صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلة جرجي زيدان إلى فلسطين ومشاهداته معالم خطر الاستيطان الصهيوني / محمد عويس

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

رحلة جرجي زيدان إلى فلسطين ومشاهداته معالم خطر الاستيطان الصهيوني / محمد عويس Empty رحلة جرجي زيدان إلى فلسطين ومشاهداته معالم خطر الاستيطان الصهيوني / محمد عويس

مُساهمة من طرف izarine الخميس 29 أكتوبر 2009 - 22:40

لجرجي زيدان رحلة إلى فلسطين، مضى عليها 96 سنة ولم تستوقف أحداً، لا
من الدارسين ولا من المشتغلين بفلسطين، لذا كان من الأهمية أن يتم جمعها،
حتى تكون إضافة فكرية وثقافية ووطنية، ولتنشيط الذاكرة الثقافية وقد اضطلع
بهذه المهمة كتابه حلمي النمنم في (الصهيونية تاريخها وأعمالها – جرجي
زيدان - كتاب الهلال - القاهرة - 192صفحة)، إذ لم يسبق أن نشرت في كتاب،
وظلت حبيسة صفحات «الهلال» منذ عام 1913 حين نشرها زيدان في المجلة التي
أنشأها ولا تزال تصدر الى الآن.
بإزاء هذا كله لم يكن غريباً أن يقوم زيدان برحلته إلى فلسطين. هذه
الرحلة هي من صميم عمله الصحافي، وهو في النهاية ليس مجرد كاتب ولا هو
داعية أو مصلح في المقام الأول. كان صحافياً وباحثاً، إذاً لا مفر أمامه
من أن يذهب إلى موقع الحدث، وقد كان في فلسطين، القدس ويافا وحيفا وتل
أبيب وهي آنذاك مجرد قرية أسسها اليهود، لعله سمع في تلك الرحلة الكثير
عما يجري هناك، وهذا ما حفزه إلى أن يضعها في أولوياته ولعله لم يذهب إلى
فلسطين قبل ذلك لأنه كان مشغولاً بإرساء دعائم «الهلال» وقد كان محررها
الوحيد، فضلاً عن كتبه الغزيرة التي أصدرها خلال تلك السنوات.
يشير النمنم إلى أن منذ نهاية القرن التاسع عشر وعدد من الكتاب العرب
يكتبون ويصرخون بأن ما يجري في فلسطين ليس هجرات عادية، بل تهويد كامل، لا
يهدف إلى إقامة دولة على أرضها لليهود فقط، بل يسعى إلى طرد العرب
الفلسطينيين منها، وكان جرجي زيدان واحداً من هؤلاء.
قال رشيد رضا: إما أن توقف الهجرات اليهودية إلى فلسطين نهائياً أو نتفاهم مع المهاجرين.
وقال شكيب أرسلان: لنسمح لهم بإقامة قرى متباعدة في ظل رعاية الدولة
العثمانية، وانهارت الدولة العثمانية والقرى المتباعدة التحمت وصارت مدناً
ودولة.
وقال شبلي شميل: دعوهم يزرعون ويعمرون الأرض فالأرض لن يزرعها وطالبنا
بأن نتعلم منهم استصلاح الأراضي و... ومر كلام هكذا، لا اختلف معه أحد ولا
اتفق ولا اهتم أحد بالمناقشة.
وصرح جرجي زيدان بأن الوضع لو بقي في فلسطين على ما هو عليه، ففي عشرات
السنين لن يكون للفلسطينيين مكان في وطنهم وعلى أرضهم، ولن يبقى للعرب
وجود هناك.
كان زيدان مختلفاً عن غيره من المفكرين العرب، فقد قدم معظمهم رأيه
وطرح فكرته، هو فعل الشيء نفسه، لكنه زاد عليهم أنه كان شاهد عيان، لقد
رأى بعينيه وعايش الأمر داخل فلسطين التي كانت جزءاً من منطقة وبلاد
الشام، ولم يكن الحكم في الشام مركزياً، على غرار دولة مثل مصر، بل كان
مجموعة من الولايات العثمانية أقرب إلى إقطاعيات، وكانت فلسطين في العصر
العثماني تتكون غالباً من ثلاث مناطق، القدس والقرى المحيطة بها.. ثم عكا
ومدن الساحل على البحر المتوسط، وهناك نابلس وأجوارها. ثم خطر للدولة
العلية بعد محاولة علي بك الكبير الاستقلال بمصر والشام ثم حملة بونابرت
وحملات إبراهيم باشا، أن تعيد النظر في هذه التركيبة، لتحد من نفوذ الولاة
والأمراء.
وجرى في عام 1883 إعادة تنظيم الشام، وهكذا الحق لواء (سنجق) عكا
بولاية بيروت وضم إليها كذلك لواء نابلس. أما لواء القدس فقد ضم بقية
مناطق فلسطين ولم يخصص له والياً بل انتقل إدارياً إلى الأستانة نفسها،
وكان يتولاه وزير الداخلية، بالعاصمة العثمانية، وقيل وقتها إن الدولة
قامت بذلك حرصاً على أهمية القدس لمكانتها الدينية، لدى المسلمين وكذلك
المسيحيين واليهود، وهكذا حين بدأت الهجرات الصهيونية إلى فلسطين في عام
1882، كان لواء القدس يضم أكثر من 75 في المئة من سكان فلسطين وبه 328
قرية وكان عدد سكانها حوالى 340 ألف نسمة، وكان لواء عكا يضم 222 قرية
وعدد سكانه 77 ألف نسمة، بينما اشتمل لواء نابلس على 49 ألف نسمة وفيه 212
قرية. وكان النشاط الغالب على أهالي فلسطين الزراعة، وهي المصدر الأول
للدخل، فضلاً عن بعض الحرف والحرفيين في المدن الفلسطينية. وهي بلد ومجتمع
بسيط مثل أي مجتمع عربي آنذاك، وسكان معظم الولايات العثمانية، كانت
الأحداث تتحرك في فلسطين بصورة تنذر بكارثة، فالهجرات اليهودية في ازدياد
والمهاجرون ليسوا مجرد مواطنين هربوا من الاضطهاد في أوروبا ولكنهم كانوا
يعتنقون الفكرة الصهيونية، التي تقوم على إنشاء وطن قومي لليهود، وكانت
أفكارهم تتركز نحو فلسطين، فهي عندهم (أرض الميعاد) وبدأت الهجرات ذات
الطابع الصهيوني في عام 1882، ففي السنة نفسها، أقيمت أول مستوطنة ذات
طابع صهيوني، كانت تسمى وقتها «مستعمرة» وكان المهاجرون يدخلون إلى فلسطين
بسهولة شديدة، كانت الدولة العثمانية ترحب بهم ويقدم لهم الولاة التسهيلات
باعتبار أنهم سوف يستغلون الأراضي غير المزروعة، وفي النهاية يؤدي ذلك إلى
زيادة دخل الدولة من الضرائب. ولنتأمل بعض الأرقام. ففي عام 1840 كان في
فلسطين خمسة آلاف يهودي، غالبيتهم من الحرفيين المهرة، وكانوا يتركزون
غالباً في المدن، خصوصاً منها التي تحمل طابعاً دينياً ومقدساً لدى اليهود
مثل القدس والخليل، وفي 1882 وصل هذا الرقم إلى 24 ألفاً، أي نحو خمسة
أضعاف، ومن المهم القول إن عدد سكان فلسطين لم يتزايد بهذه النسبة طوال
هذه الفترة، وبعد 1882 ازدادت معدلات الهجرة اليهودية وازداد عدد
المستوطنات، وبدأت الاحتكاكات بين العرب الفلسطينيين سكان البلاد
والوافدين الجدد، وكان معظمهم من اليهود الروس. فقد كانت جمعية إحياء
صهيون تدعم هؤلاء المهاجرين، وسرى همس بين الفلسطينيين أن رشى تدفع إلى
المسؤولين العثمانيين لإقامة المستوطنات والسماح بهجرة هذه الأعداد، وحدث
الاحتكاك حول حدود تلك المستوطنات واقترابها من أراضي الفلاحين
الفلسطينيين، إضافة الى أن المهاجرين الجدد، لم يكونوا في الصورة
التقليدية لليهودي العربي من حيث التقوى الأخلاقية وحسن التعامل مع العرب،
وفي 24 حزيران (يونيو) 1891 أرسل أعيان القدس برقية إلى الصدر الأعظم في
الآستانة، عاصمة الدولة العلية، يشكون فيها من ازدياد أعداد المهاجرين
اليهود، ويطلبون وقف تلك الهجرات وعدم تملكهم الأراضي الزراعية في فلسطين،
لكن البرقية لم تثمر، لم تتحرك الدولة ولم تنتبه، وظلت الهجرات في ازدياد
والمستوطنات في اتساع. ويتحدث بعض صحف ذلك الزمان عن وقوع صدامات بين
الأهالي وهؤلاء المهاجرين.
ففي عدد تشرين الأول (أكتوبر) 1913 من «الهلال» نشر دراسة عن الصهيونية
بعنوان «الصهيونية.. تاريخها وأعمالها». أشار إلى انتشار تلك الفكرة وما
يدور حولها (كثر تحدث الناس فيها بالأعوام الأخيرة، وقد همنا أمرها على
الخصوص أثناء رحلتنا في فلسطين).
عاد زيدان من فلسطين ليكتب عنها، وبدأ النشر في شهر تشرين الأول
(أكتوبر) 1913، وظل ينشر حتى وافته المنية في 23 حزيران (يونيو) 1914، ولا
نعرف هل كان ذلك كل ما لديه عن فلسطين، أم كانت هناك أفكار ومشاهد أخرى؟
ويذكر النمنم أن قارئ الفصول التي نشرها زيدان يلاحظ التالي:
أولاً: إنه حيث يتحدث عن فلسطين، يستعمل كلمة «بلادنا» وهو كان شامياً لبنانياً، وكانت فلسطين حتى ذلك الوقت جزءاً من بلاد الشام.
ثانياً: إنه حرص على جمع أكبر قدر من المعلومات، حول الجمعيات
الصهيونية في فلسطين والمواقع التي تتركز فيها، وبتعبير آخر مناطق نفوذ كل
منها، إذ كانت تتوزع على عموم فلسطين وما تقوم به، من شراء للأراضي،
واستزراعها وتأسيس مجتمعات سكنية جديدة تماماً وتاريخ كل جمعية ودورها في
فلسطين ومن يقف خلفها في أوروبا.
ثالثاً: انتقد زيدان بشدة الحكومة العثمانية. فهي لم تقدم أية خدمات
للأهالي في فلسطين وتركتهم بلا تعليم وبلا رعاية، ثم بلا حماية، فلم تنتبه
إلى ما يجري من بيع للأراضي، ويتهم المسؤولين العثمانيين في فلسطين، بأنهم
يفضلون الأجنبي، أي اليهودي الصهيوني، على الوطني في بيع الأراضي وتقديم
التسهيلات.
رابعاًَ: كتب آخرون قبل زيدان عما يحدث في فلسطين، ولكن الذين كتبوا
فهموا الأمر على أنه مجرد هجرات يهودية كثيفة لفلسطين، وأن ذلك يضعف
المواطنين الفلسطينيين ويهدد المجتمع، وكان الكتاب اليهود يردون بأنها
مجرد هجرات لأناس مضطهدين وأنهم يعملون في إطار الدولة العلية، وأنهم من
رعاياها، وبعضهم لمس على استحياء فكرة أن تكون فلسطين وطناً لليهود، وحده
جرجي زيدان الذي لاحظ ورصد أن اليهود هناك يؤسسون دولة داخل الدولة أو ما
أطلق عليه (حكومة يهودية ضمن حكومة عثمانية) فقد لاحظ أن لهم مدارسهم
الخاصة، ويتم تدريس كل شيء بالعبرية، وأن لهم قضاءهم الخاص وكذلك الشرطة
والبريد.
خامساً: انتهى زيدان إلى النتيجة المأسوية، التي تعيشها فلسطين اليوم،
وهي العمل على تهويد كثير من الأماكن والمدن في فلسطين، يقول: (رأينا في
يافا أكثر مدائن فلسطين صبغة يهودية ظاهرة في أسواقها ومنازلها فتجد أسماء
الصناعات أو المتاجر على الحوانيت أو المنازل في اللغة العبرانية فضلاً عن
العربية والإفرنجية. وهم يسمون غرف الفنادق بأسماء آبائهم الأولين أو
مدنهم القديمة فبدلاً من الاكتفاء بالنمرة للغرفة يسمونها بنيامين مثلاً
أو يعقوب أو أريحة أو نحو ذلك (وينتهي من هذا الوصف والرصد إلى النتيجة
المرعية). تغلب اليهود في فلسطين ظاهر ظهوراً واضحاً فهم أصحاب الثروة
ولهم أخصب المغارس وأنظف الشوارع وأفخم المنازل، والوطنيون يرون ذلك
ويشتكون والحكومة لا تحرك ساكناً لانشغالها بنفسها أو بحروبها من دون
النظر في هذه الشؤون.
سادساً: قدم زيدان الكثير من الاقتراحات لإنقاذ فلسطين وأهلها. مثل
قوله ومطالبته (النسج على منوال أولئك المستعمرين من حيث تعمير الأرض
بالطرق العلمية وإنقاذ الفلاح من المرابي بالطرق المعقولة. إما بإنشاء
النقابات الزراعية أو نحو ذلك).
سابعاً: لم يكن زيدان غافلاً عن سؤال المستقبل، مستقبل فلسطين تحديداً،
إذا ظل ازدياد معدلات الهجرة اليهودية والصهيونية إليها، وقد أطلق صيحة
تحذير واضحة... ما لا شك فيه من مستقبل تلك البلاد أن الحال إذا ظلت على
ذلك واليهود عاملون على استبياع الأرض واستعمارها، وأهلها غافلون أو
متجاهلون وحكومتها ساكتة أو مشغولة، فلا يمضي زمن طويل حتى تصير كلها
لليهود.. ولا عبرة في من يتولى شؤونها السياسية ولا فرق أن تكون يومئذ في
سلطة العثمانيين أو العرب أو الفرنساويين أو الإنكليز.. فإن العبرة في من
يملك الأرض ويستولي على غلتها وليس صاحب السيادة السياسية إلا وسيلة لحفظ
الأمن وتأييد الملك لصاحبه. سواء كان مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً.
ومضت الأيام، لم يستمع أحد إلى صيحة زيدان وتحذيره أو نبوءته إن صح التوصيف.
رحل زيدان في حزيران (يونيو) عام 1914، قبل شهور من اندلاع الحرب
العالمية الأولى التي لن تمر إلا وقد صدر وعد بلفور في تشرين الثاني
(نوفمبر) 1917.
ولم يفت زيدان وهو يكتب عن الصهيونية وما تقوم به جمعياتها في فلسطين،
أن يتحدث باستفاضة عن اليهود عموماً ودورهم في التاريخ، وهو يفرق بوضوح -
كما فعل رشيد رضا - بين اليهود واليهودية من جانب والصهيونية من جانب آخر.

رحلة جرجي زيدان إلى فلسطين ومشاهداته معالم خطر الاستيطان الصهيوني / محمد عويس SefPeYiiEL
izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رحلة جرجي زيدان إلى فلسطين ومشاهداته معالم خطر الاستيطان الصهيوني / محمد عويس Empty كتاب مجهول لجرجي زيدان يكتشف بعد 97 سنة.. : الصهيونية.. تاريخها وأعمالها

مُساهمة من طرف said الخميس 3 ديسمبر 2009 - 8:45

شكل
حدث اكتشاف كتاب مجهول للكاتب العربي الراحل سنة 1914، جرجي زيدان، حدثا
ثقافيا لافتا في فلسطين وبلاد الشام والقاهرة. وذلك بسبب موضوعه الذي
يكتسب آنية هائلة، المتمثل في ما آلت إليه القضية الفلسطينية في مواجهتها
للصهيونية. وقوة الكتاب آتية ليس فقط من كاتبه، الأديب والمفكر العربي
الكبير جرجي زيدان، الذي تربت عي نصوصه أجيال كاملة من العرب، بل أيضا من
التحذيرات التي تضمنها حول الحركة الصهيونية، واتساع الأراضي التي تمتلكها
في فلسطين بدون تدخل من التاج العثماني لحماية بلاد الشام.
الكتاب الذي حققه وأصدره كاتب مصري غير معروف، هو حلمي النمنم، صدر تحت
عنوان: «الصهيونية.. تاريخها وأعمالها». ولقد كتبه جرجي زيدان بعد زيارته
إلى فلسطين في بدايات القرن العشرين. ومن خلال مشاهداته رصد هذا الكاتب
العربي المتألق ضمن كوكبة من كبار مفكري عصر النهضة العربي (ولد سنة1861،
وتوفي سنة 1914) في كتابه هذا الذي يقع في 192 صفحة من القطع الصغير، كيف
يتم تهويد المدن الفلسطينية، وفي مقدمتها مدينة «يافا» التي رأى فيها
«أكثر مدائن فلسطين صبغة يهودية» في الاسواق والفنادق والمتاجر. وحذر أيضا
من أن تصير فلسطين التي كان يصفها ب «بلادنا» باعتبارها جزءا من بلاد
الشام، كلها للصهاينة، بسبب إهمال الحكومة العثمانية للفلسطينيين وتركهم
بلا رعاية ولا تعليم ولا حماية. وشدد على أن روح الصهيوينة تتمكن من
اليهود فيزدادون « تمسكا بالعنصرية... فكثرت الجمعيات التي تألفت لهذه
الغاية» في الاراضي الفلسطينية وتأسست الجمعية الاولى لهم بأرض فلسطين عام
1879.
علما أن الكاتب العربي جرجي زيدان، هو مؤرخ عربي مسيحي، ولد في بيروت
وهاجر الى مصر وأصدر بالقاهرة في شتنبر 1892 مجلة «الهلال» الشهيرة، التي
تعد الان أقدم مجلة عربية واصلت الصدور على الإطلاق. وله كتب قيمة كثيرة
منها «تاريخ التمدن الاسلامي» و«تاريخ آداب اللغة العربية» و«تراجم مشاهير
الشرق» اضافة الى روايات تاريخية شهيرة سمحت بنقل أحداث وشخوص تاريخية إلى
مجال الأدب، والتي ساهمت في التربية المعرفية العامة بمختلف أسلاك التعليم
بالعالم العربي ( وضمنها المغرب )، خلال أربعينيات وخمسينيات وسينيات
وسبعينيات القرن العشرين. وفي مقدمة تلك الروايات، رواية «أبو مسلم
الخرساني» و رواية «العباسة أخت الرشيد» ورواية «الامين والمأمون» ورواية
«أحمد بن طولون» ورواية «فتاة القيروان» و «شجرة الدر» وأخيرا رواية
«المملوك الشارد».
وفي مقدمة كتابه الجديد الذي صدر بالقاهرة ضمن سلسلة «كتاب الهلال»، يؤكد
محقق الكتاب، الذي هو في الآن نفسه، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة
للكتاب، أن كتابا عربا كانوا يحذرون منذ القرن التاسع « ويصرخون بأن ما
يجري في فلسطين ليس هجرات عادية بل تهويدا كاملا، لا يهدف الى اقامة دولة
على أرضها لليهود فقط بل يسعى الى طرد العرب الفلسطينيين منها. وكانت
الاحداث تتحرك في فلسطين بصورة تنذر بكارثة». موضحا أن المهاجرين اليهود
أولئك، منذ عام 1882، لم يكونوا هاربين من اضطهاد وانما كانوا يعتنقون
الايديولوجية الصهيونية.
ولقد نشر زيدان في مجلة «الهلال» عام 1913 مشاهداته عن رحلته الى فلسطين
وهي رحلة لم يشر اليها أحد من الدارسين والمؤرخين لجرجي زيدان، ونسيها
الجميع ولم تصدر في كتاب في ما بعد، مثل رحلاته الاوروبية. ومما يؤكده
محقق الكتاب، أنه في شهر أكتوبر من سنة 1913 نشر جرجي زيدان في مجلته
دراسة عنوانها «الصهيونية.. تاريخها وأعمالها» وظل يواصل النشر حتى توفي
يوم 23 يونيو من سنة 1914، قبل أشهر من اندلاع الحرب العالمية الاولى التي
شهدت نهايتها صدور «وعد بلفور» في الثاني من نونبر من سنة 1917 وتعهدت فيه
بريطانيا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.
علما أن جرجي زيدان، في مشاهداته تلك، كان حريصا على أن يمايز بين اليهود
وبين الصهيونية. وقام برصد دقيق للكيفية التي « بلغت بها الجمعيات
الصهيوينة أعدادا كبيرة، وأن مخططها هو تنشيط الاستعمار الاسرائيلي في
فلسطين وسوريا. بما صاحب ذلك من إصدار صحف والسعي لإنشاء جامعة لتعليم
العلوم باللغة العبرية، اضافة الى انشاء مدارس ومصارف ومعامل طبية وانشاء
مستوطنات.

الاتحاد الاشتراكي

2/12/2009-
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى