صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصتان

اذهب الى الأسفل

قصتان Empty قصتان

مُساهمة من طرف said الخميس 6 مايو 2010 - 8:41

قصة الأستاذ مرسيديس الحزينة

اسمه
عبد السلام جبيلو ولكن الجميع يعرفه بالأستاذ مرسيديس: فسيارته الألمانية
السوداء التي تحمل حرف D (Deutchland ( جنبا لجنب مع حرف M (Maroc) والتي
اشتراها من مهاجر مغربي فضل أن يعود بالطائرة إلى ألمانيا ،هي معروفة
ومشهورة.
وهكذا،فإن حياة الأستاذ عبد السلام جبيلو موزعة بين أمرين: تدريس الفلسفة في الثانوية والاعتناء بسيارة المرسيديس.
بل
هناك ما هو أغرب: إن كل دروس الأستاذ عبد السلام جبيلو تبتدئ وتنتهي
بالإحالة على سيارة المرسيديس التي هي ? يؤكد الأستاذ عبد السلام جبيلو-
مثل الفلسفة الألمانية تمثل «الصح والمعقول» مقابل «تبرهيش» الفرنسيين
وسطحية النكليز وغرور الأمريكيين.
إن الفلسفة الألمانية ? يضيف الأستاذ
عبد السلام جبيلو- هي الحق مجردا وسيارة المرسيديس هي الحقيقة عينية.ومن
حق التلاميذ أن يسألوا ويناقشوا ولكن ويل لمن يسخر: فالأستاذ مرسيديس كان
يغضب غضبة ألمانية نكراء ويروح يعنف التلميذ المذنب كأنه أتى ذنبا منكرا.
وكانت لازمة واحدة يرددها الأستاذ مرسيديس وهو يعنف التلميذ المسكين: اليونان
يا ولدي أحبوا الحكمة أما الألمان فهم قد جسدوها.ولما تكبر يا ولدي اشتر سيارة مرسيديس واركبها يفتح الله عليك وتفهم.
وذات صباح وقف التلاميذ أمام الفصل ينتظرون الأستاذ مرسيديس أكثر من ربع ساعة ولم يحضر.
وجاء الحارس العام مندهشا: إن الأستاذ مرسيديس هو مثال الدقة والضبط : لا دقيقة واحدة قبل الوقت ولا دقيقة واحدة بعده.
ومرت نصف ساعة ولم يحضر الأستاذ عبد السلام جبيلو.
صرف الحارس العام التلاميذ وأخبر المدير.
دهش
المدير بدوره و قال: الألمان لا يتغيبون إلا لسبب قاهر جدا جدا (مبتسما)
والأستاذ عبد السلام جبيلو ألماني بالحق والتحقيق (صمت) لابد أن أستفسر.
واستفسر المدير وصعق لما علمه: لقد حجز البوليس سيارة المرسيديس باعتبارها مسروقة ومزيفة وأخذوا الأستاذ عبد السلام جبيلو للتحقيق.
وعلق الحارس العام وإمارات أسى حقيقية بادية على وجهه: سيارة الأستاذ مرسيديس المرسيديس مسروقة ومزيفة؟ كل شيء إلا هذا.
وضرب المدير كفا بكف: لا حول ولا قوة إلا بالله.يعلم الله وحده حال الرجل المسكين الآن.
وعاد يستفسر فعلم بأن البوليس أطلق سراح الأستاذ عبد السلام جبيلو بعد
ثبوت كونه مجرد مشتر لسيارة المرسيديس المسروقة والمزيفة، والرجل الآن هو
في مكتبه بالبيت (ساد عليه) يرفض الكلام ورؤية أي كان.

قصة «مول الطابع» العجيبة

إنه
رجل قميء وقبيح مثل قملة.وزادت قسوة القدر عليه فعطبت رجله اليمنى في
حادثة سير في زمن الطفولة (هل عاش حقيقة شيئا يمكن تسميته بزمن
الطفولة؟)،بحيث إنه يمشي وهو يجرجر رجله المعطوبة كأنه صرصار انبعج أحد
جناحيه.وبهذه الحال ? حال القملة والصرصار- فهو يثير الشفقة والسخرية معا
(الشفقة ربما أكثر).ولكن الذين يعرفونه كموظف صغير في المقاطعة مسؤول عن
دمغ الوثائق التي يطلبها المواطنون بالطابع المخزني قبل أن يوقعها السيد
قايد المقاطعة، يهزون أكتافهم في لامبالاة ، ويقولون بأن الرجل «مول
الطابع» هو قملة وصرصار حقيقة وليس تشبيها: إنه يجلس وراء مكتب متهالك
(إلى حد التفكير بأنه من مخلفات الإدارة الاستعمارية السابقة) ،فيختلط
منظره البائس بكتلة المكتب الراشية (وهذا هو جانب القملة)، ويروح ? في زهو
و فتور- يتلقى من المواطنين الوثائق المطلوبة للدمغ مكررا ? كصرير- ذات
اللازمة: ارجع غدا (وهذا هو جانب الصرصار).وفقط لما ينقطع سيل الطالبين و
يسد المخزني المكلف بالعسة باب المقاطعة الخارجي،ينشط الرجل القملة
والصرصار نشاطا عجيبا فيخرج مفتاحا نحاسيا معلقا في خيط حريري حول
عنقه،ويفتح في حركات بطيئة وواهنة (كأنه يتحسس ويستلذ)الدرج الوحيد في
المكتب المتهالك، ويحمل فوق راحتيه الممدودتين والمتضامتين الطابع المخزني
الملفوف في خرقة خضراء،ويضعه في فخامة فوق المكتب،ثم يروح -كمن يستغرق في
طقس خارق- يفحص ويدقق قبل أن يدمغ وثائق المواطنين المكومة فوق المكتب.
إنه
? هنا- يخرج من هيئة القملة والصرصار ويدخل هيئة البومة التي تفتح عينيها
الشبكيتين بحيث إن تفصيلا واحدا لا يفلت من الفحص و التدقيق. فالرجل-والحق
يقال- موظف مخزني بالحق والتحقيق.لذا فقايد المقاطعة يثق فيه ثقة مطلقة
ولا يقبل التوقيع على وثيقة ليست مدموغة بالطابع الذي سلمه بيده للرجل في
فخفخة مخزنية قائلا: هذا هو الطابع المخزني وأنت مند اليوم وحدك المسؤول
عنه.قال القايد هذا القول وهو لا يقدر أن يمنع نفسه من التقزز إزاء منظر
الرجل البالغ الذمامة التي زادت بخنوع الرجل الكامل أمامه وتحوله إلى كلب
حقيقي.
إن الرجل هو الآن قملة وصرصار وبومة وكلب.
وفي المكتب الحقير
لما يستقبل الرجل القملة والصرصار والبومة والكلب، طابور المواطنين
الطالبين وثائق إدارية ،يكتسب صفة جديدة:صفة الديك الرومي-بيبي- التياه
والمنفوخ زهوا: فهو الذي ينظر إليه الجميع بتقزز واحتقار يحتفظ لوحده
بالطابع الذي بدون الدمغ به لا يجوز توقيع القايد نفسه.
وذات مساء،جاء
الكاتب كالعادة بملف التوقيعات إلى السيد القايد الذي فتحه فطالعته في
ورقة مرفقة العبارة التالية: نجيز توقيع كل هذه الوثائق.فتسمر نظر القايد
على هذه العبارة قبل أن يبادر الكاتب بنظرة تسمر بها هذا الأخير في
موضعه،فصاح فيه القايد صيحة سمعها المخزني القائم على العسة في الباب
الخارجي: احضروا الحمار أمامي.
وحضر الرجل القملة والصرصار والبومة
والكلب والديك الرومي-بيبي، والحمار الآن، ونظر إليه القايد نظرة تقزز
واحتقار جعلت البؤبؤين يكادان يخرجان من موضعيهما،وصرخ فيه: أنت الآن يا
حمار صرت تجيز ما أفعله وما لا أفعله؟
ونزع منه الطابع المخزني،وأمر
بأن يلحق فورا بالمستودع البلدي ليسجل الداخل والخارج.ومن يومه- يقول
القائل- صار جسد الرجل يتقلص ويصغر حتى صار أقل من قملة.وتذكره السيد
القايد ذات مساء وسأل عنه فأجابه الكاتب: الله يرحمه.فحزن القايد وأسف
وقال: الظاهر أنني قد قسوت على الرجل أكثر من اللازم.فهو والحق يقال موظف
مخزني حقيقي.
- العلم الثقافي3/5/2010
قصتان Info%5C2253201014348PM3
عثمان أشقرا


said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى