صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حليمة السعدية

اذهب الى الأسفل

حليمة السعدية Empty حليمة السعدية

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 22 يونيو 2008 - 12:43

بقلم: د.إصلاح عبدالحميد ريحان
دكتوراة في التاريخ الإسلامي- جامعة عين شمس
ولد رسول الله صلي الله عليه وسم يتيماً..
من عادات وشيم العرب واخلاقهم أنه إذا ولد لهم ولد التمسوا له المراضع في غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له.. وكانت ثويبة جارية عبدالعزي عم النبي صلي الله عليه وسلم أول من أرضعه.
واخذت آمنة امه "محمد" وهو مازال رضيعاً من جدة عبدالمطلب وأقبلت تحنو عليه في انتظار المراضع من البادية وكان الارضاع وظيفة في العصر الجاهلي واسترضع له جده امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها "حليمة" بنت أبي ذؤيب فكانت أمه من الرضاع أما أبوه من الرضاع فكان الحارث بن عبدالعزي واخوته من الرضاع عبدالله بن الحارث وأنسية بنت الحارث وحذافة بنت الحارث وهي الشيماء وكانت تحضنه مع امها إذا كان عندهم.. ولكن محمد "صلي الله عليه وسلم" لم يكن له أب ترقب عطاياه فزهدت فيه المراضع ورفضوه وتطلعن إلي غيره وكان "صلي الله عليه وسلم" يرجع فصاحته المعجزة إلي منبته فيقول "صلي الله عليه وسلم": ولدت في قريش واسترضعت في بني سعد.. وقال له أبوبكر: ما رأيت أفصح منك يا رسول الله؟!!.. فقال له "صلي الله عليه وسلم": ما يمنعني ولدت في قريش وأرضعت في بني سعد.
وكان ارضاع حليمة السعدية لمحمد "صلي الله عليه وسلم" خيراً وبركة علي أسرتها كلها.. وتقول حليمة مرضع رسول الله صلي الله عليه وسلم: أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد عشرة يطلبن الرضعاء في سنة شهباء جدباء علي أتان قمراء شديدة البياض "انثي الحمار" ومعنا شارف "ناقة مُسنة" والله ما كانت تبض بقطرة وما كنا ننام ليلنا أجمع من بكاء صبينا من الجوع ما في ثدي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه ولكنا نرجو الغيث والفرج.
قالت حليمة: فخرجت علي أتاني تلك ولقد أبطأت بالركب حتي شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً حتي قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي تأباه إذا قيل لها أنه "يتيم" وذلك انا كنا نرجو الخير أبي الصبي.. فكنا نقول "يتيم" وما عسي أن تصنع أمه وجده فكنا نكره لذلك.
وفي رواية أخري:قالت حليمة: فما بقت امرأة قدمت معي إلا اخذت رضيعاً غيري فلما اجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي والله اني لأكره أن ارجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً والله لأذهبن إلي ذلك اليتيم فلآخذه قال لها: لا عليك عسي الله ان يجعل لنا فيه بركة قالت: فذهبت إليه فاستقبلني عبدالمطلب فقال لي: من أنت؟ قلت: امرأة من بني سعد قال: ما أسمك؟ قلت: حليمة فتبسم عبدالمطلب وقال: بخ بخ سعد وحلم خصلتان فيهما خير الدهر وعز الأبد ياحليمة عندي غلام يتيم قد عرضته علي نساء بني سعد فأبين أن يقبلنه وقلن ما عند اليتيم من الخير؟ انما نلتمس الكرامة من ابيه فهل لك أن ترضعيه فعسي ان تسعدي به؟ فقالت: اشاور صاحبي فأخبرته فكان الله قذف في قلبه فرحاً وسروراً فقال لها خذيه يا حليمة قالت فرجعت إلي عبدالمطلب فقلت له: هلم الصبي فاستهل وجهه فرحاص فأخذني وادخلني إلي بيت آمنة فقالت لي: أهلاً وسهلاً وادخلتني في البيت الذي فيه محمد صلي الله عليه وسلم فإذا هو مُدْبَحْ في صوف أبيض من اللبن وتحته حريرة خضراء يغط في نومه تفوح منه رائحة المسك فأشفقت أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله فوضعت يدي علي صدره ففتح عينيه وتبسم ضاحكاً إليّ فخرج من عينيه نور حتي دخل خلال السماء وأنا انظر فقبلته بين عينيه وأخذته ورجعت به إلي رحلي فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من اللبن فشرب حتي شبع وشرب معه أخوه حتي شبع ثم ناما وما كنا ننام معه قبل ذلك وقام زوجي إلي شارفنا فإذا انها لحافل فحلب منها شرب وشربت معه حتي انتهينا رياً وشبعنا فبتنا بخير ليلة.
قالت حليمة: قال لي صاحبي: تعلمي يا حليمة والله لقد اخذت نسمة مباركة فقلت: والله اني لأرجو ذلك قالت ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم وصلت بركات محمد صلي الله عليه وسلم وهنا كانت صواحبها يقلن لها: يا ابنة ابي ذؤيب ويحك اربعي علينا أليست هذه أتانك التي خرجت عليها؟ فأقول لهن بلي والله أنها لهي فيقلن لها: والله ان لها لشأناً.
وكانت وفرة الخير والبركة تأتي حليمة حين عودتها إلي منازلها في بلاد بكر بن وائل الشهباء وقالت حليمة ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم ارضاً من ارض الله اجدي منها فكانت غنمي تروح عليّ حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسانا قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتي كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت ابي ذؤيب.. فلم نزل نتعرف الزيادة في الخير حتي مضت سنتاه وفصلته فكان يشبُ شباباً لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتي كان غلاماً جفراً قوي علي الأكل واستغني عن اللبن فقد منا به علي أمه ونحن احرص شيء علي مكثه فينا لما كنا نري من بركته فكلمنا أمه وقلنا لها لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني اخاف عليه وباء مكة قالت: فلم تزل بها حتي ردته معنا فرجعنا به فرحين مبشرين وكان صلي الله عليه وسلم يقول: أنا اعربكم انا قرشي واسترضعت في بني سعد بن بكر.
"حادث شق الصدر" قالت حليمة: فوالله انه بعد قدومنا بأشهر حتي وقع له أمر أخافنا وأقلقنا وهزنا هزاً.. فلقد خرج ذات صباح مع أخيه في غنيمات لنا يرعيانها خلف بيوتنا فما هو إلا قليل حتي أقبل علينا أخوه يعدو وقال الحقي بأخي القرشي فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه قالت: فخرجت أنا وابوه نحوه فوجدناه قائماً منتقعاً وجهه قالت: فالتزمته والتزمه أبوه.
وهنا قالت له حليمة: مالك يا بني- قال صلي الله عليه وسلم: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً لا ادري ما هو.
وعن انس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرجه فاستخرج منه علقه فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده إلي مكانه.
قالت حليمة فلما بلغنا خباءنا التفت إليّ زوجي وعيناه تدمعان ثم قال ياحليمة لقد خشيت ان يكون هذا الغلام قد اصيب فالحقيه بأهله قبل ان يظهر ذلك به فإنهم أقدر منا علي ذلك.
قالت فاحتملناه فقدمنا به علي أمه فقالت: ما أقدمك به يا ظئر و"الظئر هي التي ترضع ولد غيرها" وقد كنت حريصة عليه وعلي مكثه عندك؟.. قلت لقد قوي عوده واكتملت فتوته وقضيت الذي عليّ نحوه وتخوفت عليه من الاحداث فأديته إليك كما تحبين.
قالت لها آمنة: اصدقيني خبرك ومازالت تلح عليها ولم تدعها حتي اخبرتها بما وقع له فهدأت ثم قالت لها: هل تخوفت عليه الشيطان يا حليمة قالت لها نعم قالت لها آمنة: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل وان لبني شأنا: فهل أخبرك خبره قالت لها: بلي قالت لها: رأيت حين حملت به وحين ولدته نزل واضعاً يديه علي الأرض رافعاً رأسه إلي السماء ثم قالت لها دعيه عنك وانطلقي راشده جزيت عنه وعنا خيراً.
فانطلقت حليمة مع زوجها محزونين أشد الحزن علي فراقه وقد عاشت حليمة السعدية حتي بلغت من العمر عتياً ثم رأت الطفل اليتيم الذي اصبح رسولاً للبشرية ومرشداً لها.. فآمنت به وصدقت بالكتاب الذي أنزل عليه.
فما أن رآها حتي استطار بها فرحاً وسروراً وطفق يقول: أمي أمي ثم خلع لها رداءه وبسطه تحتها واكرم وفادتها أبلغ الاكرام وعيون الصحابة تنظر إليه وإليها في غبطة واحلال.
وقال صلي الله عليه وسلم: أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة عيسي وقال صلي الله عليه وسلم ما من نبي إلا وقد رعي الغنم قيل له: وانت يا رسول الله قال: صلي الله عليه وسلم وأنا.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى