صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة الحج الأعظم

اذهب الى الأسفل

قصة الحج الأعظم Empty قصة الحج الأعظم

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 2 ديسمبر 2008 - 20:29

وقف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فنادي بأعلي صوته أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت صلي الله عليه وسلم فكرر الرجل السؤال ثلاث مرات. فقال صلي الله عليه وسلم : "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم علي أنبيائهم".
منذ ذلك الحين الذي قال فيه الرسول هذه الخطبة الموجزة ووفود المسلمين تتري وتتوالي لتأدية هذه الفريضة المقدسة التي اعتبرها الإسلام ركنا من أركانه الثابتة والذي يعتبر في حقيقته تجردا لله وانسلاخا من مادية الحياة وانطلاقا من جوانب الأرض وهواتف المادة. ولذا أعلن الرسول صلي الله عليه وسلم في شهر ذي القعدة سنة عشر من الهجرة أنه حاج عامهم هذا داعيا إياهم أي المسلمين إلي الحج معه آمرا أن يتهيأوا للسفر إلي بيت الله الحرام. وما كاد المسلمون يتلقون دعوته الكريمة حتي استعدوا له وأقبل عشرات الألوف علي المدينة الطاهرة ليكون لهم شرف الصحبة وليأخذوا عن النبي المناسك ويؤدوها كما يؤديها من علمه ربه ورباه. وفي اليوم الموعود لمغادرة المدينة كانت كل فجاجها وأحيائها ومنازلها تدوي بأصوات هذه الألوف المؤلفة التي تهتف بكلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وتتطلع بكل جوارحها إلي التلمذة الشريفة علي يد المعلم الأشرف الذي سيعرفها مناسك هذه الفريضة المقدسة. وهاهو جابر بن عبدالله يحكي لنا قصة هذه الحجة المباركة آمرا إياي أن أسكت ليتكلم فهو أحد الشهود الذين نالوا شرف الصحبة وليس الخبر كالمعاينة. يقول رضي الله عنه: "إن رسول الله صلي الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج. ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلي الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله.
فخرجنا معه حتي أتينا "ذا الحليفة" فولدت أسماء بنت عميس "محمد بن أبي بكر". فأرسلت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثقري أي اربطي في وسطك خرقة تمنع الدم بثوب وأحرمي. حتي إذا استوت به ناقته علي البيداء نظرت إلي مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله صلي الله عليه وسلم بين اظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به فأهل بالتوحيد "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" وأهل الناس بهذا الذي يهلون به. فلم يرد رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئا منه. ولزم رسول الله تلبيته. قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج. لسنا نعرف العمرة. حتي إذا أتينا البيت معه استلم الركن. فرمل ثلاثا. ومشي أربعا. ثم نفذ إلي مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي" وجعل المقام بينه وبين البيت. ثم رجع إلي الركن فاستلمه. ثم خرج من الباب إلي الصفا. فلما دنا من الصفا قرأ: "إن الصفا والمروة من شعائر الله" أبدأ بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا فرقي عليه حتي رأي البيت. فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده. أنجز وعده. ونصر عبده. وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات. فنزل إلي المروة حتي إذاانصبت قدماه في بطن الوادي سعي حتي إذا صعدنا مشي. حتي إذا أتي المروة ففعل علي المروة كما فعل علي الصفا. حتي إذا كان آخر طوافه علي المروة قال: "لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل. وليجعلها عمرة". فقام سراقة بن مالك فقال: يا رسول الله. ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول الله صلي الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخري وقال: "دخلت العمرة في الحج مرتين. لا. بل لأبد الأبد".
وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلي الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل. وليست ثيابا صبيغا والتحت. فأنكر ذلك عليها. فقالت: إن أبي أمرني بهذا فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلي الله عليه وسلم ومن كان معه هدي. فلما كان يوم التروية توجهوا إلي "مني" فأهلوا بالحج. وركب رسول الله صلي الله عليه وسلم . فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتي طلعت الشمس. وأمر بقبة تضرب له بنمرة. فسار رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي أتي "عرفة" فوجد القبة قد ضربت له بنمرة. فنزل بها حتي إذا زاعت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتي بطن الوادي فخطب الناس وقال:ً أيها الناس. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وأن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد. فقتلته هزيل. وربا الجاهلية موضوع. وأول ربا أضع ربانا. ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء. فإنكم اتخذتموهن بأمانة الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلي السماء وينكتها إلي الناس "اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد"
ثم أذن. ثم أقام. فصلي الظهر. ثم أقام فصلي العصر ولم يصل بينهما شيئا. ثم ركب حتي أتي الموقف. فلم يزل واقفا حتي غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتي غاب القرص. وأردف أسامة خلفه حتي أتي "المزدلفة" فصلي بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع حتي طلع الفجر فصلي الفجر حتي تبين له الصبح بأذان وإقامة. ثم ركب "القصواء" حتي أتي المشعر الحرام. فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده. فلم يزل واقفا حتي أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس. وأردف الفضل بن عباس حتي أتي بطن محسر. ثم سلك الطريق الوسطي التي تخرج علي الجمرة الكبري حتي أتي الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصي الخذف رمي من بطن الوادي. ثم انصرف إلي المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده. ثم أعطي عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه. ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها. ثم ركب رسول الله صلي الله عليه وسلم فأفاض بالبيت فصلي بمكة الظهر. فأتي بني عبدالمطلب يسقون علي زمزم فقال: "انزعوا بني عبدالمطلب. فلولا أن يغلبكم الناس علي سقايتكم لنزعت معكم. فناولوه دلوا. فشرب منه".
هذه هي قصة حج الرسول الأعظم صورها لنا الصحابي اللامع جابر بن الصحابي الجليل عبدالله هذا التصوير الرائع ناقلا الكثير من المشاهد والمناسك. معلنا أنه واحد من أولئك الصحب الكرام الذين نالوا شرف أخذ المناسك مباشرة عن هذا النبي الخاتم القائل: "خذوا عني مناسككم" فكان نعم الإعلامي الصادق الذي نقل الصورة بأمانة تاركا التحليل والاسهاب والتفصيل لمن شاء من الذين تذوقوا جزالة اللفظ. وبلاغة الكلم. لدي أفصح من نطق بالضاد سيدنا رسول الله أولئك آبائي فجئني
بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

بقلم الشيخ: عادل أبو العباس
عضو لجنة الفتوي بالأزهر
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى