صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

" الـتَّـبْراعْ " شعر نسائي في الثقافة الحسانية/فاطمة عاشور من العيون

اذهب الى الأسفل

" الـتَّـبْراعْ "  شعر نسائي في الثقافة الحسانية/فاطمة عاشور من العيون Empty " الـتَّـبْراعْ " شعر نسائي في الثقافة الحسانية/فاطمة عاشور من العيون

مُساهمة من طرف said الخميس 12 نوفمبر 2009 - 8:45


برعت النساء الصحراويات في
مبدأ المساواة مع الرجال في نظم الشعر حيث ابدعن في قول الغزل اذ وجدن
ضالتهن في رمزية الشعر وغموضه للبوح بمشاعر الحب والعشق في مجتمع يعاب فيه
على الفتاة الحديث عن العواطف تحت طائلة الممنوع.

حيث برز " الـتَّـبْراعْ " في الثقافة الحسانية بكونه شعرا نسائيا خالصا على مستوى الإبداع موضوعه الغزل،والمخاطب به هو الرجل،وتتضارب الآراء والدراسات حول نشأته وتكونه.

الباحثة
العالية ماء العينين في حديثها تعترف مسبقا أن الكتابة عن هذا الموضوع
مغامرة في ظل انعدام التواصل العربي على مستوى الثقافة الشفوية، خصوصا في
جزءها المغاربي الذي لا زال يعاني من مشكلة عدم شيوع أو فهم لهجاته
المحلية لاعتبار أن الشعر الشفوي عموما لا يكتمل بهاءه إلا بالسماع، لكن
إيمانها بأهمية هذا الشعر ،و حمولاته الثقافية والاجتماعية والنفسية بالإضافة إلى قيمته الفنية ، فقد خصصت أطروحة الدكتوراه، لدراسة هذا الموضوع .

فالتبراع حسب الباحثة هو إبداع شفوي نسائي محض،مستطردة بأمثلة أن
الـتّـَبــْريعَ ، عبارة عن بيت شعري من شطرين في نفس الوزن والقافية وأي
كسر أو خطإ بسيط في الوزن يسمع نشازا في الإلقاء وخصوصا في الغناء ،
ولمجلس التبراع طقوسه الخاصة التي يؤثثها مجموعة من الفتيات المجتمعات
للسمر ، فتبدأ الواحدة منهن بالإنشاد في موضوع أو مغزى معين ، قد يعنيها
وقد يكون عاما ، المهم أن يكون داخل إطار الغزل...فتطفق الواحدة تلو
الأخرى في "التَّبَرُّعْ" ويستمر الأمر على شكل مساجلة أو محاورة تبراعية....

وعادة ما تكون التبريعة الافتتاحية، بذكر الله على عادة الطرب أو الغناء الحساني عموما... فيقال:

لايْلاهَ إلًّ اللـــــــــــــه""""""""" يا خُّوتّي أُ لايْلاهَ إلَّ الله

وبعدها :

لايْلاهَ إلَّ اللـــــــــــه """""""""""""مَغْلَ عْلِِيَّ رسول الله

مَغْلَ عْلي : ما أغلى عندي ، والمعنى طبعا في حب ومكانة رسول الله (ص) عند المتبرعة..

بعد هذه المقدمات يبدأ الدخول في صلب موضوع التبراع والذي قلنا سابقا أنه غزلي،

تقول إحدى العاشقات وهي تشعر ببداية أعراض حب جديد يطرق بابها:

وَانا فُــــــــــؤَادي """""""طارِي لُو شِي مَاهُو عَادي

طاري لو : طرأ عليه.

ومعنى التبريعة ، أن الفتاة تشعر أن فؤادها على غير عادته فماذا طرأ عليه يا ترى؟

ويظهر
من خلال النماذج السابقة بساطة الوزن ولكن رغم قصره فإن بعض المتبرعات
يحملن ،هذا البيت البسيط ، صورا غاية في الروعة والإبداع ... مثل قول
إحداهن :

أًلاَ يَكَْــدَرْ يَنْعــــافْ """"""""""" لَخْظَارْ فْعٍيمان الجَفافْ

لا يقدر أحد أن يَعاف أو يكره منظر الخضرة (لخْظارْ) في سنوات (عيمان) الجفاف...

فالخضرة
جميلة في كل أوان فما بالك في أيام الجفاف ، إلى هنا يبدو المعنى عاديا
يتحدث عن صورة طبيعية . ولكن المعنى الحقيقي الكامن وراء المعنى الظاهر
مختلف تماما ...

ف
"لَخْظَارْ" أو الخُضرة في اللهجة الحسانية لها معنى آخر أيضا وهو السمرة
أي اللون الأسمر فيقال فلان أخظر أو فلانة خظْرَ بمعنى أن لونها أسمر
...ومن هنا نفهم أن القائلة تتغزل في رجل أسمر، في استعارة تامة للصورة
الطبيعية....

انه
إفصاح علني وانقلاب في الادوار، رغم ان الباحثين في الثقافة الصحراوية
يرون ان هذا الابداع ليس عيبا ،فهو تعبير عن العذرية في العلاقة بين
المرأة والرجل ، وعن معاناة داخلية وانه نتاج طبيعي لوضعية متميزة للمراة
في بلد لاتزال الحياة البدوية بمعانيها ودلالتها النقية وقيمها الاصيلة
تتجلى بابهى صورها.

والحقيقة أن هذا النوع من الغزل الجريء تقول الباحثة الغالية له
مكانة لا بأس بها في ديوان التبراع ويعززه كون قائلة التبراع تبقى دائما
مجهولة ، بحيث أنه ينتشر بسرعة وتتناقله الألسن ولكن بدون معرفة مبدعاته
...وهذا ما يعزز من مساحة الحرية التي تتبارى فيها الفتيات ...

مثلا تقول إحدى الفتيات وقد شاهدت من تحبه وفي فمه مَسْواكًا أو سٍواكا على عادة أهل الصحراء ... فالتفتت إلى صديقاتها قائلة :

لُو كَنْتَ لْ هُـــــــــــوَ"""""""""""" ما نَحْرَكَ لُو جاتْ القٌُوَّة

والمعنى : لو كنت أنا ، هو( أي المسواك) لما تحركت (من فمه)حتى ولو بقوة الجيش...

ويبقى الطابع الرومانسي هو الغالب أكثر على هذا الشعر ويتوزع بين الشكوى واللوعة والسهر وهجران الحبيب والنسيان ....

كَيْفَ أنْســــــــــــاهُ """"""""""""ذلٍّ في الجَفْنٍ سُكْناهُ

ذَلٍّ : هذا الذي

كيف أستطيع نسيان من يسكن أجفان عيوني ...

عَــــنْـــدُو تَبْسٍيمَة"""""""""" تُحْيي لْعِظَامْ الرَّميمَة

تقول المتبرعة أن ابتسامة حبيبها تحيي العظام وهي رميم... أي تعيد الحياة وهي هنا تمتح من القرآن الكريم ...

والمعجم الديني حاضر بقوة في التبراع ولكن دائما لخدمة الغرض الرئيسي : الغزل ...ومن ذلك قول إحداهن :

حُبِّي ذَا اطَّــــــــــارِي """"""""""""" ثَابَتْ رَواهْ البُخَاري

اطَّارِي : الذي طرأ علي

الاستعانة بقوة وبيان وحقيقة ما يُروى عن البخاري للتدليل على مدى صحة وقوة حبها الجديد ...

وكعادة الشعراء عندما يجنح بهم الخيال إلى الإبحار فوق الفواصل والحدود تقول التبريعة:

مَنْدَرْتِــــــــي يَكـــَانْ """"""""رَكَْ المَحْشَرْ فِيهْ الصَّبْيانْ

مَنْدَرْتي : يا هل ترى

الرَّكَْ : الفضاء الواسع المفتوح

الصَبْيانْ : الأحباب ، الصْبِي في اللهجة الحسانية معناه الصاحب والحبيب...

تتساءل العاشقة هنا : هل يا ترى سيكون أحبابها موجودين يوم يبعث الناس وهو ما عبرت عنه بقولها "رك المحشر" ...

وهناك
معاجم متنوعة ينهل منها التبراع لا مجال لذكرها كلها ولكن نعطي فقط بعض
الأمثلة على استعمال بعض الرموز التي لها علاقة بموضوع التبراع مثلا :

قَيْس المُلَوَّحْ"""""""""أطَـمْ أنا مَنُّ وَاشَحَ

تقارن نفسها وحالتها بقيس المجنون الذي ملأ الدنيا بعشقه وتجد أنها أكثر منه وتعبر عن ذلك بقولها:

أطم وأشح : بمعنى أكثر وأشد

وقول أخرى:

حُبَّكَ يالقَدِّيـــــــــــس""""""""""حَيَّرْ نِزارْ وَ كْتَلْ بَلْقِيس

إن قوة حبها ، حيرت نزار قباني الذي يعتبر أستاذا في هذا الميدان وفي التبريعة إشارة إلى موت بلقيس زوجة الشاعر ...

والقدِّيس
هنا اسم مستعار ، وقد دأبت الفتيات كثيرا على اختيار اسم مستعار تطلقنه
على الحبيب ولا يعرف حقيقته إلى الصديقات المقربات واللواتي يتضامن مع
القائلة، بالتبراع على الاسم المقترح ...حتى لا يثير الاسم الحقيقي أي
شبهة على صاحبته ،وقد شاعت الكثير من الأسماء المستعارة في التبرع من
أشهرها /: القديس،سامي ،جوَّاد ،سهيل.......
وفي
علاقة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية،عرف التبراع اتجاها عند بعض
الشاعرات اللائي اصبحن يتغزلن برجال بعيدين عن المجتمع الصحراوي كالرؤساء
والزعماء السياسيين وابطال المسلسلات حسب الباحث في التراث الصحراوي
الأستاذ إبراهيم الحيسن.

هسبريس
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى