صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحمد الوارث: الطريقة الوزانـية سلوك في الظاهر و جذب في الباطن

اذهب الى الأسفل

أحمد الوارث: الطريقة الوزانـية سلوك في الظاهر و جذب في الباطن  Empty أحمد الوارث: الطريقة الوزانـية سلوك في الظاهر و جذب في الباطن

مُساهمة من طرف ربيع الأحد 27 نوفمبر 2011 - 17:50

تحدث كثيرون عن الطريقة الوزانية . بيد أن تعدد الأراء لايمنع من إعادة
الحديث عنها . وربما سوغ هذه الإعادة أفكارٌ وقراءات نزعم أنها تعيد النظر
في آراء من تحدثوا عنها، خصوصا وقد غدا بعضها من المسلمات المعتمدة في
دراسة الطريقة الوزانية.

1 - صاحـب الطريقـة :
تنسب
الطريقة الوزانية إلى الولي الشريف أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الحسني
الإدريسي اليملحي العلمي أصلا، المصمودي الوزاني دارا وقرارا ، الشهير باسم
مولاي عبدالله الشريف . ويعني هذا أن شيخ هذه الطريقة ينتمي إلى أسرة
شريفة النسب، من الفرع العلمي الشهير[1]. وإضافة إلى هذا الإرث الثمين ،
تربى مولاي عبد الله الشريف في أحضان أسرة معروفة بثرائها بين سكان مدشر
تازورت في بني عروس ببلاد غمارة . وهذا المدشر هو مسقط رأسه سنة 1005 هـ/
6-1597 م[2]، قبيل وفاة المنصور السعدي بسنوات قليلة .
ويبدو أن مولاي
عبد الله الشريف قد استفاد كثيرا من هذا الوضع في حياته التعليمية؛ فقد
تمكن من مواصلة تعليمه خارج تازروت، وتحديدا في فاس، التي قضى بها وقتا
طويلا امتد من 1028 هـ/ 1619 م، إلى 1034 هـ/ 1625 م[3]. وتتلمذ في هذه
الرحلة على ثلة من علماء الحضرة الإدريسية ، وهم :
- قاضي الجماعة بفاس
وخطيبها الفقيه العالم أبو القاسم بن محمد بن أبي النعيم الغساني المتوفى
مقتولا سنة 1023 هـ/1623 م[4]، " وكان متضلعا في الفنون ، ماهرا في المعقول
والبيان والتفسير والكلام … وله معرفة بالبيان والمنطق والعروض والأصلين
…" [5]. وقد درس عليه مولاي عبدالله الشريف الموطأ برواية يحيى بن يحيى
الليثي، وصحيح البخاري. كما أخذ عنه صحيح مسلم[6] ومختصر خليل أيضا .[7]
-
وقاضي الجماعة بفاس، الفقيه العلامة الصوفي أبو الحسن علي بن قاسم بن عبد
العزيز البطوئي الريفي الزناتي الفاسي (ت. 1039هـ/ 1629م). وقد قرأ عليه
مولاي عبد الله الشريف" … عدة مصنفات في عدة من العلوم …" [8]، منها علوم
الحديث[9].
- وشيخ الجماعة في القراءات، الفقيه النحوي أبو عبد الله
محمد بن مبارك المغراوي السجلماسي الفاسي المتوفى سنة 1093 هـ/ 1681 م، و "
… قرأ عليه القرآن العظيم بالروايات السبع… " [10].
- والفقيه العلامة
الصوفي أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي ابن عطية السلوى المتوفى سنة
1052هـ/1642 م ، و"… قرأ عليه النحو والحديث والتفسير والفقه " [11]، "
وأجازه في جميع مقروءاته ومسموعاته ومناولاته ومعروضاته " [12].
لقد كان
ابن عطية آخر شيوخه ، ويعني هذا أن مولاي عبد الله الشريف صار في نهاية
رحلته من المتفقهين في علوم الظاهر . ومن جانب آخر، يبدو أنه تأثر إبان
إقامته في الحضرة الإدريسية بالجو الصوفي السائد فيها. ويفسر ذلك اتصاله
ببعض أوليائها زمنئذ . وقد ذكرت المصادر منهم " الشيخ البهلول الملامتي
سيدي عزوز دالله، وذلك في ابتداء أمره عند قدومه لفاس بنية طلب العلم "
[13]، والولي الصالح أبا علي الحسن بن محمد بن علي ابن ريسون [14] (ت
1055هـ/1645م) دفين فاس . ولعل هذا التأثر هو الذي جعل مولاي عبد الله
الشريف يلازم في نهاية رحلته العلمية زاوية الشيخ ابن عطية السلوي، آخر
أساتذته في علوم الظاهر، حتى إن القادري ذهب إلى اعتباره الشيخ الذي تخرج
على يده مولاي عبد الله الشريف في العلم والعرفان [15].
ويظهر أن التصوف
صار الغاية الكبرى للمترجم مذ عودته من فاس إلى ديار أهله بجبال غمارة .
نقول هذا الكلام لأن مولاي عبد الله الشريف بدأ من هناك رحلة جديدة كانت
هذه المرة سياحة صوفية . وقد زار خلالها أضرحة مشاهير أولياء المغرب، وبعض
كبريات الزوايا، قبل أن ينتهي به المطاف، في شهر ربيع الثاني 1026 هـ/1617
م، إلى زاوية الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الجرفطـي الصرصري [16] المتـوفى
أواخر العقـد الثالث من القرن 11 هـ/ 17م [17]، بمدشر المغاصن من جبل صرصر
ببلاد الهبط، على بعد حوالي 24 كلم شمال غرب وزان[18]. ولازم هذه الزاوية،
وصار من مريدي شيخها المقربين[19]. كما جعل مولاي عبد الله من شيخه هذا
معتمدا له في طريق القوم، وإليه انتسب ، وعليه عوَّل في السلوك[20].

2 - سند مولاي عبد الله الشريف في طريق القوم :
كان
بودنا أن نحدد سند مولاي عبد الله الوزاني وفق سند شيخه الصرصري، لكن
هاهنا بالذات إشكال كبير، بحكم اختلاف كتاب التراجم في تحديد سند الشيخ
الصرصري نفسه . فقد جعله بعضهم جزوليا، وقالوا إنه أخذ الجزولية عن الشيخ
أبي سالم عبد الله، وعن الشيخين أبي زكرياء عيسى بن الحسن المصباحي، نزيل
الدعداعة ، وأبي زكرياء عيسى بن خشان دفين فحص الريحان ببلاد الغرب، وهما
عن والد أبي زكريا المصباحي، الشيخ أبي علي الحسن بن عيسى. وقيل إنه أخذها
عن أبي علي الحسن بن عيسى المصباحي نفسه، وهو عن أبي عبد الله محمد بن أبي
عسرية المصباحي عن الشيخ أبي محمد عبد العزيز التباع عن الإمام محمد بن
سليمان الجزولي[21]. وقيل أيضا إن أبا علي الحسن المصباحي أخذ عن أبي
عبدالله محمد بن علي بن مهدي الهَرَوي الزمراني المدعو الطالب نزيل فاس عن
الشيخ أبي محمد عبدالله الغزواني عن أبي فارس عبد العزيز التباع عن الإمام
محمد بن سليمان الجزولي[22]. وفيما يلي رسم بهذا السند .

أحمد الوارث: الطريقة الوزانـية سلوك في الظاهر و جذب في الباطن  El-ouareth1


غير أن أبناء العائلة الفاسية وتلامذة زواياهم لهم رأي آخر، أفْهم من
خلاله بعضهم وصرح آخرون بأن الصرصري من أتباع شيخهم أبي المحاسن يوسف
الفاسي . وأقدم من ترجم له منهم، وهو محمد المهدي الفاسي (ت 1109
هـ/1698م)، صنفه ضمن الطبقة الجزولية الرابعة، وكتب قائلا: " ومن أصحاب
الشيخ أبي محمد الحسن بن عيسى المصباحي، فيما يقال ، الشيخ أبو الحسن علي
بن أحمد دفين مدشر المغاصن بجبل صرصر ، وقيل إنما أخذ عن والده الشيخ
المجاهد أبي مهدي عيسى بن الحسن، وأخذ أيضا عن سيدي يوسف الفاسي ، وكان
يصبح عنده كل يوم في القصر الكبير من منزله خارج المدينة لا أدري بصرصر أو
غيره وكان في أول أمره يظهر عليه الحال ويغلبه ويصيح ثم سكن، فسئل عن ذلك
فأخبر أن سيدي يوسف (الفاسي) هو الذي سكنه وبه اتسع في حكاية له معه كان
يذكرها … " [23].
وهكذا، صنفه صاحب الممتع ضمن الطائفة الجزولية، لكنه
جعل فضل أبي المحاسن الفاسي عليه أكثر " فهو الذي سكنه وبه اتسع … "، وهي
الأمـور الـمعتبـرة في الطريقـة الفاسيـة . فهل قصد المهدي الفاسي من ذلك
الإشارة والتلميح، لِما فيهما من كفاية أم إنه لم يكن في الأمر على يقين؟
مهما
كان الأمر، إن صاحب الابتهاج كان أكثر منه توضيحا . فعندما استهل حديثه عن
الصرصري نسبه إلى أبي المحاسن، وجعله من أصحابه، وقال :" … الشيخ القدوة
الفاضل أبو الحسن علي بن أحمد الصرصري، قال شيخنا أبو القاسم[24]، لقيته
يعني أبا الحسن الصرصري بمنـزله بصرصر، وذكر لي أن الشيخ أبا المحاسن رحمه
الله من أشياخه، وأنه كان يلازمه بالقصر، فبقي كذلك مدة، ثم إن الشيخ قال
له يوما اذهب معي إلى الدار، قال فذهبت ووجدت الأضياف عنده، فأجلسني معهم
وأعطاني طرفا من اللحم وضربني بيـن كتفي، وقال تلك حاجتك عندي . قال : وممن
أخذ عنه عمه سيدي عبد الله وسيدي عيسى بن الحسن بن عيسى المصباحي"[25].
وهكذا،
أخَّر صاحب الابتهاج وقَدَّم في كلام الممتع، إلى حد يجعل القارئ لكلامه
يفهم بأن معتمد الصرصري، شيخ مولاي عبد الله الشريف الوزاني في طريق القوم،
هو أبو المحاسن الفاسي، وأما باقي شيوخه إنما أخذ عنهم على سبيل التبرك،
وكأنَّ في الأمر محاولة لإثبات نبوءة عبدالرحمن المجذوب شيخ الطريقة
الفاسية ، التي قال فيها " تنقطع زريعة هذا الفقر من المغرب إلا ماكان مني "
، والتي دافع عنها صاحب الابتهاج كثيرا [26]، مشيرا بذلك ، ولاشك ، إلى أن
الوزانية فرع من الطريقة الفاسية المجذوبية، حتى إن قارئا للابتهاج ، كتب
طرة على هامش تلك النبوءة، تصرح بذلك تصريحا مؤداها : "… وهذا ظاهر وواقع
في وقتنا[27] وقبله ، فإنه منذ توفي الشيخ عبد الرحمن المجذوب ووارثه أبو
المحاسن لم يبق إلا مَدَدَهما بعد ، ظهر من أبي المحاسن طائفتان طبقتا هذا
العالم: الأولى طائفة أولاد ابن عبد الله(معن) ومنها انتشرت الدرقاوية.
الثانيةSadالطائفة) الوزانية، فإن مولاي عبد الله الشريف، أخذ عن سيدي أحمد
بن علي الصرصري، وهذا عمدته أبو المحاسـن، وقـد ظهر من كلتي الطائفتين ما
هو مشهور في الدفاتر"[28]. ومن ثم، اعتبر المتأخرون المعتمدون على هذه
المصادر مولاي عبد الله الشريف زروقيا في سنده الأعلى، مثل أهل الطريقة
الفاسية [29]، المنتسبين إلى الشيخ أبي المحاسن الفاسي .
ورغم ما يظهر
في تلك الإشارات وهذه التصريحات من نزعات " فاسية" ، فالثابت أن الصرصري،
شيخ مولاي عبد الله الشريف ، لقي أبا المحاسن الفاسي، بعد أن لقي غيره ،
على غرار كثير من السالكين وشيوخ الزوايا في شمال المغرب، جزوليين كانوا أم
زروقيين. والمؤكد أيضا أن الصرصري لم يكن يوم لقائه به قد أكمل أمره،
بدليل أنه لم يكتف بالتبرك به، كما فعل كبار مشايخ عصره، بل جعل منه شيخا
كغيره من السالكين . فيكــون حسب هذا التخريج، » جزوليا متحولا « إلى
الطريقة الفاسية، يوم أصبح لهذه الطريقة سطوتها أواخر القرن 10 هـ/16 م،
وبداية القرن الموالي . لكن ما رأي أهل وزان ؟
نكتفي هنا بالإشارة إلى "
… زَعْم بعضهم أن الشيخ مولاي عبد الله الشريف أخذ الطريقة عن آبائه
مسلسلة أبا عن أب إلى الشيخ أبي محمـد عبد السلام بن مشيش… وابتهج بهذا
قائلا إنه من أخذ الأبناء عن الآباء" [30].
وقد تصدى صاحب الترجمان ،
وهو فاسي النسب والطريقة ، للرد على أصحاب هذا الرأي، فقال : " وهذا الزعم
باطل جدا ، لاوجود له … لأن آباء مولاي عبد الله مع كونهم من أهل المجد
والفضل والصلاح، فإنهم لم يسلكوا طريق التصوف والتلقين المصطلح عليها،
ولاعرفوا بها ولانسبوها لأنفسهم ولانسبها الناس إليهم، وحيث إنه لم يثبت
سلوكهم لهذه الطريق، فلايجوز رفع السند من طريقهم، بل يكون ذلك تدليسا .
وكونهم من آل البيت الشريف لايكفي في الأخذ عنهم، ورفع السند من طريقهم إلا
إذا سلكوا الطريق المصطلح عليها بين علماء هذا الشأن..." [31].
وبصرف
النظر عن القصد الواضح من هذا الرد الفاسي، يظهر أن زعم بعض من أهل وزان
لم يقم على فراغ ، فهو من جهته ذو قصد هام، يتجاوز مسألة السند في الطريقة
الوزانية إلى مضمون الطريقة نفسها . ونعني بذلك أن صياغة سند خاص لمولاي
عبد الله الشريف يربطه بمولاي عبد السلام بن مشيش تمت لتعيين المنبع والأصل
الذي استقى منه شيخ الطريقة الوزانية مبنى نحلته ، وليرد الفرع إلى أصله
سندا ونحلة، وكأن في ذلك إشارة إلى إعادة بعث طريقة مولاي عبدالسلام بن
مشيش ، كما فعل أبو الحسن الشاذلي قديما[32] .
ويساعدنا على الأخذ بهذا
التأويل ما تميزت به حياة مولاي عبد الله الشريف الروحية قبل ظهور أمره
وبعده من سلوكات ، وما ارتبط بذلك من أخبار تدل كلها على أنه كان يرمي فعلا
إلى إلغاء أية منة لأي شيخ وقتي عليه[33]، وأنه كان يريد فعلا سن طريقة
خاصة به، لايناظرها زمنئذ في شمال المغرب على الأقل طريقة أخرى .
ويبدو
أن ملامح هذه الطريقة ظهرت على سلوكات مولاي عبد الله الشريف، وهو لايزال
في صحبة شيخه الصرصري، حيث جعلت هذا الأخير يترك له إدارة أمور الزاوية في
حياته ويوصي له بالخلافة . والظاهر أن تخمينه كان صائبا، حيث بلغ أمر مولاي
عبد الله والشيخ الصرصري مبلغا من الشهرة وصل به صداه مدينة فاس، وجعل
زوار ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش من أعيان الحضرة الإدريسية سنة
1037هـ/1628 م ، وهي السنة التي توفي فيها شيخه، يعرجون على جبل صرصر
لمعاينة " صاحب الأمر الجديـد " بها ، والاطلاع على ذلك "الأمر الجديد"
[34].
ونحسب أن وفاة الشيخ الصرصري جعلت مولاي عبد الله الشريف يفصح عن
جميع ما كان يدخره في نفسه . يُستنتج هذا اعتمادا على عدم تردده في إلغاء
الورد المعمول به في زاوية شيخه، وهو أمر له خطورته، واعتمادا كذلك على
مايفهم مما ظهر على يده من كرامات ، بعد مغادرته للزاوية المذكورة في طريقه
إلى فاس ، ثم اعتمادا أيضا على ما أظهره من مواقف إزاء ممارسات بعض
الصوفية بالحضرة الإدريسية ؛ مواقف تدل كلها على أنه ادعى الولايـة والتقدم
على غيره من أوليـاء زمانه [35]. كما يفهم من هذا وذاك أن مضامين طريقته
أو " شريعته الجديدة "، كما يحلو للبعض أن يسميها، مست ما ساد جبال غمارة
وتطوان وفاس من ألوان التصوف ، وأنها لم تلق في بداية الأمر القبول
والمعاضدة . وحسبنا أن أهل زاوية صرصر أرغموه على مبارحة دار شيخهم، وأن
المقام بتطوان لم يطب له، كما أنه دخل مع أولياء فاس في مجادلات كلامية
اضطر معها إلى مغادرتها عائدا إلى جبل العلم[36]، وكأنه يبحث عن السند
الروحي والمادي لدى عشيرتـه .
ونستحضر هنا، دون شك، ما لقيه بعض
معاصريه، من أمثال عبد القادر الفاسي، ومحمد بن عبد الله السوسي، ومحمد بن
ناصر الدرعي، من صعوبات وعراقيل في بداية ظهورهم الصوفي، ونستحضر بالتالي
سطوة الطريقة الفاسية زمنئذ ، أي في الفترة الموافقة للنصف الأول من القرن
11 هـ/17 م في المجال الذي تحرك فيه مولاي عبد الله الشريف تحديدا، لنتساءل
عما إذا كان لتلك السطوة دورها فيما لقيه من ردود أفعال قوية، أسواء في
زاوية شيخه بجبل صرصر، أم في تطوان وفاس[37].
ويبدو أن مولاي عبد الله
الشريف شعر بأن خطواته الأولى سابقة لأوانها، وتحتاج إلى ما يدعمها روحيا
وماديا، فاختار الخلوة قريبا من جبل العلم حيث للنسب الشريف العلمي شأن
كبير، وللنفوس اعتقاد كبير في مولاي عبدالسلام بن مشيش. واختار " لخلوته "
مكانا بعيدا عن الناس يدعى الغـزروف [38]قرب"… مدشر أبي شـقرة من قبيلة
مصمودة إحدى القبائل الهبطية"[39]، واشتغل فيه بعبادة الله والصلاة على
النبي (ص) حتى أتـاه الفتح ومعه الأمر بالتصدر للتلقين من النبـي (ص) ، أو
هكذا أخبر مولاي عبد الله الشريف عن نفسه [40]، وكأنه وجد ما يزكي به دعوته
.
وبناء عليه ، خرج إلى الناس في مدشر أبي شقرة ، وصار عليهم فقيها
وإماما ، ثم انتقل إلى مدشر آخر مجاور يدعى الميقال بجبل بوهلال في قبيلة
مصمودة نفسها، وبنى زاوية[41]، ثم تركها، وانتقل إلى وزان " بسفح جبل
مصمودة ، حيث زاويته اليوم وزاوية أعتابه … ونزل منه بالدار التي كانت تعرف
هنـالك منذ القديم بدار الشيخ الولي الكبير مولانا أبي سلهام دفين
البحيرة… " ، وهي التي اتخذها زاوية[42].
ويعني هذا أن استقرار مولاي
عبد الله الشريف بوزان [43]جاء بعد مجهود لم يكن يسيرا[44]، وكأن إعلانه عن
التزكية النبوية لمشروعه لم يجد نفعا أمام قوة المعارضين . كما يبدو بوضوح
أن التصوف كان الركيزة الأساسية التي اتكل عليها لإظهار أمره ، قبل شرفه
وعلمه، بل إن الارتباط بمولاي عبدالسلام بن مشيش اكتسى في حياة مولاي
عبدالله الشريف صبغة صوفية أكثر منها عائلية ، كما أن طريقته كانت صوفية
أكثر منها أي شيء آخر . لكن الظاهر أن هذه الطريقة لم تكن تسير في سياق
التصوف السائد زمنئذ في مملكة فاس على الأقل .

3 - طريقة مولاي عبدالله الشريف : مبنى تأسيسي
ذَكِّر
في البدء بأن الوزانية كانت واحدة من الطرق الصوفية التي ظهرت في المغرب
خلال منتصف القرن 11 هـ/ 17 م، ووافق ظهورها في وزان ظهور الناصرية في
درعة، وطريقة محمد بن عبد الله السوسي بمراكش، بحكم تصدر شيوخ الطرق الثلاث
للمشيخة كل في زاويته حوالي 1052 هـ/42-1643 م ، إضافة إلى عبد القادر
الفاسي الذي انفصل عن الطائفة الفاسية المجذوبية حوالي 1062 هـ/1652 م،
وأسس طريقته الخاصة . ولم يكن ظهور هؤلاء الأقطاب متزامنا فحسب، بل كان
تصوفهم متشابها أيضا.
وقد مر بنا أن ظهور مولاي عبد الله الشريف بوزان
سبقته محاولات ظهوره في فاس وتطوان وجبال غمارة، غير أنها لم تكن ناجحة على
غرار محاولات الأقطاب المذكورين . وعللنا فشل المحاولات الأولى بتصدي
التيار المخالف " لطريقته " له، ونضيف هنا أن التيار المخالف هو تيار أهل
الباطن الذي نما بشكل كبير إبان القرن 11هـ/17م؛ أي أن طريقة مولاي عبدالله
الشريف لم تكن سوى صورة من صور تصوف أهل الظاهر الذي ظهر لمواجهة استفحال
ظاهرة تصوف أهل الباطن . وقد وقفنا على مأثورات دالة على صفات هذا
الانتماء، ومن ذلك كلام مأثورة لمولاي العربي الدرقاوي يقول فيه : " أعطي
ثلاث لثلاث : المعرفة للعربي الدرقاوي ، والصلاح لأهل وزان … والمحبوبية
للشرفاء الكتانيين " [45].
والملاحظ أن العربي الدرقاوي، وهو من كبار
شيوخ أهل الباطن في تاريخ التصوف المغربي، تحدث عن نفسه بصفة المفرد، وعن
أهل وزان بصفة الجمع، مما يحمل الدلالة على أن الصلاح صفة مشتركة بينهم
جميعا، أو على الأقل بين الأقطاب السبعة الذين تصدروا للمشيخة في دار أهل
وزان، وآخرهم مولاي العربي الوزاني الذي عاصر الشيخ العربي الدرقاوي .
والملاحظ أيضا أن العربي الدرقاوي نفسه، وهو من تلاميذ مولاي الطيب، رابع
شيوخ الطائفة الوزانية، يجعل " الصلاح " الوزاني في مقابل " المعرفة " لدى
درقاوة و" المحبوبية " لدى الكتانيين. وهذا تصنيف يوازي تصنيفا آخر للشيخ
أبي الحسن علي الجمل، شيخ العربي الدرقاوي نفسه، ميز فيه بين تصوف شيوخ آل
معن وارثي طريقة أبي المحاسن الفاسي المجذوبية، وسماه تصوف "أهل الباطن " ،
وتصوف الناصريين ، وسماه تصوف أهل الظاهر [46].
نريد القول بأن "
الصلاح الوزاني " هو " تصوف أهل الظاهر " بالذات، مما يجعل الوزانية
والناصرية في خانة واحدة . ولايعضد هذا الرأي ظهور الناصرية والوزانية في
إبان واحد فحسب،كما قلنا، بل شهادة الفقهاء بقيام مبناها، مثل الناصرية وما
شابهـها ـ على التــزام "السنة في جميع الأقوال والأفعال ومجانبة البدع،
وإطعام الطعام، والتبري من الدعوى، وكثرة الاستغفار والذكر والصلاة على
النبي (ص) " [47]، ذاك إلى جانب الزهد في الدنيا[48]، وإلى جانب كونهما
اتخذتا معا من الاحتجاج على التصوف السائد منطلقا لهما، وعناية الوزانيين
الشديدة بالحديث مثل الناصريين وعبد القادر الفاسي وأهله[49]. وتتـأكد هذه
الإشارات من خلال الحديث عن الأسس الكبرى التي بنى عليها مولاي عبدالله
الشريف طريقته الصوفية .
وهكذا، كانت غاية هذا الرجل،كغيره من شيوخ
الطرق الصوفية، تأسيس طريقة تربوية القصد منها دلالة الناس على الله وتحقيق
الصفاء الروحي . وعلى غرارهم جعل مولاي عبد الله الشريف من التوبة أجل
مدارج الطريق . وقد اشترطت طريقته في هذا الصدد على المتشوف إليها ، علاوة
على الأوامر والنواهي المرتبطة بالتوبة النصوح، الالتزام بآداب الصحبة
وشروطها، وفي مقدمتها زيارة دار وزان والأكل من طعام دار الضيافة فيها[50]،
وكأن في الأكل وزيـارة دار وزان رمزا من رموز التبعية[51]، وإشارة إلى أن
المريد صار وزاني الطريقة.
وبعد التوبة والصحبة ، يطالب المريد بالخضوع
لجملة من الضوابط، التي تفرضها مجاهدة التقوى والاستقامة المعتادة،
وأساسها موافقة أحكام التنزيل، واتباع السنة من غير تغيير ولاتبديل، وتعويد
النفس على الأحسن وإبعادها وفطمها عن الشهوات[52].
والظاهر من خلال
مبنى الطريقة الوزانية الأم أن مجاهدة الاستقامة فيها لم تخرج عن النسق
المعهود في طرق أهل الظاهر، وقتئذ . ونعني هنا ما يصطلح على تسميته "
بالتعبد " في طريقتي عبد القادر الفاسي، ومحمد بن عبد الله السوسي
المراكشي، وما سماه الناصريون الأوائل" بالعمـل " في طريقتهم . أما في
الطريقة الوزانية فقد سماه صاحب سلوة الأنفاس" بالسلوك في الظاهر" [53].
ويقـوم هذا النوع من " العمل " أو" التـعبـد " في الوزانية، كما يبدو، على
أسـاليب المجاهدة الظاهرة، ومن ثمة تسميتهـا بالسلـوك في الظاهـر، وقوامها
لديهم : الخلـوة[54]، والزهد[55] إلى حد التقشف[56] في اللباس[57]والأكل
[58]، ولو أتيحت سعة العيش ورغد النعيم . ويبدو أن مولاي عبد الله الشريف
وأتباعه بلغوا في زهدهم مقاما عاليا جعل بعضهم يسميه " بالزهد الكبيـر "
[59]. بل اعتبر درقاوة سلوك مولاي عبدالله الشريف هذا نوعا مـن " التجريد "
المحبب لديهم في التربية الصوفية ، على نحو قول مولاي العربي الدرقاوي في
سياق حديثه عن" التجريد الظاهري " : "… وقد رأينا بنواحينـا من أحيا في
الطريق سنة واضحة من سنن رسول الله (ص)، قد أحياها الشيخ الجليل ، ولي الله
تعالى ، مولانا عبد الله الشريف ، جد السادات الشرفاء أهل وزان رضي الله
تعالى عنهم ونفعنا ببركاتهم ، وهي إطعام الزيار بلبول الشعير والقمح أو
الدراء الحائلين بالماء والملح وشيء قليل من الإدام ، إذ لاخير للفقير في
الشهوات، وإنما الخير له في ترك الشهوات ، ولا خير له في الشبع ولو
بالربيع إذ لو كان الخير له في ذلك لشبع من الطعام نبينا (ص)، كيف وهو لم
يشبع منه قط يومين متوالين …" [60].
فالاكتفاء بالقليل مع وجود الكثير،
وبالخشن مع وجود الناعم، كان واحدا من الأساليب الهامة في التربية لدى
مولاي عبدالله الشريف . دون أن يعني هذا أنه وغيره من أتباع الطريقة
الوزانية اعتمدوا على التواكل، فقد ألحوا على ضرورة الكسب باحتراف الفلاحة
وتربية الماشية ، بل جعلوا من ذلك ركنا أساسيا في طريقهم [61]، وحرموا على
أنفسهم ممارسة ما يسمى بعلوم التدبير من سحر وتنجيم وما شاكلهما، لأنهما
مدعاة للكسل ومحرمة شرعا[62]. وتلك أهم خصائص تصوف" أهل السلوك في الظاهر"
المعلومة .
وإلى جانب الصحبة وما تقتضيه من لزوميات ، والتوبة وما
تفرضه من آداب ، والخلوة وما يرتبط بها من شعائر [63]، والزهد وما يعنيه من
توكل وسعي في الكسب، يعتبر الذكر أهم الأساليب التي تعطي للمجاهدة معناها
الحقيقي في طريقة مولاي عبدالله الشريف [64]، على غرار سائر الطرق دون
استثناء، إنما للذكر في طريقة هذا الرجل مميزات، تجعلنا أكثر تحمسا في
تصنيفها ضمن تيار أهل الظاهر في التصوف .
وهكذا رتب الوزانيون منذ أيام
مولاي عبد الله الشريف لأنفسهم ولمريديهم أورادا بعضها أذكار مجردة وبعضها
أحزاب ، وخصصوا لها وقتين، الأول في الصباح والثاني في المساء .
ففي الصباح كانوا يذكرون :
ـ أستغفر الله إن الله غفور رحيم مائة مرة .
ـ سبحان الله وبحمده مائة مرة أو أكثر .
ـ التصليـة مائة مـرة
ـ الـجلالة مائة مرة[65]
أمـا
الأحزاب التي كانوا يقرأونها صباحا، فهي حزب شيخ الطريقة مولاي عبد الله
الشريف [66] ، وحزب الفلاح للجـزولي، ووظيفة الشيخ زروق، وحزب البحر والحزب
الكبير للشاذلي ، ثم حزب محيي الدين النووي[67] . وفي المساء يذكرون
التصلية بصيغة " اللهم صل على سيدنا محمد وأزواجه وذريته " خمسين مرة،
والأحزاب الخمسة المرتبة صباحا، عدا حزبي الشاذلي [68]. علاوة على حزب
البحر ويقرأونه بعد صلاة العصر، وما تيسر من الجلالة والتصلية دبر كل صلاة
[69].
ويفهم من شكل الأحزاب والأذكار كلها أنها تتمحور أساسا حول الصلاة
على النبي، فهي أسـاس الذكر . وفي هذا الصدد يقول محمد ابن الفقيه، أحد
كبار شيوخ الطريقة الوزانية: "طريقة شيخنا مولاي عبد الله هي كثرة الصلاة
على النبي (ص) فهي تدبيرنـا وصنعتنـا [70]. وقد رواهـا عنـه بصيغتين : نص
الأولى " اللهـم صل على سيـدنـا محمـد صـلاة تخرجنـا من ظلمـات الوهـم
وتكرمنـا بنور الفهم وتكشف لنـا مـا أشكل حتى يفهم إنك على كل شيء قديـر" .
والصيغة الثانيـة : " اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله صلاة أهل
السموات والأرضـين عليه ، واجر يـا رب لطفـك الخفـي علـي (وقيـل في أمـري)
"[71]. ويذكر أن مـولاي عبد الله الشـريف كـان يكثـر منهـا وينصح بالإكثـار
منهـا [72] .
وإلى جانب التصلية، كان للذكر بالجلالة والأحزاب قدرهما.
ويعني هذا أن الوزانية الأم جمعت بين الذكر القلبي السري في التصلية ،
والذكر جهرا في الأحزاب والجلالة [73] . وتمارس الجماعة "... الذكر إما
بالجلوس أو بالوقوف . وتسمى طريقة الوقوف بالغَزْواني أو الجلالة الغزوانية
لأن مولاي عبدالله الشريف أخذها بالتواتر عن الشيخ عبدالله الغزواني، دفين
مراكش، وكانت تؤدى بألحان وأوزان خاصة . وقد احتفظ القادري بوصف لهذه
الكيفية ، حيث كان الفقراء ينشطرون على أنفسهم فئتين متقاربتين، كل واحد
فيهما يمسك بكف أخيه، ثم يتلفظون بالأحزاب بوزن معلوم، تارة بصوت واحد،
وتارة مداولة بينهم[74]. بل كان مولاي عبد الله الشريف من أقطاب السماع في
عصره، ملما بجزئياته وتفاصيله، متضلعا في ميازينه ومقاماته [75]، وقد رخص،
فيما يبدو، لأتبـاعه في استعمال السماع والرقص والتواجد[76].
لكن
الأكيد أن مولاي عبدالله الشريف وأتباعه لم يبلغوا في سماعهم مبلغ شرقـاوة
أو عيساوة أو غيرهم من الطوائف التي جعلت من " الحضرة " سبيلا أساسيا للجذب
. فالرقص عند هذا الرجل، كما يبدو، يعنى به الذكر وقوفـا، على غرار ما كان
يفعله أيام خلوته، حيث لم يكن يُرى ليلا ونهارا إلا قائما على قدميه يصلي
على النبي، إلا إذا كان متلبسا بالصلاة[77].كما كان مولاي عبدالله ومن تبعه
في سماعهم بالجلالة وبالأحزاب ملتزمين بالسبحة، من غير آلة [78] . ويفسر
هذا كله ويدعمه ما عبر به محمد بن جعفر الكتاني عندما جعل " معتمد الطريقة
الوزانية على السلوك في الظاهر والجذب في الباطن " [79]. وهذا وصف على قدر
كبير من الدقة، حيث يشير إلى عدم ظهور الجذبات والشطحات، أو مايعرف
بالأحوال العرفانية، على أهل الطريقة الوزانية في حضرتهم خصوصا، وفي حياتهم
الروحية عموما . وإذا ظهرت[80] فظهورها كعدمه، لايتعدى الافتخار بعلو
المقـام، وإظهار كرامات، كان الحرص على أن تكون على مقاس معجزات الرسول
(ص)[81]. ولعل هذا بالذات ما جعل العربي الدرقاوي يصف أتباع مولاي عبد الله
الشريف بالصلاح أكثر من العرفان . وجعل أحمد التجاني ينظر إلى مولاي الطيب
بن محمد بن مولاي عبدالله الشريف، وكان أكثر التزاما بطريقة جده، على أنه
من أهل الدنيا لا الآخرة [82] . ومن أهم ما نستحضره هنا بالذات ما قيل عن
الناصرية بأنها تزيين للظاهر وإصلاح للباطن، لحرص أهلها، كما هو معلوم ،
على عدم التميز عن الجماعة الإسلامية ظاهرا، ودعوتهم بالأساس إلى تغيير
البواطن بإصلاحها وتجنب الكشف عن أسرارها، انسجاما، دون شك، مع مبدإ تجنب
الدعاوى ، أحد المبادئ الأساسية لأهل الظاهر في التصوف.
هذا هو المبدأ
الأساسي الأول في طريقة مولاي عبدالله الشريف، ونعني به " السلوك في الظاهر
" . وقد حاولنا أن نجعله مطابقا لمبادئ " العمل " و" العبادة " و" تصحيح
العقيدة " المدعو إليهما في تعاليم طرق تيار أهل الظاهر التي ظهرت في أيام
مولاي عبدالله الشريف نفسه. لكن يبقى أن نبحث في الشطر الثاني المكمل
لثنائية العلم والعمل، لدى أصحاب ذلك التيار.
وفي هذا الموضوع بالذات
رأى بعض الباحثين أن الزاوية الوزانية زاوية بلا علماء[83]. ونحن لانأخذ
بهذا الزعم لما فيه من تعميم، فقد وقفنا على أن شيوخ هذه الزاوية جميعا
تفقهوا قبل أن يتصوفوا، بل كانوا من العلماء الكبار في عصرهم، وفي مقدمتهم
مولاي عبد الله الشريف مؤسس الزاوية . وقد اكتسب هذا الرجل علوم الشريعة
بتطوان وفاس ، كما رأينا، وألف أذكارا وأحزابا[84] وأدعية ومأثورات ووصايا
وأشعارا [85]، وكتب كناشة علمية ، سجل فيها إفادات ووجدات ، بعضها من
إنجازه وبعضها من إنجاز غيره[86]. وجاء في فهرس الفهارس بأن مولاي عبدالله
الشريف : " له ثبت جمع فيه جميع طرق أشياخه من الصوفية إلى منتهاها ، وجمع
فيه أيضا أكثر ما في الفهارس من الأسانيد الحديثية المروية فيها ... "
[87]، وجاء عند غيره أنه أهاب بتلميذه وخديمه الخاص عبدالكبير عليوات
لتأليف كتابه " سراج الغيوب في معرفة علاّم الغيوب"[88]. وفي السياق نفسه ،
لايعرف بالتدقيق تاريخ تأسيس خزانة مولاي عبدالله الشريف أو خزانة المسجد
الأعظم، ومع ذلك فإن تسميتها باسمه تدل على أنه كانت له يد في وضع لبنتها
الأولى، خصوصا وأنه كان يدرس كتب التصوف والعقائد والأصول والسيرة، التي
غالبا ما ما يحتفظ بها في خزانته.[89] بل يعتبر الشيخ مولاي عبدالله الشريف
أول مدرس بالزاوية الوزانية.[90] وكان مولاي عبدالله الشريف وراقا ممتازا
وساردا بارعا، حيث سرد بمسجد زاويته كتب الوعظ والتصوف، كحكم ابن عطاء الله
بشرح ابن عباد والقوت لأبي طالب المكي، ورسالة القشيري، وعوارف المعارف
للسهروردي، وكتاب الغنية ، وكتاب فتوح الغيب لعبدالقادر الجيلاني، وشرح
محمد الهروي الطالب على تائية عبدالقادر الجيلاني، وكتاب جواهر الأسرار
لعيسى ابن عبدالقادر الجيلاني، وكتب الشيخ زروق[91].
وكان مولاي عبدالله
الشريف بصيرا بالعلوم اللغوية ، فقيها في اللغة العربية والنحو والبلاغة
والمنطق[92]، خبيرا بالسيرة النبوية وأخبار الصالحين [93]. وكانت له دراية
بالغة ، وتمكن كبير من علوم الحساب والتوقيت[94]، كما كان ضليعا في العلوم
الروحانية ، متقنا لعلم الأوفاق والجدول وأسرار الحروف والخواص[95].
وكان
أشهر المتخرجين على يده ابنه وخليفته مولاي محمـد بن عبد الله الشريف .
وقد قـيل عن هذا الأخير : إنه كان مقصودا للزيارة من البـادية والحاضرة، "
وكان يجلس إليه العلماء الأئمـة، أعلام هذه الأمة، فيأخذون عنه الأحاديث
النبوية …" [96]، وأنه كان يعتني كثيرا في تدريسه" بالحكم والإحياء والقوت
…" [97]. ويذكر عنه أيضا أنه كان يجيز العلماء بما أخذ عن والده [98]. كما
يذكر عنه أنه كان بارعا في علوم الجدول وأسرار الحروف والأوفاق، حتى صار
إماما في ذلك، وأن له في الأوفاق أرجوزة وكتابا ضمنهما عصارة تجاربه وخلاصة
براعته وإتقانه[99]. ومن كبار المتخرجين على يد مولاي عبدالله الشريف أيضا
رفيقه عبد الكبير بن عبدالمجيد عْليواتْ الذي لازم شيخ الزاوية الوزانية
مذ دخل الخلوة في أبي شقرة بقبيلة مصمودة ، قبل أن يشتغل بالتدريس بالزاوية
الوزانية ، وكان من كبار العلماء والعارفين الذين جالسهم الحسن اليوسي
بإشارة من مولاي عبدالله الشريف نفسه.[100]
وهذا كله يشهد لمولاي
عبدالله الشريف وأتباعه بالمشيخة في العلم الظاهر، على غرار المشيخة في
التصوف، ويشهد للزاوية الوزانية الأم زمن مولاي عبدالله الشريف بكونها
مدرسة علم ، وزاوية تصوف .
صحيح ، قد تبدو هذه الدلائل غير كافية لتصنيف
الزاوية الوزانية زمن مولاي عبد الله الشريف في مقام زاوية عبد القادر
الفاسي وزاوية تمكروت الناصرية . لكن المؤكد أن التفقه في الدين وتعلم
العلوم الدينية والعناية بعلوم الحديث كان زادا مطلوبا من سالك طريق القوم
الوزانية .
والخلاصة أن الوزانية ، مثل طرق أهل الظاهر التي انتشرت في
المغرب منذ منتصف القرن 11 هـ / 17 م ، قامت على مبدأين أساسيين : الاشتغال
بالعبادة ، والتفقه في الدين ، وعليهما اتكل مولاي عبدالله الشريف في
تحقيق الصفاء الروحي وتحقيق القرب والفناء في الله، وغير هذا وذاك من
البراهين الدالة على الولاية الخاصة .
ومن ثمة ، جاءت هذه البراهين
منسجمة مع تلك المبادئ، يعني خاضعة لأحكام الشريعة وظاهرها ، كما قلنا ،
ومنسجمة مع المنحى الذي سلكه صوفية أهل الظاهر . ولعل أبرز ما يستحق أن
نتوقف عنده في شأن التشابه بين الوزانية الأم ومثيلاتها في هذا المقام
بالذات، قول مولاي عبد الله الشريف الشهير: " … من رآنا ورأى من رآنـا إلى
أحد عشر لم تمسـه النـار… " [101]. وهي دعوى تذكرنا بمثيلتها لدى محمد بن
ناصر وعبد القادر الفاسي ، وهما من أقطـاب طرق أهـل الظاهر ، كما علمنا .
ومن ثم ، فلا غرابة إذا وقف الوزانيون في تفسيرها وتأويلها نفس مواقف
إخوانهم أتباع ابن ناصر وعبد القادر الفاسي، فقد حملوها محملا حسنا، حتى
إنهم نسبوها إلى مولاي التهامي ، حفيد مولاي عبدالله الشريف أيضا [102] ،
وربمـا إلى غيـره . ولذلك سموا دار وزان " بدار الضمانة " كل من دخلها
ورأى شيوخها" لن تمسـه النـار "، وجعلوا من "شفاعة " أهل وزان جزءا من
شفاعة النبي ، ما داموا متبعين لسنته ، وهو ما صنعه الناصريون، وجعلوا "
الرؤية " مشروطة باتباع السنة[103]. وفي هذا الصدد روى الشريف الجوطي في
تحفة الإخوان " أنهم ذهبوا مرة لزيارة الشيخ مولاي الطيب حفيد مولاي عبد
الله الشريف، فلما جلسـوا بين يديه قال له رجل من أهل القيروان : يا سيـدي
مولاي الطيب إذا رجعـت إلى بلدي ويقول لي إخواني هنالك زرت مولاي الطيب
فماذا قلت له ؟ وماذا قال لك ؟ فقال رضي الله عنه : إن كان لك ما تقول فقله
. فقال يا سيدي: سمعنا من الإخوان أن جدك مولاي عبد الله قـال من رآنا أو
رأى من رآنـا إلى عشرة لا يدخل النار . فأجـابه : سادتنا إنما يقولون هذا
في حالة السكر ، وأما في حالة الصحو فإنهم يقولون إلا كما فقال الله تعالى :
فمن يعمل ومن يعمل، يشير إلى قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" [104].
وهذا يعنـي أن مولاي الطـيب ، وهو
ينقل هنا لاشك عن آبائه مقصودهم من دعواهم ،"… أشار إلى أنه ينبغي للمومن
أن يكون بين الخوف والرجاء خوفا أن يسمع ذلك السامع فيفتر عن العبادة
والطاعة … " [105]، ويعني كذلك أن البشارة بالشفاعة من جد آل وزان معلقة
على شرط الإيمان ولاتلغى ضرورة الأعمال والخوف من عذاب النار . إنها قبل كل
شيء ترجية ، والرجاء يتـطلب العبادة [106]، كما يعني ذلك أن " دار
الضمانة " باب من الأبواب المؤدية للجنة ، إذا التزم داخلها بشريعتها ، وهي
السنة ، حسب فهم أهل وزان ، مثلهم في ذلك مثل أهل الظاهر في التصوف جميعا .
وأخيرا
، هذه نظرة مركزة على أصول الطريقة الوزانية . وإنما نثير الانتباه فيها
إلى أن هذه الأصول طرأت عليها إضافات وتعديلات من إنتاج الخلف في دار
الضمانة. وقد بلغت تلك التغييرات حدا يمكن أن نصنف معها شيوخ الطريقة
الوزانية ضمن كبار المبدعين في التصوف المغربي في العصر الحديث[107] . وهذا
موضوع آخر .

° أستاذ باحث ، كلية الآداب والعلوم الإنساية ، جامعة شعيب الدكالي ، الجديدة
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
- وذلك من جهة أمه وأبيه . فأمه رحمونية علمية ، بينما ينحدر والده من
سلالة سيدي يملاح أخي مولاي عبد السلام بن مشيش شيخ جبل العلم . راجع :
ـ
م بن الطيب القادري، نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، تحقيق
محمد حجي وأحمد التوفيق، دارالمغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط ، ج 2
، ص 233-234 .
ـ سليمان الحوات، الروضة المقصودة والحلل الممدودة في
مآثر بني سودة ، دراسة وتحقيق عبد العزيز تيلاني، رسالة جامعية في التاريخ
، مرقونة، 1991، خزانة كلية الآداب بالرباط، ص378
ـ حمدون الطاهري الجوطي، تحفة الإخوان ببعض مناقب شرفاء وزان، طبعة حجرية بفاس، 1324هـ ، ص35
ـ م . بن جعفر الكتاني ، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، طبعة حجرية بفاس،1318هـ ، ج 1، ص 103 .
ـ عبد الحفيظ الفاسـي، الترجمان المعرب عن أشهر فروع الشاذلية بالمغرب، م . خ. ع . ، الربـاط، رقم 4400 د ، ص 71 أ .
[2]
- H. El. BOUDRARI, La maison du cautionnement : Les Shurfa
d'Ouzzane, de la sainteté à la puissance : Etudes d'anthropologie
religieuse et politique (Maroc : XVIIe- Xxe s.) , These du Doctorat
de 3e cycle en Anthropologie sociale et Historique, Ecole des
Hautes études en Science sociales, Paris, 1984, P. 23 et
suivantes.

عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ـ معالجة في
التفكيك والتركيب، رسالة جامعية، شعبة اللغة العربية وآدابها ، مرقونة ،
خزانة كلية الآداب بالرباط ، 1995ـ 1996، ص73.
ويضيف هذا الأخير أن
مولاي عبدالله الشريف حفظ القرآن وأخذ أوليات العلم في تازروت نفسها
بالزاوية الريسونية . ( المرجع نفسه، ص 78)
[3] - م . بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 1 ، ص 370 .
H. El BOUDRARI, La maison du cautionnement …op. cit., p 24, 67-77
[4] - م.بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 2 ، ص 104-105 .
H. El BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit, p. 73.
[5] - م. بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 2 ، ص 104 وبها ترجمة الغساني .
[6] - عبدالسلام القادري، التحفة القادرية في ترجمة مولاي عبدالله الشريف ورجال الشاذلية، م.خ.ع، الرباط، رقم 2310ك، ج.1، ص 53
[7] - عبدالسلام القادري، التحفة القادرية ...مصدر سابق، ج.1، ص 56
[8] - م . بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 3 ، ص 139 وبها ترجمة البطوئي .
[9] - عبدالسلام القادري، التحفة القادرية ...مصدر سابق، ج.1، ص 52
[10]- م. بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 2 ، ص 88 وبها ترجمة المغراوي .
[11]- المصدر نفسـه ، ج 1 ، ص 370 وبها ترجمة ابن عطيـة .
[12]- نفسـه .
[13]- نفسه ، ج.1، ص291.
[14]- سليمان الحوات ، الروضة … مصدر سابق ، ص 464 .
[15]- نشر المثاني … مصدر سابق ، ج 2 ، ص 24-25.
ويعني
هذا أن مولاي عبدالله الشريف أخذ عن الشيخ ابن عطية ما يسمى بالتصوف
النظري ، حيث أخذ عن شيخه ابن عطية كتب الشيخ رزوق، وكتاب العوارف
للسهروردي، وحكم ابن عطاء الله، وشرح ابن عباد، وأحزاب الشاذلي، وقصيدة
أنوار السرائر للشريشي، ورسالة القشيري، وقوت القلوب لأبي طالب المكي .
راجع :
ـ عبدالسلام القادري، التحفة القادرية ... مصدر سابق، ج.2، ص 58ـ 59
ويعتبر
ابن عطية كذلك الحبل الذي يربطه في هذا الصدد بالشيخ الصوفي أحمد زروق .
فقد أخذ عنه الوظيفة الزروقية عن محمد بن قاسم القصار عن رضوان الجنوي عن
عبدالرحمن بن علي العاصمي السفياني القصري عن الشيخ أحمد زروق البرنسي.
راجع: المصدر نفسه، ج.2، ص194ب.
ومما أخذ عن الشيخ أبي عبدالله محمد
ابن عطية ، وكذا عن أخيه أبي العباس، علم الأوفاق والجدول وأسرار الحروف
والخواص (نفسه، ج.1، ص 56ـ 57)
[16]- راجع تفاصيل هذه الرحلة عند :
H. El BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit, p. 82-85
[17]-
اختلف المترجمـون في تحديد تاريخ وفاته فقيل عام 1027 هـ/ 1618 م، وقيل
عام 1030 هـ / 1621 م (راجـع : ابتهاج… ص 402-403 ، ممتع … ص 136، نشر…
ج.1، ص237 1). أما ابن سودة فقد حدد سنة 1037 هـ/1627م تاريخا لوفاته
مشيرا إلى وفاة والده أحمد بن علي سنة1017هـ/1608م (دليل مؤرخ المغرب
الأقصى، طبعة تطوان،1950، ص350)، وهو التاريخ الذي أكد عليه حسن البودراري
اعتمادا على أدلة نقلية مهمة :
H. El BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit, p. 90
[18]-
يقع جبل صرصر بجنوب قبيلة أهل سريف، على ضفة وادي لكوس . ويحتوي على عدة
مداشر كالزاوية، والخْجاوَج، والحيسة ، والبستيون، والدمنة، ورأس
المْقيل، وأشهرها مدشر المغَاصن ، حيث يوجد ضريح سيدي علي بن أحمد الصرصري .
راجع :
عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ...مرجع سابق، ص79
[19]-
تضمنت الصحبة من بين ما تتضمنه خدمة الشيخ، ، على غرار ما كان ساريا لدى
صوفية المغرب زمنئذ. وقد اشتغل مولاي عبدالله الشريف أثناء ملازمته لشيخه
بستانيا متعهدا جنانه . راجع :
عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ...مرجع سابق، ص79
[20] - م. بن الطيب القادري ، نشر … مصدر سابق ، ج 2 ، ص 233.
سليمان الحوات ، الروضة … مصدر سابق ، ص 464 .
عبد الحفيظ الفاسي ، الترجمان … مصدر سابق ، ص 75 أ.
م. بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 1 ، ص 103 .
[21] - راجع : م . المهدي الفاسي ، ممتع … مصدر سابق ، ص 136 .
عبد
الرحمن الفاسي، ابتهاج القلوب بخبر الشيخ أبي المحاسن وشيخه المجذوب ،
دراسة وتحقيق حفيظة الدازي، رسالة جامعية في التاريخ، مرقونة ، خزانة كلية
الآداب بالرباط، 91-1992، ص 402-403
م. بن الطيب القادري ، نشر … مصدجر سابق ، ج 3 ، ص 194 .
م. الحضيكي ، طبقات … ص 393-394.
م. بن جعفر الكتاني ، سلوة … مصدر سابق ، ج 1 ، ص 103 .
م.بن الطيب القادري، نشر… مصدر سابق، ج3 ، ص194.
حمدون الطاهري الجوطي تحفة الإخوان... مصدر سابق، ص 36 ـ 37
[22] - راجع :
ـ م.بن الطيب القادري، نشر… مصدر سابق، ج3 ، ص194.
ـ حمدون الطاهري الجوطي ، تحفة الإخوان ... مصدر سابق، ص 36 ـ 37
ـ عبدالحفيظ الفاسي، الترجمان … مصدر سابق، ص75 أ.
وقد
أخذ بهذا الرأي ، واعتبر مولاي عبد الله الشريف مثل شيخه جزولي السند
والطريقة من طرف جميع الباحثين الذين تحدثوا عن الوزانيين : راجع بالخصوص :
ـ محمد حجي ، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين ،مطبعة فضالة ، المحمدية، 1978، ج 2 ، ص 473-474.
ـ
محمد المنصور، " تصوف الشرفاء : الممارسة الدينية والاجتماعية للزاوية
الوزانية من خلال مناقبها "، ضمن : التاريخ وأدب المناقب، منشورات الجمعية
المغربية للبحث التاريخي، عكاظ، 1989، ص 17.
- H. El BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit, p. 9
[23]
- مصدر سابق ، ص 136 . وجاء في طبقات الحضيكي : " علي بن أحمد الصرصري من
أصحاب سيدي الحسن بن عيسى المصباحي وقيل إنما أخذ عن ولده ، وأخذ أيضا عن
أبي المحاسن ولازمه وصحبه زمانا وخدمة " ( تحقيق أحمد بومزكو، نسخة مرقونة
، خزانة كلية الآداب بالرباط ، ص 394).
[24]- لعله أبو القاسم بن
الزبير بن محمد بن أبي عسرية المصباحي ، من أقرباء المترجم له ، وممن شاركه
في الأخذ عن الحسن بن عيسى المصباحي وعن أبي المحاسن يوسف الفاسي . راجع :

- م . المهدي الفاسي ، ممتع … مصدر سابق ، ص 134.
[25]- عبد الرحمن الفاسي ، ابتهاج القلوب ...مصدر سابق، ص 402-403.
[26]- المصدر نفسه ، ص 75.
[27]-
لانعرف صاحب هذه الطرة ، ولكنها كتبت على ما يبدو في وقت سادت الدرقاويـة
على حساب الناصرية، وهذه الأخيرة لا ترتبط بأي حال من الأحوال بالطريقة
الفاسية لاسندا ولا نحلة .
[28]- عبدالرحمن الفاسي، ابتهاج ... مصدر سابق، طرة بهامش 24، ص76.
[29]-
عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات
والمسلسلات، نشر باعتناء إحسان عباس ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، دون
تاريخ ، ج 2 ، ص 748 .
[30] - عبد الحفيظ الفاسي ، الترجمان … مصدر سابق ، ص 75 أ .
[31] - المصدر نفسه ، ص 75 أ - ب .
[32]-
ولعل هذا الأمر هو الذي جعل بعض العارفين يصفون الوزانية بالطريقة
الشاذلية، على نحو قول أبي عبدالله محمد المنالي الزبادي : ما رأيت شيخا
كالقمر، وحوله أصحابه كالنجوم، إلا بالعصابة الوزانية، وهي شاذلية، فلذا
كانت أقرب الطرق فتحا وأيسرها نجحا" . راجع:
عبد الإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ... مرجع سابق، ص80
[33]
- روى خديمه في خلوته أنه دخل عليه يوم فتح عليه ، فلما رآه قال له : "…
الآن فتح الله علي، دخل علي رسول الله (ص) فقال لي يا عبد الله امدد يدك
ورجلك واقبل من جاءك ، فمن قبلها فهو آمن من النار… " ـ عبد الحفيـظ
الفاسي ، الترجمان … مصدر سابق ، ص 72 أ . وراجع أيضا :
ـ سليمان الحوات ، الروضة … ص 469-470.
فالفتح إذن تـم لمولاي عبد الله الشريف على يد النبي (ص) ، لا على يد غيره .
[34] - راجع : H. EL BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit., p; 88-90
[35]- راجـع : Ibid, p. 98-110
[36]- نفسه .
[37]-
كما نستحضر أيضا حالة البلاد في هذه الفترة التي بلغت خلالها الأزمة أوج
استفحالها ، لنتساءل كذلك عن علاقة نشاط مولاي عبد الله الشريف بنشاط
أمثاله من شيوخ الزوايا الذين دخلوا في العمل السياسي وقتئذ .
[38] - G.
DRAGUE, Esquisse d'histoire religieuse du Maroc , J . Peyronnet
&Cie, Editeurs , Paris,
Juin1951,p.228
[39] - سليمان الحوات ، الروضة … مصدر سابق ، ص 464 .
وورد
رسم اسم مدشر أبي شقرة كالتالي : سُجرة، بضم السين، وسكون القاف المعقودة،
وفتح الراء . راجع : عبدالله الوزاني ، الروض المنيف في التعريف بأولاد
مولاي عبدالله الشريف،ميكروفيلم خ.ع. الرباط، رقم 98، ص217
[40] - عبد الحفيظ الفاسي ، الترجمان … مصدر سابق ، ص 71 ب - 72 أ .
G.
DRAGUE, Esquisse … op. Cit., p.
228 H. EL
BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit., p; 111-113
ويذكر أنه قضى في الحلوة نحو أربعة عشر شهرا . راجع :
عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ... مرجع سابق، ص80
[41] - سليمان الحوات ، الروضة … مصدر سابق ، ص 464 .
G. DRAGUE, Esquisse … op. Cit., p. 228
H. EL BOUDRARI, La maison du cautionnement … op. cit., p. 117-118
[42] - سليمان الحوات ، الروضة … مصدر سابق ، ص 464 . راجع :
عبد الحفيظ الفاسي ، الترجمان … مصدر سابق ، ص 71 ب .
[43] - كان ذلك سنة 1059هـ/ 1649م . ويذكر أنه بذل جهودا مضنية في إرساء قواعد الزاوية .
راجع التفاصيل عند :
عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ... مرجع سابق، ص126
[44]
- ذهب بعض الباحثين إلى أن استقرار مولاي عبدالله الشريف بوزان يترجم "
ذكاء فائقا في الاختيار والانتخاب ، فالمولى عبدالله الشريف اعتمد في
انتقاء مجال المقدس وجغرافيته على فكرة الاستراتيجية القبلية الموسومة
بالتعدد والانفتاح وعزلة المكان وعلوه وغناه بالتجارب الصوفية الوافدة
وفراغه من أي مؤسسة ذات صبغة محلية أو إقليمية. هكذا إذن سيقع اختياره على
وزان كمكان لاحتضان الزاوية لانفتاحه على غزاوة ورهونة ومسارة والغرب،
ولخلو قبيلة مصمودة من أي زاوية أخرى منافسة عكس غزاوة وبني مستارة
والغرب، ولخلو قبيلة مصمودة من أي زاوية أخرى منافسة، عكس غزاوة وبني مسارة
ورهونة التي تغلغل فيها نفوذ الزاوية البقالية، وأهل اسريف التي شكلت
مجالا لنشاط الزاوية العسرية، وزاوية سيدي علي بن أحمد الصرصري ..." . راجع
:
عبدالإله لغزاوي، الممارسة الثقافية للزاوية الوزانية ... مرجع سابق، ص80
[45]- م . بن جعفر الكتاني ، سلوة …مصدر سابق ، ج 2 ، ص 107 .
[46] - العربي الدرقاوي، مجموعة رسائل ، جمع وتقديم أبي العباس أحمد بن محمد الزكاري، طبعة حجرية بفاس 1334هـ ، ص 14 .
[47] - عبد الحي الكتاني ، فهرس الفهارس... مصدر سابق ، ج
ربيع
ربيع

ذكر عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى