صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المولد النبوي الشريف بالمغرب...

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:21


إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف انطلق من الشمال

عادات وتقاليد وأحباس رسمها أهل تطوان للاحتفال


مكتب تطوان: جواد الكلخة
إحياء
ذكرى المولد النبوي الشريف، حدث اختلف فيه العلماء بين القبول والرفض،
فمنهم من رفض إحياء الذكرى بدعوى أنها «بدعة» ابتدعها العبيديون في مصر،
ومنهم من حبذها وداوم على إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كل يوم 12 من
ربيع الأول.
وكل ما ذكر عن «المولديات» هو أن القاضي أحمد بن محمد
الغرفي (القرن السابع الهجري) قاضي سبتة لاحظ أن النصارى يحتفلون بذكرى
مولد المسيح عليه السلام، ويقيمون له القداس والاحتفال، في حين أن
المسلمين لا يحتفلون بذكرى مولد النبي محمد (ص)، رغم أن هناك مجموعة من
الاحاديث الصحيحة تتطرق إلى يوم مولده، منها تخفيف العذاب على أبي لهب كل
يوم اثنين لكونه فرح يوم مولد النبي (ص) وكذا سنة صيام يوم الاثنين لأنه
اليوم الذي شهد فيه نور الهدى، النور.
فما كان من أحمد الغرفي إلا أن دعا أهل سبتة للاحتفال بيوم ميلاد خاتم الأنبياء كل يوم ثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة.
ولما
بلغ الأمر إلى الخليفة أمير المؤمنين أبو عنان المريني واطلع على كنه
إحياء الذكرى ، رسمها وجعلها ذكرى تحتفل بها كل الأمصار التابعة للدولة
المرينية.
وهكذا، فإن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف حدث ارتبط بشمال
المغرب لينتقل إلى باقي ربوع البلاد الاسلامي، والفضل كل الفضل يعود إلى
أهل سبتة وعلمائها.
وإذا كان الشمال قد حاز قصب السبق في إحياء ذكرى
المصطفى، فإنه قد رسم لها عادات وتقاليد جميلة درج عليها أهل الشمال عامة
وسكان تطوان خاصة، حيث نجد أهل المدينة يشرعون في البدء باحتفالات المولد
النبوي الشريف بمجرد رؤية هلال ربيع الأول. حيث يشرع في دق الطبول
والمدافع وإطلاق الزغاريد على امتداد إثني عشر يوما، وتختص بعض الزوايا
والمساجد في مدينة تطوان بين العشاءين في إقامة حلقات الذكر والدروس في
السيرة النبوية وقراءة البردة والهمزية.
وعند حلول ليلة المولد النبوي
الشريف، يقيمون الليل كله الى غاية طلوع الفجر بالصلاة وإقامة الأذكار
والأمداح والشمائل، بموازاة مع هذا، تقام الموالد الخاصة بالنساء في بعض
البيوت. وفي الفجر ترفع النساء علماً أبيض، ويزغردن وهن يتسابقن في
التناوب على حمل هذا العلم الأبيض واحدة واحدة.
ومازالت بعض الزوايا الى حد الآن تختص في الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف كالزاوية الريسونية والوزانية والحراقية.
ولا
تنتهي حفلات المولد النبوي الشريف في مدينة تطوان يوم الثاني عشر من ربيع
الأول، بل كانت تمتد الى غاية عقيقة الرسول (ص) (السابع من المولد النبوي
الشريف)، فقد كرست الشريفة فامة راغون زوجة الولي الصالح سيدي علي بن
ريسون عادة من حبسها الخاص المتمثلة في ختان أبناء الفقراء واليتامى، حيث
كان يصطف بباب زاوية سيدي علي بن ريسون الحجامة، ويأتي إليهم الفقراء
بأبنائهم للختان، وفرق الطبالين والغياطين تعزف على هذا الطقس، وقد استمرت
هاته العادة بمدينة تطوان الى وقت قريب، إلا أنها الآن لم تعد بنفس الحجم.
أما
في بادية تطوان ونواحيها، فكان الناس يشتركون في ذبائح ليلة المولد النبوي
الشريف، أو كانوا يأخذونها في حبس المولد، حيث يذبحون الذبائح، ويقيمون
ليلة الاحتفال في المساجد، في حين تقيمها النساء في بعض البيوت مع الأذكار
والأمدا
ح.



2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي 2004


عدل سابقا من قبل said في السبت 22 مارس 2008 - 15:36 عدل 1 مرات
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:25


من محبة الاحتفال إلى احتفال المحبة

* د.إبراهيم ألواح

مع إشراقة طلعة شهر ربيع الأول من كل عام، تلوح في الأفق خلف أكمات الأيام
بشائر أنوار ذكرى زكية، يهب أريجها العطر منتشرا في الأجواء، فتتطلع
القلوب السليمة الطاهرة للانتشاء بعبقها، و تشرئب أفئدة الولهين تعرضا
لنفحات طيبها، عسى يرشقها سهم من سهام نسماتها العليلة ...
إنها ذكرى
ميلاد خير الخلق صلى الله عليه وسلم، من كان سببا في إنقاذ العالمين،
بمنحهم السبل الكفيلة بتحقيق وضعهم الملائم على هاته الأرض، ودلهم على
المسالك المفضية إلى إسعاد وجودهم في هذه الحياة، وإخراجهم من واقع حالك
الدواجي إلى عالم ناصع بالبياض، مشع بالضياء:
من ظلمات الجهل إلى نور
العلم، ومن ديجور الجور والطبقية والعنصرية إلى ضوء العدل والأخوة
والمساواة، ومن غسق الكراهية والبغض والحقد والتحقير إلى فجر التعاون
والمحبة والإيثار والتعظيم ...
وقديما قال الشاعر المغربي أحمد بن سعيد القراق التجيبي في هذا المعنى:
بشرى الهدى بطلوع اليمن حين بدا في ليلة خير مبعوث بها ولــدا
محمد المصطفى الميمون طائـــره أزرى سناه بنور الشمس متقـدا
لله مولده إذ قد أتى بهـــــدى للإنس والجن إذ نالوا به رشـدا
عم السرور به الدنيا وحق لهـــا إذ شرفت بنبي بالهــدى وردا
محا به الله أظلام الظلام كمــــا أفاض منه على الآفاق نور الهدى
فلا عجب إذن، ولا غرابة إن أثمر جلال قدر هذه الذكرى المباركة، بما تنطوي
عليه من دلالات معبرة وعظات عميقة، وبما تلقيه من ظلال وارفة تقي شر لفح
الهجير المحرق، حرص المسلمين على إحاطتها منذ القديم بسياج من العناية
عظيم، وشملها بقدر من الرعاية كبير،إن على المستوى الرسمي أو الشعبي،
معتبرين إياها فرصة سانحة اهتبلوها لإقامة احتفالات تليق بمستوى المناسبة
الرفيع، فضمنوها خطبا ومحاضرات وكلمات تفصل القول في سيرة صاحب الذكرى صلى
الله عليه وسلم وشمائله وخصائصه ودلائل نبوته، وتبسط الكلام في شريعته
وأوامره ونواهيه، وتحث على الاقتداء به واتباعه والسير على هداه...
ولم تخل برامج أشغال هذه الاحتفالات من فقرات خاصة بتلاوة القرآن الكريم
وتجويده وترتيله، ومجالس لذكر الله تعالى وحمده والثناء عليه، وحصص لسماع
ما جادت به قرائح المبدعين من شعراء ومؤلفين من نثر أو نظم مدحا في الجناب
الأسمى للمحتفى بذكرى تشريفه للوجود عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ...
وليس يخفى عن المتأمل أن إيلاء الأهمية الفائقة هذا، ما هو في الحقيقة إلا
تجل من التجليات المختلفة للمحبة النبوية، ومظهر من مظاهرها المتنوعة،
ولاسيما عند استحضار المكانة المتميزة التي تحتلها داخل دائرة حقيقة مفهوم
الإيمان، إذ تمثل دعامة متينة وأساسية يقوم عليها صرحه، ولا يتصور قيام
كيانه دونها، كما هو مقرر في نصوص حديثية كثيرة، نذكر منها على سبيل
المثال قوله صلى الله عليه وسلم في نطق كريم : «لا يومن أحدكم حتى أكون
أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
بيد أن الوشائج الواصلة بين
المحبة والاحتفال بعيد المولد النبوي يمكن أن تتميز في الحقيقة إلى
مستويين اثنين : مستوى سببي وآخر نتائجي.
المستوى الأول : ويعني: النظر
إلى الاحتفال من الملمح الذي يتبدى من خلاله باعثا من بواعث المحبة
النبوية، وبهذا الصدد نتذكر ما تدره هذه الأخيرة على المتحقق بها من نفع
عظيم في الدار الآخرة، كما دل على ذلك حديث أنس رضي الله عنه «أن رجلا سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال وما أعددت لها؟ قال :
لاشيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال أنت مع من أحببت. قال أنس : فأنا أحب
النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم
«.
فإذا انضاف إلى هذا المعطى، ما سبقت الإشارة إليه من أن المحبة
النبوية شرط أساس في كمال الإيمان، تبين بما لا يدع مجالا للشك أنه ينبغي
أن تشكل لدى كل مسلم فطن هدفا ساميا يضعه نصب عينيه، وغاية نبيلة يرتبها
في أولى أولوياته، وصدارة اهتماماته ومشاغله، فلا يأل جهدا في تحريك
المساعي نحو تحصيلها والتحقق بها، ثم لا يذخر وسعا في حث السير ومواصلة
الخطى صوب تطويرها وتنميتها حتى تفوق التعلق بالمال، والولد، والوالد،
والناس أجمعين... ويلزم التوسل في ذلك بشتى الآليات المتاحة، وسلوك مختلف
السبل والمسالك الممكنة، كامتثال أوامره ونواهيه، والإكثار من الصلاة
عليه، ومدارسة شمائله وخصائصه ودلائل نبوته، وذكر غزواته
وانتصاراته،والأيام العظيمة المشهودة في حياته ... وكل ما هو من هذا
القبيل مما يعد اهتماما بشخصيته الكريمة، ويرمي إلى إجلاء مكانته السامية،
وإبراز آثاره ومنجزاته الخالدة ...
لا ريب أن الاحتفال بعيد المولد
النبوي يمكن النظر إليه من هذا المنظور، أي باعتباره سببا - من بين
الأسباب - التي يقصد من ورائها زرع بذرة المحبة في قلب المسلم، أو تنميتها
وتطويرها ورفعها إلى مصاف الصدارة إن كانت مغروسة من ذي قبل.
--وشرف
الوسائل من شرف الغايات، فما دامت المحبة أمرا واجبا لتحقيق كمال الإيمان،
وأحد المنجيات من الهلاك في يوم الميعاد، وما دامت تنيل الدرجات العلى
والمقامات السامية التي يعسر، بل يستحيل، أن يوصل إليها العمل الذي لا
محبة معه، فإن الاحتفال بعيد المولد النبوي يمسي أمرا عظيما وعلة شريفة
وسببا جليلا، باعتباره يساهم في توريث المحبة إسهاما، كما يكفل رعايتها
والمحافظة عليها ...
وبالتالي يظهر أنه لا حرج فيه ولا كراهية، بل يعد مطلوبا ومرغوبا فيه (الغاية تحدد الوسيلة).
المستوى
الثاني : والمراد به النظر إلى الاحتفاء من الزاوية التي يظهر من خلالها
أنه نتيجة من نتائجها، ذلك أن القلب الذي تتأجج ناره بمحبة المصطفى عليه
الصلاة والسلام، فيخفق إذا ذكر اسمه، ويرتجف بالمذاكرة حوله، ويهتز عند
الصلاة عليه، يحق لصاحبه أن يعبر عما سكن فؤاده من هيام كيفما شاء، ويجوز
له أن يترجمه إلى أرض الواقع كيفما يحلو له، لأن ذلك أمر مباح دل عليه
تقرير الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه على الطرق المختلفة التي كانوا
يجسدون بها شغفهم به، ويكفي في هذا المقام تذكر حفاوة الاستقبال التي
أظهرها أهل المدينة عندما هل عليهم سيد الخلق بطلعته البهية قادما من مكة
مهاجرا، حيث لابستهم أحاسيس وجدانية، في هذه اللحظة المشرقة، وحفزتهم رغبة
ملحاح إلى تعالي هتافاتهم، وانطلاق ألسنتهم منشدة :
طلع البدر علينـــــا من ثنيــات الـوداع
وجب الشكر علينـــا ما دعــــا لله داع
أيها المبعوث فينــــا جئت بالأمر المطــاع
فما عنفهم عما صدر منهم، ولا أنكر عليهم صنيعهم، إنما قبله بصدر رحب، ما
دام تعبيرا خاصا بهم عما يكنوه له من عواطف ومشاعر جياشة، نابعا من صميم
تقاليدهم وأعرافهم؛ بل تحكي الروايات أنه قد شاركهم في بعض الأحيان إذ روي
أن فتيات بني النجار سعدن بمجاورته الكريمة فخرجن يقلن :
نحن جوار من بني نجــار يا حبذا محمد من جــار
فقال عليه السلام : أتحببنني؟ فقلن : نعم، فقال : الله يعلم أن قلبي يحبكن...
يمكن أن ينظر إلى الاحتفال بعيد المولد النبوي من هذه الوجهة -كذلك- أي
باعتباره تجسيدا لما وقر في الأحشاء، ومظهرا من مظاهر الحب الذي يفعم
القلب ويفيض على الجوارح، فيصبح أمرا مشروعا بالتقرير النبوي، الذي يلاحظ
عليه أنه وكل ترجمة التبجيل والمشاعر والتقدير تجاه سيد الخلق إلى سليقة
الناس وطبائعهم، وإلى أعرافهم وعاداتهم الاجتماعية الخاصة ليعبروا عنها
وفق تقاليدهم الحياتية المتنوعة وأساليبهم المتفاوتة، شريطة أن لا يتجاوز
الخطوط الحمراء التي رسمتها الشريعة، وأن لا يصطدم بإحدى القواعد الشرعية
الكلية كالإضرار بالمسلمين أو الإسراف أو الإعانة على الإثم ...
يامن يحب رسول الله مولــده أسنى المواسم فافرح فيه مجتهدا
وكيف لا تؤثر الأفراح فيه وقد هدى وألهمنا التوفيق والرشـدا
فالحمد لله إعظاما لنعمتـــه إذ بان طالعه في أسعد وبــدا
أهلا بمولده الأسنى وسابعــه ووقت عرسهما الميمون إذ وفدا
والحاصل
أن الاحتفال بعيد المولد النبوي أمر مشروع في حق كل أصناف المسلمين،
الموجودين في أسفل درجات سلم المحبة منهم، والبالغين أرقى مراتبه على حد
سواء، مع وجود فرق وهو أن الصنف الأول يجعله وسيلة لاستقداح شرارة المحبة
عساها تصيب قلوبهم فتشعل فيها نارا ...
بينما يشكل الاحتفال لدى
الآخرين مناسبة يعبرون فيها عن الفرح والسرور والابتهاج بقدوم من حرق
أكبادهم وسكن أحشاءهم، ويجسدون فيها مدى لوعتهم به وتشوقهم إليه ...
ومن
حيث المبدأ والتصور النظري، يمكن بهذا تصور علاقة تأثير وتأثر لا متناهية
بين الاحتفال والمحبة، تجعل الواحد منهما فاعلا في الآخر، بحيث ينفعه
وينتفع به :
ففي بادئ الأمر يحتفل طلبا للمحبة، وعندما تحصل هذه الأخيرة تدفع صاحبها ليحتفل، وعندما يحتفل يزداد حبه ويكبر تعلقه ...
وهكذا ينتج عن كل محبة احتفال، ويورث كل احتفال مزيد محبة ...

(*) باحث في الفقه وأصوله



2008/3/22





الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:27


احتفال الطريقة القادرية البودشيشية :تواصل القلوب

* عبدالرزاق تورابـي
تروي
كتب السيرة النبوية العطرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه:
«اِشْتَقْتُ إلى أحبابي، فقالوا له صلى الله عليه وسلم أَوَلسْنا أحبابك
يارسول الله؟ فقال: أنتم أصحابي، أما أحبابي أُناس بعدكم يؤمنون بي ولم
يروني». وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر رواه مسلم: «من أشدّ أمتي لي
حُبّا ناس يكونون بعدي، يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله».
إنه شوق
متواصل للقاء الأحبة، وشوق الأحبة للقاء حبيبهم. إنه حبّ في الله ولله.
هذا نصيب كل من آمن بنبينا صلى الله عليه وسلم ولم يره، كما كان نصيب
صحابة رسول الله الصحبة والمحبة. وذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم
مناسبة لتهييج هذا الشوق، والتعبير عن هذه المحبة، وتعظيم قدر النبي صلى
الله عليه وسلم. فمن حقه صلى الله عليه وسلم علينا، بعد الإيمان به واتباع
سنته، لزوم محبته، وتعظيم أمره وتوقيره، والصلاة والسلام عليه، وزيارة
قبره. والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم زيادة على ذلك، لأنه كما دافع
عن ذلك السيوطي في رسالته الشهيرة حسن المقصد في عمل المولد: «هو من البدع
الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه
وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف».
لقد حاز رسولنا الأكرم
صلى الله عليه وسلم كل صفات الجمال والكمال. إذ هو رحمة مهداة للعالمين،
وقرآنا حيا يمشي على الأرض، ومربيا ومعلما وقائدا يجب التأسي به والاقتداء
به في جميع مناحي الحياة. ومن قرأ سيرته صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن إلا
أن يحبَّه ويتعلق به وأن يجدد الإيمان به في كل يوم، بل في كل لحظة. مخطئ
من يعتقد أن حقيقة رسول الله انتهت بانتهاء الوحي وبمواراة جثمانه الطاهر
التراب. فالله سبحانه وتعالى حينما ذكر النبي عليه السلام قال عز من قائل:
«محمد رسول الله»، ولم يقل تعالى «رسول الله محمد». وهذا التقديم لاسمه
الشريف والعناية به عند أصحاب اللغة يحمل دلالة معينة. فالحق سبحانه
وتعالى يخبر كل من يعرف محمدا قبل الوحي، ويعرف ما امتاز به من خلق عظيم
ومن أمانة، بأن هذا الرجل الذي عرفتم فيه كل هذه المحامد هو الذي اصطفاه
الله سبحانه وتعالى وأوحى إليه هذه الرسالة الخالدة ليبلغها للعالمين. فقد
علم الله سبحانه وتعالى أنه لن يتحمل تبليغ هذه الرسالة إلا من أدبه فأحسن
تأديبه. وقد نال الصحابة، كما قلنا، من عطاءات النبوة الشيء الكثير
لمعاصرتهم وصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أكرمهم الله بلقب
الصحبة. أما من لم يعاصر النبي صلى الله عليه وسلم فقد حباهم الله بوصف
محبة النبي صلى الله عليه وسلم. وحسبنا هذه المحبة التي وردت في شأنها
أحاديث كثيرة. ففي الصحيحين، واللفظ لمسلم، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده
ووالده والناس أجمعين». وفي البخاري قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول
في رجل أحبّ قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المرء مع من أحب).
إن المقصد من الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه
وسلم، تجديد محبته في القلوب، والاقتداء به في القول والفعل والحال،
وتبليغ رسالته صلى الله عليه وسلم للعالمين. وهذا ما نجده في احتفال
الطريقة القادرية البودشيشية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد
دأبت الطريقة القادرية البودشيشية كل سنة على الاحتفال بعيد مولد المصطفى
صلى الله عليه وسلم. وأصبح هذا الاحتفال نموذجا روحيا متميزا، بل تواصلا
عالميا بين أفئدة يربطها حُبّ هذا النبي الكريم صاحب الرسالة الكونية
الخالدة. ويتميز هذا الاحتفال بحضور شيخ الطريقة العارف بالله الحي ومربي
القلوب على محبة الله ورسوله. وهو سيدي حمزة القادري البودشيشي، أطال الله
عمره، الذي جمع بفضل الله بين محبة الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم،
والتأسي والاستمساك بسنته، والتجرد من كل العلائق والحظوظ فانمحت أوصاف
بشرِيته، وفنت في هذا الحب. وتحدد تربيته، أطال الله عمره، في غرس قيم
المحبة والإخلاص والتعلق بحقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبارها
حقيقة لم تنقطع عطاءاتها، ومعنى متجددا بتجدد الإيمان في القلوب، حتى يصل
مريد الطريقة، المتصف بالافتقار إلى الله، إلى عبادة الله بإخلاص،
ومراقبته عز وجل في كل نَفَس وطرفة عين.
وإذا كان مولده صلى الله عليه
وسلم مناسبة لتواصل القلوب، فإن الاحتفال في مقر الزاوية بمداغ وبحضور
شيخها العارف يتميز بإيقاظ حب النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب،
والتزاور في الله، والحب في الله، والتعاون على البر والتقوى، هذه هي
العلاقة السامية التي تجمع الشيخ بمريديه. والمحتفلون يجتمعون على الذكر
والطاعة، ويتعاونون على إقامة ليلة الاحتفال كل حسب طاقته، ولا يبتغون إلا
وجه الله. فتنظيم الاحتفال وتمويله وتنشيطه هو بمساهمة من مريدي الطريقة
ومحبيها. وذلك لجعل الاجتماع على محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم نموذجا
يقتدى به في تبليغ دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العالمين من
خلال إعطاء مثال عن التقاء مريدي الطريقة من جميع القارات وباختلاف
الأجناس عملا بقوله تعالى في سورة الحجرات: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
إن احتفال القادرية البودشيشية
بمولد نبينا صلى الله عليه وسلم بكل مظاهر البهجة والفرح هو امتثال لقوله
الله عز وجل: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ». فقد قال التستري: في
تفسيره المقصود توحيده عز وجل والفرح بنبينا صلى الله عليه وسلم لأنه
الرحمة المهداة بالعالمين؛ فلا رحمة أعظم من رحمته صلى الله عليه وسلم.
فهو النور الذي يوقظ في القلوب توحيد الله تعالى، وهو الحق الذي يُزهق
باطل الشرك وأوثانه منها. فقد أقام قيم الحق والحرية والعدل والمساواة
والمحبة والإخلاص في أمته، وبفضله أصبح الله يُعبد في هذه الأرض التي هي
مسجد وطهور. لقد بين الله سبحانه وتعالى مهام نبينا صلى الله عليه وسلم في
قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ». ففي هذه الآية تحديد لمهمة التزكية التي تنضاف إلى تلاوة
القرآن وتعليمه وتعليم السنة. فالتزكية تربية على مكارم الأخلاق. فهي
تطهير للقلوب من الشرك والتعلق بالشهوات والحظوظ، وتنمية لبذرة التوحيد
المغروسة في القلوب، وسقيها بماء المحبة والطاعة. فهذه التزكية هي الوظيفة
التي قام بها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بعده، وقام بها التابعون ومن
تبعهم بإحسان؛ فهي الإرث الذي خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده
حينما بين أن الوراثة ليست وراثة أنساب وأموال، وإنما وراثة علم وصلاح،
لأن «العلماء ورثة الأنبياء».
إن شيخ الطريقة سيدي حمزة وارث محمدي،
من جهة النسب الشريف، ومن جهة الصلاح والتزكية المأذون فيها؛ فوظيفته
توجيه القلوب إلى الله توجيها خالصا لا شائبة فيه، وهذا بحسب الوسائل
التربوية المأذونة وهي الاستمساك بكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه
وسلم، وبالذكر الكثير، والعلم والتعلم، والتزاور والتعاون، إلخ. وتراعي
هذه الوسائل التربوية مقتضيات العصر، لأن التصوف أو علم تزكية النفوس ليس
قوالب جامدة، وإنما عطاءات متجددة، وإمدادات روحية يتلقاها المريد بحسب
نيته وتمسكه بالشريعة والسير وفق توجيهات شيخه ومحبته. يقول شيخ الطريقة
أدام الله مدده: «طريقتنا هي طريق الكمال المحمدي والسر الرباني ، ولا
يحفظ أنوار السر إلا التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حسب
الاستطاعة ومقتضى العصر-فما شاد أحدكم الدين إلا غلبه فسددوا وقاربوا- كما
قال صلى الله عليه وسلم «.
فقد جدد شيخ الطريقة التصوف، الذي لم يعد
انزواء وتعلقا بالأموات وممارسة طقوس موسمية، أو إطلاقا لحقائق لا يقبلها
الناس، وإنما أصبح التصوف سيرا وسلوكا موجّها، وتربية على مكارم الأخلاق،
وتنمية روحية مجتمعية على المبادئ والمحبة والتفاني ومراقبة الله عز وجل.
يقول الشيخ حفظه الله: «إن تصوف الحقائق قد ولّى زمانه ، والمطلوب اليوم
إصلاح الخلائق، لا إطلاق الحقائق».
واحتفال الطريقة بمولد النبي صلى
الله عليه وسلم ليس احتفالا موسميا ولا بطقوس غريبة، وإنما هو تواصل
للقلوب، وتجسيد لحب النبي صلى الله عليه وسلم، عبر تبليغ أخلاق الإسلام
للعالم كله. «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ» صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
(*) جامعة محمد الخامس

2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:28


سوس ، مأدبة روحية بزيت أركَان وأملو !

عبد اللطيف الكامل

لعل منطقة سوس من مناطق المغرب وجهاته، التي تولي هذه المناسبة ،
كبيرالعناية ، مثلما أولت، ومنذ القديم ، عناية فائقة للحرص على
الشعائرالدينية والمناسك الإسلامية والذود عن حرمة الدين الإسلامي ولغته
الرسمية. وقد تجلى ذلك في المساهمات العديدة لعلماء سوس في ازدهاراللغة
العربية كتابة وبحثا وتجديداوتعليما. أما بمناسبة العيد النبوي فقد بزت
مساهماتهم الإبداعية الشعرية في المديح النبوي والمولديات والتوسل، غيرهم
من شعراء المناطق الأخرى، وهوأكبردليل ملموس على حرصهم الشديد على
الإحتفال بالعيد النبوي والحفاظ على عوائده المتوارثة أبا عن جد.
أما
استعدادات الأسرالسوسية، للإحتفال بهذه المناسبة، فتبدأ قبل أسابيع،
بإعداد مختلف الحلويات واقتناء الفواكه الجافة، وشراء ألبسة جديدة
للأطفال، بحيث تقتني كل عائلة حاجياتها قبيل العيد، مما يجعل الأسواق
أكثرنشاطا وحركية وازدحاما بالمواطنين.بينما في يوم العيد نجدها قد هيأت
الموائد المختلفة، خاصة وأن المناسبة، تكثرفيها صلة الرحم، وتبادل
الزيارات بين الأقارب والعائلات والأسر.
المدارس العتيقة .. فضاء لتلاوة القرآن والأمداح
بخصوص الإحتفالات ببادية سوس، فقد صرح للجريدة،الدكتورالحسين أفا،عميد
كلية الشريعة بأيت ملول، أن القبائل والمداشر، تجعل من المناسبة فرصة
دينية للإلتقاء بالأحباب والأقارب بعدعودة الكثيرمنهم من معظم المدن
المغربية التي يزاولون بها عملهم ونشاطهم التجاري، وخاصة بالرباط
والدارالبيضاء ومراكش..كما أن ذات الإحتفالات تتميز بمشاركة القبائل
للمدارس العتيقة المجاورة لها في الإحتفال بالعيد النبوي، باعتباره فاتحة
المواسم بالمنطقة.ولهذا فالإحتفال بهذا العيد الديني الكبير، يبدأ منذ
اليوم العاشر من ربيع الأول، ويستمرإلى غاية وقت الظهر من يوم العيد،
بالمساجد التي تعرف نشاطا دينيا منقطع النظير،حيث يؤمها الناس لتلاوة
القرآن والأمداح النبوية والإستماع إلى دروس في تفسير القرآن، وفي سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضاف، أن قبل هذا اليوم يزود السكان
المدارس العتيقة مما سيحتاج إليه الطلبة «إمحضارن» من مواد غذائية من خبز
وزيت ولحوم...خاصة أن المدارس العتيقة تكون، في هذه المناسبة، قبلة
للزوارلتلاوة القرآن وسماع الأمداح النبوية كالبردة والهمزية للإمام
البوصيري، وأشعارالمولديات والتوسل للطاهرالإفراني، وداود الرسموكي،
والحسن البونعماني...وبالنسبة للطلبة فهم يستقبلون المناسبة بنوع من الفرح
والبهجة وارتداء الثياب البيضاء، بعد أن يكون الفقيه قد جمعهم يوم العاشر،
أي قبل العيد بيومين، ليزودهم بإرشادات ونصائح لاستقبال الضيوف على أحسن
وجه، وتقديم الخدمات لهم.أما في ليلة صبيحة العيد، فيستمرالإحتفال بالذكرى
بالمساجد، في قراءة القرآن والأمداح والأشعار، بعد صلاة العشاء إلى غاية
منتصف الليل.
بينما في المدن، يقول الحسين أفا، فزيادة على الاحتفالات
بالمساجد، نجد الكثيرمن الأسر تتبضع قبيل العيد، بشراء كل متطلبات وحاجيات
المنزل من مواد غذائية وفواكه وألبسة جديدة وهدايا للأطفال. وهناك أسرأخرى
تجعله مناسبة ثمينة، لختان أطفالها الذين تقدم لهم هدايا رمزية تبركا
وتيمنا بميلاد خيرالبشرية محمد رسول الله . فالعيد إذن يكتسي بعدا دينيا
ويحمل دلالة قوية من ناحية قدسيته ورمزيته،لأنه يتعلق بميلاد الرسول عليه
الصلاة والسلام ،المبشر بالرسالة الإسلامية وخاتم الأنبياء والرسل.ويكتسي
كذلك طابعا احتفاليا أكثربالمغرب عموما، بكل مناطقه وجهاته، مما جعله
أكثرالبلدان العربية الإسلامية احتفالا بعيد المولد النبوي وارتباطا
بعوائده وطقوسه المتوارثة.
الإحتفال ذو قدسية خاصة لدى العائلات السوسية!
من جانب آخر، ذهب الدكتورمحمد همام (باحث في الفكر الإسلامي) «إلى أنه بغض
النظرعما يتميزبه الإحتفال بعيد المولد النبوي من خصوصيات، تثيرفضول
الباحثين وخاصة السوسيولوجيين والأنثربولوجيين من ناحية الطقوس الدينية
واستلهام شخصية الرسول (ص) ، فإن هذا العيد يعد من الأعياد الأساسية عند
المغاربة، والدليل على ذلك، هوأنه يوم عطلة ، كمايكتسي مظهرالإحتفال به
قدسية كبيرة،رغم أن بعض الكتب المشرقية التي تسربت إلى المغرب، في الأونة
الأخيرة تحاول أن تحرم هذا الإحتفال وتعتبر ذلك «بدعة» ! وخاصة تلك التي
كتبت من قبل دعاة ينتمون إلى تيارات سلفية.
فالعيد من الناحية الدينية
يذكرنا بشخصية الرسول(ص)،وبسيرته التي تعد المثل الأعلى في السلوك
والممارسة والطريقة والمعاملة، ومن الناحية الإجتماعية والإنسانية، فهو
مناسبة تواصلية بين الجيران والأقارب والأحباب والأصدقاء، يتبادلون من
خلالها التهاني بقدوم العيد وحلوله.ولعل حرص المغاربة على الإحتفال بالعيد
المولد النبوي، يتجلى في مظهرين،ارتداء اللباس الجديد العصري
أوالتقليدي«الجلباب أوالفوقية»بالنسبة للرجال،و«القفطان والتكشيطة »
بالنسبة للنساء،بالإضافة إلى إحياء حفل ديني كبيربالمساجد تتخلله قراءة
البردة والهمزية والقصائد التاريخية في المديح النبوي ، علاوة على
تفسيروشرح البردة مما يجعل الناس يتشوقون إلى سماع سيرة الرسول(ص).
النساء السوسيات .. حلويات ورغائف وزيت أركَان وأملو
بشأن
طقوس الإحتفال لدى النساء، أفادت الأستاذة لطيفة صابر (مدرسة بتزنيت)،أن
عيد المولد النبوي، يشكل للنساء بسوس عموما مناسبة للتحضيرموائد على
طريقتهن الخاصة، بما جادت به أناملهن من حلويات ورغائف واسفنج وزيت أركَان
وأملو،إضافة إلى الفواكه الجافة التي يتم اقتناؤها من السوق قبيل
العيد.وعادة ما تزين وتنقش وتخضب النساء أيديهن بالحناء، كمظهرمن
مظاهرالفرحة بيوم العيد.أما في صبيحة العيد فتبدأ التهاني وصلات الرحم
وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، تتوج بتناول وجبة غدائية
جماعية ، وفي الفترة الزوالية تتواصل الزيارات بين الأسر.هذا وتفضل بعض
الأسرالخروج إلى المنتزهات بالمدينة،وبعضها يفضل قضاء يوم العيد بالبادية
كمناسبة لزيارة الأقارب هناك ومشاركتهم احتفالاتهم بهذا العيد الديني
الكبير.


2008/3/22








الإتحاد الإشتراك
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:29


المولد النبوي ذكرى الكمال الإنساني

* الدكتور: حكيم الفضيل الإدريسي
يمر
التاريخ البشري اليوم بمرحلة خاصة ودقيقة في سيره، إذ يجد صعوبة في الحفاظ
على قيمه الإنسانية التي تحدد هويته الحقيقية ورسالتة الربانية التي خلقه
الله تعالى من أجلها وهي عمارة الأرض بالصلاح.
وفي هذه الأيام تشرق على
العالم ذكرى من أعظم الذكريات في تاريخه، ومحطة من أجل المحطات في تزوده
الروحي والأخلاقي، وهي مولد الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام.
إن
النموذج النبوي المحمدي نسخة متفردة في القيم والأخلاق التي دعا إليها
واتصف بها، ذلك أن الله تعالى لما أراد أن يتجلى بكماله في العالم أظهر
سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، فهو الصورة الكاملة والجامعة لمحاسن
وكمالات وجمال التجلي الإلهي، إنه هو الدال على الله بالحال والمقال، فلا
أحد يزاحمه في هذا المقام، وصدق الله إذ يقول«إنا فتحنا لك فتحا مبينا
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا
مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا» (سورة الفتح الآية 1)، ويقول عز من قائل:
« وكان فضل الله عليك عظيما» (سورة النساء الآية 113).
فقد فتح الله
تعالى له ما أغلق من أبواب الفضل والكمال على من كان قبله ومن جاء بعده،
وفتح بذلك للبشرية عامة ولأمته خاصة باب التعلق بسامي الأخلاق والكمال.
ولأجل هذا وصف عليه الصلاة والسلام دعوته بقوله :« إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»(المستدرك للحاكم، وسنن البيهقي).
لقد
كان عليه والصلاة والسلام معلما للأخلاق والكمالات في كل مراحل حياته، وهو
المعبر عنه في لغة القرآن )بالتزكية( قال تعالى « هو الذي بعث في الأميين
رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي
ضلال مبين» (سورة الجمعة الآية 2)، فالمزكي بالإضافة إلى دوره التربوي
التوجيهي، يحمل دلالة المطهر- أي من الأخلاق الفاسدة والصفات الذميمة- هذه
الطهارة التي هي واجب على كل مسلم، لأن بها يحصل الإيمان وصدق التوجه إلى
الله، فالله طيب ولا يقبل إلا طيبا.
ولقد أجمع أهل السير والشمائل
والسنن أنه صلى الله عليه وسلم كان كاملا في كل أحواله، معلما ومربيا
ومزكيا في كل المظاهر التي كان يظهر بها، والتصرفات التي كان يتصرف بها،
فقد خرج صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بعض حجره فدخل المسجد فإذا هو
بحلقتين، إحداهما يقرؤون القرآن ويدعون الله، فقال صلى الله عليه وسلم
هؤلاء يذكرون الله إن شاء الله أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يعلمون
ويتعلمون، وإنما بعثت معلما، فجلس معهم» (رواه ابن ماجة في سننه، باب فضل
العلماء والحث على طلب العلم).
وقال صلى الله عليه وسلم» إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا» (صحيح مسلم - كتاب الطلاق).
ولقد شهد الصحابة رضوان الله عليهم على هذه الفضيلة، وتذوقوا خيرها وهم في
صحبته صلى الله عليه وسلم، فعن معاوية بن الحكم السلمي قال:» بينما أنا
أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت يرحمك
الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ !
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت.
فلما
سلم دعاني فبأبي وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو
الله ما كهرني ( أي نهرني) ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا
يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»
(صحيح مسلم، كتاب الصلاة - باب تحريم الكلام في الصلاة).
ولما كان صلى
الله عليه وسلم المظهر الأسمى للخلق، كان القدوة الحسنة للاقتداء والتأسي
به، قال تعالى» لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
واليوم الآخر وذكر الله كثيرا» (سورة الأحزاب الآية 21).
فقد وجب على
المسلمين التأسي بأخلاقه وشمائله وفضائله وكمالاته في كل مناحي الحياة،
ليتحقق فيهم قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» (سورة آل عمران الآية 110).
وأول معروف يأمر المسلم نفسه به الاتصاف بالأخلاق الحميدة، وأول منكر ينهى نفسه عنه الابتعاد عن الصفات الذميمة.
وهذه هي الطريق الأقوم، والسبيل الأقرب لتحقيق الخيرية والصلاح في
المجتمع، إنها مجاهدة النفس الأمارة بالسوء التي ندب إليها الشرع الحنيف
وحث عليها، قال تعالى: « وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن
الجنة هي المأوى» (سورة النازعات الآية 40)، وقال صلى الله عليه وسلم:»
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى
على الله» (مسند الإمام أحمد).
وهذه الطريق هي سبيل أهل الكمال والصلاح ممن أرادوا بلوغ الكمالات، فجعلهم الله تعالى أهل محبته ووداده والأدلاء عليه.
وتتبين هذه القاعدة جليا في حادث ذكرته كتب السيرة النبوية وكتب الحديث
والتاريخ وهو حادث شق الصدر الذي تعرض له صلى الله عليه وسلم مرتين، مرة
عندما كان صبيا في قبيلة بني سعد، إذ أضجعه ملكان فشقا صدره واستخرجا منه
حظ الشيطان، ومرة عندما أراد أن يعرج به إلى رب السموات والأرض، إذ شق
صدره وغسل بماء زمزم وملئ إيمانا وحكمة.
إن هذا الحادث ليس الغرض منه
إظهار معجزة الله تعالى وكرامة هذا النبي العظيم، وإنما هو إشارة واضحة
إلى أمة هذا الرسول الأكرم لكي تنظر في هذا الأمر وتتعظ، فقد احتاج صلى
الله عليه وسلم لهذا وهو الطاهر المعصوم، فكيف لا يحتاجها من كان معرضا
للآفات القلبية والشوائب النفسية.
إن طهارة القلوب، وصفاء النفوس من
آكد المسؤوليات التي ألقاها الله تعالى على الآدميين، فمن تركها عرض نفسه
لهذه الآفات، والمحافظة على النفس أصل من أصول الدين، ومقصد من مقاصد
الشريعة.
ولقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث جامع مانع«ألا وإن في
الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي
القلب » (صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب فضل من استبرأ لدينه).
إن
كل من حقق هذه الطهارة فقد حقق الولادة الثانية، التي تخرجه من ظلمة النفس
الأمارة بالسوء إلى رحاب النور والمعرفة، بعد الولادة الأولى التي هي
الخروج من ظلمة الرحم إلى فضاء الوجود.
ولابد من مشرف على هذه الولادة
الثانية، فقد كان هو الرسول الأعظم إذ قال تعالى في هذه المهمة «كتاب
أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور»(سورة إبراهيم الآية 1).
فمن
خرج من ظلمة الجهل بالله والمعصية إلى نور العلم بالله والطاعة فهو الحي
حقا، وإحياء النفوس تصرف نبوي أيضا، قال تعالى: «ياأيها الذين آمنوا
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم» .( سورة الأنفال الآية 24).
إن حياة الأرواح بكمال الأخلاق، إنه الوجود الحق بسلوك طريق الطهارة القلبية، والصفاء الروحي.
قال
ابن قيم الجوزية في كلام بديع عن صاحب مقام الإحسان:«فإذا غلب على قلبه
مشاهدة معبوده، حتى كأنه يراه ويتمكن في ذلك، صار له ملكة أخمدت أحكام
نفسه، وتبدل بها أحكاما أخر، وطبيعة ثانية، حتى كأنه أنشئ نشأة أخرى غير
نشأته الأولى، وولد ولادا جديدا.
ومما يذكر عن المسيح عليه السلام أنه قال: يا بني إسرائيل، لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين.
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك، ويفسره بأن الولادة نوعان: أحدهما
هذه المعروفة والثانية: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس،
وظلمة الطبع.
قال: وهذه الولادة لما كانت بسبب الرسول كان كالأب
للمؤمنين/ وقد قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه « النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم وهو أب لهم».
قال: ومعنى هذه الآية والقراءة الأولى لقوله
تعالى « أزواجه أمهاتهم » سورة الأحزاب الآية 6 إذ ثبوت أمومة أزواجه لهم
فرع عن ثبوت أبوته.
قال: فالشيخ والمعلم والمؤدب أب الروح، والوالد أبو الجسم» (مدارج السالكين ج III ص 69/70).
إن التربية والتزكية من أعظم الوظائف الدينية التي اتصف بها هذا الرسول
الكامل، فهيأ مجتمعا متفردا عليه بني صرح الحضارة الإسلامية العالمية التي
أشرقت أنوارها على العالم فزادته بهاء و كمالا.
فبصلاح النفوس يصلح
العالم ويبقى، وبزوال هذا السلوك يفنى العالم، فالعالم بين يدي الإنسان -
وأمانة ومسؤولية واستخلاف من الله، فإما أن يحافظ عليه أو يدمره.
وبناء على هذا فإن تدبير شؤون الأمم، وإنجاح مشاريع التنمية، وتركيز أسس
المواطنة الحقة محتاج إلى هذا الأصل الوجودي والمبدأ الأساسي، ألا وهو
تهذيب النفس وتخليق الإنسان.
وإن المغرب الحبيب الذي تتجذر فيه محبة
الرسول الأكرم وآل بيته الطاهرين، كان سباقا عبر التاريخ إلى الاحتفال
بهذه الذكرى التي جعلها تعم مظاهر الاحتفال والفرح المختلفة في كل ربوع
المملكة - حرسها الله - في البيوت، والمساجد، والزوايا، إذ يتلى القرآن،
وتسرد السيرة النبوية، ويختم صحيح البخاري، والشفاء للقاضي عياض وتنشد
الأشعار في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وتعم مظاهر الكرم والإفضال،
وكل ذلك يبقي هذا البلد- والحمد لله - بلد المحبة والتعلق بالجانب النبوي.

(*) كلية الآداب والعلوم الإنسانية
ابن امسيك الدارالبيضاء

2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:30


الاحتفال بعيد المولد النبوي على إيقاعات الطوائف العيساوية الصاخبة بمكناس

مكتب مكناس
يولي
المغاربة لذكرى المولد النبوي أهمية خاصة، وتختلف أشكال إحيائهم لهذه
الذكرى من منطقة إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة. ولكن مدينة مكناس تظل
مركز الاحتفال بعيد المولد على المستوى الوطني، بل على المستوى المغاربي.
والسبب في ذلك راجع إلى أن هذه المدينة العتيقة تحتضن مدفن أحد أبرز شيوخ
التصوف الطرقي في المغرب والعالم العربي الإسلامي، وهو محمد الهادي بن
عيسى الملقب بالشيخ الكامل. ويبدو أن هذا الشيخ قد كرس طقوسا معينة لتخليد
ذكرى ميلاد الرسول الكريم، فترسخت تلك الطقوس عبر السنين، إلى أن أصبحت
مناسبة يستعد لها، ويشد إليها الرحال من مختلف مناطق المغرب وحتى من
خارجه. وهذا ما منح عيد المولد بمدينة مكناس نكهة خاصة لا نجد مثيلا لها
في المدن المغربية الأخرى.
يبدأ المحتفلون بعيد المولد في التقاطر
على عاصمة مولاي إسماعيل قبل أيام من حلوله، فيضربون الخيام على مسافة غير
بعيدة من ضريح الشيخ الكامل، استعدادا ليوم الحدث الكبير الذي هو يوم
العيد، وخلال الأيام التي تسبق ذلك اليوم يقومون بين الحين والآخر بزيارة
الضريح تبركا بشيخ الطريقة العيساوية. وهذا ما يفسر الاكتظاظ الذي يعرفه
الضريح الذي يتكون ، بالإضافة إلى مرقد الشيخ الكامل ، من مسجد وغرف
للضيوف ومرافق أخرى.
وقد انتقلت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» إلى
الباب الجديد حيث شيد الضريح الذي يظهر في شكل بناية معزولة يعلوها
القرميد الأخضر، فوجدت ردهات البناية مملوءة عن آخرها، قبل ثلاثة أيام من
العيد، وأغلب الزوار من النساء من مختلف الأعمار. وهذا مؤشر على أن
الاحتفالات قد بدأت فعلا.
وقد أخبرنا أحد القيمين على الضريح بأن
البناية قد شهدت يوم الأحد الماضي ما يسمى بـ«حلان العلامات»، الذي يشكل
علامة تميز بالنسبة للفرق التي ستشارك في الاحتفال ليلة العيد. ذلك أن
القبائل تأتي من كل أنحاء المغرب لتحيي ذكرى المولد بضريح الشيخ الكامل،
ولكل قبيلة عَلم يميزها عن غيرها، وتظل هذه الأعلام مطوية إلى أن تحل
بالضريح إشارة على ما يبدو إلى أن القيمين على الطريقة العيساوية قد
وافقوا على أن يسند هذا العلم لتلك القبيلة وأن يسند ذاك لهذه.
وفي
ليلة العيد يتم إحياء الذكرى بالمديح النبوي على الطريقة العيساوية التي
تنتسب إلى الشيخ محمد الهادي بنعيسى، الذي عاش بمدينة مكناس وتوفي بها سنة
1526 على الأرجح، حيث تؤدى الأناشيد والألحان عند عيساوة بالاعتماد على
إيقاع يتحقق بواسطة آلات التعريجة، الطاسة، البندير، الطبلة، الدف، وأبواق
النفير، وعبر أداء جماعي وألحان انفرادية.
ومع أن حفلات عيساوة تقام
في مختلف المناسبات الدينية والمواسم والأعياد أو في مناسبات اجتماعية
كالعقيقة وحفل الزواج أو الختان، إلا أن أعظم مناسبة لطائفة عيساوة هي
مناسبة الاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس، بموازاة مع احتفالات عيد المولد
النبوي الشريف، حيث تتجمع كافة الفرق العيساوية من مختلف أقاليم المغرب
طيلة أيام على الأناشيد والعزف والرقص.
وتصاحب الموسم بعض تقاليد
الطريقة العيساوية، التي تعود إلى الطرق الصوفية أو إلى بعض الممارسات
الشعبية القديمة التي يمتزج فيها التعبير عن الإيمان بالطموح إلى إظهار
صفات الشجاعة وقهر الطبيعة وما وراء الطبيعة، بالتعامل مع أرواح العالم
غير المرئي.
وإذا كانت كل هذه الممارسات لا تعبر عن المعنى الحقيقي
الأصيل للتصوف ، فإنها مع ذلك اكتسبت شهرة شعبية واسعة لدى بعض فرق
الطائفة العيساوية.
وفي يوم العيد تنطلق الطوائف تجاه ضريح الشيخ
الكامل تحت دقات الدفوف ونفير المزامير وأمداح المنشدين وزغاريد النساء،
وذلك وفق توقيت يكون متفقا عليه من قبل حفاظا على النظام، ولكي يتاح
للمواطن العادي مشاهدة أكبر عدد من الفرق الصوفية. وفي الطريق يتوقف
الموكب بنقط معينة فيخرج منه رجال يؤدون حركات عجائبية من ابتلاع للنار
وشرب للماء الساخن. وقد يصل الأمر إلى استعمال السلاح الأبيض في حق النفس
فتسيل الدماء...
وتنطلق كل فرقة من مقار إقامتها التي تتوزع على مختلف
أحياء المدينة العتيقة مما يسمح لكل السكان بالاستمتاع بالفرجة التي تختلف
من فرقة إلى أخرى. وتمتد احتفالات عيد المولد بمكناس على هذه الطريقة لمدة
ثلاثة أيام حيث تنتقل إلى موسم سيدي علي الحمدوشي بضواحي مكناس...
لا
شك في أن لهذه التظاهرة التي تعرفها مدينة مكناس مرة كل سنة، فائدة تعود
على سكان المدينة عموما وعلى تجارها خصوصا، إذ أن المناسبة تندرج في ما
يسمى السياحة الدينية التي تضفي نوعا من الحركية على التجارة بمدينة
مكناس. ولذلك تضرب خيام البيع والشراء على طول الطريق المؤدية إلى الباب
الجديد، لتعرض منتوجات متنوعة تهيمن عليها منتوجات الصناعة التقليدية
المحلية. وبذلك فإن المناسبة تتيح التعريف بمدينة مكناس وخصوصيتها في
مجالات متعددة. ولكن عوائق كثيرة تحول دون استفادة عاصمة مولاي إسماعيل من
احتفالات عيد المولد النبوي إلى أبعد الحدود.

2008/3/22





الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:31


موكب الشموع بسلا ، الصوفية والاحتفالية
عبد المجيد النبسي
موكب الشموع بسلا، تقليد دأبت الزاوية الحسونية، ومن خلالها كل مدينة سلا على إحيائه، كلما حلت
ذكرى عيد المولد النبوي الشريف. الاحتفال الذي يستمر أسبوعا كاملا يجمع بين الاحتفالية والصوفية،
ويؤكد على تجذر مدينة سلا في عمق التاريخ، وقدرتها على المحافظة على التقاليد.



عمق التاريخ

بدأ
الاحتفال بموكب الشموع إبان الدولة السعدية، وخلال حكم أحمد المنصور
الذهبي، الذي أعجب كثيرا بطريقة الاحتفال بعيد المولد النبوي بأسطنبول،
والتي حضرها خلال إحدى زياراته لها.
وقد تم أول احتفال بالعيد الشريف بحضور الشموع سنة 986 هـ. وذلك بعد معركة وادي المخازن.
ولصنع
هياكل الشمع، حشر المنصور الذهبي الحرفيين من فاس، ومراكش، وسلا. وقد أشار
المؤرخ عبد العزيز الفشتالي في كتابه «مناهل الصفافي أخبار ملوك الشرفا»
إلى ذلك،«حيث كنت ... إذا طلعت طلائع ربيع الأول صرف الرقاع إلى الفقراء
أرباب الذكر على رسم الصوفية والمؤذنين النعاريين في الأسحار بالآذان،
فيأتون من كل جهة، ويحضرون إليه من سائر حواضر المغرب، ثم يأمر الشماعين
بتطريز الشموع واتقان صنعها، فيتبارى بذلك مهرة الشماعين كما يتبارى النحل
في نسج أشكالها لطفا وإدماجا»
والاحتفال بموكب الشموع بسلا، ارتبط
بالولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون، الذي كانت تحضر زاويته للاحتفال
بعيد المولد النبوي الشريف وطيلة أسبوع مجموعة من العلماء، وشرفاء بعض
الزوايا، كالزاوية الشرقاوية والفاسية، والدلائية، والناصرية، وهناك أبيات
صوفية تؤكد ذلك:
«السلوانية اليوم تحتفل بالذكرى وتمجد لخلوق النبي في موسم الشموع.»
وللإنفاق على تزويق الشموع، والطقوس الأخرى تتوفر الزاوية الحسونية على أملاك حبسية كثيرة داخل سلا وأحوازها

موكب الشموع
والحركة الوطنية.

إذا كان موسم الشموع قد ألف السلاويون الاحتفال به كل سنة، فإن هذا
الاحتفال انقطع لمدة ثلاث سنوات، وذلك بعد نفي الراحل محمد الخامس، لقطع
الطريق على المستعمر لكي لا يستغل الاحتفال، ويؤكد على الاستقرار الأمني،
وعندما أرغم المستعمر صانع الشموع شقرون على تزويق الشموع، تسلل المقاومون
قبيل يوم الاحتفال إلى مكان الشموع، وأحرقوها. وبعد عودة المغفور له محمد
الخامس، وبعد زيارته لضريح مولاي عبد الله بن حسون سنة 1956 استأنفت
الزاوية الحسونية احتفالاتها.

شموع الموكب

يحتفظ بهياكل
الشموع في ضريح مولاي عبد الله بن حسون ويتم إخراجها شهرا قبل عيد المولد
النبوي، حيث تنقل إلى منزل الصانع قصد زخرفتها، وتطريزها وفي الوقت
الحاضر، فإن عائلة بلكبير هي التي تتولى هذه العملية بعد أن قامت بها في
السابق عائلة شقرون وحركات. وشموع الموكب ليست عادية، فقد يصل طولها إلى
مترين، وقد يصل وزنها إلى 50 كلغ، وذلك راجع إلى كون هياكلها مصنوعة من
الخشب، مغلف بالورق الأبيض.

بداية الاحتفال

يبدأ الاحتفال
بعد صلاة العصر ليوم 11 ربيع الأول، ويبدأ أيضا بالتجمهر أمام منزل الصانع
بالسوق الكبير وبالحضور الفعلي للشرفاء الحسونيين تم يتبعهم «الطبيجية»
وهم الرجال الذين يكلفون بحمل الشموع، كل حسب قوته الجسمانية، كل ذلك تحت
قرع الطبول والموسيقى، بعدها يتوجه الموكب إلى ساحة الشهداء، حيث يبدأ في
أداء رقصة الشموع وبعدها يتوجه الموكب إلى دار الشرفاء، حيث يكون النساء
والأطفال بالزي التقليدي، وهناك يؤدي حاملو الشموع رقصات، ودورات، ويردد
خلالها التهليل والتكبير والصلاة على المختار (ص) وبعد ذلك ينتقل الموكب
إلى ضريح الولي عبد الله بن حسون حيث تعلق الشموع. وبعد ذلك يلتحق الجميع
بالزاوية الحسونية لمشاهدة «رقصة الشمعة» على إيقاع نوبة رمل الماية
الاندلسية، بعد ذلك يكون الدور للأمداح النبوية والملحون. وفي اليوم
السابع من الاحتفال تقام حفلة «الصبوحي» وهي خاصة بقراءة البردة والهمزية،
للإمام البصيري، وفي المساء يشارك عيساوة- حمادشة- الغازيين بأذكارهم.
مع ما يتخلل أيام الأسبوع، من إعذار لليتامى، وإطعام للفقراء والمساكين.

الاستمرارية

حتى
يضمن الشرفاء الحسونيون الاستمرارية لموكب الشموع، فإن الخلف يكون دائما
حاضرا، وأن عملية تزويق الشمع تنقل من الأب إلى الإبن، ومن عائلة إلى
أخرى، وأن هذا الاهتمام هو الذي جعل طقوس موكب الشموع تحافظ على أصالتها،
وعلى تنوعها الصوفي والاحتفالي.

* المرجع: بعض كتابات نقيب الشرفاء
الحسونيين عبد المجيد الحسوني.

2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:32


المولد النبوي في الذاكرة الشعبية
جلال كندالي
تقول
كتب السيرة، كما تحفظ ذلك أيضا الذاكرة الشعبية، أن الرسول ولد بعد شهرين
عن وفاة والده عبد الله، بعد أن أقدم عبد المطلب على إرسال ابنه عبد الله
إلى المدينة يمتار له تمرا فمات بالمدينة، وقيل بل كان في الشام فأقبل في
عير قريش فنزل بالمدينة وهو مريض فتوفي.
وكان عبد الله سبق أن افتدي
بمائة رأس من الإبل باقتراح من سادة قريش، حين أراد والده أن ينحره عند
صنمي إيساف ونائلة كنذر حين لقي من قريش العنت في حفر بئر زمزم.
وتمنى لو رزق بعشرة أبناء، لينحرن أحدهم عند الكعبة تقربا وشكرا لله.
في
المغرب، وبالضبط بقبائل الشاوية، يتم الاحتفاء بذكرى المولد النبوي بطريقة
تليق بمقام الرسول ومكانته في القلوب. إذ تتخذ الأسر والعائلات من هذه
المناسبة للتوادد والتراحم، والترفع عن كل القطيعات، المفترض أن تكون قد
وقعت في تلك السنة بمنطقة الشاوية دائما، وبجل القبائل ، خاصة في البوادي.
يشكل عيد المولد النبوي فرصة للأطفال الصغار الذين ينتظرون هذه المناسبة
لارتداء الملابس الجديدة.. التي يحرص الآباء على شرائها لهم، حتى يستقبلون
العيد النبوي في أبهى الحلل، بل هناك من الأطفال الذين يضطرون إلى هجر
النوم، والانتظار على أحر من الجمر كي تبزغ شمس يوم العيد حتى يرتدون
الملابس الجديدة. وما أن ينبلج الصبح حتى يتهيأ الأطفال ذكوراً وإناثاً
للانخراط في هذا اليوم الاستثنائي.
وكالعادة في كل عيد، يتنقل الأطفال
بشكل جماعي لزيارة أهل الدوار «خيمة ـ خيمة»، بالمقابل، تحرص الأمهات على
تقديم «البغرير» و «لمسمن» في أول «تطيبة» إلى هؤلاء الملائكة، بعد أن
تحتضن النساء الصغار وتباركن لهم العيد: «تصبح على قبر النبي «آوليدي».
بعد
هذه الجولة الكبرى التي يقوم بها الأطفال يتفرغ الذكور بالدرجة الأولى إلى
الانخراط في موسم «التبوريدة» أو «التحريكة»، كما يصطلح على ذلك. من خلال
امتطاء ظهور الحمير وخوض مسابقة في هذا الصدد، وكثيراً ما تتوسع دائرة
«التبوريدة»، لتشمل أطفال الدواوير الأخرى المجاورة.
المولد النبوي،
دونته الذاكرة الشعبية من خلال العديد من الأغاني التي تؤرخ لهذا الحدث،
لكن للأسف أن جل هذه الحكايات غير مكتوب ومدون.
ولخلخلة الذاكرة وشحذها من أجل استرجاع هذا التراث، سبق أن دونا إحدى الأغنيات التي كانت تتغنى بهذه المناسبة.
مَاتْ بَابَاه قبل جَدّو
بْـقات مينة حاملة عندو
خَيَّـرْها في شي تبغيه
خَيّرْها ف قْبُبْ عَلاَّت
زْرابي وخْـيَــار هْـــنَـات
وَدّْها رَبّي بَلَـمْـلاكات
شيخْــهَا يَـــحْــضَــر وَتْــلاَغِــيـــه
قَالت لِيه يَا قُرَّة عينِــي
جيبْ لِـيَّ من تَــحْــسَــنِّـي
رَا الـجَــنـيـن قَرَّب مْجيه
رَا النبي غَـــيَّـــبْ خَـفْــتْ عليه
جَابْ ليها من يَــحْـسَـنْــهَـا
ما يْـدَخْــلُــوش الـنَّــسْـوَان عَـنْــدْها
غير لَـقْـرَابْ ليه
هـذي تَـحْــضَــر وهذي تْـغِــيــبْ
يَــرْضَــعْ غير صَـبْــعُ لـحْــبيبْ
بإذن الله يْـتَـقَــوَّت بيه
مَلِّــي جَــا سيدنا رَمْــضَـان
ما يَـبْــغِــي يَـرْضع كيف الصَّـبْــيَــان
سَــمْــعــت خْــبَـــارو ف كل بْلاَدْ
من الشام إلى بغداد
سمعت خبارو حليمة السعدية
قالت لزوجها
ساعدني نمشي للصبي نربيه
قالِّيـــهَــا يَا ديك الحمقه
بين عْــرَاكْ وْجُــوعَــكْ
حتى كْلامَــكْ ما يــبــغــيه
قالت ليه غير ساعدني نمشي
الدَّابة تَرْفَــدْ قَــشِّي
ما يْضرَّك جُوعي وْلاَ عَطْــشِــي
رَزْقي عند الله مْــكَــلَّــف بيه؟؟
رَكْـــبُـــو عْـلى الـبَــغْــلَــة باثْنينْ
كَـينظرو لرجليها
وهي طايرة بجنحيها
كتقول يا لمولى تلاقيني بيه
ملي وصل زوجها
قاستو الحشمة دار بجيه
خرج عبد المطلب
مَدْ لِـيــهْ كَسْوَة كَــتَــعْــجَــبْ
ودخلت حليمة عند النبي
فَرفَــر بيديه
فْــرَح النبي بحليمة
وْحَــلْ فَــمُّــو بالتبسيمة
قاليه زوج حليمة نَــغْـــنِــيه
مْــلَـــبَّــسَاه رَدَّه وَقْـــمَـــجَّــه
مَا تَــعْــدَل بيه الحاجة
ما تحلب بيه الــنَّــعــجة
حليمة كانت ف لَـــوْطـــي
لبــسُــوها ليزار وْفُـــوطَــــه
حليمة كانت عريانة
ف الحين صَدْقت مزيانة
وَدّْها لكريم مولانا
بفْــضَــل النبي، صلُّو عْـــلِــــيــــه.

2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:33


تاريخ وتجليات احتفالية
عزيز الحلاج
المسلمون
مذاهب ونحل في أمر إحياء المولد النبوي بين مثبت مؤكد صحِّيتها وفضلها في
تجديد وتوثيق الأواصر والعُرى بين المسلمين ونبي الإسلام، ومنكر
مستنكربعِلّة أنه لم يأت ورودها في السيرة النبوية ولاذَكَرها تاريخ
الصحابة أو تابعيهم أو تابعي تابعيهم، ولا تَكَلم بها علماء العصر الأموي
أو العباسي.ولذلك تم النظر إليها بكثير من الارتياب وأنها إنما مجردة عادة
دخيلة،تتخذها أمم نصرانية مرة كل حوْل للاحتفاء بميلاد المسيح عليه السلام.
وتكاد
تجمع المصادر الاسلامية على أن مظفر الدين كوكبري أمير أربل وصهر صلاح
الدين الأيوبي وأحد أمرائه هو أول من أحدث سنة الاحتفال بالمولد النبوي في
المشرق العربي، و يشير ابن خلكان صاحب «وفيات الأعيان» إلى أن العالِم
المغربي أبا الخطاب بن دحية قد زار مدينة أربل وحضر احتفال أميرها بالمولد
النبوي، وألف كتابا في هذا الموضوع، سماه «التنوير في مولد السراج
المنير»، وسارت الدولة المرينية على سُّنة الاحتفال بالمولد.
و يُعد
يعقوب بن عبدالحق المريني أول خليفة احتفل بالمولد النبوي، حيث أقام ليلة
المولد بفاس، واستمع إلى قصائد الشعراء وخُطَب الخطباء، وأصدر ظهيرا اعتبر
بموجبه الاحتفال بالمولد النبوي عيدا رسميا للدولة المرينية، وقام ابنه
يوسف بتعميم هذا الاحتفال في سائر جهات المغرب. وفي أيام أبي سعيد الأول
تكَفّلت الدولة بتغطية نفقات الاحتفالات بليلة المولد في كل جهات المملكة.
وفي تلمسان-كما جاء في أزهار الرياض للمقَّري ج 1 ص 243 - أن أبا حمو موسى
الزياني قام بتقليد سلاطين بن مرين في الاحتفال بالمولد النبوي، فكان بهذه
المناسبة يكرم العلماء والشرفاء والمادحين ويحث على الاقتداء به في تعظيم
هذه المناسبة والاحتفال بها في المساجد والزوايا والتكنات.
وعلى عهد
الموحدين، كان المولد النبوي يستمر لأيام يُتلى فيها القرآن وتُنشد أشعار
العيديات و المولديات، ويحضر الشعراء والمنشدون والمقربون من الدولة، ومن
شعراء الدولة الذين اهتموا بالمولد وسيرة الرسول صلى الله عليه
وسلم،الشاعر ابن خبازة وعبد الله ابن يحيي وأبو محمد الشقراطسي التوزي
وعمرو ميمون بن علي الريفي الخطابي.
وسار السعديون على منوال الموحدين والمرينيين،في إحياء هذه السنة،ولم يقصِّروا في الإحتفال بالمولد.
وفي المغرب -يقول المقَّري في نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ج3 ص513
يرجع الفضل في الدعوة لإحياء ذكرى المولد النبوي إلى أسرة العزفيين.
فقدكانت بداية الاحتفال بالمولد-يقول الاستاذ عباس الجيراري- في مدينة
سبتة في القرن السابع الهجري بمبادرة من قاضيهاأبي العباس العزفي أحمد بن
القاضي اللخمي العزفي السبتي المتوفى سنة 633ه 1236 .ولأبي العباس العزفي
كتاب تحت اسم «الدر المنظم في مولد النبي المعظم»، بعثه لتقعيدهذا
التقعيدإلى الخليفة الموحدي عمر المرتضى الذي أمر بإحياء هذه الذكرى
بمدينة مراكش بما يليق بها من الحفاوة. وفي هذا الكتاب، استعرض مؤلفه
المواسم التي دأب المسلمون بالأندلس وسبتة على الاحتفال بها ويتابعون فيها
المسيحيين، ونبه أهل زمانه على الاعتناء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم رأى أن تلقين ذلك للنشءالصغير أنجح وأنفع، وأخذ يطوف على الكتاتيب
القرآنية يشرح لصغارها مغزى هذا الاحتفال، حتى يسري ذلك لآبائهم وأمهاتهم،
وحث على تعطيل قراءة الصبيان يوم هذا المولد النبوي العظيم.
وبموت أبي
العباس العزفي، بادر ابنه أبو القاسم محمد العزفي إلى تكريس دعوة والده
بمجرد أن انتقلت إليه مقاليد الحكم، وعمل على إحياء المولد النبوي طيلة
فترة إمارته الممتدة من 648/1250م الى عام 677ه/1279م .
وواكبت إحياء
سنة المولد النبوي ، وفي مختلف العصور، بوصفها سنة حميدة ( لها أجرها وأجر
من عمل بها إلى يوم القيامة) ظهرت تجليات احتفالية مثل:
الإعلان عن عطلة رسمية.
في
ورقات من الحضارة المرينية ص265 لمحمد المنوني أن ابن جبير يذكر في رحلته
إلى مشاهد الاحتفال بمولد الرسول بمكة المكرمة في أواخر القرن السادس
الهجري أنه كان يتخذ يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول عطلة رسمية
تفتتح فيها الكعبة المكرمة ليؤمها الزوار ويوم الإثنين تحديدا،لأنه كما
جاء في حديث أبي قتادة الأنصاري،لمَّاسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم
يوم الاثنين،قال:ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه.
طواف موكب الشموع.
فصاحب «العز والصولة في معالم نظم الدولة» يذكر أن ملوك الدولة العلوية
ساروا على نهج المرينيين في إقامة المولد النبوي والاحتفاء به.
وتشير
المصادر إلى أن العلويين اقتفوا آثارالسعديين،لاسيما فيما يتعلق بموكب
الشموع، فالمنصور السعدي-يُروى- قد زار اسطنبول قبل توليه الحكم،وأثار
إعجابه احتفال المسلمين الأتراك بعيد المولد النبوي واستعراض موكب
الشموع،ولما تقلد مقاليد الحكم، أمر المهرة من الصناع من فاس ومراكش وسلا
بالنسج على منوال موكب الشموع التركي.وبالفعل، أجاد أولائك الصناع في صنع
هياكل من الشموع وزينوها بشعارات دينية تمجِّد الذكرى والنبي عليه السلام.
واستمرت سُنة موكب الشموع، واشتهرت بها سلا من بين المدن المغربية،حيث
يخرج الموكب من دارالحسونيين،ويطوف على سائر أولياء سلا،في جو من البهجة
والتدين، يحفه رجال الأمن وحشد من الناس يحمل بعضهم راية الوطن والفرق
الفولكلورية من الدقة المراكشية وكناوة وهداوة وبعض الطرقية وحمادشة..
وفتاتان في عمر الزهور تعتليان العمارية،ويُوَزع «الطْعام» أي الكسكس
ب«التفايا» أي بدون خضر على المتواجدين قرب أضرحة الأولياءوالزواياوتغص
المساجد والمنابر بالمريدين وبالعلماء والأعيان والصلحاءوالمنشدين لتلاوة
الذكروتعداد المناقب وسماع الأمداح النبوية بمختلف النوبات وبأعذب
لحن،وتُعرض القصائد الشعرية والندوات الدينية والفكرية والابتهالات
والشرائط المطولة والوثائقية والقصص الإسلامية بالإذاعة والتلفزيون
والمحطات الفضائية وبين أحضان بعض الآباء والأجداد وبالشوارع والأزقة وعلى
المتاجر وفوق بعض السطوح يافطات تحيي الذكرى ومصابيح مضيئة.. وهناك بيتان
من الشعر يستظهران في هذه المناسبة، ويتم التناوب على قراءتهمابألحان
الأصوات الواعدة وأصوات مشاهيرالمنشدين من المغرب وخارجه.
الأسواق:
كانت سوق الحلاويين-على العهد الفاطمي- تطفح بالعلائق،وهي تماثيل من السكر
على هيئة السباع والقطط والخيول و العرائس، وكانت تعلق بخيوط على واجهات
المحلات وفي أيامنا هذه. وفي كثير من الدول الاسلامية والعربية ومنها
المغرب،يقتني الآباء وأولياء الأمور لأنفسهم وللصغار اللباس التقليدي من
جلباب أبيض وطربوش أحمر وقفطان وشبشب(بَلْغة) وأحذية جلدية، وكما تُنعِش
هذه المناسبة بعض الحرف مثل حرفةالخياطة، كذلك تنتعش تجارة بيع الفواكه
الجافة ومواد صناعة الحلويات،وتجارة بيع أنواع الطيب والبخور والسُّبحة
والسجاد والمصاحف القرآنية والكتب التراثية، وشرائط فن المديح بأصوات بعض
المداحين المشاهير.
مجالس في الهواء الطلق:
قام أبو العباس العزفي
بجمع المادحين لإسماع الناس قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم،
واستمر ذلك شطيلة مدة إمارته بمدينة سبتة.
وفي كتب التار يخ أن
المرينيين كانت لهم مناسبة فائقة بالمولد، بل إن الحسن الوزان المعروف
بليون الافريقي يذهب في كتابه «وصف إفريقيا» إلى أن الشعراء الشعبيين في
العهد المريني كانوا يتبارون لإظهار براعتهم الشعرية في مناسبة ذكرى
المولد النبوي، حيث يتجمعون صباح يوم العيد في الميدان الرئيسي ويعتلون
المنصة واحدا تلوالآخر لإلقاء أشعارهم ، وقد تجمع عليهم الناس ثم ينصَّبُ
أميرا للشعراء من أحرز منهم قصب السبق.

2008/3/22








الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty رد: المولد النبوي الشريف بالمغرب...

مُساهمة من طرف said السبت 22 مارس 2008 - 15:59


الاحتفال بعيد المولد النبوي والمغاربة : الجذور التاريخية




عبد العزيز أيت سي



إن
الباحث في التاريخ الثقافي والاجتماعي للمولد النبوي الشريف بالمغرب
الأقصى يتبين له بجلاء ما كان لعلماء المغرب وأولياء الأمر فيه من دور
رائد، تأصيلا وتقعيدا وتنزيلا، وشرحا وتحليلا، وبيانا وتفصيلا، وتنكشف له
مظاهر الاحتفال وتقاليده الاجتماعية الأصيلة، والتي درجت عليها الشعوب
الإسلامية عموما، والمغاربة خصوصا، حتى أصبحت من تراثها الشعبي، لما ترمز
إليه من أبعاد دينية واجتماعية وثقافية.


وتتنوع
مظاهر الاحتفال هاته بين الليالي الدينية القائمة على تدارس القرآن وتلاوة
الأذكار والصلوات وقراءة الأمداح النبوية، وسرد السيرة النبوية والشمائل
المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ومجالس العلم والمواكب
الدينية.


وقد
أفرز الاهتمام بهذه الذكرى أدبا جديدا ورائعا عرف ب «الموالد النبوية» أو
«المولديات» سواء في النثر أو في الشعر، والتي كانت تقرأ أو تنشد سواء في
شهر المولد النبوي (ربيع الأول) أو في مناسبات مختلفة. وقد أصبح تراث
«الموالد» النبوية مجالا غزيرا وواسعاً يستقطب الباحثين من مختلف أرجاء
العالم الإسلامي. وقد ذكر عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني في تقديمهما
لكتاب والدهما محمد الباقر الكتاني «روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات»
خمسين كتابا تتعلق بالمولد النبوي، واقتصرا فيها على كتب المغاربة فقط.1


وترجع
بدايات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب إلى منتصف القرن السابع
للهجرة عندما استحدثت أسرة العزفيين التي كان رجالها من أعلام مدينة سبتة
ورؤسائها عادة الاحتفال بالمولد النبوي، وألف كبيرهم يومئذ أبو العباس
أحمد بن محمد العزفي المتوفى عام 639 هـ على عهد الخليفة الموحدي المرتضى
كتاب «الدر المنظم في مولد النبي المعظم» الذي أكمله ابنه الرئيس أبو
القاسم المتوفى عام 677هـ.


ولا
بأس على أهل المغرب أن يتخذوا يوم مولد الرسول عيدا لهم، فقد تولى علماؤهم
النظر في مشروعيته، ووجدوا له وجها مقبولا، فهذا أبو العباس العزفي يشير
في مقدمة كتابه إلى الأسباب التي حفزته على الدعوة إلى استحداث الاحتفال
بالمولد النبوي، فيصف في حسرة وأسى مشاركة مسلمي سبتة والأندلس للمسيحيين
في احتفالاتهم بعيد النيروز يوم فاتح يناير، والمهرجان أو العنصرة يوم 24
يونيو، وميلاد المسيح عليه السلام يوم 25 دجنبر. وأبرز أهمية الاحتفال
بحدث المولد وانعكاساته الإيجابية.


ومع
إقرار المؤلف بأن عمل الاحتفال بمولد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم
بدعة لم يكن على عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم، فإنه يجعله من البدع
المستحسنة استنادا لقول عمر رضي الله عنه في الاجتماع على تراويح رمضان
نعمت البدعة هذه، ويخرجه على حديث أنس رضي الله عنه في عيدي الفطر والنحر.
وذلك لأنه أراد بهذا العمل أيضا صرف المسلمين ولا سيما الصبيان عن
الاحتفال بالأعياد المعظمة في الأديان الأخرى، حتى لا ينشأوا على تعظيم
تلك الأديان...2


وكتاب
العزفي ليس هو الوحيد الذي وضعه علماؤنا في الموضوع، فإن لأبي الخطاب بن
دحية السبتي أيضا كتاب «التنوير في مولد السراج المنير»، ألفه للملك أبي
سعيد التركماني صاحب إربل، لما قدم عليه فوجده يحتفل بالمولد الشريف، كما
يفعل أهل بلده سبتة.3


ولقد
كان تبني أعلام سبتة للاحتفال بالمولد النبوي نابعا من طبيعة المغاربة
الذين شبّوا على اعتناق المالكية والتعلق بالحضرة النبوية، وكذا رفضهم
لبعض الآراء المذهبية التي كانت في تلك الفترة، وفي ذلك ما ينسجم مع صنيع
القاضي عياض في العهد المرابطي ـ وما العهد ببعيد ـ الذي ألف كتابه «الشفا
بتعريف حقوق المصطفى».


وواصل
العلماء الانتصار لهذا العمل مظهرين فائدته العظمى، وجدواه على التعبئة
الوجدانية للأمة وربطها بأمجادها، ومن الذين تناولوه بالنظر الفقهي العارف
بالله، الإمام ابن عباد الرندي، شارح الحكم العطائية، فقد تعرض للموضوع في
إحدى فتاواه، وبسطه بسطا جميلا، قال: « الذي يظهر لي أنه عيد من أعياد
المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد
المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما
حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب أمر مباح لا ينكر، قياسا على غيره من
أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي
ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر
والجحود، ينكر على قائله، لأنه مقت وجحود. وادعاء أن هذا الزمان ليس من
المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر
مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة وترده الآراء المستقيمة...». ثم ذكر
حكاية وقعت له مع الولي الصالح الشيخ سيدي ابن عاشر السلاوي، حيث كان ابن
عباد خارجا في يوم المولد فوجد الشيخ ابن عاشر مع جماعة من أصحابه
فاستدعوه لأكل الطعام، فاعتذر ابن عباد بأنه صائم، فنظر إليه سيدي ابن
عاشر نظرة منكرة، وقال له: إن هذا اليوم يوم فرح وسرور، فلا يستقيم فيه
الصيام لأنه يوم عيد. قال ابن عباد رحمه الله: « فتأملت كلامه فوجدته حقا،
وكأني كنت نائما فأيقظني من النوم».4


وهذا
الخطيب أبو عبد الله ابن مرزوق ينحو نفس المنحى، إذ يقول في كتابه: جنا
الجنتين في شرف الليلتين :»سمعت شيخنا الإمام أبا موسى بن الإمام رحمة
الله عليه وعلى غيره من مشيخة المغرب، يحدثون فيما أحدث من ليالي المولد
في المغرب، وما وضعه العزفي في ذلك، واختاره وتبعه في ذلك ولده الفقيه أبو
القاسم وهما عن الأيمة، فاستصوبوه واستحسنوا ما قصده فيها والقيام بها،
وقد كان نقل عن بعض علماء المغرب إنكاره، والأظهر في ذلك عندي ما قاله بعض
الفضلاء من علماء المغرب أيضا وقد وقع الكلام في ذلك فقال ما معناه: لا شك
أن المسلك الذي سلكه العزفي مسلك حسن».5


وفي
موضوع مشروعية الاحتفال بالمولد - أيضا- ما نقله الشيخ بنيس في شرحه على
همزية الإمام البوصيري، أن ليلة المولد ويومها عيد وموسم، يتعين أن يعظم
ويحترم، ويعمل فيه ما يدل على التعظيم والاحترام، وهو ما اختاره الحافظان
العراقي والسيوطي.


وقد
تولع الخليفة الموحدي المرتضى بهذا الاحتفال، وأصبح «يقوم بليلة المولد
خير قيام، ويفيض فيها الخير والإنعام» حتى وقف في حضرته ذات يوم الأديب
الأندلسي أحمد بن الصباغ الجذامي منشدا إحدى روائعه بمناسبة المولد النبوي
فقال في مطلعها: 6


تنعم بذكر الهاشــــــمــــي محمــــد *** ففي ذكره العيش المهنأ والأنـــسُ

أيا شــــاديا يشدو بأمداح أحمـــــــد *** سماعك طيب ليس يعقبُه نكـْــــس

فكررْ رعــاك الله ذكـــرَ محمـــــــد *** فقد لذت الأرواح وارتاحت النفس

وطاب نعيم العيش واتصل المنـــى *** وأقبلت الأفـراح وارتفــع اللبـــس

له جمـع الله المعانــي بأســـــرهـــا *** فظاهره نــور وبـــاطنه قـــــــدس

فكل لـــه عـرس بذكـــــر حبيبـــــه *** ونحن بذكر الهاشميِّ لنا عـــــرس

وما يزال أحد أبيات هذه القصيدة حتى الآن بمثابة لازمة يتملى بترجيعها المسمعون والمنشدون في حلقاتهم، وهو قوله:

وقوفا على الأقــــدام في حق سيــــد *** تعظمه الأمــلاك والجن والإنــــس

وقد
عرف هذا الأمر ازدهارا كبيرا على العهد المريني ثم الوطاسي من بعده، فكان
الملوك أنفسهم يرأسون مهرجانات المولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، كما
أصدر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني المتوفى سنة 691 هـ أمرا بوجوب إحياء
ليلة المولد النبوي واعتبارها عيدا رسميا كعيدي الفطر والأضحى، «وأصبح
ملوك الأندلس يحتفلون في الصنيع والدعوة وإنشاد الشعر اقتداء بملوك
المغرب» على حد ما قاله ابن خلدون.7 وقد أضاف أبو سعيد المريني الاحتفال
باليوم السابع من العيد، وإلى ذلك يشير أبو العباس أحمد بن عبد المنان
المتوفى عام 792 هـ في قصيدة يخاطب بها أبا عنان فيقول:8


وموسم جــل قدرا باعتنـــــاك بــــــه *** راقت لياليه وازدانـــت سوابعــــه

كما
أصبح توقيف العمل يوم المولد النبوي تقليدا متبعا في العهد المريني، وإلى
ذلك يشير ملك بن المرحل إذ يقول مستعرضا بعض مراسيم الاحتفال بهذه
المناسبة:9


فحــــق لنــــا أن نعتنـــي بــــــولاده *** ونجعل ذلك اليوم خير المواســـــم

وأن نصــــل الأرحام فيــــه تقربــــا *** ونغدو له من مفطــرين وصائـــــم

ونترك فيـــه الشغـــل إلا بطاعـــــــة *** ومــا ليس فيـه مـن ملام ولائــــــم

وسرعان
ما انتقل الاحتفال بالمولد النبوي إلى الأوساط الشعبية فكانت الحفلات تقام
في الزوايا وحتى في المنازل، وإلى ذلك يشير ابن الدراج في كتابه «الإمتاع
والانتفاع بمسألة سماع السماع» فيذكر أن أكثر ما يتغنى به أهل فاس بهذه
المناسبة تتصل موضوعاته بمدح الرسول وتشويق النفوس إلى زيارة البيت الحرام
ومواقعه، وإلى المدينة المنورة ومعالمها 10، كما يشير إلى ذلك الرحالة أبو
علي الحسن الوزان الفاسي في كتابه «وصف إفريقيا» فيذكر أن التلاميذ يقيمون
احتفالا بالمولد النبوي، ويأتي المعلم بمنشدين يتغنون بالأمداح النبوية
طول الليل.


وسوف
يبلغ هذا الاحتفال قمة اكتماله في عهد الشرفاء السعديين، وذلك عندما اتخذ
المنصور السعدي من عيد المولد النبوي أكبر احتفال رسمي للدولة والأمة،
فكان يقيم في قصره بمراكش الحفلات الفخيمة، يزينها بالشموع الموقدة،
وإنشاد القصائد والمولديات. وقد أفاض في هذا الموضوع أكثر من مؤرخ، منهم
أبو الحسن التمجرُوتي المتوفى عام 1003 هـ الذي يقول في رحلته المسماة
«النفحة المسكية في السفارة التركية» واصفا احتفال المنصور في مراكش عام
998 هـ: «وأنشدوا القصائد ومقطعات في مدح النبي المكرم وفضل مولده العظيم،
ونظموا في ذلك الدر المنظوم، وبالغوا في ذلك وأطنبوا... وانبسطوا بألسنة
فصاح ونغمات ملاح وطرائق حسنة، وفنون من الأوزان المستحسنة، فأصغت الآذان
عند ذلك بحسن الاستماع إلى محاسن السماع». ومن هؤلاء أيضا أحمد بن القاضي
المكناسي الذي نوه في كتابه «المنتقى المقصور على محاسن الخليفة المنصور»
بما كان يصنعه بهذه المناسبة.


أما
عبد العزيز الفشتالي مؤرخ الدولة السعدية فقد أتى بما يذهل الألباب في
كتابه «مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا» إذ يقول: «والرسم الذي جرى به
العمل... أنه إذا طلعت طلائع ربيع الأول... توجهت العناية الشريفة إلى
الاحتفال له بما يربي على الوصف... فيصيّر الرقاع إلى الفقراء أرباب الذكر
على رسم الصوفية من المؤذنين النعارين في السحر بالأذان.. حتى إذا كانت
ليلة الميلاد الكريم.. تلاحقت الوفود من مشايخ الذكر والإنشاد... وحضرت
الآلة الملوكية... فارتفعت أصوات الآلة وقرعت الطبول، وضج الناس بالتهليل
والتكبير والصلاة على النبي الكريم... وتقدم أهل الذكر والإنشاد يقدمهم
مشايخهم... واندفع القوم لترجيع الأصوات بمنظومات على أساليب مخصوصة في
مدائح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يخصها اصطلاح العزف بالمولديات
نسبة إلى المولد النبوي الكريم، قد لحنوها بألحان تخلب النفوس والأرواح،
وترق لها الإطلاع، وتبعث في الصدور الخشوع، وتقشعر لها جلود الذين يخشون
ربهم، ويتفننون في ألحانها على حسب تفننها في النظم. فإذا أخذت النفوس
حظها من الاستمتاع بألحان المولديات الكريمات تقدم أهل الذكر المزمزمون
بالرقيق من كلام الشيخ أبي الحسن الششتُري رضي الله عنه وكلام القوم من
المتصوفة أهل الرقائق. كل ذلك تتخلله نوبات المنشدين للبيت من نفيس
الشعر».11


وفي
عهد الدولة العلوية اتسع نطاق الاحتفال، وأصبحت تقام ليلة عيد المولد
وليلة سابعه في مختلف الزوايا والأضرحة وبعض المساجد والبيوتات، حيث تنشد
الأمداح النبوية الشريفة، كما تتلى قصة المولد النبوي الكريم. وكان
المغاربة عموما يتلون قصة المولد النبوي للبرزنجي مخللة بتصلية المدني.12


وورد
في كتاب «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن» أن الشيخ أبا المحاسن
رضي الله عنه كان يطعم الناس في ذلك اليوم، ... ويحضر خلق من المساكين لا
يحصون، فيأكلون ويحملون ما أمكن؛ يصنع ذلك في اليوم الثاني عشر وفي سابعه
أيضا، وهو اليوم الثامن عشر على ما جرت به العادة في فاس.


ولقد
أصبح من مظاهر هذا الاحتفال، أن يقام على المستوى الرسمي احتفال يرأسه
سلطان البلاد ويرعاه بنفسه، وتلتئم حول حضرته جموع من المسمعين الوافدين
من مختلف حواضر المملكة. وما زالت هذه السنة دَيْدَنَ ملوك الدولة، دأبوا
على إحيائها وتوارثوها خلفا عن سلف تأكيدا لحب المغاربة قاطبة لجدهم صلى
الله عليه وسلم وتشبثهم بآل بيته الطاهرين.


أما
على المستوى الشعبي، فتجدر الإشارة إلى احتفال أهل سلا، والذي أصبع يعرف
بموكب الشموع في إشارة إلى أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نورا
وهداية للجميع، وقد ارتبط هذا الاحتفال بالولي الصالح الفقيه مولاي عبد
الله بن حسون، والذي كان معروف القدر والمكانة عند المولى أحمد المنصور
الذهبي الذي أقطعه البقعة التي اختط بها زاويته ودار سكناه. فكان رضي الله
عنه مولعا بعمل المولد النبوي، عظيم الاحتفال به حيث كان يرأس هذا
الاحتفال وكذا الاحتفالات التي كانت تقام بزاويته طيلة أسبوع تخليدا لذكرى
الرسول الكريم. فكان يحتفل للمولد غاية الاحتفال وكان يأتيه لحضور موسمه
عنده بزاويته من حواضر البلاد وبواديها العلماء والأولياء وشيوخ الزوايا
وأهل السماع.


ولا زالت جل الزوايا في كل المدن والمناطق المغربية تحتفل بالمولد النبوي، وتقيم له المواسم وتحيي له ليالي الذكر والمديح.

ولابد
من الإشارة - في هذا السياق -- إلى الحفل الديني البودشيشي الكبير الذي
دأبت على إحيائه الطريقة القادرية البودشيشية باعتباره - حاليا - من أكبر
الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة، وذلك بما يعرفه من توافد عدد كبير من
المريدين والذاكرين والزائرين، ذكورا وإناثا، مغاربة وأجانب من جنسيات
عربية وأوربية وأمريكية وأسيوية وافريقية حيث يقدر عددهم بحوالي المائة
ألف، وكذلك بما يميز برنامجه الذي يجمع بين التعبد والتعلم، وذلك ما خلق
اهتماما داخليا وخارجيا بهذه الطريقة، وفضولا إعلاميا بشتى أنواعه حول
منهجها التربوي الصوفي.


لقد
كان للسلف الصالح من العلماء العاملين والأولياء العارفين بهذا البلد،
اختيارات موفقة في العقيدة والعبادات والسلوك، واجتهادات صائبة سنوا بها
لقومهم سننا حسنة، وقتهم شر الفرقة والتشرذم، وجعلتهم كتلة متراصة، وجسما
واحدا.


وبقدر
ما كان للعلماء من حرص على ربط اجتهاداتهم بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع
السلف الصالح، بقدر ما رعت الأمة كل الرعاية اختيارات علمائها، وعضت عليها
بالنواجذ، ووقفت في وجه الخارجين عن ميثاق الجماعة واختيارات الأمة تحت
ذرائع وشبه وأباطيل، دحضها العلماء وفندوها. لقد اجتهد السلف في قضايا لم
تكن في العهد النبوي، وأوجدوا لها حلولا، ولم يقفوا متفرجين، كما يريد بعض
الخلف اليوم للفكر أن يتوقف عن كل حركة لحل ما يستجد من المشاكل على ضوء
أصول الشرع ومقاصده.


(*) باحث في التاريخ المعاصر



هوامش

1
محمد الباقر الكتاني، روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات، تقديم: عبد
الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني، مطبعة الأمنية بالرباط، 1395هـ/1975م،
ص.16- 30.


2 عبد الله كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت 1961، ج.1، ص.132.

3 المصدر السابق.

4
أبو العباس أحمد الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل
إفريقية والأندلس والمغرب، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب،
1401هـ/1981م، ج.11، ص.278-279.


5 م.س، ج.11، ص.280.

6 ديوان ابن الصباغ الجذامي، مخ. خ. ع. بالرباط.

7 التعريف بابن خلدون، تصح. محمد بن تاويت الطنجي، ص. 8.

8 فتح الله البناني، كتاب فتح الله في مولد خير خلق الله، ص. 161.

9 ابن الأحمر، نثير الجمان، ص. 324 ـ 326.

10 ابن الدراج،الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع، تحقيق: محمد بنشقرون.

11 الفشتالي، مناهل الصفا، تحقيق: عبد الكريم كريم، ص.236 ـ 238.

12
آسية الهاشمي البلغيثي، المجالس العلمية السلطانية على عهد الدولة
العلوية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مطبعة فضالة،
1416هـ/1996م، ج.1، ص.214.


(عن الاتحاد الاشتراكي)

said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Empty هكذا يكون الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الخميس 25 فبراير 2010 - 21:22

المولد النبوي  الشريف بالمغرب... 50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالـى وبــــركــــــــاته المولد النبوي  الشريف بالمغرب... Palestine
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه ‘ اللهم لك الحمد على الإيمان ولك الحمد على الإسلام ولك الحمد على أن شرفتنا بأن أرسلت لنا خير الأنام ليكون شفيعنا يوم الزحامفأفضل الصلاة وأتم السلام عليك يا سيدي يا خير الأنام. وعلى آلك وصحبك أجمعين.
أمّا بعد، فإن هذه دعوة موجهة من القلب إلى القلب:
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( تهادوا تحابوا )) . فإننا ولله الحمد ‘كثيراً ما نطبق وصية الحديث‘ فإن كنا نحب أحداً فإننا ننتظر فرصة لنرسل له هدية لنعبر له عن حبنا ‘ومن أعظم هذه الفرص التي ننتظرها هي عيد ميلاده‘ لنقدم له هدية ونفكر ماذا سنقدم له ؟ فكلما كبرت محبته في قلوبنا زادت قيمة الهدية. فإننا نشغل تفكيرنا قبل أيام ماذا سنهديه ‘ وأحياناً أخرى قبل أسابيع وأحياناً بعد تقديم الهدية نفكر ماذا سنهديه في العام المقبل ؟
فيا ترى هل خطر في بالنا يوماً ماذا سنهدي سيد البشر ‘ حبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا عليه السلام ؟ إننا في كل عام يمر علينا يوم ميلاده الشريف ونحن لا نتأثر ولا نبالي وكأن حدثاً لا يخصنا ولا يهمنا !! إننا نطيل التفكير ماذا سنقدّم لفلان ونحتار ونسأل ونتردد ما الهدية التي تليق به وبنا ؟ وهذا فلان لم يكن ميلاده قد قدم أو أخر في الحياة البشرية شيئاً على الغالب ‘ فكيف بمن كان مولده رحمة للعالمين ؟!! فإنه عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق على الإطلاق ‘ أما يليق به أن نقدم له هدية ً لنعبر له عن حبنا وشوقنا وعِظََم قدره في قلوبنا ؟ أما يليق به صلى الله عليه وسلم ذلك ؟؟ إن كانت الأموال تبذل لإنسان قد لا يعادل عند الله جناح بعوضة فكيف بخير الخلق وسيدهم وإمامهم وشفيعهم صلى الله عله وسلم.
هو الذي قد بذل الغالي والنفيس وضحّى بكل شيء لنكون نحن مسلمين ‘ ولنكون ممن نالوا وسام الخيرية من الله عز وجل عندما قال : { كنتم خير أمةأخرجت للناس } هو الذي ادخر لنا الدعوة المستجابة التي خصه الله تعالى بهافخبأها لأمته ‘ فهل نحن نستحق هذا الادخار ؟ إن كان إنسان صنع معك معروفاً بقيت طيلة عمرك ممتناً له ودائماً تحاول أن ترد له بعض ما قدمه لك‘ أما آن أن نرد شيئاً بسيطاً من أفضاله بعد فضل الله علينا ؟؟
فيا ترى ماذا سنقدم لسيدنا في هذا العام ‘ أما نريد أن نكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله عندما قال : ((ورجلان تحابا في الله )) ولقد أعلمنا حبيبنا أيضاً أن من علامات الهدية ‘ ومن أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون حبيبك بعد الله ‘ فتكون أنت وسيدنا صلى الله عليه وسلم تحت عرش الرحمن ؟؟
إنّ المحب على قدر محبته لحبيبه تكون هديته ‘ فانظر ما قدر محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أساسها قدم الهدية ‘ ومن المعلوم أننا لا نستطيع أن نوفي مهما قدمنا ولكن الهدية بقيمتها المعنوية ‘ فماذا تحب أن تهدي .. لا أدري ما أقول وبما أصفه نبيك .. أم حبيبك .. أم قائدك .. أم شفيعك .. سيدك المبعوث رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟؟
أما يستحق منك أن تفكر ماذا ستكون هديتك له في يوم مولده صلى الله عليه وسلم لذلك تقصدت أن أقوم بإرسال هذا المقال قبل يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم لنعرف كيف وماذا سنهديه ؟؟؟
نماذج من الهدايا :
1-
ختمة من كتاب الله تعالى.
2-
زرع محبته في قلوب الأطفال والكبار والأهل و الأصحاب.
3-
تطبيق سنته في الأمور كلها دقيقها وعظيمها ‘ جلها و صغيرها.
4-
تبليغ رسالته فهو القائل صلى الله عليه وسلم (( بلغوا عني ولو آية )).
5-
دراسة سيرته العطرة بعمق ومن ثم إسقاطها على أنفسنا لنكون ممن سار على نهجه القويم.
6-
عمل صالح يسعد به عندما يطلع عليه وتكون ممن يقول لهم يوم القيامة (( أمتيبيّضتم وجهي )).
7-
الإكثار من الصلاة عليه لا باللسان فقط بل بإمرار المعاني على القلوب .
8-
إهداء كتب تتحدث عن شمائله وتزيد من محبته صلى الله عليه وسلم لمن تعلم منه القراءة ‘ أو مجموعات مسموعة لمن لا يقرأ [ شريط كاسيت / أقراص ليزرية ].
9-
أن تتكلم عن شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم في كل مكان تجلس فيه ‘ فإن المحب يلهج لسانه بذكر محبوبه أينما حل. وإلى غيرها من الأمور ... ولنسأل أنفسنا هل يا ترى سيأتي وقتاً كأيامنا هذه التي نمر بها لنعبر بها عن حبنا لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟ فإن كنت محباً صادقاً في محبتك وتريد أن تحشر تحت لوائه يوم القيامة وتسقى من يده الشريفة صلى الله عليه وسلم وتكون جاراً له في الجنة اعمل و فكر من الآن لتستحق أن تكون من أمته صلى الله عليه وسلم ...
مــــــــــــلاحظة :
لكل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن يخبر أحبابه لنشترك جميعاً في نيل الثواب وعسى أن نجتمع يوم القيامة تحت عرش الرحمن .
اللهم آآآميييييين
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى