«لا تنسى» ذكر الله..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
«لا تنسى» ذكر الله..
على الزجاج الخلفي لكثير من السيارات التي تجوب الشوارع المغربية عبارة«لا تنسى ذكر الله». أصحاب هذه السيارات ربما يعتقدون أنهم مؤمنون أكثر منغيرهم، لذلك علقوا هذه العبارة التي تدل على أن جزءا كبيرا من الدين أصبحتجارة، والدليل على ذلك أن هذه العبارة تتضمن خطأ لغويا فادحا لأنه منالمفروض أن تكون العبارة هي «لا تنس» عوض «لا تنسى». ويبدو أن تجار الدينوالإيمان أصبحوا آخر من يلمّون بلغة القرآن.
هذا مثال بسيط فقط على مظاهر المتاجرة بالدين التي أصبحت متفشية في كلمناحي الحياة، ففي الفضائيات العربية يجلس شيوخ وقورون وهم يقرؤون مجلداتكاملة على المشاهدين. وعندما تنتهي الحلقة يكتشف المشاهد، من خلال أسماءالجينيريك، أن مصور الحلقة وصاحب المونتاج والإضاءة والديكور والمخرج كلهممن عائلة الواعظ، وأن المسألة تجارية محضة.
في كثير من الفضائيات، يجلس شيوخ أمام الكاميرات لتقديم الوعظ الديني بعدمفاوضات عسيرة حول التعويضات المادية، بحيث يقبض بعضهم بالعملة الصعبة،وبالدولار تحديدا، وهناك شيوخ نجوم وشيوخ من الدرجة الثانية وهكذا دواليك.
هناك وجوه معروفة على الفضائيات أصبحت تتصارع في ما بينها، ليس حول منيقدم أفضل النصح إلى جمهور المؤمنين، بل حول من يكون الواعظ الأعلى أجرا،تماما كما يحدث بين نجوم السينما والتلفزيون.
وخلال الأيام الماضية، ظهر واعظ مشهور في لقطات مثيرة بين الجبال والغاباتوهو يوجه نصائحه إلى المسلمين، والسبب هو أنه يريد أن يقدم نفسه بصورةجديدة إلى المشاهدين حتى لا يملوا منه، فالقضية في البداية والنهاية قضيةماركيتينغ.
الفضائيات العربية تقدم اليوم ما يمكن تسميته بإسلام الثرثرة، أي أن يتحدثالوعاظ كثيرا على شاشات التلفزيون ويتنافسوا حول النجومية، بينما ما ينقصالمسلمين اليوم ليس الكلام، بل الأخلاق وحسن المعاملة.
هؤلاء الوعاظ الذين يتزاحمون اليوم على القنوات الفضائية أكيد أنهم يعرفونجيدا كيف وصل الإسلام إلى أصقاع العالم. وأكيد أنهم يعرفون كيف أسلمت شعوبآسيا وإفريقيا وشعوب أخرى منذ قرون طويلة. فهذه الشعوب لم تكن تتوفر علىقنوات فضائية حتى تسمع وعاظ التلفزيون. وعندما أسلم الأندونيسيون أوالماليزيون أو الفلبينيون أو الصينيون أو الروسيون أو أفارقة جنوبالصحراء، فإنهم فعلوا ذلك لأنهم عاشروا أشخاصا صادقين وأمناء، فقرروا أنيتبعوا دينهم. لقد كان التجار المسلمون يجوبون أصقاع العالم وكانت الشعوبالأخرى تلاحظ أخلاقهم الرفيعة في المعاملات التجارية والحياة اليومية، حيثإن تاجرا أمينا واحدا كان يمكنه أن يدفع قبائل كاملة إلى اعتناق الإسلام.فالجيوش الإسلامية لم تصل إلى جنوب إفريقيا أو تنزانيا أو نيجيريا أوالصين، وإنما وصلها تجار مسلمون قدموا إلى الآخرين أخلاقهم أولا، ولو أنوعاظ الفضائيات يعيشون ألف سنة لما تمكنوا من فعل ربع ما فعله التجارالمسلمون.
هناك مسألة أخرى على قدر كبير من الخطورة، وهي أن كثيرا من الذين يسمونأنفسهم وعاظا عربا يتصرفون بعجرفة غير مفهومة مع الشعوب الأخرى وكأنالإسلام ولد عربيا فقط. ومرة كان أستاذ جامعي بريطاني بارز، اعتنقالإسلام، يوجه انتقادات حادة إلى هؤلاء الوعاظ ويطلب منهم عدم المجيء إلىبريطانيا للتعريف بالإسلام، لأنهم يقدمون الدين في صورة سيئة وينفـّرونالناس منه بعجرفتهم وغرورهم، بالإضافة إلى أن أغلبهم لا يلمّ باللغاتالأجنبية، بل إنهم يعتقدون أن المسلم العربي هو الذي يجب أن يقدم الدروسإلى المسلم غير العربي، مع أن لا أحد سيدخل الجنة لأنه عربي.
اليوم يتحدث العرب كثيرا عن الإسلام في فضائياتهم بينما قطع الثوب التييلبسونها أو يضعونها على رؤوسهم تم صنعها في الهند أو الصين أو تايوان.وحتى البخور تأتي من النيبال أو الفلبين، والسجادات التي يصلون عليها تأتيمن سنغافورة أو سريلانكا. ومن يدري، فربما كانت الملصقات التي تحمل عبارة«لا تنسى ذكر الله» مصنوعة في فيتنام أو هونغ كونغ، وسيكون الذين صنعوهامعذورين لأنهم ليسوا عربا لذلك كتبوا «لا تنسى» عوض «لا تنس»، فالعرب يبدوأنهم سلموا كل شيء إلى غيرهم، بما فيه عبارات تحثهم على عدم نسيان خالقهم.
عبد الله الدامون-المساء
هذا مثال بسيط فقط على مظاهر المتاجرة بالدين التي أصبحت متفشية في كلمناحي الحياة، ففي الفضائيات العربية يجلس شيوخ وقورون وهم يقرؤون مجلداتكاملة على المشاهدين. وعندما تنتهي الحلقة يكتشف المشاهد، من خلال أسماءالجينيريك، أن مصور الحلقة وصاحب المونتاج والإضاءة والديكور والمخرج كلهممن عائلة الواعظ، وأن المسألة تجارية محضة.
في كثير من الفضائيات، يجلس شيوخ أمام الكاميرات لتقديم الوعظ الديني بعدمفاوضات عسيرة حول التعويضات المادية، بحيث يقبض بعضهم بالعملة الصعبة،وبالدولار تحديدا، وهناك شيوخ نجوم وشيوخ من الدرجة الثانية وهكذا دواليك.
هناك وجوه معروفة على الفضائيات أصبحت تتصارع في ما بينها، ليس حول منيقدم أفضل النصح إلى جمهور المؤمنين، بل حول من يكون الواعظ الأعلى أجرا،تماما كما يحدث بين نجوم السينما والتلفزيون.
وخلال الأيام الماضية، ظهر واعظ مشهور في لقطات مثيرة بين الجبال والغاباتوهو يوجه نصائحه إلى المسلمين، والسبب هو أنه يريد أن يقدم نفسه بصورةجديدة إلى المشاهدين حتى لا يملوا منه، فالقضية في البداية والنهاية قضيةماركيتينغ.
الفضائيات العربية تقدم اليوم ما يمكن تسميته بإسلام الثرثرة، أي أن يتحدثالوعاظ كثيرا على شاشات التلفزيون ويتنافسوا حول النجومية، بينما ما ينقصالمسلمين اليوم ليس الكلام، بل الأخلاق وحسن المعاملة.
هؤلاء الوعاظ الذين يتزاحمون اليوم على القنوات الفضائية أكيد أنهم يعرفونجيدا كيف وصل الإسلام إلى أصقاع العالم. وأكيد أنهم يعرفون كيف أسلمت شعوبآسيا وإفريقيا وشعوب أخرى منذ قرون طويلة. فهذه الشعوب لم تكن تتوفر علىقنوات فضائية حتى تسمع وعاظ التلفزيون. وعندما أسلم الأندونيسيون أوالماليزيون أو الفلبينيون أو الصينيون أو الروسيون أو أفارقة جنوبالصحراء، فإنهم فعلوا ذلك لأنهم عاشروا أشخاصا صادقين وأمناء، فقرروا أنيتبعوا دينهم. لقد كان التجار المسلمون يجوبون أصقاع العالم وكانت الشعوبالأخرى تلاحظ أخلاقهم الرفيعة في المعاملات التجارية والحياة اليومية، حيثإن تاجرا أمينا واحدا كان يمكنه أن يدفع قبائل كاملة إلى اعتناق الإسلام.فالجيوش الإسلامية لم تصل إلى جنوب إفريقيا أو تنزانيا أو نيجيريا أوالصين، وإنما وصلها تجار مسلمون قدموا إلى الآخرين أخلاقهم أولا، ولو أنوعاظ الفضائيات يعيشون ألف سنة لما تمكنوا من فعل ربع ما فعله التجارالمسلمون.
هناك مسألة أخرى على قدر كبير من الخطورة، وهي أن كثيرا من الذين يسمونأنفسهم وعاظا عربا يتصرفون بعجرفة غير مفهومة مع الشعوب الأخرى وكأنالإسلام ولد عربيا فقط. ومرة كان أستاذ جامعي بريطاني بارز، اعتنقالإسلام، يوجه انتقادات حادة إلى هؤلاء الوعاظ ويطلب منهم عدم المجيء إلىبريطانيا للتعريف بالإسلام، لأنهم يقدمون الدين في صورة سيئة وينفـّرونالناس منه بعجرفتهم وغرورهم، بالإضافة إلى أن أغلبهم لا يلمّ باللغاتالأجنبية، بل إنهم يعتقدون أن المسلم العربي هو الذي يجب أن يقدم الدروسإلى المسلم غير العربي، مع أن لا أحد سيدخل الجنة لأنه عربي.
اليوم يتحدث العرب كثيرا عن الإسلام في فضائياتهم بينما قطع الثوب التييلبسونها أو يضعونها على رؤوسهم تم صنعها في الهند أو الصين أو تايوان.وحتى البخور تأتي من النيبال أو الفلبين، والسجادات التي يصلون عليها تأتيمن سنغافورة أو سريلانكا. ومن يدري، فربما كانت الملصقات التي تحمل عبارة«لا تنسى ذكر الله» مصنوعة في فيتنام أو هونغ كونغ، وسيكون الذين صنعوهامعذورين لأنهم ليسوا عربا لذلك كتبوا «لا تنسى» عوض «لا تنس»، فالعرب يبدوأنهم سلموا كل شيء إلى غيرهم، بما فيه عبارات تحثهم على عدم نسيان خالقهم.
عبد الله الدامون-المساء
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: «لا تنسى» ذكر الله..
**لاشيء تركوه على سليقته وقدسيته...
حتى الدين سخروه لأغرض شتى منها ماهو سياسي ومنها ماهوتجاري أو طائفي...
كل ذلك يتم وفق إديولوجيات معينة لتحقيق أهداف مغرضة لا تمت بصلة لديننا الحنيف...
ولتحقيق هدفهم المنشود ؛ جندوا جميع الوسائل المتاحة من إعلام سمعي أو سمعي بصري أو إعلام مكتوب وحتى الإشهار والموضة وغيرها من فنون الخداع المعروفة والغير المعروفة...
*اللهم سلم سلم وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
*اللهم أنصر دينك ونبيك وأحفظ كتابك من أعدائك وأعدائهم
يارب لقد طفح الكيل ونفذ الصبر فلا حول لنا ولا قوة إلا بك
فلا ناصر لنا إلا أنت سبحانك.../
حتى الدين سخروه لأغرض شتى منها ماهو سياسي ومنها ماهوتجاري أو طائفي...
كل ذلك يتم وفق إديولوجيات معينة لتحقيق أهداف مغرضة لا تمت بصلة لديننا الحنيف...
ولتحقيق هدفهم المنشود ؛ جندوا جميع الوسائل المتاحة من إعلام سمعي أو سمعي بصري أو إعلام مكتوب وحتى الإشهار والموضة وغيرها من فنون الخداع المعروفة والغير المعروفة...
*اللهم سلم سلم وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
*اللهم أنصر دينك ونبيك وأحفظ كتابك من أعدائك وأعدائهم
يارب لقد طفح الكيل ونفذ الصبر فلا حول لنا ولا قوة إلا بك
فلا ناصر لنا إلا أنت سبحانك.../
حاجي حفيظ- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
مواضيع مماثلة
» الرباط
» جرائم اسرائيلية صهيونية لن تنسى....
» ذكرى ميلاد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
» ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله
» جرائم اسرائيلية صهيونية لن تنسى....
» ذكرى ميلاد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
» ترجمة الشيخ سيدي عبد الله بن عبد الصمد كنون رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى