صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العربية في خطر /موسى الأسود

اذهب الى الأسفل

العربية في خطر /موسى الأسود Empty العربية في خطر /موسى الأسود

مُساهمة من طرف بديعة الجمعة 28 نوفمبر 2008 - 20:18

اللغة العربية ليست مجرد ألفاظ ومفردات وجمل وتركيبات لغوية، ولكنها وعاء لقيم ثقافية وأخلاقية ودينية وتراثية، لأمة العرب والإسلام، والمحافظة عليها واجب لا يقل أهمية عن الحفاظ على الواجبات والعبادات الإسلامية الأخرى، فهي لغة القرآن، ولغة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولغة أهل الجنة، وهي اللغة الوطنية لأمة العرب، وهي اللغة التي يتعبد بها المسلمون ويناجون ربهم سبحانه وتعالى، «كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون».
ونظراً لما لسلامة اللغة من أهمية بالغة وأثر كبير في حفظ كيان الأمة وهويتها وثقافتها، فقد كان السلف من أحرص الناس على التمسك بها، وحمايتها من تسرب الأخطاء أو العامية إليها.
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم يتدربون على الرمي، فسمع أحدهم يقول أسيت! أي أسأت. فقوَّم عمر له خطأه، وقال مستنكراً: سوء اللحن أسوأ من سوء الرمي! بل انه رضي الله عنه كان يعتبر تعلم اللغة واجباً دينياً لأنها متصلة بعقيدة الأمة، ويقول في ذلك: تعلّموا اللغة العربية فإنها من دينكم!.. وكان عبدالملك بن مروان يقول: اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب والجدري في الوجه! وقال أبو الأسود الدؤلي واضع علم النحو: إني لأجد للحن غَمْزاً كغمز اللحم! وسمع أحد الأدباء رجلاً يلحن في كلامه فقال: رأيت عورات الناس بين أرجلهم، وعورة هذا بين فكّيه! وسمع الإمام الأعمش رجلا يلحن فقال: من هذا الذي يتكلم، وقلبي منه يتألم؟!
لقد خفت بريق العربية في وطنها، وانكمش تألقها، وأصبحت الفصحى غريبة! وفي حالة انحسار وانكماش وضمور، وتقهقر وتراجع، والعامية تزحف وتنتشر وتستولي على معظم القلاع وتحتل اكثر الألسنة!وليس ذلك فحسب، بل انه الى جانب سيادة اللهجة العامية، زحفت اللغات الاخرى وسيطرت، فكم في البلاد العربية من اماكن ومؤسسات وشركات، لا تتمكن من التفاهم مع من فيها، لان لغة التخاطب هي الاجنبية؟! نعم، انه من الاهمية بمكان تعلم اللغات الاخرى، لانها وسيلة الانفتاح على الآخرين، والاطلاع على الثقافات العالمية، لمعرفة الجديد في المنجزات العلمية والمعطيات الحديثة، ولكن هذا لا يبرر التخلي عن لغتنا واهمالها، وبذل الجهد في نشرها، ان اللغة العربية غنية وثرية وقادرة على مواكبة العصر، واستيعاب مفرداته ومصطلحاته في شتى العلوم والمعارف، ومواجهة جميع التطورات والتعامل مع كل المتغيرات، ولكننا نحن نتكاسل ونتقاعس، والتقصير من جانبنا، فنستخدم المفردات والمصطلحات والمسميات الاجنبية، ولم نوجد لها البديل العربي، لنستخدمه في خطابنا.
لقد كانت العربية لغة العلم الاولى طيلة قرون عديدة، كانت امة الاسلام حينها في اوج حضارتها ورقيها وتقدمها.
يقول رائد علم الاجتماع العلامة المؤرخ ابن خلدون: «ان غلبة اللغة بغلبة اهلها، وان منزلتها بين اللغات، صورة لمنزلة دولتها بين الامم!
وان اكثر لغات العالم طارئة وحديثة، وقد تختلف مفرداتها من جيل الى جيل، اما لغتنا فهي اصيلة وموغلة في القدم، ولم تتغير من جيل الى جيل.»
أليس من المفاهيم الدخيلة، تلك الانهزامية النفسية التي تعتبر التحدث باللغات الاخرى في المجتمعات العربية عنوان التحضر والرقي والتقدم، واستخدام المفردات الاجنبية في سياق الحديث امارة الثقافة!
ألم يستقر في اذهان هذا الجيل ان التعليم بالمدارس الاجنبية ارقى، وان حظوظ الخريجين اوفر في التعليم العالي، وفي التوظيف والمناصب القيادية؟!
بل أليس من العجيب ان يكون التعليم باللغات الاجنبية في المدارس عنصر جذب بسبب ارتقاء مستوى التعليم بهذه المدارس على حساب اهمال اللغة العربية؟ أليس هذا من الاغتراب؟ لقد بات من المألوف مشاهدة اللافتات على واجهات المحلات وفي الشوارع لأسماء اجنبية وبالحروف اللاتينية، يحدث هذا في الوقت الذي تسعى فيه كثير من الدول الى نشر لغاتها في العالم، والى نشر ثقافتها وفرض حضارتها، ونحن نتراجع شيئا فشيئا.
ان الاهتمام باللغة العربية يحتاج الى حملة وطنية وتوعية شاملة على جميع الاصعدة، وفي جميع بلاد العروبة للتركيز على الفصحى، وان من واجبنا تمكين اللغة العربية في المجتمعات وتحصينها من العامية، فهي التي تحمي ثقافتنا وتراثنا وحضارتنا العربية والاسلامية، وان انتشار اللهجة العامية خطر داهم على الامة يجب التصدي له ومقاومته.

بديعة
بديعة
مشرف (ة)
مشرف (ة)

انثى عدد الرسائل : 6241
العمر : 38
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى