في رحاب آية
صفحة 1 من اصل 1
في رحاب آية
رحلة العمر
يقول الله تعالي في سورة الحج آية ..27 "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً
وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "الحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" رواه أحمد بسند صحيح.
إن الحج منهج خاص ولون من ألوان التدريب العملي. يستهدف المثل الأعلي
في الأخلاق والعقيدة والاندماج في جو روحي خالص. تفيض فيه القلوب بمحبة
الله. وتنطق الحناجر وتهتف بذكر الله في نشيد علوي رائع "لبيك اللهم لبيك.
لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" إن من يرد
الحج فعليه أن يبدأ قبل كل شيء بالتوبة النصوح من جميع المعاصي. والندم علي
الذنوب السوالف. والإقلاع حالاً والعزم علي عدم العودة ورد المظالم إلي
أهلها. وذلك لأن التوبة هي أول منزل من منازل السالكين. وأول مقام من
مقامات العارفين.
حقاً: ما أروع النغم الشجي الذي تردده هذه الألسن التي تفيض عطراً بذكر
الله إلي الحياري والحائرين. وحقاً ما أجمل هذه الأساليب في تربية النفوس
وسياستها. وقيادة زمامها علي طريق الإيمان لتتجه إلي ربها علي هدي وبصيرة.
فيمحو المسلم بصوب عبرته آثار عثرته. ويداوي بحسن توبته جروح حوبته. واعلم
أخي المسلم أنه كما للأبدان حج فللقلوب حج. فالقلوب تنهض بأقدام العزائم
وتمتطي غوارب الشوق. وتفارق كل محبوب للنفس. وتصابر في الطريق شدة الجهد.
وترد منا أهل الوفاء فإذا وصلت إلي ميقات الوصل. نزعت مخيط الآمال
الدنيوية. واغتسلت من عين العين ونزلت بعرفات العرفان ثم طافت حول الإجلال
وسعت بين الصفا والمروة. فرمت جمار الهوي بأحجار. فوصلت إلي قرب الحبيب
يا سائرين إلي الحبيب ترفقوا
فالقلب بين رحالكم خلفته
مالي سوي قلبي وفيك أذبته
مالي سوي دمعي وفيك سكبته
ويروي أن إبراهيم بن أدهم كان يسير إلي حج بيت الله الحرام.. فإذا
أعرابي علي قعود.. فقال له ياشيخ إلي أين؟.. فقال إبراهيم إلي بيت الله..
قال كأنك مجنون لا أري لك مركباً ولا زاداً والسفر طويل.. فقال إبراهيم إنه
لي مراكب كثيرة ولكنك لا تراها.. قال وما هي؟ قال إذا نزلت علي بلية ركبت
مركب الصبر. وإذا نزلت علي نعمة ركبت مركب الشكر. وإذا نزل بي القضاء ركبت
مركب الرضا. وإذا دعتني نفسي إلي شيء علمت أن ما بقي من العمر أقل مما
مضي.. فقال الأعرابي سر بإذن الله فأنت الراكب وأنا الماشي.
يقول الله تعالي في سورة الحج آية ..27 "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً
وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "الحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" رواه أحمد بسند صحيح.
إن الحج منهج خاص ولون من ألوان التدريب العملي. يستهدف المثل الأعلي
في الأخلاق والعقيدة والاندماج في جو روحي خالص. تفيض فيه القلوب بمحبة
الله. وتنطق الحناجر وتهتف بذكر الله في نشيد علوي رائع "لبيك اللهم لبيك.
لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" إن من يرد
الحج فعليه أن يبدأ قبل كل شيء بالتوبة النصوح من جميع المعاصي. والندم علي
الذنوب السوالف. والإقلاع حالاً والعزم علي عدم العودة ورد المظالم إلي
أهلها. وذلك لأن التوبة هي أول منزل من منازل السالكين. وأول مقام من
مقامات العارفين.
حقاً: ما أروع النغم الشجي الذي تردده هذه الألسن التي تفيض عطراً بذكر
الله إلي الحياري والحائرين. وحقاً ما أجمل هذه الأساليب في تربية النفوس
وسياستها. وقيادة زمامها علي طريق الإيمان لتتجه إلي ربها علي هدي وبصيرة.
فيمحو المسلم بصوب عبرته آثار عثرته. ويداوي بحسن توبته جروح حوبته. واعلم
أخي المسلم أنه كما للأبدان حج فللقلوب حج. فالقلوب تنهض بأقدام العزائم
وتمتطي غوارب الشوق. وتفارق كل محبوب للنفس. وتصابر في الطريق شدة الجهد.
وترد منا أهل الوفاء فإذا وصلت إلي ميقات الوصل. نزعت مخيط الآمال
الدنيوية. واغتسلت من عين العين ونزلت بعرفات العرفان ثم طافت حول الإجلال
وسعت بين الصفا والمروة. فرمت جمار الهوي بأحجار. فوصلت إلي قرب الحبيب
يا سائرين إلي الحبيب ترفقوا
فالقلب بين رحالكم خلفته
مالي سوي قلبي وفيك أذبته
مالي سوي دمعي وفيك سكبته
ويروي أن إبراهيم بن أدهم كان يسير إلي حج بيت الله الحرام.. فإذا
أعرابي علي قعود.. فقال له ياشيخ إلي أين؟.. فقال إبراهيم إلي بيت الله..
قال كأنك مجنون لا أري لك مركباً ولا زاداً والسفر طويل.. فقال إبراهيم إنه
لي مراكب كثيرة ولكنك لا تراها.. قال وما هي؟ قال إذا نزلت علي بلية ركبت
مركب الصبر. وإذا نزلت علي نعمة ركبت مركب الشكر. وإذا نزل بي القضاء ركبت
مركب الرضا. وإذا دعتني نفسي إلي شيء علمت أن ما بقي من العمر أقل مما
مضي.. فقال الأعرابي سر بإذن الله فأنت الراكب وأنا الماشي.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» من حقائق علم تأريخ الكون فى رحاب القرآن/الدكتور حسني حمدان الدسوقي
» الحياة في ظلال الإيمان مُتعة الابتعاد عن رحاب الله ذل وخسارة!/ السيد العزاوي
» الحياة في ظلال الإيمان مُتعة الابتعاد عن رحاب الله ذل وخسارة!/ السيد العزاوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى