صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رشوة....

اذهب الى الأسفل

رشوة.... Empty رشوة....

مُساهمة من طرف أوباها حسين الأحد 27 ديسمبر 2015 - 22:11

                                رشوة ...
التهمته الإدارة وركّنته في كفن الأقدميّة ، أخلص وتفانى لخدمة الضّاغطين على أكتافه بالخوف والأوامر ..في عهدته زوجة وطفلان يعذّبانه وينشّفان أجرته مع الكراء والماء والكهرباء ، مداوم ، لا يعرف الغيّاب ، لا يعاشر المعارضين ، يتبرّم من الاحتجاجات ، يكتفي بحالته محاربا الضّيق والمكر ...غادر يوما وظيفته مسهوتا نزل عبر الأدراج ..رأى جمالا يركب سيّارة لم يشاهدها في حياته عبر الطّرق أو الشّاشات السّنيمائيّة والتّلفزيّة ، نادته بأناملها البيضاء الملوّنة أظافرها.....اقترب منها ...
الجمال : مساء الخير
الموظّف : مساء الخير سيّدتي ..
الجمال : اسمي ، رشوة ...أريد معاشرتك
الموظّف : تشرّفنا ، ولو أنّك خصلة أمقتها ...
رشوة : لا ذنب عليك ...لي رفيقات ينتشرن حول العالم ويقدّمون خدمات للأفراد من جميع الطّبقات ...
الموظّف : سيفشل اختيارك ..
رشوة : لا تسبق الأحداث ...
الموظّف : لن أخضع لإغرائك ...
رشوة : أفتن الأفضل منك ...عشقني السيّاسيّون والمتديّنون والموظّفون من مختلف الدّرجات ...لا تركل حظّك منّي ..
الموظّف : ولو ...ضميري يؤنّبني إن هويتك ..
رشوة : لي ولصديقاتي حذاقة لجلب الضمائر ..
الموظّف : لن تتمكّني من قلبي ، لديّ زوجة أهيم في حبّها الشّرعيّ ..
رشوة : بعدت عن قصدي ، لست هنا لأكون ضرّة أو أبعدك عن شريكة حياتك ...ولست بائعة هوى ، قصدتك لتربح المال وتحسّن الحال وتعوّض ترقيات حرمت منها ...
الموظّف : عوضي على الربّ ..
رشوة : لم يتّقوا ربّهم ...تركوك تمتصّ صحّتك بالحزن وراء الحرمان ...اتبع طريقي لنعوّض ما فات ..
الموظّف : دعيني... الله يخلّيك ...
رشوة : ألم تر أصدقائك في العمل ...كيف يهيمون مع مثيلاتي ؟؟
الموظّف : لا تشابه بيني وبينهم ...
رشوة : كلّكم من نفس واحدة نحبّ البذخ وحياة الذّهب والحرير ...كن شبيها لهم لتتحدّى الفقر وقلّة الحيلة في العشر الأواخر من شهر الأجرة ...
الموظّف : بالله عليك ، لا تدفعيني للحرام ...لا أعرف سوى الحلال ، ورثته عن أبي وجدّي والخوف من القانون ...
رشوة : يهوي القانون على رأس الخاطئ ...لا تخطئ ، لتضمن علاقتي ..كلها باردة ولا تخف ...
الموظّف : أجئت لتسمّمي أخلاقي ؟ ابتعدي عنّي ...أرجوك
أشعلت محرّك السيّارة ...
الموظّف : إلى أين ؟
رشوة : سنزور مكانا خاصا للاقتناع ..
الموظّف : اسمحي لي بالنّزول ...كي لا يراني المواطنون كتابع لمخّربة المبادئ ..
رشوة : لا تنزل ...لن يراك أحد لأنّ سيّارتي مخفيّة عن عيون البشر ....
الموظّف : أانت جنّيّة أم عفريتة ؟؟!!
رشوة : ما الفرق بينهما ؟
الموظّف : أجيبي ...
رشوة : لا فرق ...شيمتنا الاختفاء ...لنحبك الأدوار هات خذ.. ..
الموظّف : أطلقي سراحي لأعود لأسرتي
رشوة : سأحرّرك بعد زيّارة المكان الخاصّ ...
توقّفت أمام جبل ، دخلا المغارة جحظت عينا الموظّف حين برق الذّهب ولمعت المجوهرات وتكدّست الأوراق النّقديّة العالميّة ..
رشوة : ألم تتغيّر ...
الموظّف : لأغرف من هنا واعفيني منك ...
رشوة : إنّها كنوز المرتشين وليس لك فيها نصيب ...
الموظّف : أين حقّي من الفلوس ؟؟!!
رشوة : وافق وضمّني إلى صدرك لتدفئه ...
الموظّف : دفئي شرفي ..
رشوة : اسمع ، نحن الفاتنات درجات ، عاديّة ورفيعات يخبلن العقول الرّفيعة لذا املكني أيّها العادي ..
الموظّف : لن ألبّي سوءك ...
رشوة : اعلم أننا لا نملك مغريات سوى جمالنا اللامع ..القارورات تغري السّكارى ... الأوراق والأرقام تذيب عقول القمّارين والزّنى لها جاذبيّتها.. أمّا فتنة الرّشوة كما تراني فكرة لذّة من وهم ...
الموظّف : ولو ...حدّ الله بيني وبينك ...
رشوة : أحمق ، أتلفك الخوف والفقر ...الرّشوة تعتمد على فساد في الوعي ، ومن صفاته ، الطّمع والكذب والتّزوير والتّحريف وأهم ركائزه الخيّانة ...
الموظّف : أعوذ بالله ..
رشوة : عجوزتنا الشّمطاء التي لازالت تحافظ على جمالها الفتّان توقع في حبالها شخصيّات كبار ودوّلا لتمرير الأغراض العظمى ...وأنت الحقير مادّيّا ومعنويّا تتبرّم مني
الموظّف : مسألة مبدأ ...لا أتعاطف إلّا مع زوجتي وولديّ ...أفهمت ؟!!
رشوة : ستندم ...
الموظّف : ستندمين لأنّك فشلت مع صابر ، اسمي صابر ...
رشوة : هيّا لنعد إلى حيث أتينا ...
الموظّف صابر : لا ....
ترك السيّارة وبعد خطوات انفجرت فاحترقت رشوة لأنّها لم تف بوعدها ... .
.
.
 
 

          

أوباها حسين

ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى