صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المفسدون في الارض

اذهب الى الأسفل

المفسدون في الارض Empty المفسدون في الارض

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 9 أبريل 2008 - 19:12


بقلم: الشيخ
عادل أبوالعباس
عضو لجنة الفتوي بالأزهر

يقول الله تعالي: "إنما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع
أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في
الآخرة عذاب عظيم".

رغم أن علماء التفسير مجمعون عند تفسيرهم لآيات الله علي أن العبرة
بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإنهم في نفس الوقت يعتبرون معرفة أسباب
النزول من أهم الأمور التي تعين علي فهم النص القرآني.

وقد نزلت الآية المذكورة بسبب قصة كانت أحداثها مفتاحا لتشريع حكيم
يصون الجماعة الإنسانية من جراء المعتدين علي الأنفس والأموال وسفاهات
القائمين بإرهاب البلاد وسفك دماء العباد وتلخص هذه القصة كما أخرجها
البخاري ومسلم من طريق أنس بن مالك أن ناسا من قبيلة "عرينة" التي تسكن
الجنوب الغربي لمدينة الطائف قدموا المدينة علي رسول الله صلي الله عليه
وسلم مظهرين له الإسلام مبطنين الكفر وكانت المدينة يوم ذلك رديئة المناخ
موبوءة فأصابهم سقم اصفرت به ألوانهم فقالوا: يا رسول الله إنا كنا أهل
ضرع ولم نكن أهل ريف وإنا نطلب الاستشفاء بعيدا عن المدينة فأذن لهم صلي
الله عليه وسلم وبعثهم إلي "الحرة" حيث يرعي غلامه "يسار" إبلا له وأوصاه
بهم خيرا وطلب إليه أن يقوم علي تمريضهم وأن يكرم وفادتهم واستجاب "يسار"
لأوامر الرسول الأكرم فأطعمهم وسقاهم وقام علي خدمتهم فأكلوا هنيئا وشربوا
مريئا وركبوا وطيئا في هواء "الحرة" الطلق حتي صحوا بعد علة وسمنوا بعد
هزال واشتدوا بعد ضعف وبدلا من شكر هذه النعمة ومقابلة الإحسان بمثله
تمردوا لئاما حتي صدق فيهم قول القائل: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن
أنت أكرمت اللئيم تمردا.

كما صدقت فيهم حكمة الحكيم: "اتق شر من أحسنت إليه" أتدري ماذا فعلوا؟!.


لقد كفروا بعد إسلامهم. وقتلوا "يسارا" غلام النبي صلي الله عليه وسلم
ومثلوا بجثته شر مثله إذ جعلوا الشوك في عينيه اللتين كانتا ترعيانهم
وتحرسانهم احتسابا لله وطاعة لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم
استاقوا الإبل فرحين مستبشرين بما ارتكبوا من جرائم.

وعلم النبي صلي الله عليه وسلم بصنيع هؤلاء الخونة الغلاظ فبعث الطلب
في آثارهم ونودي الغلاظ فبعث الطلب في آثارهم ونودي في الناس أن يا خيل
الله اركبي "وركب فرسان عشرون وركب عليه السلام في أثرهم فما زالوا
يطلبونهم حتي وجدوهم فنزلت الآية علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأمر
بأن يسمروا أعينهم وأن تقطع أيديهم ثم تركوا في ناحية "الحرة حتي ماتوا".

هذه هي قصة رجال "عرينة" وتلك هي نهايتهم وعقابهم الصارم جزاء
خيانتهم وإفسادهم وبسبب ما اقترفوه نزل حكم الله العدل فيهم ولكي يطبق علي
أمثالهم من المفسدين في الأرض بالسرقة والقتل وإرهاب الآمنين في منازلهم
ومساكنهم.

لقد فعل رجال "عرينة" مثلما تفعل العصابات اليوم في كثير من البلاد
الإسلامية وغير الإسلامية من سلب ونهب وقتل وترويع وإرهاب إلا أن الفرق
بينهما أن مجرمي الأمس أخذوا جزاءهم وفق ما أنزل الله علي رسوله فطبق
عليهم حد الحرابة ونفذ القائمون علي أمور العباد أمر الله القائل: "ولا
تأخذكم بهما رأفة في دين الله" بينما لا تجد عصابات اليوم الجزاء الرادع
بسبب قصور القانون البشري الهزيل مما يجعلها تعود إلي ارتكاب جرائمها
المروعة للأنفس المزهقة للأرواح بل إن الأدهي من ذلك والأمر أن يوجد من
يدافع عن هؤلاء المجرمين من المفسدين في الأرض باسم الرحمة والشفقة زاعمين
قسوة عقوبات الشريعة وعدم ملاءمتهما لمتطلبات الحضارة الحديثة وقد غاب عن
هؤلاء الواهمين أن الرحمة الحقيقية والعدالة المطلبة مصدرها الأول وحي
السماء وأن العقوبات ما شرعت إلا لردع الآثمين وزجر غيرهم وأن الشرعية في
كل أحكامها راعت المساواة التامة بين الجرم وعقابه مع تقديم النتائج التي
تترتب عليه هذا إلي جانب أن لشدة العقوبة في الحرابة وارهاب الآمنين فلسفة
خاصة في شريعة السماء لأن صون النفس والمال والعرض من أهم الكليات التي
حرص الإسلام علي حمايتها ففرض لها الجزاءات الحاسمة لردع كل من تسول له
نفسه الاعتداء عليها وفي ذلك ما يحفظ للبشرية عزتها فمن جهة يأمن المجتمع
علي نفسه وأمواله وفي ذات الوقت تحارب نزعات الاعتداء والإرهاب التي تراود
بعض النفوس الشريرة أو المريضة أو الجاهلة.

ومع كل هذا فقد أولت الشريعة المتهم في هذا النوع من الجرائم عناية
خاصة فضيق من نطاقها حيث اشترط لتطبيق الحد توافر شروط معينة ليس من السهل
اجتماعها ونصت علي أكبر قدر من الضمانات مما لم تعرف التشريعات الوضعية
وحينئذ ينبغي أن لا يغرب عن الذهن أن أحكام الشريعة الإسلامية تولاها رسول
الله صلي الله عليه وسلم بإرشاده وقدم لها أهل العلم والفكر الأسبقون
الاهتمام والرعاية الواجبة فأصبح لا مجال لحجة يتذرع بها منصف للقول بأنها
لا تكفل متطلبات الحياة في العصر الحديث بل إن العقل الصحيح يقول: إن
أحكامها هي السبيل الأوحد لحماية المجتمع من أي بغي أو عدوان أو إرهاب بعد
أن زاد عدد مسجلي الخطر.

إن قصة آية حد "الحرابة" والجزاء العادل الذي ناله أولئك القتلة من
"العرنين" رادع لا محالة لكل من تسول له نفسه إرهاب الآمنين وقتل
الأبرياء. وصدق الله القائل: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".

فليت القائمين علي أمور العباد ينفذون أحكام الله وحدوده في الخارجين علي سلطان الحاكم المسلم بالإفساد الأخلاقي والاجتماعي.


ليتهم يطبقون شريعة الله فيقتلون القاتل ويقطعون يد السارق ويصلبون من
سرق وقتل في وقت واحد وينفون من أخاف السبيل وقطع الطريق وأرهب الناس في
بيوتهم وبلدانهم ومسالكهم.

إن الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي والتخريب المتعمد لا يمكن أن
يتوقف إلا إذا وجد العقاب الحاسم الذي يتناسب مع الجرم الواقع بعد علاج
الأسباب والدوافع التي أدت إلي حدوثه ووقوعه.

لقد كثرت الشكوي من الإرهاب وذهبت أعداد جمة من الضحايا الأبرياء
وحاول البعض إلصاقه بالإسلام وقصره علي المسلمين وهم براء فهناك إرهاب
الدولة التي تمارسه إسرائيل متمثلة في الصهاينة. وهناك إرهاب الفكر من
خلال محاولة الهيمنة الثقافية وفرضها بالقوة علي العالم من أجل تغيير قيمه
ومعتقداته وثقافاته.

فهلا عاد المسلمون إلي ربهم وأثبتوا للعالم أنهم دعاة حب ووئام وأنه
لا مكان في كتاب ربهم ولا في سنة رسولهم لإرهاب أحد أو إكراهه علي فعل شيء
لا يعتقد به- "لا إكراه في الدين"- وهلا طبقوا حكم الله فيمن يعتدي علي
حدود الله "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون".



abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى