صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شرف البشرية بالتزكية النبوية

اذهب الى الأسفل

شرف البشرية بالتزكية النبوية Empty شرف البشرية بالتزكية النبوية

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 8 أبريل 2009 - 6:32

يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات: .13


يقول المفسرون: إن شرف الإنسان واعتباره يكون علي حسب تحققه بالتكاليف
الشرعية وتمسكه بما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الله تعالي إذ
أن الشريعة فيها صلاح الإنسان وسعادته فكلما تمسك بها الإنسان كلما ازداد
ارتقاء في الكمال الإنساني ونال شرف التقرب من الله تعالي.

لم يقل الحق جل وعلا: إن أكرمكم عند الله أغناكم أو أقواكم أو أجملكم.


يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: لقد خلق الله تعالي الإنسان
شريف الأصل. وشريف الفصل وشريف البداية فليحرص علي ذلك وليرجع إلي ربه
كريما مكرما كما خلقه.

أما شرف الأصل فلقد خلق الله تعالي جسم أبي البشرية سيدنا آدم عليه
السلام بيديه ويقول الحق في محكم تنزيله مخاطبا إبليس اللعين لما امتنع عن
السجود لسيدنا آدم عليه السلام: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت
بيدي" ص:.75

ويقول تبارك وتعالي: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" "الحجر:29" أي: سجود تكريم وتعظيم.


ولقد أدركت الملائكة سر قوله تعالي: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي"
فسجدوا كلهم لسيدنا آدم عليه السلام وأما إبليس فقد عمي عن ذلك السر
وامتنع عن السجود معترضا علي حكمة الله تعالي وراح يقرن- بجهل وغباء وصلف-
النار بالطين فظهر لخياله المريض وأفقه الضيق أن الشرف لمن خلقه الله من
نار. فضل وكفر يقول صاحب المعجم: الصلف: الغلو في الظرف والزيادة في
المقدار مع تكبر. وقوله تعالي: "ونفخت فيه من روحي" أي: روحا بداية خلقها
مشرفة مطهرة وأوصلتها إلي جسم آدم. ثم إلي ذريته من بعده.

فيجب علي كل من عرف شرف أصله وعراقة محتده أن يحافظ عليه ولا يدنس
نفسه بل يزكيها بما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم فيرتقي في مدارج
الكمال حتي يحل "في مقعد صدق عند مليك مقتدر" "القمر: 55".

وفي المعجم: المحتد: الأصل والطبع.


وأما من دس نفسه بأن أهانها وارتكب ما حرم الله فقد خاب وخسر لأن الدس
والتدسيس بمعني واحد وهو وضع الشيء في مكان حقير وهذا شأن من لم يتزك
بتزكية رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد ضيع نفسه وأهانها وكأنه وضعها في
مواضع الرذائل والقبائح.

وقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم طريق التزكية حين سئل: ما
تزكية المرء نفسه يا رسول الله؟ أي: ما هو طريق التخلي والتطهر من الرذائل
والتحلي بالفضائل؟

فقال صلي الله عليه وسلم كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه: يعلم أن الله معه حيث ما كان.


أي كن أيها العاقل علي خشية منه سبحانه مراقبا لجلاله وعظمته سبحانه
ومما يحملك علي الكف عن الرذائل والميل إلي الفضائل. فلابد لكل إنسان أن
يتزكي بتزكية رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي تتحقق له الإنسانية
الكاملة ويصير إنسانا كاملا بالمعني كما هو إنسان بالصورة والشكل والمبني.

ومن أعرض عن تزكية نبينا وقرة أعيننا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
وانسلخ من شريعته فقد تجرد في حقيقته الإنسانية وصار إنسانا بالصورة فقط
ولكنه من حيث المعني والحقيقة حيوان بهيمي شهواني لا يعرف من الدنيا إلا
الأكل والشرب والمتعة يقول الله تعالي" والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما
تأكل الأنعام والنار مثوي لهم" "محمد:12".

ومن وجوه الحاجة إلي تزكية رسول الله صلي الله عليه وسلم أن التقرب
إلي الله تعالي لا يكون إلا لمن طهر نفسه من الدنس والرجس. وعالج قلبه من
الأمراض والشبهات فذرة فساد في نفس المؤمن تمنعه من دخول الجنة حتي يتطهر
منها وتطيب نفسه ومن لم يتطهر في الدنيا ومات ولم يتب فسيمر علي برازخ
الآخرة ليطهر ويطيب فالجنة لا يدخلها إلا الطيبون الطاهرون يقول سبحانه:
"طبتم فادخلوها خالدين" "الزمر: 73".

وقد بين سبحانه صفة أهل الفلاح والفوز فقال: "قد أفلح من تزكي وذكر
اسم ربه فصلي" "الأعلي: 15" أي قد فاز وربح من تحقق بمقام التزكية وهو
الطهر النفسي والطهر القلبي.

وجزاء من تزكي جنات عدن يقول سبحانه: "جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكي" "طه:76".


وأعلم أيها الإنسان العاقل أن للذنوب ظلمة تحجب القلوب عن الله تعالي
فلا يري صاحب القلب المذنب حلاوة في عبادته ولا يجد خشوعا في قلبه إن هو
صلي أو قرأ القرآن أو ذكر الله تعالي.

وقد أخبر المولي تبارك وتعالي عن احتجاب الكفار عن الله تعالي بسبب
ظلمة ذنوبهم والغشاوة التي علي قلوبهم حتي يتنبه المؤمنون ويتجنبوا خطر
الذنوب قال سبحانه "كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون" المطففين: .14
أي خيمت وأحاطت بقلوبهم ظلمة ذهوبهم فحجبت قلوبهم عن ربهم في الدنيا وكانت
النتيجة في الآخرة أن احتجبوا عن رؤية الله تعالي حيث يقول سبحانه: "كلا
إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون" "المطففين: 15".

وفي الحديث الشريف الذي رواه الإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا أخطأ
خطيئة نكت في قلبه نكتة سوداء. فإذا نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد
زيد فيها حتي تعلو قلبه وفي المعجم: نزع الشيء: اقتلعه.

فلابد لكل مؤمن لكي يحفظ قلبه من زوال الإيمان أو زيغه لابد له من أن
يحاسب نفسه ويبادر إلي التوبة والاستغفار عملا بالوصية النبوية التي
أوردها الإمامان الترمذي وابن ماجة في سننهما حيث قال رسول الله صلي الله
عليه وسلم: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعجز من اتبع نفسه
هواها وتمني علي الله.

والكيس هو الفطن اللبيب.


وقوله صلي الله عليه وسلم: دان نفسه: أي حاسبها.


والمحاسبة تقتضي التوبة والتوبة هي أول مقامات الإيمان الكامل كما قال
تعالي في أول صفة من صفات المؤمنين: "التائبون العابدون الحامدون السائحون
الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود
الله وبشر المؤمنين" "التوبة: 112".

أي: وهؤلاء هم أهل الإيمان الكامل أهل البشائر من الله تعالي ورسوله
الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والله نسأل أن يجعلنا منهم إنه سميع
قريب مجيب الدعاء.
فؤاد الدقس
باحث إسلامي
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى