صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشجرة المباركة

اذهب الى الأسفل

الشجرة المباركة Empty الشجرة المباركة

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 10 أبريل 2009 - 16:53

لو أن لأحد شجرة
فاكهة لذيذة ، وأراد أن يقطف فواكهها ، ويستظل بظلا لها الوارفة ، لتطلب
منه ذلك أن يرعاها بالسقي والتقليم والتهذيب و الدواء المناسب وأن يعرضها
لأشعة الشمس وضوئها ...
الإسلا م شجرة معنوية جذورها العقائد الصحيحة ، و جدعها الشريعة السمحة ، وأغصانها وثمارها
الأخلا ق الحميدة ، والعلوم والمعارف اللطيفة ، والمعاملا ت القلبية الرقيقة .
فقد بني الإسلا م على خمس قواعد أو خمسة أركان هي شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلا ة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا . وهذه القواعد أو الأركان تنقسم إلى ما
يشكل جذور الشجرة وهي العقائد الصحيحة التي اشتملت عليها كلمتا الشهاد تين
، من توحيد وإيمان بالرسالة وبالجنة والنار ، وأمور الآخرة ، وإلى ما يشكل
جدع الشجرة وهي أحكام الشريعة الإسلا مية في فرائض الدين الخمس . وفي حديث
جبريل عليه السلا م أن الدين الذي علمه للصحابة رضي الله عنهم تضمن ثلا ث
مراتب هي الإسلا م والإيمان والإحسان . فإذا كان الإسلا م قد اشتمل على
جانب عقدي وآخر عملي تشريعي ، فإن الإيمان بدوره اشتمل على الجانبين بدليل
قول سيدنا جبريل مبينا أركان هذا الإيمان « أن تؤمن بالله وملا ذكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » [ أخرجه مسلم ] . وقول
الرسول صلى الله عليه وسلم « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلا ها قول لا إله
إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » ،
فدل الحديث الأول على الجانب العقدي من الإيمان ، بينما دل الحديث الثاني
على الجانب العملي منه مع اشتماله على جانب العقيدة كذلك . وأما الإحسان
فهو تتويج للمرتبتين السابقتين الإسلا م والإيمان ، بكونه مقاما روحيا
تثمره العقيدة الصحيحة والأعمال الصالحة ، ويذوق خلا له صاحبه لذة
المشاهدات الروحية ، المشتملة على العلوم والمعارف ، والمعاملا ت
والمنازلات القلبية التي هي بمثابة الثمار من الشجرة . وذلك ما أشار إليه
حديث جبريل عليه السلا م عندما وصف هذا المقام بقوله « أن تعبد الله كأنك
تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك » . وتتطلب الرؤية القلبية للتجليات
الإحسانية - بعد فضل الله تعالى - تصفية القلب من الأكدار والشواغل الحسية
والمعنوية ، والإخلا ص في العبادة مع المحافظة على أحكام الشريعة والإكثار
من الذكر ، وتحري الحلا ل في المطعم والملبس وكل الشؤون ، والتبري من
الحول والقوة ، والا عتراف بتقصير النفس مع مشاهدة المنن الإلهية . ولذلك
انطوى مقام الإحسان على رقائق الأخلا ق القلبية ، واندرجت فيه خلا صة
الشرائع ، ولباب العقيدة ، وزبدة الآداب الباطنية والظاهرية ، فأثمر
بالتالي لذيذ الفواكه الدواني ، وشيق المحاسن الراقية .
فلم يكن تقسيم
الدين الإسلا مي إلى ثلا ث مراتب متصاعدة متكا ملة إلا من أجل بيان
المراحل الرئيسية للطريق إلى الله تعالى ، { وأن إلى ربك المنتهى } .
فمن رزقه الله من التقوى والا ستقامة على طريق الإسلا م والإيمان حظا
وافرا ، فاز -بفضله تعالى- بثمار الشجرة المعنوية ، وفرح بنعمة ربه ،
مثلما يفوز ويفرح الفلاح أو البستا ني بفواكه شجرته وظلا ها الوارفة . {
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ، كذلك
نصرف الآيات لقوم يشكرون } [ سورة الأعراف ، الآية السابعة والخمسون ] .
العلم
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى