صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحت الأرض

اذهب الى الأسفل

12122017

مُساهمة 

تحت الأرض  Empty تحت الأرض




 كما يتخيّلون أتخيّل ...حقتحت الأرض  477199

 

قصة رعب

تحت الأرض

ولد غاما بين أناس عاديين عاش عقد الحياة ..كبر فساير المكان والزّمان ، قويّت عضلاته ، ساعد أباه كحدّاد ...فكلّما أنهى عمله مرّ غاما بجانب منجم قديم لم يعد صالحا لاستخراج أحجاره ...هدأت مشيته ، اقترب من حافة ، رأى حفرة عميقة مظلمة تتصل بأسفل الجبل الصغير البعيد عن مغارة المنجم ...سمع حكايات من عمال تشرّدوا ووزّعوا إلى خدمات أخرى تعينهم للعيش وضمان لقمة العيش

عند حدود المنجم المهجور وهو يعلم خرافات تنبّه مواطني القرية منها ، أدار عينيه ، شاهد حشرة لم ير مثلها من قبل ...لها أجنحة كثيرة ملوّنة ومنقّطة أغلبها بالأسود والأحمر، لها رؤوس مزغّبة ، عيون صغيرة كثقوب بطونها ممتلئة ومتجعّدة ..أذهله وجودها في المنطقة ، ترك الكدية الرّملية أدار جسمه نحو وجهته ، أحسّ لسعة ، حكّ مكانها ...سقط أرضا فاقدا الحركة ، بالكاد نهض واقفا مسلوب العقل ، مشى بصعوبة ، مشى متثاقلا ...دخل داره ... اشتدّت حرارته وحرقة اللّسعة ، عالجته والدته بطريقة تقليدية ...في الصباح استيقظ متوتّرا ، حسنت حالته معتقدا قوّة الأعشاب في العلاج ...نشط بدنه هبّ نحو عمله ، أماله الفضول ليطّلع على التي لسعته ، تفقّد المكان ..لم يجدها ومثيلاتها ..سار الى عمله ...انهمك بجدّية أنهاه لوقته ، سلك طريقا أخرى ليصل الى المنجم مرغما بفضول اثار شكوكه ..وقف بجانب الحفرة ، نزل إلى قعرها القريب المملوء بالحجارة والرّمال ونفايات مختلفة ..أصاب غاما ذعر حين تحرّكت الرّمال تحت قدميه ، برزت يدان غزيرتا الشّعر غرستا أظافرهما في ثياب غاما ..جرتاه بعنف الى أسفل أرض هشّة ، لم يختنق ولم يؤذيه السّحب المفاجئ ...كانت الخطفة سريعة بلا حاجز رملي أو صخري يعيق سحبه ، أوصلته الى أسفل  المنجم ..ألقي أمام رؤوس متجعّدة لها عيون غائرة تحت جباه مسطّحة غزيرة الشّعر بلا حواجب ، أنوف مكور أسفلها ، شفاه مدفوعة الى الأمام لغلظها ...بطونها منفوخة ، تتدلّى من صرّتهم الى أعلى ركبهم اطرافهم كثيرة الزغب تنتهي بأظافر مثنيّة ، ألبستهم من نباتات مختلفة الألوان مربوطة بشعر مفتول حول عظام صغيرة، ، هال غاما ما رأى ..مدّدوه على الأرض ..رفع رأسه ليشاهد ما يدور حوله ..وحدث انضباط وخوف لدى المحيطين حوله ...ظهر زعيمهم أصلع الرأس المتوّج بعظام صغيرة ، يشبه أتباعه مع فرق في لباسه المرصع بأحجار لامعة ، تمتلئ حلمتي أذنيه بزغب غزير ...لهم جميعا أطراف غليظة تنتهي بأظافر مقوّسة

الزّعيم : أهلا

لم يجبه غاما ...أصمّته الرّعدة وما يراه من مسخ

الزّعيم :اسمع ، أعرف لغتك ..نحن هنا منذ قرون وقرون ، لا تخف ، اخترناك ، نحتاج إليك ، أنت نعمة من الدنيا

غاما مطمئنا : ارجوك ، أعدني الى أهلي

الزّعيم : ( يبتسم ، ظهرت أسنانه الصّفراء ) أتعلم أنّك نجوت لما تهدّمت الطوابق الثلاث ؟

غاما : نعم

الزّعيم : مات سكان الطوابق فنجوت لنا

غاما : ( متألما ) أتوسّل اليك ، ارحمني

الزّعيم : كيف أتخلّى عن من سيسعدنا ..( نادى أتباعه ) هاتوا الطّعام ...ثم وزّعوه

تحرّك بعض الأتباع استقدموا نساء يحملن أواني من حجر منحوت بالطّبيعة ...داخلها قطع من لحوم بشريّة ..قبل التوزيع مشت احداهنّ نحو الزّعيم تحمل آنيّة  عليها رأس آدمي حوله نهدا امرأة ..صعد القيء من جوف غاما ، منعه ...لقد رأى رأس صديقه الذي قيل عنه أنّه تاه أو خطف ...بدأ توزيع الطّعام للآخرين ...نزع الزّعيم شفتي الرأس بعدها الشدقين لينهي أكلته بتناول المخ ..علت غبطته عندما تلذّذ النهدين كخاتمة للشهيّة ...باقي الجسم وزّع للأتباع ..جمد غاما بامتعاضه

الزّعيم : أكلة ممتعة  

غاما : انّه صديقي

الزّعيم : من أدراني ...لا تستغرب ، كان ميّتا فجلبناه

غاما : أكل لحوم البشر حرام  

الزّعيم : قلها عندكم ..نحن هنا فتحنا لذتنا بأكل لجوم البشر ..لا تلمنا

غاما : غيروا ، ابحثوا عن البديل

الزّعيم : ذق لحم البشر لتفرّق بينها وبين اللّحوم الأخرى...ما ألذّكم

غاما : ابتكروا ، أنتم أذكياء تعرفون لغتنا

  الزّعيم : نبتكر طعامنا  ولي أتباع  ينحتون الحجارة وآخرون يحفرون .

يضحك

غاما : هل ستأكلني ؟؟

الزّعيم : ربّما ...ستنجو ان لبّيت أوامرنا

غاما : مقابل حرّيتي

الزّعيم : لن نطلق سراحك ، لكن ستخدم مصلحتنا

غاما : كيف ؟

الزّعيم : ألم تشعر بحرارة جسدك بعدما تهدم منزلك ؟

غاما : نعم ...حرارة شملت جسمي

الزّعيم : هي التي أنقذتك من المضغ

غاما : ماذا تريدون منّي ؟

الزّعيم : استقدام آخرين ليطعموا شعبنا

غاما : هل انتهى الأموات ؟

الزّعيم : نعم ...فلت الزلازل ونقص الغرقى في البحار

غاما : هل تتحكّمون في هذه المناطق ؟؟

الزّعيم : نعم لدينا إحساس لا يملكه أحد يرشدنا الى مكان الأموات في طي قبورهم

غاما : أحسن من رجال المطافئ والكلاب المدرّبة

الزّعيم : نعم ...لديك بقعة بنيّة على كتفك

عاما : انّها وحمة

الزّعيم : لا ...من وجدت على كتفه صار من خدامنا الأوفياء

غاما : كيف ؟

الزّعيم : الأمر بسيط ، بعد كل كارثة تودي بحياة فرد ما ، يحفر أتباعي بأظافرهم القويّة الأرض للوصول الى الجثث المفقودة في أخباركم ..

غاما : ان انعدمت الكوارث ؟

الزّعيم : نشغل مثلك الموشوم بالطبعة ، كي يجلب لنا ضحيّة كانت امرأة أو رجلا ، والأشهى امرأة ذات النهدين الأحلى في جسمها ..الآن وقد قلّت الكوارث سنرسلك لتستدرج لنا جثة

غاما : مستحيل ...ارفض إغراء بني جنسي

الزّعيم : خذوه الى الماء الساخن ، وأطعموه من الخبائث المتعفّنة

دافع عن نفسه امتناعا ...خارت قواه ، ألقوه فيما أمر زعيمهم ...ابتلع السائل الأسود المتعفّن ..أغمي عليه ..أفاق ...

الزّعيم : مبروك عدت الينا

غاما : أريد الرحيل

الزّعيم : من الخوف فقط ..لقد نسيت كلّ شيء

.تعب تفكيره ..فرغت ذاكرته من فحواها

غاما : أنا رهن اشارتكم سيّدي

الزّعيم : لا تقلق وتندفع وتحقد وتحسد وتكره ...نزعنا ما يبعدك عن دارنا ...زرعنا فيك اللّطف واللّياقة والجاذبيّة ليحبّك الضحيّة ويتبعك بلا معارضة ..

غاما : فعلا ...صرت خفيف الرّوح

الزّعيم : صرت طعما لإيقاع من يلائم شهواتنا

غاما : هل تطلقون سراحي ؟

الزّعيم : لازال عقلك محتفظا بما حدث لك الآن ، نطلق من لا يفيد ونطمسه كي لا يوشي بنا ، أما أنت ستذهب الى عملك ثم تعود إلينا وقتما نحتاجك

غاما : على هذا الأساس أنا في خدمتكم

الزّعيم :ستتذكّر عملك فقط وتتجاوب مع من يعرفك بمجرّد الحديث معك ..مفهوم ؟

غاما : نعم هل من استفادة ؟

الزّعيم : اختر ما تشاء من الأحجار اللامعة التي تبهر النساء ، بهذه الطريقة اجلب لنا حسناوات ذوات النهود الرّطبة

غاما : اتفقنا

الزّعيم ( لأتباعه ) : أروه آخر سجين لدينا

ساقوه ..رفع أحدهم صخرة عن ثقب أرضي يسع سجينا واحدا ..رأى غاما السجين في حالة يرثى لها ...اقشعرّ جسمه ..تذكّر صورة صديقه المأكول ..كتم حقده النابع من الاشمئزاز.

الزّعيم : دعوه ..وليعد إلى عمله قبل أن يشعر القرويون بغيابه

أمضى يومه الأوّل هادئا ، في اليوم الموالي تزعزعت البقعة البنية ، علم أنّهم ينادوه ، لم يفهم كيف سيطروا عليه .

الزّعيم : أهلا رسول اللّذّة

غاما بامتعاض دفين : سلام سيّدي

الزّعيم : أزف موعد عملك

غاما : حاض.

الزّعيم : سنخرجك عبر ممرّ آخر لتقترب من الضحايا ...اختر واحدا ، فان أتيت بأنثى سترتفع قيمتك

غاما : سآتيك بها

الزّعيم : ارتحت لك...أدرج الينا ما نحتاجه من طعام بلا انفعال او ردّة فعل تغضب الناس

غاما : رأي سليم 

الزّعيم : سأمنحك حجرا كريما ، بعه لتكتري سكنا قريبا من البشر ...اجلب اللّحم اللّذيذ ..قرّب الضحيّة من الجسر القديم البعيد عن عيون المارة ، وهناك سنحفر مقدار ما يتيح سحبهم إلى تحت الأرض

غاما : نعم ، دهاء يسهّل اكلاتكم

الزّعيم : بقي أمر واحد .

غاما : ما هو ؟

الزّعيم : اجلب لنا أنثى مكتملة تروق انعاش بطني

غاما : أتريد الزواج منها ؟

الزّعيم : عيب ..لنا زيجات بلا نهود ..يلدن صغارا نطعمهم دماء مخثّرة فيها ديدان وحشرات ميّتة ..بعد سنتين يأكلون لحوم البشر مثلنا ..ألا تراهم ؟

غاما : نعم ...اذا لماذا الأنثى ؟

الزّعيم : جمال ولذة في نهديها ...نهد لي والثاني لمتبارين من أجله

غاما : سأحاول تلبيّة طلبكم

أعيد غاما الى مقرّه دون أن يؤذيه أحد أطلق سراحه مؤقّتا....أذعن لأمر الزّعيم ، تمّت السيطرة ..  باع الحجر الكريم ..سكن بيتا بين مقيمين في إحدى الأحياء ..عاد إلى عمله ، لفّق أكاذيب تفنّد غيابه ..أنساهم الأسئلة الوهميّة ...بدأ القنص المفيد للزّعيم ، لم تطل العمليّة ، حام حول رجل وامرأة يعرفهما ..تكلّم بما يمليه المعجون ..جرّدهما من الشكّ أوتحليل ما طلب منهما

غاما : رافقاني لتنعما بحياة سعيدة وتصبحان من الأغنياء

الرجل : إلى أين ؟

غاما : مكان يطيب فيه العيش

المرأة : أصحيح ما تقول ؟

 غاما : نعم ..ستحقّقان حلما لا يتصوّر وتدهشكما أثمن الأمنيات  

المرأة : جيْت في الوقت المناسب ...كرهت دنيا التعاسة ، أحتاج لنعمة زواج فقدناها  

غاما : ستجدين زوجا ، رجلا آخر تحت الأرض لتخرجي بحياة  رائعة

المرأة : ما ألطفك

الرجل : لم لا أكون زوجك ؟ ..أنا أيضا سئمت الأرض وما عليها من فساد

غاما : توكّلا علي

المرأة : لنجرّب ما تحت الأرض...سطحها مجحف

الرجل : الأخت على حق ، لنتبع الأمل

سارا خلف غاما ..وقفا قرب الجسر القديم ...نطّت صورة صديقه المأكول ..كاد القيء .انفتحت ثغرة أرضيّة قرب أقدامهم بمجرّد الوصول ...عبروا الفوهة ..بلا مقدّمات سجن الرجل والمرأة

الزّعيم : نلت رضانا

غاما : أستحق تحريري

الزّعيم : أعدت الى سيرتك الأولى ؟

غاما : ماذا تعني ؟

الزّعيم : طلب الحرية انقلاب ضدّنا .

غاما : تتوهّم .

ينادي تابعا

الزّعيم : خذه الى الماء الساخن واطعمه المعجون

شعر غاما بالدّفء ..أكل المعجون ، تمسّك كي لا تذوب ارادته

غاما ممتعضا : معجون لذيذ ، مما صنع ؟

الزّعيم : من نباث تحت الأرض ..وديدان دقيقة تسري في دماءك فتقضي على فورانك وأسلوبك الآدمي

غاما : وتغيير نفسيتي

تحكّم في ارادته ...منع تصرّفا يفضح وعيه

الزّعيم : اشرب من هذا القدح لكي لا تحس بأي شيء

شرب، قضى ليلة مزعجة ، إذ نام نوما ثقيلا ، أيقظته ضربات الحقيقة مذعورا ..بعدها سيق إلى وليمة الزّعيم ..قدّم أكل لغاما ، مرغما وخوفا من أكل لحوم بني جنسه ..امتنع

الزّعيم : هل ارتحت ؟

غاما : نعم 

الزّعيم : لم لا تأكل ؟

غاما : لا أشعر جوعا

الزّعيم : أكلت معجونا يفيد جوعك

غاما : معجون جيّد لمحاربة جوع البشر

الزّعيم يضحك : انشره بين الناس

نادى أتباعه ليقدّموا وجبته ، ظهر نسوتهم يحملن صحونا من طين منحوت ، أمامهن الرجل والمرأة

الرجل : يا ملعون ، أهذه هي السعادة ؟

غاما : لا تفزع

المرأة : تفو ...خسّيس

الرجل : بعتنا لوحوش

الزّعيم : اصمتا ، لا تلوما خادمنا الوفي ..هيا وزّعوا الطعام

جرّوهما ، جرّدوهما من ملابسهما ...بدا تابع خاص يحمل حجرا حادا ، فصل الأطراف بسرعة خارقة ، جزذ الرأسين المفزوعين ..وزعت النسوة اللحوم التي قطعتها قطعا ووضعت في الصحون ...هشّم أحد الأتباع الرأسين ، وضع المخّين للزّعيم وحولهما نهدي المرأة ..التهم الزّعيم ما وضع بين يديه بلذّة ، انهاه بنهد ، ثم ترك النّهد الآخر للمتنافسين...لما خلص المضغ وارتاحت الأشداق..

الزّعيم : ليتقدم المتنافسون النّهد ينتظرهم

عمّ السكوت ، برز طالبو النّهد الّلذيذ ، يحمل كل واحد عظمة غليظة الطرفين ..بدأت المعركة ..انسحب من انسحب ، وتخلى المجروح والمضروب ..بقي واحد ، أهداه الزّعيم النّهد

الزّعيم لغاما : أرأيت الفرح ؟؟

غاما : فرحة مفترس وهمجي 

الزّعيم : الآن سأريك كيف نحصل على أمثالك ذوي طبعة ملوّنة في جلودهم ؟

غاما : قل وحما .

الزّعيم : مادّة تسري في الجسم وتتجمّع في مكان خاص لصالحنا ، لا ندري لم تكوّنت من أجلنا ؟

غاما : غريب

الزّعيم : وهبت لنا ، لنعيش

غاما : كيف أدركتم أنّها تصلح فريسة لكم ؟؟

الزّعيم : صدفة ، قطّعنا جسما كان غارقا في النّهر تحت الجسر القديم ، مضغ أحد اتباعنا اللّحم قرب العلامة الملوّنة ، عصي تفتيتها ..لم نفهم السبب ...ألقيناها في النّهر ..ذات يوم احتجنا للأكل ، اصطدنا شابا ..اكتشفنا الطبعة الملوّنة على كتفه ..حلّلنا الصدفة ...فكّرت مليا ...أمرت أتباعي أن يطعموا المعجون للشاب ..فقد وعيه البشري ثم سخّرناه ليأتينا بغيره ..خدم مصلحتنا ، اذ ذاك تأكّدنا أنّ الطبعة الملوّنة مع تغذية بالمعجون تجلب طعامنا

غاما : وأين الشاب ؟

الزّعيم : أكلناه بسبب الجوع وقلّة اللحوم لم نجد سواه

نادى الزّعيم أحد أتباعه

الزّعيم : هل عاد الينا السجين ؟

أحد الأتباع : لازال بعقليّة أهل الأرض

الزّعيم : لئيم ، لنوزّعه غدا

أحد الأتباع : حاضر سيدي

في اليوم الموالي ، أحضروا السجين وهم يدفعونه بعنف

السجين : اتركوني

أحد الأتباع : ها هو سيّدي

الزّعيم : ألا تنسى ما فطرت عليه ؟

السجين : ما حييت

بإشارة واحدة تم فصل أعضاءه ...قطع الرأس ، بترت يداه ورجلاه ..وضعت الأجزاء في صحون فوهب المخّ للزّعيم ..اكل السجين ، وغاما الحزين يرى عملا مشينا لا يطاق ...

الزّعيم لأحد أتباعه : هاتي البقعة المنزوعة من السجين

الزعيم : مزّق جلده ثم أخرج الكرة السوداء أحضرها بسرعة

مدّها لغاما

الزّعيم : خذ ...لك دور آخر

غاما : ما هو ؟؟

الزّعيم : خذ هذه الكرة الصّغيرة ...انتقل الى احدى المستشفيات ، وبالضبط جناح النساء الحوامل ...اختر واحدة منهنّ الق الكويرة في حلقها

غاما : إن أحسّت ستلفظها

الزّعيم : لن تستطيع ذلك

غاما : لماذا ؟

الزّعيم : ستصير الكويرة دخانا سيسري في عروقها ليصل الى الجنين فننتظر كبره ريثما تكمّل مأموريتك

غاما : إن مت ؟

الزّعيم : لدينا مسجونين اقتربوا من سنّ الواجب الضامن لإطعامنا

غاما : حرام

الزّعيم : أعد ما قلت

غاما : لا شيء

الزّّعيم : لا تكن غبيا ..ابق كما نأمل من خدامنا

غاما : حاضر سيدي

الزّعيم : صن نفسك من القطع والمضغ

غاما : سمعا وطاعة

لعنه غاما في سريرته ..كبس نفسيّته الغاضبة ..امتثل لرغبة الزّعيم  خوفا ودفاعا عن سلامته ..غادر تحت الأرض قرب جبل عند الجسر القديم ..أكّد مرافقه أنّ هذه نقطة الفراق واللّقاء المقبل وهي مستعملة لهذا الغرض ولهم جهة أخرى خاصّة بزعيمهم وأمورهم السريّة ..ابتسم غاما ..ودّع المرافق ..أثناء السير نحو المستشفى تذكّر جسد صديقه ، طار تحكّم المعجون نسبيا ..وعى ...فاض الشعور الإنساني ..تخلّى عن طريق الجريمة مال نحو شارع يؤدي الى مركز للشرطة ..استقبله المفتّش

المفتّش : أهلا ..أتيت في الوقت المناسب

غاما : لم أفهم

المفتّش : لدينا شهود رأوك رفقة رجل وامرأة اختفيا منذ أيام

غاما : لن أنكر ..لكنّي بريء ..

المفتّش : أخبرنا ..أينهما ..

قصّ غاما ما وقع له من يوم اختطافه ، ومصير الرجل والمرأة ، وما حدث لصديقه الذي أكل أمام عينيه ..استغرب المفتّش حين سمع ما يرعش البدن والقلب

المفتّش : لماذا أخلوا سبيلك ؟؟

غاما : بالعكس بعثني زعيمهم لأنفذ مهمّة

المفتّش : أبقيت فضولا وغرابة أخرى ؟

غاما : نعم...كانت وجهتي المستشفى قبل حضوري  

المفتّش : أيّة مهمّة ؟

غاما : لدي هذه الكرة الصغيرة

أخرجها من جيبه ، مدّها للمفتّش الذي تفحّصها

المفتّش : ما دورها ؟

غاما : سأرغم احدى الحوامل لابتلاعها فتصبح دخانا يسري في عروقها ليكوّن بقعة على كتف الجنين مثل التي على كتفي

اراه البقعة

المفتّش : إنّها وحم

غاما : لا سيّدي ، ليست وحما ، إنّها جاذبيّة لطعام الوحوش كي يضمنوا حياتهم من لحوم البشر

ساعدنا للقضاء عليهم !المفتّش : ما أغرب ما سمعت  

غاما : بكلّ تأكيد ، أريد الانتقام لصديقي ، لنحطّمهم بلا رأفة

المفتّش : انصرف الآن ..سأستدعيك ريثما أهيء الهجوم

غاما : شكرا سيّدي

بعد يوم ، رافق غاما شرطيين بلباس مدني ..انتظروا استقبال الهمجيين ، برز أحدهم من خلال الرمال فرح لما رأى الغنيمة ، ولجوا الثّغرة ..مشوا وراءه ..وجدوا ساحة قتلت عليها الأبدان ولكنّها خالية من الزّعيم وأتباعه ..تفاجأ غاما ..انتابته قشعريرة الرّعب

أحد الشرطيين : أين أكلة لحوم البشر ؟؟

غاما : ذهب هذا المجرم ليدعوهم للوليمة

عاد المسؤول عنهم ، دعاهم بإشارة لدخول ممر جدرانه متآكلة وكثيرة النتوءات الحادّة وقفوا مذعورين أمام جثث ممزّقة.

غاما : إنّها أشلاء الهمجيين

هرب المسؤول لينجو بنفسه ، اعترض طريقه وحش ذو قرن أسود فوق جمجمته  المكتنزة عضلات صغيرة ، منفوخة الحاجبين ..عينان محاطتان بأهداب غزيرة الزّغب ، تحتهما أنف بثقب واحد ..شفتان تحيطان أنيابا متراصة وطويلة ..جسم مفتول لحمه ، ذو شعر موزّع بلا نظام ، اطراف الوحش تنتهي بأصابع ملتصقة وذات أظافر صلبة ودائريّة ، تمكّن الوحش من المسؤول ، انقض عليه والفزع يرعد غاما والشرطيين ..مزّقه الوحش وألقاه أرضا قرب أمثاله من الهمجيين ...جمدوا في مكانهم ذعرا ، والوحش يحملق ويدير رأسه كمن يتساءل ..اتجه نحو حفرة ..التهم لحوم همجي ، ثمّ جرّ ما استطاع من الهمجيين ..بقي غاما ثابتا والشرطيان يشهران مسدسيهما ..لم يبالي الوحش ، اعتلى حافة الحفرة ، وثب إلي داخلها ، فأغلق فوهتها ..فرح غاما وعلت الطمأنينة وجوههم ..غادروا تحت الأرض ..حكوا ما جرى للمفتش فازداد غرابة من وحش يقضي على الهمجيين نيابة عنهم
avatar
أوباها حسين

ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تحت الأرض :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى