قضية بنبركة( laffaire ben barka )

تقدم القناة الثانية الفرنسية فرانس 2 يومي21 و 22 من شهر يناير الجاري،
ابتداء من الساعة السابعة وخمسين دقيقة مساء، الفيلم التلفزيزني قضية
بنبركة( laffaire ben barka ) للمخرج الفرنسي جان بيير سينابي الذي يعد
ثالث تجربة درامية تتناول قضية الشهيد المغربي المهدي بنبركة بعد اختطافه
في 29 أكتوبر 1965 واغتياله••• الفيلم، الذي سبق وأن عُرض في عدة مهرجانات
عالمية خلال السنة الجارية، يقع في جزأين، مدة كل واحد منهما 90 دقيقة،
يعيد من خلالهما سينابي، فتح ملف المناضل المغربي الكبير، من جديد، الذي
شكل لدى العديد من السينمائيين - خصوصا الفرنسيين - مادة سينمائية دسمة
بالنظر لما تحتويه حيثيات القضية من أسرار وألغاز مثيرة•• أحاطت بطريقة
الاختطاف والاغتيال التي مازالت العديد من خيوطها غير المكشوفة لم تتوضح
بعد الى اليوم، حيث تتداخل فيها عناصر لها ارتباط بما هو سياسي، مخابراتي
وفني•• ، بعدما كان ينوي الشهيد الراحل في أواسط الستينيات إنجاز وإنتاج
فيلم تسجيلي عن تحرير الشعوب المقهورة كان من المنتظر أن يحمل بعنوان
باسطا(كفى)•• فقبل قضية بنبركةهذا، كان للسينما الفرنسيية سنة 1972 موعد
أول مع شريط عالج الملف نفسه بعنوان الاغتيال للمخرج إيف بواسيي الذي لعب
دور البطوله فيه كل من الممثل الإيطالي جيان ماريا فولونتي والممثلين
الفرنسيين ميشيل بيكولي وفيليب نواريي وجان لوي ترنتينيان والممثلين
الأمريكيين روي شايدر وجين سيبرج، لكن المعالجة هاته لم تكن بالطريقة
المباشرة، حيث جعل المخرج قضية الفيلم تتمحور حول صحفي فرنسي عمل على
استدراج شخص مغاربي في الشراك - دون تحديد القطر - فيشعر الصحفي بفداحة
الفعل والجرم المقترف فيسعى الى البحث عن الحقيقة، دون أن يسعى الاغتيال
لذكر الأسماء الحقيقية، فأصبح اسم بنبركة ساديل وأفقير الكولونيل قصار
مثلا • ثلاثة ثلاثون عاما بعد ذلك، أي سنة 2005، تخرج للوجود تجربة درامية
ثانية تتناول نفس الملف الشائك وقد حملت ، هذه المرة، عنوان رأيت مقتل
بنبركة من توقيع المخرج الفرنسي سيرج لوبيرون الذي جعل محور الفيلم يركز
على شخصية منتج سينمائي يحاول أن يثبت للجميع قدرته الفائقة وتمكنه الكبير
من إنجاز أعمال سينمائية في مستوى عال•• وخلال المسار الفيلمي ينتهج
المخرج أسلوب استعراض الأحداث الدرامية والمأساوية للاختطاف والاغتيال
استنادا إلى ما نشر في بعض المذكرات الشخصية والاعترافات التي أدلى بها
بعض عملاء المخابرات•• سنة بعد ذلك يليه الفيلم الجديد قضية بنبركة الذي
اعتبره المهتمون والمتتبعون أشمل الأعمال الدرامية وأقربها من القضية
باعتبار تخصيصه مساحه أوسع من دقائقه للشهيد بنبركة، وباعتبار أن الشخصية
المحورية للشريط تتركز عليه بالذات، هذا بالإضافة الى أن الشريط يجمع
مابين الأسلوب التسجيلي والبناء الدرامي في العرض، حيث وظفقضية بنبركة كل
ما له علاقة بالشهيد سياسيا واجتماعيا•• إذ يستعرض جوانب عدة من الحياة
السياسية للمهدي كما الأسرية، وهو ما استغربت له عائلة الشهيد التي أكدت
أن تصريحات الصحافية للمخرج سينابي بخصوص الفيلم بكونه تم تمكينه من كل
عناصر القضية لا أساس له، بالإضافة إلى أن مشاهد العائلة تم اختلاقها،
مبدية عدم استساغتها انخراط التلفزيون الفرنسي عن غير قصد في عملية تضليل،
كما استغربت كيف أن منتجي الفيلم ارتكزوا على على عناصر مشكوك فيها لأجل
تقديم قضية ذات بعد سياسي وإنساني درامي•• في الآن ذاته، وقد جاء هذا
الاستغراب غداة العرض ما قبل الأول للفيلم في مهرجان بالا روشيل للأعمال
التخييلية التلفزيونية بالغرب الفرنسي وتصريحات المخرج بصدده• هذا، وقد
أسند المخرج الفرنسي بيير سينابي في قضية بنبركة دور المهدي إلى الممثل
الفرنسي دي الأصل الجزائري أتمن خليف وأسند دور أفقير الى الممثل الفرنسي
ذي الأصل الأرمني سيمون أبخاريان، فيما سجدت دور زوجة الشهيد المغربي
الممثلة الجزائرية نادية قاسي••