ كَكُلِّ شُعُوبِ الأرْضِ
دَاخِلَ هَذا الحَيِّ يَرَاهَا
يَا الله
أَحَقَّا، حَقَّا ؟؟؟
نَحْنُ نَرَاها ؟
-------------------------------------------------------------------
إضاءة :
القصيدة من مجموعة - الغيمة - للشاعر التونسي الراحل محمد شكري ميعادي