حدث في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
حدث في رمضان
رغم ان شهر رمضان الكريم ارتبط بأجواء الإيمان والعبادة والروحانيات، فإن رمضان التاريخ كان كغيره من الشهور، جرت خلاله احداث وخطوب ووقائع. وحبلت ايامه بانتصارات وانكسارات، وسقطت فيه دول ونهضت دول، وأرخت أيامه لولادة ووفاة الكثير من الاعلام والشخصيات من الملوك، والأمراء والوزراء والقادة، إضافة إلى الأدباء، والمفكرين، والشعراء من النساء والرجال الذين حفظ التاريخ سيرهم واسهاماتهم ومواقفهم.
وفي عملنا هذا حاولنا جمع اكبر قدر ممكن من الاحداث والوقائع المهمة التي جرت في شهر رمضان عبر التاريخ، مرتبة حسب اليوم، وقد تجنبنا الإشارة إلى الشخصيات المغمورة غير المعروفة، كما تركنا الاحداث الهامشية غير المؤثرة رغم أنها جرت في رمضان، كما ان المدى الزمني لهذه السلسلة لا تتناول الاحداث المعاصرة.
قد تكون الفكرة ليست جديدة في جوهرها ومعناها، غير ان الجديد الذي سعينا اليه هو الشمولية في الاحاطة والعمق في التناول والتوسع في البحث. .. والى احداث هذا اليوم:
غزوة بدر الكبرى
في 17 من رمضان 2هـ الموافق 13 من مارس 623م حدثت معركة بدر بين المسلمين والمشركين من قريش.
ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر القافلة المقبلة من الشام لقريش بصحبة أبي سفيان، فخرجوا في طلبها لما خرجت من مكة، وكانوا نحو أربعين رجلا، وفيها أموال عظيمة لقريش، فندب النبي الناس للخروج إليها، وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض، لأنه خرج مسرعا في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وخفض أبو سفيان فلحق بساحل البحر ولما رأى أنه قد نجا، وأحرز العير كتب إلى قريش: أن ارجعوا، فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم فأتاهم الخبر فهموا بالرجوع فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نقدم بدرا ، فنقيم بها.
فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان قال النبي «هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، جاءت تحادك، وتكذب رسولك»، وقام ورفع يديه واستنصر ربه وقال «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك» وجاء النصر وانتصر المسلمون نصرا مؤزرا، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين. وكان من القتلي فرسان قريش وكبارها، ابي جهل، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة وغيرهم.
وفاة السيدة رقية
في 17 رمضان 2هـ الموافق 13 مارس 623م توفيت السيدة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم. أمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكنيتها أم عبدالله ولقبها ذات الهجرتين لأنها هاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وهي الابنة الثانية للنبي عليه السلام بعد زينب، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بنحو سبعة أعوام، وخطبها ابن عم أبيها عتبة ابن أبي لهب الهاشمي، ولما بُعث الرسول عليه السلام أسلمت مع أهل بيتها وبقي آل أبي لهب على الكفر، وعندما نزلت سورة المسد في ذم أبي لهب وزوجته فحمل أبو لهب ابنه على طلاق رقية بنت محمد أبيها، فجلست في بيت أبيها حتى خطبها عثمان بن عفان الأموي رضي الله عنه فزوجها النبي إياه، هاجر عثمان ورقية إلى بلاد الحبشة وهما من أوائل المهاجرين إليها، واقاما مع المهاجرين عدة سنوات في ضيافة النجاشي ملك الحبشة.
وهناك انجبت ابنها عبدالله، ولما كثر على المسلمين مضايقة قريش لهم، أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر الرسول عليه السلام، وهاجر عثمان وزوجته وولده الهجرة الثاني الى المدينة وهناك فجعت بموت ولدها عبدالله وهو في السادسة من عمره، وأصيبت السيدة رقية بالحمى وقيل: بالحصبة، ووافق ذلك خروج المسلمين للتصدي لعير قريش، حيث وقعت غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان أن يبقى بجانب زوجته يمرضها، وفي يوم معركة بدر توفيت السيدة رقية ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع بجوار قبور أهل بيتها.
طعن الإمام علي
في 17 من رمضان 40هـ الموافق 24 من يناير 660م: طعن الإمام علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين. اغتاله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم المرادي، وهو ابن ثمان وخمسين. انتقاما لقتلي موقعة النهروان من الخوارج، وقيل ان اغتياله جاء باتفاق ثلاثة من الخوارج بقتل من يعتبرونهم رموز الازمة واسباب الفتنة. وهم علي ومعاوية وعمرو بن العاص، وفيما اصيب معاوية من الاغتيال، ونجا عمرو منه، سقط الامام علي شهيدا بخنجر ابن ملجم.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبدمناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ابن عمّ رسول الله عليه السلام، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة ولمّا هاجر النبيّ من مكة إلى المدينة أمر الامام عليا أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً.
شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي آدم اللون، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط.
وكان الامام علي غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: «ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي».
وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إني وليكم» قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: «هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه» أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
وفي حديث لأبي هريرة: ان رسول الله قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه» واعطاها لعلي. ومن الاحاديث التي قيلت فيه قول النبي له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»
وقول النبي عليه السلام «من كنت مولاه فعلي مولاه»
اخرج الامام النسائي في كتابه القيم «فضائل امير المؤمنين» ان الامام عليا لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: «اللهم اكفه أذى الحر والبرد».
فكان يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ». أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
وكان الامام علي ذا قوة متميزة،. وصاحب بلاغة مشهود لها ومن أقواله ومواعظه المأثورة:
«إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة».
وقال أيضا: «ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل» رواه البخاري.
الخلاف العضال
والحقيقة ان الخلاف حول موقع ومكانة الامام علي في الرسالة الاسلامية هو جوهر الانشقاق المستحكم في الامة الاسلامية منذ اربعة عشر قرنا ويزيد. وهو خلاف لا يبدو انه سينتهي الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وفي هذه المسألة لم اجد افضل ولا احكم لقراء هذه السلسلة «حدث في رمضان» من الرسالة التي كتبها عالم الاجتماع العراقي الكبير العلامة علي الوردي. حول الجدل الدائر في تفضيل الصحابة. ففي مقالة له بعنوان «علي بن ابي طالب».
وبعد ما اورد رواية ابن ابي الحديد حول جدال الجاحظ المعتزلي السني وابي جعفر الاسكافي الشيعي «وما جاء في كتاب «مناقضات أبي جعفر الإسكافي لبعض ما أورده الجاحظ في العثمانية يقول:
تجادل ذات مرة الجاحظ والإسكافي حول إسلام أبي بكر وعلي.
يقول الجاحظ: ان أبا بكر أفضل من علي من هذه الناحية لأن أبا بكر أسلم وهو رجل ناضج العقل، أما علي فأسلم وهو صبي لم يبلغ الحلم. واسلام المتقدم في السن، على رأي الجاحظ، أفضل لأنه يعاني مؤنة الروية واضطراب النفس ومشقة الانتقال من دين قد طال الفهم له.
ويرد الاسكافي على ذلك، فيقول: ان اسلام علي في صباه أفضل. فالغالب على أمثاله حب اللعب واللهو، ولكنه آمن بما ظهر له من دلائل الدعوة فقهر شهوته وغالب خواطره وخرج من عادته وحمى نفسه عن الهوى وكسر شرة حداثته بالتقوى.
وعقد الجاحظ فصلاً طويلاً قارن فيه بين مبيت على موضع الرسول ليلة الهجرة ومبيت أبي بكر في الغار أثناء الهجرة. ورد عليه الاسكافي رداً طويلاً. ثم أطال الجاحظ في ذكر فضائل أبي بكر من شجاعة وسخاء بالمال، وغير ذلك فرد عليه الاسكافي بالموازنة بين شجاعة علي وموقف هذا وموقف ذاك..
ويعلق الوردي..
ولو اطلع القارئ على هذا الجدل بطوله كما رواه ابن أبي الحديد، لوجد عجباً. فكل من الفريقين يأتي بالأدلة العقلية والنقلية بأسلوب مقنع، لكنه لا يقنع الا صاحبه. أما الفريق الآخر، فيعتقد اعتقاداً جازماً بأن رأيه هو الأصول والأرشد والأقرب الى كتاب الله وسنة رسوله.
واني حين أقرأ مثل هذا الجدل الطويل يخيل لي ان هؤلاء المتجادلين لا يؤمنون بمجيء يوم يحاسب الله به عباده، بعد الموت، فلو أنهم مؤمنون بهذا اليوم حقاً لأجلوا جدلهم الى حين مجيئه، ولسلموا أمرهم الى الله ليقضي بينهم بالحق.
ولست أدري ماذا يقصد هؤلاء من جدلهم. فلو كان أبو بكر وعلي سيرجعان الى هذه الحياة مرة أخرى، لوجدنا لهؤلاء عذراً في ما يتجادلون فيه. ولكنهما ذهبا الى ربهما منذ زمان بعيد، وهما الآن بين يدي الله. ولن يرجعا الى هذه الحياة، ولو ملأنا الدنيا عليهما جدلاً وخصاماً.
اننا ندرس التاريخ، لكي نستفيد منه لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ. ومن السخرية أن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرناً من غير أن ننتفع منه لحاضرنا أو لمستقبلنا شيئاً.
وأبطال التاريخ لا أهمية لهم الا من حيث مبادئهم الاجتماعية التي كانوا يسعون وراءها. ونحن حين ندرس التاريخ نريد أن نستشف منه تنازع المبادئ فيه، ونتخذ الأبطال رموزاً لتلك المبادئ.
ان البطل لا شأن له في حد ذاته. ومنزلته الاجتماعية تقاس بما حمل من مبادئ وبمقدار سعيه نحو تحقيقها، وبمبلغ تضحيته في سبيلها..
أما أن نريد معرفة أيهما أفضل أمام الله، علي أو أبو بكر، فذلك أمر لا دخل له في حياتنا العملية ومرده الى الله فهو وحده الذي يحكم فيه. وربما انتهينا في هذا الجدل الى نتيجة ثم رأينا عندما نقف بين يدي الله ان هذه النتيجة التي كافحنا من أجلها مغلوطة من أساسها.
لو كان الجدل حول أفضلية علي وأبي بكر يدور في نطاق البحث عن المبادئ التي تمس مشاكلنا الراهنة لكان جدلاً نافعاً له أهميته الاجتماعية. ولكن الجدل يدور حول منزلة الرجلين في الدين. وهذا يدخل في نطاق السرائر والضمائر التي لا نعرف عنها شيئاً على وجه اليقين. والله وحده هو الذي يستطيع أن يحكم فيها حكماً قاطعاً.
يروي الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة أن أحد أصحاب علي سأل علياً عن قضيته مع أبي بكر وعمر وعثمان، ولماذا استأثروا بالخلافة دونه وهو أحق بها منه؟ فأجاب قائلاً: «... أما الاستبداد علينا بهذا المقام ـ ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله نوطاً ـ فانها أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله والمعود اليه يوم القيامة. ودع عنك نهباً صيح في حجراته. وهلم الخطب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدهر بعد ابكائه، ولا غرو والله فيا له خطباً يستفرغ العجب ويكثر الأود، حاول القوم اطفاء نور الله من مصباحه وسد فواره من ينبوعه. وجدحوا بيني وبينهم شرباً وبيئاً. فان ترتفع عنا وعنهم محن البلوى أحملهم من الحق على محضه، وان تكن الأخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون».
ان هذا القول المذكور في نهج البلاغة يكشف لنا عن رأي علي في أمر الخلافة والامامة بوضوح. فعلى قضية رئاسة حرص عليها قوم وتسامح عنها آخرون. وهي اذاً ليست بذات أهمية كبرى. ان الأهمية الكبرى في رأي علي تنحصر في نزاعه مع معاوية بن أبي سفيان.
وما أجدر المسلمين اليوم أن يتعظوا بهذا القول الحكيم. انهم مشغولون بأمر علي وأبي بكر: أيهما أفضل عند الله، وينسون أمر علي ومعاوية وما فيه من نزاع اجتماعي عميق.
لقد كان أبو بكر وعلي كلاهما عادل وحريص على أموال الأمة لا يأخذان منها شيئاً لهما أو لأصحابهما وأقربائهما.
وفاة السيدة عائشة
17 في من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة توفيت السيدة عائشه بنت ابي بكر ام المؤمنين، رضي الله عنها، ولها من العمر 66 سنة في ليلة الثلاثاء.
تزوجها الرسول بعد وفاة زوجته الأولى خديجة بنت خويلد وزواجه من سودة بنت زمعة العامرية القرشية، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورغم ورود ان عمرها كان ثماني سنوات، حين زواجها من الرسول او تسع كما في البخاري ومسلم، فان هذا ورد على لسانها فقط بعد ان كبرت في السن ولم يرد على لسان الرسول ذلك، لذا فقد كان هذا موضع جدل لدى العلماء اذ قال بعضهم بان زواجه تم وهي أكبر من ذلك، خصوصا ان تواريخ الميلاد لم تكن تدون انذاك.
وفي بعض الروايات فان السيـدة عائشـة ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، وعقد عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل الهجرة بسنة، ودخـل عليها بعد الهجرة بسنتيـن.. ووفقا لذلك يكون عمرها حين تزوجها النبي بين 11 او12 عاما، ولم يتزوج، صلى الله عليه وسلم، من النساء بكراً غيرها.
وطيلة حيات السيدة عائشة في بيت النبوة استوعبت الكثير من علوم النبي حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث. ولا يوجد في نساء أمة محمد امرأة أعلم منها بدين الاسلام.
ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «ما أشكل علينا أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثٌ قط فسألنا عائشة. الا وجدنا عندها منه علماً» رواه الترمذي.
وقال الزُّهري: لو ُجمع علم نساء هذه الأمة. فيهن أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان علم عائشة أكثر من علمهنّ رواه الطبراني.
والى جانب علمها بالحديث والفقه، كان لها حظٌٌّ وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب وكان عروة بن الزبير ـ رضى الله عنها يقول: «ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بش.عْر من عائشة».
وقد روت عائشة عن عن النبي وعن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبى وقاص وغيرهم. وروى عنها خلق كثير.
وروى عنها من الصحابة عبد الله بن عمر وأبو هريرة وابن عباس وأبو موسى وزيد بن خالد وعبد الله بن الزبير وغيرهم.
كما روى عنها من التابعين: القاسم بن محمد بن أبى بكر وأخوه عبد الله وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب ومسروق وغيرهم.
قال الحافظ الذهبي: مسند عائشة يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث. اتفق البخاري ومسلم لها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً. وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين.
عن قَيس، قال: قالت عائشة، وكان تُحدث نفسها أن تُدفن في بيتها: اني أحدثتُ بعد رسول الله حدثاً، ادفنوني مع أزواجه. فدُفنت بالبقيع. وكانت تقصد مشاركتها في حرب الجمل التي ندمت عليها.
وفي عملنا هذا حاولنا جمع اكبر قدر ممكن من الاحداث والوقائع المهمة التي جرت في شهر رمضان عبر التاريخ، مرتبة حسب اليوم، وقد تجنبنا الإشارة إلى الشخصيات المغمورة غير المعروفة، كما تركنا الاحداث الهامشية غير المؤثرة رغم أنها جرت في رمضان، كما ان المدى الزمني لهذه السلسلة لا تتناول الاحداث المعاصرة.
قد تكون الفكرة ليست جديدة في جوهرها ومعناها، غير ان الجديد الذي سعينا اليه هو الشمولية في الاحاطة والعمق في التناول والتوسع في البحث. .. والى احداث هذا اليوم:
غزوة بدر الكبرى
في 17 من رمضان 2هـ الموافق 13 من مارس 623م حدثت معركة بدر بين المسلمين والمشركين من قريش.
ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر القافلة المقبلة من الشام لقريش بصحبة أبي سفيان، فخرجوا في طلبها لما خرجت من مكة، وكانوا نحو أربعين رجلا، وفيها أموال عظيمة لقريش، فندب النبي الناس للخروج إليها، وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض، لأنه خرج مسرعا في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وخفض أبو سفيان فلحق بساحل البحر ولما رأى أنه قد نجا، وأحرز العير كتب إلى قريش: أن ارجعوا، فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم فأتاهم الخبر فهموا بالرجوع فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نقدم بدرا ، فنقيم بها.
فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان قال النبي «هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، جاءت تحادك، وتكذب رسولك»، وقام ورفع يديه واستنصر ربه وقال «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك» وجاء النصر وانتصر المسلمون نصرا مؤزرا، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين. وكان من القتلي فرسان قريش وكبارها، ابي جهل، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة وغيرهم.
وفاة السيدة رقية
في 17 رمضان 2هـ الموافق 13 مارس 623م توفيت السيدة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم. أمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكنيتها أم عبدالله ولقبها ذات الهجرتين لأنها هاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وهي الابنة الثانية للنبي عليه السلام بعد زينب، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بنحو سبعة أعوام، وخطبها ابن عم أبيها عتبة ابن أبي لهب الهاشمي، ولما بُعث الرسول عليه السلام أسلمت مع أهل بيتها وبقي آل أبي لهب على الكفر، وعندما نزلت سورة المسد في ذم أبي لهب وزوجته فحمل أبو لهب ابنه على طلاق رقية بنت محمد أبيها، فجلست في بيت أبيها حتى خطبها عثمان بن عفان الأموي رضي الله عنه فزوجها النبي إياه، هاجر عثمان ورقية إلى بلاد الحبشة وهما من أوائل المهاجرين إليها، واقاما مع المهاجرين عدة سنوات في ضيافة النجاشي ملك الحبشة.
وهناك انجبت ابنها عبدالله، ولما كثر على المسلمين مضايقة قريش لهم، أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر الرسول عليه السلام، وهاجر عثمان وزوجته وولده الهجرة الثاني الى المدينة وهناك فجعت بموت ولدها عبدالله وهو في السادسة من عمره، وأصيبت السيدة رقية بالحمى وقيل: بالحصبة، ووافق ذلك خروج المسلمين للتصدي لعير قريش، حيث وقعت غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان أن يبقى بجانب زوجته يمرضها، وفي يوم معركة بدر توفيت السيدة رقية ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع بجوار قبور أهل بيتها.
طعن الإمام علي
في 17 من رمضان 40هـ الموافق 24 من يناير 660م: طعن الإمام علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين. اغتاله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم المرادي، وهو ابن ثمان وخمسين. انتقاما لقتلي موقعة النهروان من الخوارج، وقيل ان اغتياله جاء باتفاق ثلاثة من الخوارج بقتل من يعتبرونهم رموز الازمة واسباب الفتنة. وهم علي ومعاوية وعمرو بن العاص، وفيما اصيب معاوية من الاغتيال، ونجا عمرو منه، سقط الامام علي شهيدا بخنجر ابن ملجم.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبدمناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ابن عمّ رسول الله عليه السلام، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة ولمّا هاجر النبيّ من مكة إلى المدينة أمر الامام عليا أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً.
شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي آدم اللون، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط.
وكان الامام علي غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: «ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي».
وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إني وليكم» قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: «هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه» أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
وفي حديث لأبي هريرة: ان رسول الله قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه» واعطاها لعلي. ومن الاحاديث التي قيلت فيه قول النبي له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»
وقول النبي عليه السلام «من كنت مولاه فعلي مولاه»
اخرج الامام النسائي في كتابه القيم «فضائل امير المؤمنين» ان الامام عليا لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: «اللهم اكفه أذى الحر والبرد».
فكان يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ». أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.
وكان الامام علي ذا قوة متميزة،. وصاحب بلاغة مشهود لها ومن أقواله ومواعظه المأثورة:
«إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة».
وقال أيضا: «ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل» رواه البخاري.
الخلاف العضال
والحقيقة ان الخلاف حول موقع ومكانة الامام علي في الرسالة الاسلامية هو جوهر الانشقاق المستحكم في الامة الاسلامية منذ اربعة عشر قرنا ويزيد. وهو خلاف لا يبدو انه سينتهي الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وفي هذه المسألة لم اجد افضل ولا احكم لقراء هذه السلسلة «حدث في رمضان» من الرسالة التي كتبها عالم الاجتماع العراقي الكبير العلامة علي الوردي. حول الجدل الدائر في تفضيل الصحابة. ففي مقالة له بعنوان «علي بن ابي طالب».
وبعد ما اورد رواية ابن ابي الحديد حول جدال الجاحظ المعتزلي السني وابي جعفر الاسكافي الشيعي «وما جاء في كتاب «مناقضات أبي جعفر الإسكافي لبعض ما أورده الجاحظ في العثمانية يقول:
تجادل ذات مرة الجاحظ والإسكافي حول إسلام أبي بكر وعلي.
يقول الجاحظ: ان أبا بكر أفضل من علي من هذه الناحية لأن أبا بكر أسلم وهو رجل ناضج العقل، أما علي فأسلم وهو صبي لم يبلغ الحلم. واسلام المتقدم في السن، على رأي الجاحظ، أفضل لأنه يعاني مؤنة الروية واضطراب النفس ومشقة الانتقال من دين قد طال الفهم له.
ويرد الاسكافي على ذلك، فيقول: ان اسلام علي في صباه أفضل. فالغالب على أمثاله حب اللعب واللهو، ولكنه آمن بما ظهر له من دلائل الدعوة فقهر شهوته وغالب خواطره وخرج من عادته وحمى نفسه عن الهوى وكسر شرة حداثته بالتقوى.
وعقد الجاحظ فصلاً طويلاً قارن فيه بين مبيت على موضع الرسول ليلة الهجرة ومبيت أبي بكر في الغار أثناء الهجرة. ورد عليه الاسكافي رداً طويلاً. ثم أطال الجاحظ في ذكر فضائل أبي بكر من شجاعة وسخاء بالمال، وغير ذلك فرد عليه الاسكافي بالموازنة بين شجاعة علي وموقف هذا وموقف ذاك..
ويعلق الوردي..
ولو اطلع القارئ على هذا الجدل بطوله كما رواه ابن أبي الحديد، لوجد عجباً. فكل من الفريقين يأتي بالأدلة العقلية والنقلية بأسلوب مقنع، لكنه لا يقنع الا صاحبه. أما الفريق الآخر، فيعتقد اعتقاداً جازماً بأن رأيه هو الأصول والأرشد والأقرب الى كتاب الله وسنة رسوله.
واني حين أقرأ مثل هذا الجدل الطويل يخيل لي ان هؤلاء المتجادلين لا يؤمنون بمجيء يوم يحاسب الله به عباده، بعد الموت، فلو أنهم مؤمنون بهذا اليوم حقاً لأجلوا جدلهم الى حين مجيئه، ولسلموا أمرهم الى الله ليقضي بينهم بالحق.
ولست أدري ماذا يقصد هؤلاء من جدلهم. فلو كان أبو بكر وعلي سيرجعان الى هذه الحياة مرة أخرى، لوجدنا لهؤلاء عذراً في ما يتجادلون فيه. ولكنهما ذهبا الى ربهما منذ زمان بعيد، وهما الآن بين يدي الله. ولن يرجعا الى هذه الحياة، ولو ملأنا الدنيا عليهما جدلاً وخصاماً.
اننا ندرس التاريخ، لكي نستفيد منه لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ. ومن السخرية أن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرناً من غير أن ننتفع منه لحاضرنا أو لمستقبلنا شيئاً.
وأبطال التاريخ لا أهمية لهم الا من حيث مبادئهم الاجتماعية التي كانوا يسعون وراءها. ونحن حين ندرس التاريخ نريد أن نستشف منه تنازع المبادئ فيه، ونتخذ الأبطال رموزاً لتلك المبادئ.
ان البطل لا شأن له في حد ذاته. ومنزلته الاجتماعية تقاس بما حمل من مبادئ وبمقدار سعيه نحو تحقيقها، وبمبلغ تضحيته في سبيلها..
أما أن نريد معرفة أيهما أفضل أمام الله، علي أو أبو بكر، فذلك أمر لا دخل له في حياتنا العملية ومرده الى الله فهو وحده الذي يحكم فيه. وربما انتهينا في هذا الجدل الى نتيجة ثم رأينا عندما نقف بين يدي الله ان هذه النتيجة التي كافحنا من أجلها مغلوطة من أساسها.
لو كان الجدل حول أفضلية علي وأبي بكر يدور في نطاق البحث عن المبادئ التي تمس مشاكلنا الراهنة لكان جدلاً نافعاً له أهميته الاجتماعية. ولكن الجدل يدور حول منزلة الرجلين في الدين. وهذا يدخل في نطاق السرائر والضمائر التي لا نعرف عنها شيئاً على وجه اليقين. والله وحده هو الذي يستطيع أن يحكم فيها حكماً قاطعاً.
يروي الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة أن أحد أصحاب علي سأل علياً عن قضيته مع أبي بكر وعمر وعثمان، ولماذا استأثروا بالخلافة دونه وهو أحق بها منه؟ فأجاب قائلاً: «... أما الاستبداد علينا بهذا المقام ـ ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله نوطاً ـ فانها أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله والمعود اليه يوم القيامة. ودع عنك نهباً صيح في حجراته. وهلم الخطب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدهر بعد ابكائه، ولا غرو والله فيا له خطباً يستفرغ العجب ويكثر الأود، حاول القوم اطفاء نور الله من مصباحه وسد فواره من ينبوعه. وجدحوا بيني وبينهم شرباً وبيئاً. فان ترتفع عنا وعنهم محن البلوى أحملهم من الحق على محضه، وان تكن الأخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون».
ان هذا القول المذكور في نهج البلاغة يكشف لنا عن رأي علي في أمر الخلافة والامامة بوضوح. فعلى قضية رئاسة حرص عليها قوم وتسامح عنها آخرون. وهي اذاً ليست بذات أهمية كبرى. ان الأهمية الكبرى في رأي علي تنحصر في نزاعه مع معاوية بن أبي سفيان.
وما أجدر المسلمين اليوم أن يتعظوا بهذا القول الحكيم. انهم مشغولون بأمر علي وأبي بكر: أيهما أفضل عند الله، وينسون أمر علي ومعاوية وما فيه من نزاع اجتماعي عميق.
لقد كان أبو بكر وعلي كلاهما عادل وحريص على أموال الأمة لا يأخذان منها شيئاً لهما أو لأصحابهما وأقربائهما.
وفاة السيدة عائشة
17 في من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة توفيت السيدة عائشه بنت ابي بكر ام المؤمنين، رضي الله عنها، ولها من العمر 66 سنة في ليلة الثلاثاء.
تزوجها الرسول بعد وفاة زوجته الأولى خديجة بنت خويلد وزواجه من سودة بنت زمعة العامرية القرشية، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورغم ورود ان عمرها كان ثماني سنوات، حين زواجها من الرسول او تسع كما في البخاري ومسلم، فان هذا ورد على لسانها فقط بعد ان كبرت في السن ولم يرد على لسان الرسول ذلك، لذا فقد كان هذا موضع جدل لدى العلماء اذ قال بعضهم بان زواجه تم وهي أكبر من ذلك، خصوصا ان تواريخ الميلاد لم تكن تدون انذاك.
وفي بعض الروايات فان السيـدة عائشـة ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، وعقد عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل الهجرة بسنة، ودخـل عليها بعد الهجرة بسنتيـن.. ووفقا لذلك يكون عمرها حين تزوجها النبي بين 11 او12 عاما، ولم يتزوج، صلى الله عليه وسلم، من النساء بكراً غيرها.
وطيلة حيات السيدة عائشة في بيت النبوة استوعبت الكثير من علوم النبي حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث. ولا يوجد في نساء أمة محمد امرأة أعلم منها بدين الاسلام.
ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «ما أشكل علينا أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثٌ قط فسألنا عائشة. الا وجدنا عندها منه علماً» رواه الترمذي.
وقال الزُّهري: لو ُجمع علم نساء هذه الأمة. فيهن أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان علم عائشة أكثر من علمهنّ رواه الطبراني.
والى جانب علمها بالحديث والفقه، كان لها حظٌٌّ وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب وكان عروة بن الزبير ـ رضى الله عنها يقول: «ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بش.عْر من عائشة».
وقد روت عائشة عن عن النبي وعن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبى وقاص وغيرهم. وروى عنها خلق كثير.
وروى عنها من الصحابة عبد الله بن عمر وأبو هريرة وابن عباس وأبو موسى وزيد بن خالد وعبد الله بن الزبير وغيرهم.
كما روى عنها من التابعين: القاسم بن محمد بن أبى بكر وأخوه عبد الله وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب ومسروق وغيرهم.
قال الحافظ الذهبي: مسند عائشة يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث. اتفق البخاري ومسلم لها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً. وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين.
عن قَيس، قال: قالت عائشة، وكان تُحدث نفسها أن تُدفن في بيتها: اني أحدثتُ بعد رسول الله حدثاً، ادفنوني مع أزواجه. فدُفنت بالبقيع. وكانت تقصد مشاركتها في حرب الجمل التي ندمت عليها.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
اندحار نابليون أمام عكا
في السادس عشر من شهر رمضان 1213هـ الموافق 20 فبراير 1799.
اندحر الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت امام اسور عكا الفلسطينية، وكان نابليون قاد حملة عسكرية انطلقت من مصر باتجاه فلسطين. ومع ان احتلال فلسطين لم يكن من بين أهداف الحملة الفرنسية علي مصر لكن الفكرة نشأت كنوع من الحل لمصير الحملة الفرنسية البائسة بعد ان سيطر البريطانيون على البحر الابيض وقطعوا عنها الاتصال بفرنسا، فقد اقترحت الحكومة الفرنسية ثلاثة حلول على نابليون، إما البقاء في مصر والدفاع عنها في مواجهة التحالف العثماني، الإنكليزي، الذي انضمت إليه روسيا، وإما التوجه لمهاجمة الهند، وإما الزحف إلى القسطنطينية.
وصلت هذه الحلول إلى بونابرت أثناء حصاره عكا.و بادر بالهجوم، في فبراير عام 1799بواسطة ثلاثة عشر ألف جندي، فاحتل العريش، ثم خان يونس فغزة. وتوجه لاحتلال اللد والرملة.
اختار نابليون الهجوم على يافا، لتبدأ نهاية حملته عمليا. فكانت يافا بداية النهاية فعندما احتل نابليون يافا بعد قتال استمر ثلاثة أيام، وبعد القتل والنهب والهتك، وجد جنوده ثلاثة آلاف أسير في أبراج المدينة، فأمر بقتل ألفين وخمسمائة منهم في مجزرة وحشية، سوف تنقلب آثارها عليه، فتفسخ جثث الأسرى مع جثث ألفين من المدافعين عن المدينة، أدى إلى انتشار الطاعون الذي أصاب الفرنسيين. وشكل عاملا إضافيا لهزيمتهم إلى جانب صمود عكا.
راهن نابليون على سقوط بيت المقدس بعد سقوط عكا، ولذلك وجه قواته إلى حيفا فاحتلها ثم احتل الناصرة، وبدأ يضرب الحصار على عكا برا لأن الأسطول الإنكليزي المتحالف مع العثمانيين منع حصارها البحري، وأبدى والي عكا عبد الله الجزار صلابة في الدفاع عنها مع جنود الحامية وأهل عكا، مما أدى إلى فشل نابليون في احتلالها وبالتالي فشل حملته كليا إذ اضطر إلى مغادرة فلسطين، وترك لأحد نوابه: كليبر، تدبر أمر انسحاب الجنود إلى مصر.
مولد المستنصر الفاطمي
في السادس عشر من رمضان سنة 420 هـ ولد المستنصر الفاطمي
كانت ولادة الإمام معد المستنصر بالله الفاطمي بالقاهرة، هو معد المستنصر بالله بن علي الظاهر لإعزاز دين الله وهو الخليفة الفاطمي الثامن والإمام الثامن عشر في سلسلة أئمة الشيعة الإسماعيلية.
وهو الذي حكم اطول فترة حكم في تاريخ الإسلام برمته حيث أن مدة حكمه بلغت ستين سنة.
وكانت الدولة الفاطمية حين اعتلى عرشها المستنصر بالله قد استقرت تمامًا، واتسعت اتساعًا هائلاً فشملت مصر والشام والحرمين، ودعا له البساسيري في مساجد بغداد عاصمة العباسيين.
وفي عهده اجتاز الهلاليون مصر الى تونس فالمغرب العربي. بعد ان رغبهم بذلك اليازوري وزير المستنصر.
ولم يل أحد من الخلفاء الأمويين ولا العباسيين ولا المصريين مثل هذه المدة يعني مدة إقامة المستنصر في الخلافة ستين سنة قال: وعاش المستنصر سبعاً وستين سنة وخمسة أشهر في الهزاهز والشدائد والوباء والغلاء والجلاء والفتن.
حدثت في ايامه الشدة العظمى وهو القحط الذي ضرب مصر في ايامه سبع سنين مثل سني النبي يوسف الصديق من سنة 457 إلى سنة 464 اقامت البلاد سبع سنين يطلع النيل فيها وينزل ولا يوجد من يزرع لموت الناس واختلاف الولاة والرعية فاستولى الخراب على كل البلاد ومات أهلها وانقطعت السبل برًا وبحراً.
وقد أفاض المؤرخون فيما أصاب الناس من جراء هذه المجاعة من تعذر وجود الأقوات وغلاء الأسعار، حتى ليباع الرغيف بخمسة عشر دينارًا، واضطرار الناس إلى أكل الميتة من الكلاب والقطط، والبحث عنها لشرائها، وصاحب هذه المجاعة انتشار الأوبئة والأمراض التي فتكت بالناس حتى قيل: إنه كان يموت بمصر عشرة آلاف نفس، ولم يعد يرى في الأسواق أحد، ولم تجد الأرض من يزرعها، وباع الخليفة المستنصر ممتلكاته، ونزحت أمه وبناته إلى بغداد من الجوع.
وكان من نتيجة هذه الأزمة العاتية أن أخذ النفوذ الفاطمي لله في التداعي والسقوط، وخرجت كثير من البلاد عن سلطتهم، فقُتل البساسيري في العراق سنة (451هـ = 1059م) وعادت بغداد إلى الخلافة العباسية، وقُطعت الخطبة للمستنصر في مكة والمدينة، وخُطب للخليفة العباسي في سنة (462هـ = 1070م)، ودخـل النورمان صقلية واستولوا عليها، فخرجت عن حكم الفاطميين سنة (463هـ = 1071م) بعد أن ظلت جزءًا من أملاكهم منذ أن قامت دولتهم.وتداعى حكم المستنصر في بلاد الشام، فاستقل قاضي صور بمدينته سنة (462هـ = 1070م) وخـرجت طـرابلس من سلطـان الفـاطميين، وتتابع ضياع المدن والقلاع من أيديهم، فاستقلت حلب وبيت المقدس والرملة عن سلطانهم في سنة (463هـ = 1071م).
ثم تبعتها دمشق عام 464 هـ. وفي اخر ايامه سيطر الوزير بدر الجمالي
على شؤون الحكم والدولة وتجاوزت سلطته سلطة الخليفة الفاطمي، وبلغ من سطوته انه اورث منصب الوزارة لابنه الافضل.
وتوفي المستنصر في (18 من ذي الحجة سنة 487هـ = 29 ديسمبر 1094م) عن عمر يناهز سبعة وستين عامًا، وبعد حكم دام نحو ستين عامًا.
اغتيال الخليفة العباسي الراشد بالله
في مثل هذا اليوم السادس عشر من شهر رمضان عام 532 هجري الموافق 17 مايو 1138 ميلادي وثبت جماعة من الحشاشين الباطنية على الخليفة العباسي الراشد بالله أبو جعفر حين توجهه الى همذان وقتلوه.
هو الراشد بالله ابن المسترشد بالله ابن المستظهر بالله ابن المقتدي بأمر الله ابن محمد ابن القائم بأمر الله ابن القادر بأمر الله ابن المتقي لله ابن المقتدر بالله ابن المعتضد بالله ابن الموفق ابن المتوكل بالله ابن المعتصم بالله ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
بويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه عام 529 للهجرة. وكان الخليفة العباسي الراشد بالله هذا فصيحاًُ، أديباً، شاعراً، شجاعاً، سمحاً، جواداً، حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر.
وفي ذلك العصر كان السلاطين السلاجقة في همدان يقاسمون الخلفاء العباسيين السلطة . ويخطب لهم في جوامع بغداد.وقد حاول الخليفة المسترشد بالله والد الخليفة الراشد ان يقضي على النفوذ السلجوقي فجهز جيشا لغزو السلطان مسعود السلجوقي. الا ان جيشه هزم وتفكك، ثم وثبت عليه مجموعة من الباطنية فقتلوه،
وعندما تولى ابنه وولي عهده الخليفة الراشد، اراد الثأر لابيه ومنازعة السلاجقة،
وعندما قدم السلطان مسعود السلجوقي بغداد و وجد الخليفة الراشد بالله قد سار الى الموصل، ساءه ذلك، وعزم على أن يذهب اليه في الموصل لمصالحته و اعادته الى بغداد، لكن الوزير شرف الدين الزينبي رده عن عزمه و عندما أحضروا القضاة والأعيان والعلماء وكتبوا محضراً فيه شهادة طائفة بما جرى من الخليفة الراشد من الظلم. وأخذ الأموال. وسفك الدماء. واستفتوا الفقهاء في من فعل ذلك هل تصح امامته. وهل اذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه.، فأفتوا بجواز خلعه.. وبايعوا عمّه محمدا ابن المستظهر. ولُقّب «المكتفي بأمر الله».
وبلغ الراشد الخلع، فخرج من الموصل الى بلاد أذربيجان وكانت معه جماعة من الرجال، مضوا الى همدان وأفسدوا بها وقتلوا، ثم مضوا الى أصبهان، فحاصروها ونهبوا القرى. لما وصل الراشد بالله الى همذان وثب عليه نفر من الخراسانية الذين كانوا في خدمته فقتلوه ودفن في ظاهر أصفهان في شهرستان
قال أبو بكر الصولي في الاوراق: الناس يقولون ان كل سادس يقوم بأمر الناس من أول الاسلام لا بد من أن يخلع وربما قتل. قال: فتأملت ذلك فرأيته كما قيل فان أول من قام بأمر هذه الأمة محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن رضي الله عنهم فخلع ثم معاوية ويزيد ابنه ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير فخلع وقتل ثم الوليد بن عبد الملك وأخوه سليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابنا عبد الملك والوليد بن يزيد ابن عبد الملك فخلع وقتل ثم لم ينتظم أمر بني أمية ثم ولي السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين فخلع وقتل والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين فخلع وقتل والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر فخلع ثم رد ثم قتل ثم القاهر والراضي والمتقي والمستكفي والمطيع والطائع فخلع ثم القادر والقائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد فخلع وقتل.
وفاة المؤرخ المقريزي
في السادس عشر من شهر رمضان عام 845هـ الموافق 27 يناير 1442م، توفي المقريزي، المؤرخ المشهور، هو تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد، أبو العباس الحسيني البعلي الأصل (نسبة الى بعلبك في لبنان ) ولد ونشأ في القاهرة، ويعرف بابن المقريزي نسبة الى حارة المقارزة من حارات بعلبك . عاش والده في القاهرة ووليَ هو بعض الوظائف ومنها القضاء والحسبة. انتقل الى دمشق عام 811 /هـ 1408م وأقام فيها عشرة أعوام مارس فيها التدريس وادارة الوقف وعاد بعدها الى القاهرة وفيها صرف حياته لكتابة التاريخ. وفي عام 834 /هـ 1430م توجه مع أسرته حاجاً وأقام بعض الوقت في الحجاز واستطاع أن يتعرف عن طريق الحجاج على بعض بلاد العرب وعاد الى مصر سنة 839/ هـ 1435م الى أن توفي فيها عن79 سنة. وقد صنف المقريزي كتباً في الجغرافية والتاريخ. ففي الجغرافية وضع كتاباً يعرف باسم (الخطط) وبه اشتهر وفيه ذكر ما في ديار مصر من الآثار الباقية عن الأمم الماضية مع التعريف بحال مؤسسيها، سماه (كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار) . وله في التاريخ كتاب (السلوك لمعرفة دول الملوك) وهو تاريخ مصر من سنة1181م ــ1440م ( 577- 844/ هـ ) وكتاب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) وهو معجم لتراجم الأعيان من معاصريه وكتاب (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء) وهو تاريخ الدولة الفاطمية وكتاب (الدرر المضيئة) في تاريخ الدولة الاسلامية من مقتل عثمان الى المستعصم آخر الخلفاء العباسيين وكتاب (امتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأحوال والحفدة والمتاع) وكتاب (نبذة العقود في أمور النقَود) يشتمل على تاريخ النقود العربية وكتاب (جني الأزهار من الروض المعطار) وهو تلخيص كتاب (الروض المعطار في عجائب الأقطار) وغير ذلك من الكتب. توفي عام 845 هـ 1441م.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
وفاة خالد بن الوليد
21هـ الموافق 20 من أغسطس 642م
توفي سيف الله المسلول «خالد بن الوليد» صاحب العديد من الفتوحات
والانتصارات على أعتى امبراطوريتين هما «الفرس» و«الروم»، وقد قضى حياته
كلها بين كرٍّ وفرٍّ وجهاد في سبيل اعلاء كلمة الحق ونصرة الدين.
هو
«أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة»، ينتهي نسبه الى «مرة بن كعب بن
لؤي» الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و«أبي بكر الصديق» رضي الله
عنه.
وكانت أسرة «خالد» ذات منزلة متميزة في بني مخزوم، فعمه «أبو أمية
بن المغيرة» كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم،
وعمه «هشام بن المغيرة» كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في «حرب الفجار».
أما
أبوه فهو «عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي»، وكان ذا جاه عريض وشرف
رفيع في «قريش»، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام «قريش» في
الجاهلية،
أسلم خالد في (8 هـ/يونيو 629م)؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.
برز
دوره في معركة مؤتة بعد استشهاد القادة واستطاع «خالد» بحنكته ومهارته أن
يعيد الثقة الى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى «خالد»
– في تلك المعركة – بلاء حسنًا، قال عنه النبي بعد مؤتة: «اللهم انه سيف
من سيوفك، فأنت تنصره». فسمي خالد «سيف الله» منذ ذلك اليوم.
وبعد وفاة
النبي شارك «خالد» في حروب الردة في عهد «أبي بكر الصديق»، كما شارك بنصيب
وافر في التصدي لهذه الفتنة والقضاء على مسيلمة الكذاب، كان له دور عظيم
في الفتوحات الاسلامية، في العراق والشام قاد معركة اليرموك التي كانت
بوابة فتح الشام وطرد النفوذ البيزنطي.
وتولى فتح دمشق وحمص وقنسرين، استقر في حمص وفيها توفي.
وفاة الإمام الزهري
في
مثل هذا اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المصادف للخامس والعشرين من يوليو
عام 742، رحل مُحَمّد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري، أحد الأعلام من
أئمة الإسلام.
هومحمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن
عبدالله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة، أبو بكر القرشي الزهري، أحد
الأعلام من أئمة الإسلام، تابعي جليل، سمع غير واحد من التابعين وغيرهم.
قال
الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ان مولده فى سنة خمسين، وقيل سنة إحدى
وخمسين. كان أكثر من كتب السنة في عصره، وكانت له، مع سعة محفوظاته، كتب
في الحديث والمغازي والأنساب، وكان يدون كل ما يسمعه من الحديث، كما كان
يدون أقوال الصحابة والتابعين.
اتصل بالخلفاء الامويين فقربوه واولهم
عبدالملك بن مراون وكلفه الخليفة عمر بن عبدالعزيز بتدوين الحديث، فكان
أول من جمع السنة، ودونها، تدوينا رسميا، تحت إشراف الدولة ورعايتها، كان
يدور على مشايخ الحديث ومعه ألواح يكتب عنهم فيها الحديث ويكتب عنهم كل ما
سمع منهم، حتى صار من أعلم الناس وأعلمهم في زمانه، قال الإمام أحمد بن
حنبل: «أحسن الناس حديثاً وأجودهم إسناداً الزهري» وقال النسائي: «أحسن
الأسانيد الزهري»، من اقواله «ان هذا العلم ان اخذته بالمكابرة غلبك ولم
تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي. رفيقا تظفر به».
رحل الزهري في مثل هذا اليوم من شهر رمضان، وكان قد أوصى أن يُدفن على قارعة الطريق في أرض فلسطين، ومات وهو ابن خمس وسبعين سنة.
نهاية دولة المرابطين في المغرب
في
18 رمضان عام 539 هـ، كانت نهاية دولة المرابطين في المغرب، وهي الدولة
الكبرى التي انشأها المرابطون و كان لها الدور التاريخي في مجموعة من
الأحداث.
قامت هذه الدولة على أسس إسلامية صرفة، حيث إن أصل هذه
التسمية يعود إلى أتباع الحركة الدعوية التي أسسها عبدالله بن ياسين،
الزعيم الروحي، الذي بدأ بوضع أسس عقيدة حركة المرابطين، والذي انشأ
رباطاً للعبادة في جزيرة بنهر النيجر، وانقطع فيه للعبادة والعلم هو
ومجموعة صغيرة من تلاميذه الذين أخذوا في الازدياد يوماً بعد يوم حتى
صاروا عدة آلاف، وعندها قرر عبدالله بن ياسين محاربة القبائل البربرية
الخارجة عن تعاليم الإسلام، وذلك بمساعدة أمير قبيلة لمتونة البربرية وهى
إحدى بطون قبيلة صنهاجة الكبرى الأمير يحيى بن عمر اللمتوني، وهكذا أصبحت
حركة المرابطين حركة جهادية خالصة تقوم على نشر الإسلام ومحاربة الضلال
والشركيات وتوحيد بلاد المغرب من جديد.
كان رجالها يشدون اللثام
(النقاب) على وجوههم فعرفوا بالملثمين. بعد وفاة ابن ياسين تحولت الجماعة
الدينية إلى مملكة بقيادة يوسف بن تاشفين الذي سمي ولأول مرة في التاريخ
المغربي أميرا للمسلمين وحامي حمى الدين ونائبا لأمير المؤمنين. وبعد وفاة
يوسف بن تاشفين نودي على ابنه علي أميرا مكانه، ثم عين علي بن يوسف ابنه
تاشفين وليا للعهد.
اضطلعت دولة المرابطين بأدوار طلائعية في تاريخ
الغرب الإسلامي بصفة عامة، إذ على هذا الأساس توحدت ولأول مرة مختلف مناطق
المغرب الأقصى الإسلامي والأندلس، وبعض المغرب الأوسط (الجزائر) تحت لواء
دولة واحدة.
وقام الفرع الجنوبي من المرابطين بدور لا يقل أهمية في
خدمة الإسلام والحضارة في افريقيا المدارية والاستوائية عما قام به يوسف
في المنطقة الشمالية من المغرب والأندلس. فاتجه أبو بكر إلى بلاد السودان
(مالي، والنيجر اليوم)، وفتح بلادا واسعة جنوبية، فانتشر الإسلام في غربي
إفريقيا كله حتى حوض النيجر، وقد أصبحت هذه البلاد الإسلامية المرابطية
الجنوبية عاملا مهما في نشر الإسلام في افريقيا المدارية ثم الاستوائية،
وتحولت تلك المنطقة إلى بلاد إسلامية.
وامتد التاثير المرابطي الى بلاد
الاندلس فقد شجعت حالة الانقسام والتشظي التي عصفت بأمراء الأندلس تزايد
أطماع الجيوش الاسبانية للسيطرة واسترداد ما كان في حوزة المسلمين، فتمكنت
بقيادة ملكها ألفونسو السادس من استرداد مدينة طليطلة من المسلمين سنة
1058م، اضطر ملوك الطوائف بعده إلى الاستنجاد بيوسف بن تاشفين. عندها تدخل
المرابطون وعبرت جيوشهم الى الاندلس وحققوا نصرا مبينا في معركة الزلاقة
التي عطلت الهجوم الاسباني. وقد شجع هذا الانتصار ابن تاشفين على أن يعود
مرة أخرى إلى الأندلس، ويعزل ملوك الطوائف عن إماراتهم. ويخضع الاندلس
لحكم المرابطين.
وكان سقوط دولة المرابطين على يد دولة الموحدين التي
قام بدعوتها محمد بن تومرت، فعندما اشتد الصراع بين المرابطين بقيادة
تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين والموحدين بقيادة عبد المؤمن بن علي
الكومي وقتل تاشفين اثناء معركة فاصلة بين الطرفين بعد أن هوى من فوق
الصخرة، وكان هذا الحادث هو نهاية دولة المرابطين في المغرب.
وفاة الخليفة العباسي المعتصم
في
الثامن عشر من رمضان عام 227 للهجرة توفي الخليفة العباسي الشهير المعتصم
أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي وله من العمر سبع
وأربعون سنة.
فعندما مرض الخليفة المأمون في طرسوس، ولم يكن قد عقد
لأحد بعده بولاية العهد، فاستدعى أخاه المعتصم وعهد اليه بالخلافة من
بعده، دون ابنه العباس الذي كان موجودا معه في طرسوس للقيام بغزو الدولة
البيزنطية، ورد هجماتها، لكن مرضه حال دون اتمام ذلك. ولعل السبب الذي جعل
المأمون يؤثر أخاه بالحكم دون ابنه هو كون الخلافة العباسية كانت في ذلك
الوقت تتهددها الأخطار من الداخل والخارج في ثورة بابك الخرمي في فارس،
وهجمات البيزنطيين، وكان المعتصم بطلا شجاعا متمرسا بالحرب خبيرا بشؤونها،
فآثر المأمون.
وكان أبيض أصهب اللحية طويلها مربوعاً مشرق اللون قوياً للغاية شجاعاً مهيباً، وكان كثير اللهو مسرفاً على نفسه.
وكان
يقال له المثمن، لأنه ولد سنة ثمانية ومائة للهجرة، في شهرها الثامن
شعبان، وتوفي أيضاً في ثامن عشر من رمضان، وهو ثامن الخلفاء من بني العباس.
وفتح
المعتصم ثمانية فتوح: عمورية ومدينة بابل ومدينة البط وقلعة الأحراف ومصر
وأذربيجان وأرمينية وديار ربيعة، واستخلف ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية
أيام، وخلف ثمانية بنين وثماني بنات.
وهو صاحب النخوة التي ضربت مثلاً
عندما بلغه أن امرأة شريفة أسرت عند الروم، وصاحت وامعتصماه.. فلما بلغ
ذلك المعتصم نادى في عساكره الرحيل الى عمورية وكانت معركة عمورية الخالدة
وفى سنة 221هـ بنى المعتصم مدينة «سُرَّ مَنْ رأى» أو «سامراء»، بعد أن ضاقت بغداد بكثرة العسكر الترك الذين جلبهم المعتصم،
في
عهده اندلعت ثورة الزط، وهم قوم من السند وانضم اليهم نفر من العبيد
فشجعوهم على قطع الطريق، وعصيان الخليفة، وكان ذلك سنة 220هـ/835م، حيث
عاثوا في البصرة فسادًا، وقطعوا الطريق ونهبوا الغلال، فندب «المعتصم» أحد
قواده بقتالهم وانتصر عليهم. وكانت هناك طائفة أخرى تسمى «الخُرَّمية»،
أخذ
المعتصم في مطاردتهم حتى قضى على ثورتهم وزعيمهم بابك الخرمي ومع كل هذا فقد كان أمياً جاهلاً.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
سلطنة الظاهر برقوق
في وقت الظهر من يوم الاربعاء في التاسع عشر من شهر
رمضان سنة 784 هجرياً الموافق له آخر يوم هاتور من الشهور القبطية والسادس
من تشرين الثاني (نوفمبر 1382 ميلادياً) تسلطن الظاهر برقوق في القاهرة.
هو برقوق بن انس بن عبدالله الشركسي، وقد سمي برقوق لنتوء في عينيه.
اعتلى
السلطان الظاهر برقوق السلطنة 784 هـ ـــ 1382م، وبذلك انتهى ملك بيت
قلاوون وانتهت دولة المماليك البحرية. وهو عند عامة المؤرخين اول المماليك
البرجية (الشراكسة)، والمتفق عليه عند المؤرخين تقسيم العصر المملوكي الى
عهدين، العهد الاول يطلق عليه المماليك البحرية (التركمان) وتولى سلطنة
مصر 27 منهم والمماليك البرجية (الشركس) وتولى سلطنة مصر 28 منهم.
من
أبرز المعالم التي شيدت في عهده، خان الخليلي. فقد قام احد امرائه، جركس
الخليلي ببناء نُزل لقوافل التجار (كران سراي) في القاهرة وسمي على اسمه
فكان خان الخليلي.
يصفه صاحب «شذرات الذهب» بأنه «كان اعظم ملوك
الشراكسة بلا مدافع، تمكن السلطان برقوق من تثبيت دعائم دولة البرجيين
الشراكسة بعد قضائه على العصبية التركية، وحدَّ من نفوذ قبائل البدو، اقام
الكثير من المنشآت العمرانية، كالجسور والاسوار، وشق الطرق وتأمينها وانشأ
الكثير من القنوات والبرك في انحاء السلطنة في القدس والحجاز».
وافتتح
مدرسته التي بناها بين القصرين، التي قام بالتدريس فيها علماء المذاهب
الاربعة، عزز سلطته عن طريق استجلاب بني قومه الشركس من بلادهم الاصلية
الى مصر حتى انه جلب والده واقاربه سنة 782 هجريا الموافق 1380م، وقد كان
عدد الشراكسة في بداية سلطنة برقوق نحو ألفين، ارتفع هذا العدد في نهاية
حكمه الى خمسة آلاف شركسي من بين عدد مماليكه الذين قدرهم المؤرخ العيني
بنحو عشرة آلاف مملوك، واصبح الشراكسة الطبقة الارستقراطية بين باقي
العناصر ورأس النظام الاقطاعي في مصر، وشغلوا الوظائف الكبرى حتى صار اكثر
الامراء والجند من الشراكسة، وهؤلاء بدورهم شجعوا الهجرة من بلادهم
الاصلية الى السلطنة الشركسية، خلفه ابنه في 20 يونية سنة 1399 م، ولقب
بالناصر.
مولد الأديب الألوسي
في التاسع عشرمن رمضان عام 1272
هجري الموافق1856 ميلادي ولد علامة العراق الاديب المحدث محمود شكري
الالوسي. هو محمود شكري المكنى بأبي المعالي ابن السيد عبد الله بهاء
الدين ابن أبي الثناء السيد محمود شهاب الدين الألوسي. والالوسي نسبة
لبلدة الوس وهي بلدة تقع على نهر الفرا ت في الانبار،
عاش حياته بين
التدريس والتأليف، وساهم في إنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها
«الزوراء». كذلك ساهم في امداد المقالات والبحوث لمجلات مثل «المقتبس»
و«المشرق» و«المنار» و«مجلة المجمع العلمي العربي». وعرف عن علماء عائلته
حب الأدب والتفقه مع ميل للتصوف. لكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية
جعلته أقرب لدعاة السلفية الاصلاحيين في عصره مثل رشيد رضا ومحمد عبده.
وأصطدمت
نزعته السلفية العقلانية ومحاولاته الاصلاحية، ومحاربته الخرافات والبدع،
وترويجه لمؤلفات ابن تيمية، بالقوى الصوفية المحلية واثارت المسؤولين في
اسطنبول.
يقول الالوسي عن ذلك «وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء،
ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل
القبور، وينذر لهم النذور، ثم إني ألفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات
فعاداني كثير من أبناء هذا الوطن».
الى ان صدر امر بنفيه الى ديار بكر،
فنفي بالفعل لكنه، في طريق المنفى، مر بالموصل، فاستبقاه أهلها هناك
وتوسطوا من اجل إلغاء النفي، وبقي في الموصل. وعندما احتل البريطانيون
العراق عام 1917، حاولوا ان يحاسنوه تقربا لمكانته ومكانة أسرته عند
الناس. فعرضوا عليه منصب الافتاء العام، فرفض المنصب. ومن أهم مؤلفاته «ما
دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة» وكتاب «غاية الاماني في الرد على
النبهاني»، كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية وابن القيم
الجوزية نشرا وطبعا وتحقيقا. ويعد محمود الألوسي بكل هذا النشاط واحدا من
دعائم مدرسة التجديد السلفي. وكانت له صلة أيضا بجمال الدين الافغاني،
صاحب فكرة التجديد في الإسلام. ومن كتبه التاريخية المهمة «تاريخ نجد»
توفي الألوسي سنة 1342 / 1923 ميلادي.
وفاة المحدث حماد بن زيد
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان عام 1798 هجري توفي
حماد
بن زيد ابن درهم، العلامة، الحافظ الثبت، محدث الوقت أبو إسماعيل الأزدي
بالولاء، الأزرق الضرير، أحد الأعلام، أصله من سجستان، ولد في سنة 98
للهجرة وتوفي عام 179.
قال عنه عبد الرحمن بن مهدي : أئمة الناس في
زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام
وحماد بن زيد بالبصرة.
وقال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: ما رأيت شيخا أحفظ من حماد بن زيد.
وقال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين، من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد، قلت: أدبه كسرى، وفقهه عمر - رضي الله عنه.
وفاة الإمام أبو شامة
في يوم الثلاثاء التاسع عشر من رمضان سنة 665هـ قتل الإمام شهاب الدين المعروف بـ«أبي شامة» لشامة كبيرة فوق جاجبه الأيسر.
هو
عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أبي بكر بن عباس أبو محمد
وأبو القاسم المقدسي الشيخ الإمام العالم الحافظ المحدث الفقيه المؤرخ
المعروف بأبي شامة شيخ دار الحديث الأشرفية، ومدرس الركنية، وصاحب
المصنفات العديدة المفيدة، له اختصار تاريخ دمشق في مجلدات كثيرة، وله شرح
الشاطبية، وله الرد إلى الأمر الأول، وله في المبعث وفي الأسراء، ومن اهم
كتبه «الروضتين في الدولتين النورية والصلاحية»، وهو تأريخ نور الدين
محمود وصلاح الدين الايوبي، وله الذيل على ذلك، قيل عنه انه كان مقرئاً
نحوياً أصولياً مؤرخاً، قرأ الكثير وكتب الكثير، ودرس وأفتى، وبرع في
العربية.
ولد ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة 599
هجريا، وذكر لنفسه ترجمة في هذه السنة في الذيل، وذكر مولده ومنشأه، وطلبه
العلم، وسماعه الحديث، وكانت وفاته بسبب محنة البوا عليه، وأرسلوا إليه من
اغتاله وهو بمنزله.
وقد كان اتهم برأي، الظاهر براءته منه، وقد قال
جماعة من أهل الحديث وغيرهم: إنه كان مظلوماً ولم يزل يكتب في التاريخ
حتى وصل إلى رجب من هذه السنة، فذكر أنه أصيب بمحنة في منزله، وكان الذين
قتلوه جاؤوه قبل ذلك فضربوه ليموت فلم يمت، فعادوا اليه وقتلوه.
ودفن من يومه بمقابر دار الفراديس بدمشق.
الفراغ من كتا ب شذرات الذهب
في
مثل هذا اليوم التاسع عشر شهر رمضان سنة 1080 هجري انتهى عبد الحق العكري
الشهير بابن العماد الحنبلي، من كتابه النفيس شذرات الذهب في اخبار من
ذهب. كما أثبت ابن العماد ذلك، بقوله «وهذا آخر ما أردنا جمعه من شذرات
الذهب، وقد بذلت في تهذيبه وتنقيحه وسعي، وسهرت لأجله ليالي من عمري ونقحت
عبارات رأيت ناقليها انحرفوا فيها من نهج الصواب، وتحريت ما صح نقله وربما
لم أعز ما أنقله إلى كتاب.. وكان الفراغ من تأليفه في يوم الاثنين تاسع
عشر شهر رمضان المعظم من شهور سنة ثمانين وألف، أرخ ابن العماد في كتابه
هذا لألف سنة، مبتدئا بالسنة الاولى للهجرة، فالثانية وهكذا، مبينا في كل
سنة اهم احداثها، مترجما لمن توفي في هذه السنة من الاعلام والمحدثين منهم
خاصة مع ذكر طرف من ترجمته، ويعتبر كتابه تلخيصا لكتب السير والاعلام التي
ظهرت قبله مثل كتب الحافظ الذهبي، ومن ثم المقدسي صاحب «الكمال»،
والاصفهاني صاحب «حلية الاولياء»، وابن خ.لّ.كان صاحب «الوفيات»، من عيوبه
انه تاريخ مختصر يعنى بالاحداث والتراجم باختصار شديد، وميزته تأخُّر وفاة
مؤلفه واحاطته بأعيان واعلام لم يذكرها المؤرخون الذين سبقوه.
تولي الناصر حسن بن قلاوون
في
مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان عام 748 من الهجرة تولى السلطان حسن بن
الملك الناصر محمد بن قلاوون، وسلالة قلاوون من اطول اسر المماليك التي
حكمت مصر، ولما الملك الناصر بن قلاوون كان له من الأولاد 12 ولدا ذكرا
ومن البنات وتسلطن من ولده لصلبه ثمانية: أبو بكر وكجك وأحمد وإسماعيل
وشعبان وحاجي وحسن وصالح، كانت مصر والشام بيد المظفر حاجي بن الناصر محمد
ابن قلاوون وخلع في 18 رمضان سنة 748 هـ ثم قتل من يومه وملك بعده أخوه
الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون وهي سلطنته الأولى في
مثل هذ اليوم التاسع عشر من رمضان.
وقد حكم وعمره 13 سنة، وقام
بالوصاية عليه الأمير شيخون العمري، ولم يمنعه ذلك من مزاولة الحكم
بنـــــفسه، لكنه استبد بأمور الحكم واستولى عـــــلى أملاك بيت المال،
وبعد اربع سنوات ثار عـــــليه المماليك وتم اعتقاله سنة 752 هـ (1351
ميلادياً) وخلفه أخوه الصالح صالح بن الملك الناصر بن قلاوون.
ثم أعيد
إلى الملك مرة ثانية سنة 755 هـ ( 135 ميلادياً) وظل متربعاً في دست
السلطنة ست سنوات وسبعة أشهر إلى أن اختفى سنة 762 هـ( 1361 ميلادياً)
وتولى بعده ابن أخيه محمد بن المظفر حاجي بن الناصر بن قلاوون.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
فتح مكة المكرمة
في مثل هذا اليوم العشرين من رمضان
تم فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم.كان
فتح مكة حاضرا في ذهن النبي صلي الله عليه وسلم وبعد المحاولة الاولى لفتح
مكة التي انتهت بصلح الحديبية. كان واضحا ان سقوط مكة بيد المسلمين كانت
مسألة وقت.
ولما كان من بنود صلح الحديبية ان من أراد الدخول في حلف
المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت خزاعة في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين
حروب وثارات قديمة، ، فأغار بنو بكر على خزاعة ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا
منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأبلغت خزاعة النبي صلى الله
عليه وسلم بغدر قريش وحلفائها.
وعندما شعرت قريش بخطورة الموقف وأرادت
تفادي المواجهة، أرسلت أبا سفيان الى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين،
ولكن مسعاه رفض من المسلمين ؛ فقد أمر النبي المسلمين بالتهيؤ والاستعداد،
وأعلمهم أنه سائر الى مكة، وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش
الاسلامي المدينة الى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة واستخلف النبي على
المدينة أبا ذر الغفاري رضي الله عنه .
ولما كان بالجحفة لقيه عمه
العباس بن عبدالمطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً، وعاد
العباس الى مكة، عله يجد أحدا يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من النبي قبل
أن يدخل مكة .
فالتقى أبا سفيان خارج مكة، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له
الأمان من رسول الله، فجاء به راكباً معه، حتى أدخله على رسول الله، فأسلم
ابو سفيان وشهد شهادة الحق ، ثم أكرمه الرسول فقال : «من دخل دار أبي
سفيان فهو آمن» رواه مسلم .
ثم أسرع ابو سفيان الى قومه، صاح في الناس
: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فتفرق الناس الى
دورهم والى المسجد .
ودخل الجيش الاسلامي، ثم دخل رسول الله المسجد
الحرام والصحابة معه، فأقبل الى الحجر الأسود، فاستلمه، وكان حول البيت
ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بقوس في يده، ويكسرها، ويقول : «جاء
الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً» وقال «قل جاء الحق وما يبدئ
الباطل وما يعيد»، ثم طاف بالبيت، بعدها دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه
مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلى فيها،
ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع، فقال : يا معشر قريش، ما ترون أني
فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم، قال : فاني أقول لكم كما قال
يوسف لاخوانه : «لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء » .
وأعاد
المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن، وأهدر رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر
بقتلهم وان وجدوا تحت أستار الكعبة .
وفي اليوم الثاني قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وألقى خطبته المشهورة، وفيهـــا: «ان الله حرم مكة
يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرام الله الى يوم القيامة، لم تحل
لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط الا ساعة من الدهر، لا ينفر
صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها الا لمنشد».
وخشي
الأنصار بعد الفتح من ان يترك الرسول المدينة ويقيم في مكة، فبلغه ذلك
فقال لهم: «معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم» رواه مسلم .
ثم
بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر
يوماً، يجدد معالم الاسلام، ويفقه الناس في الدين، ويكسر الأصنام .
وفاة أبي يعلى الفراء الحنبلي
في العشرين من رمضان 458 هجري توفي القاضي أبو يعلى بن الفرا الحنبلي،
هو
محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن احمد، شيخ الحنابلة وممهد مذهبهم في
الفروع.كان من سادات العلماء، إماماً في الفقه، له التصانيف الكثيرة في
مذهب الإمام أحمد وانتهت إليه رياسة المذهب.
ولد في أول سنة 380هجري
. أفتى ودرّس، وتخرج به الأصحاب، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، وكان عالم
العراق في زمانه، مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره، والنظر والأصول، وكان
أبوه من أعيان الحنفية، فلما مات ولأبي يعلى عشرة أعوام، وتحول إلى حلقة
أبي عبد الله بن حامد شيخ الحنابلة، فصحبه أعواما، حمل إلى الخليفة
العباسي القادر كتاب «إبطال التأويل»، فأعجبه، وكان يقول القرآن كلام
الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت.
ثم ولي أبو يعلى القضاء بدار الخلافة والحريم، مع قضاء حران.
أخذ عليه انه لم يكن عالما في معرفة الحديث، فربما احتج بالواهي.
ألف
كتاب «أحكام القرآن»، و«مسائل الإيمان»، و«المعتمد»، ومختصره، و«المقتبس»،
و«عيون المسائل»، و«الرد على الكرامية»، و«الرد على السالمية والمجسمة»،
و«الرد على الجهمية»، و«الكلام في الاستواء»، و«العدة» في أصول الفقه
ومختصرها، و«فضائل أحمد»، وكتاب «الطب».
توفي في مثل هذا اليوم العشرين من رمضان سنة 458هـ عن ثمان وسبعين سنة.
وفاة ياقوت الحموي
يوم
الاحد العشرون من رمضان عام 626 هجرية توفي ياقوت الحموي الاديب الرحالة
الاخباري، المؤرخ في الخان بظاهر مدينة حلب، صاحب كتاب معجم البلدان.
هو
شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي، ولد عام 575 هجرية في بلاد الروم.
أخذ من بلاد الروم صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل تاجر معروف بعسكر بن ابي
نصر البغدادي.
وقيل انه عربي الاصل من مدينه حماة اسر الروم والده، ثم
عاد الى المسلمين، تبناه عسكر البغدادي وزوجه واعطاه مالاً للتجارة فجعل
تجارته كتبا، أولى سفراته كانت الى جزيرة كيش في جنوب الخليج العربي ثم
توجه الى دمشق وبرز نجمه فيها.
عام 597هـ -1200م فتح ياقوت دكانا
متواضعا في حي الكرخ ينسخ فيه الكتب لمن يقصده من طلاب العلم، وجعل جدران
الدكان رفوفا يضع فيها ما لديه من الكتب التي اشتراها أثناء رحلاته أو
الكتب التي نسخها بيده من مكتبة مسجد الزيدي. وكان في الليل يتفرغ للقراءة.
انجز
مشروعه الكبير بتأليف معجم جغرافي يدون فيه أسماء البلدان وما سمعه ورآه
عنها محققا في اسمائها ذاكرا لموقعها الدقيق مراعيا الدقة والتحقيق، ذاكرا
خطوط الطول والعرض وموضحا لتاريخها وحكاياتها وأخبارها، وهو: معجم
البلدان. ومن أهم مؤلفاته في الجغرافيا: «مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة
والبقاع، والمشترك وضعا من أسماء البلدان، والمختلف صقعا من الأقاليم .
ومعجم البلدان» ومن مؤلفاته الأخرى: معجم الأدباء . المقتضب في النسب .
أنساب العرب . أخبار المتنبي .
كانت وفاة ياقوت الحموي في ظاهر مدينة
حلب في يوم الأحد العشرين من رمضان، وقد أوقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب
دينار في بغداد، وسلمها الى الشيخ عزالدين بن الأثير صاحب «الكامل في
التاريخ».
بناء مسجد القيروان
في العشرين من
شهر رمضان سنة 51هـ الموافق 29 سبتمبر 671م بني مسجد القيروان على يد
القائد عقبة بن نافع في عهد الخليفة معاوية بن ابي سفيان
ويعد مسجد
القيروان من أهم معالم المدينة عبر التاريخ. كان المسجد صغير المساحة،
بسيط البناء، ولم يمض على بنائه عشرون عاما حتى هدمه حسان بن نعمان
الغساني وأقام مكانه مسجدا جديدا أكبر من الأول. وفي سنة 105هـ قام بشر بن
صفوان بأمر من الخليفة هشام بن عبد الملك بتوسيع المسجد وبناء حديقة كبيرة
في شماله، كما أنشأ صهريجاً في صحن المسجد يُعرف بـ«الماجل القديـم» وشيّد
مآذنه فوق بئر موجودة في الحديقة.
وفي عام 155هـ - 724 م أعيد بناؤه
على يد يزيد بن حاتم، وظل على حاله هذه الى أن تولى زيادة الله بن ابراهيم
بن الأغلب امارة افريقية عام 201هـ - 817 م فزاد فيه. ولقد سارت التوسعات
في العصور المختلفة حتى أصبح يشغل اليوم مساحة مستطيلة تتراوح أضلاعها ما
بين 70و122 مترا.
ويعتبر جامع القيروان من أقدم مساجد المغرب
الاسلامي، والمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية
عناصرها الزخرفية والمعمارية، كما كان المسجد ميدانا للحلقات الدينية
والعلمية واللغوية التي ضمت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر.
استيلاء الإسبان على شاطبة
في
يوم العشرين من رمضان سنة 645 هجري 1247 ميلادي استولت قوات مملكة اراغون
الاسبانية على بلدة «شاطبة» الاندلسية، وكان ذلك في عهد الملك خايمي الاول
ملك اراغون، وتوصف تلك الفترة بأنها ذروة حركة «الاسترداد» الاسبانية
لبلاد الاندلس.
وشاطبة مدينة كبيرة تبعد عن بلنسية 50 كيلو مترا،، تقع
على سفح جبل فيرنيسا لتشرف على سهل خصب شاطبة (Jativa بالإسبانية، وXàtiva
بالبلنسية)، وفي حوض نهر البيضاء شرقي إسبانيا. أسسها الإبيريون ازدهرت في
الفترة الإغريقية والفترة الفينيقية. وعرفت المدينة في الفترة الإسلامية
ازدهارا كبيرا وعُرفت في جميع أوروبا كمهد صناعة الورق.
قال عنها
الجغرافي القزويني في «آثار البلاد وأخبار العباد» مدينة كبيرة قديمة في
شرقي الأندلس يذكر أهلها بالشر والظلم والتعدي، قال صفوان بن ادريس المرسي
في وصف شاطبة: شاطبة الشّرق شرّ دارٍ ليس بسكّانها فلاح الظّلم عند الورى
حرامٌ وإنّه عندهم مباح! وأهلها أكثر الناس تحلياً بالذهب فيكون الوضيع
والشريف يطوق بالذهب، ينسب العديد من العلماء أمثال: الإمام الشاطبي صاحب
قصيدة «حرز الأماني ووجه التهاني» في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة
وسبعون بيتا.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
| ||
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
بناء مسجد عمرو بن العاص
في
الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 20هـ الموافق 5 سبتمبر 641م تمَّ بناء
مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وهو أول مسجد بني في مصر وافريقيا كلها. بني
في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا
بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع وكان بناء المسجد آنذاك بناء
متواضعاً بسيطاً، اذ لم يُجعل له في أول الأمر محراب مجوف، ولا منارة
سامقة، ولا فرش ولا حصير، بل كانت مساحته وقت انشائه 50 ذراعاً في 30
ذراعاً مغطاة بالخشب وسعف النخيل، وأعمدته من جذوع النخل، وكانت جدرانه
العارية من النقوش ثلاثة جدران فقط، أما جهة النيل ــ وهي الجهة الشمالية
ــ فلم يكن فيها جدار.. ويقال: ان عدد الصحابة الذين اجتمعوا على اقامة
محرابة بلغوا ثمانين رجلاً، وكان الطريق يحيط به من كل جانب، وله بابان في
الجهة البحرية، ومثلهما في الجهة الغربية، وآخران من الجهة الجنوبية
مواجهان لدار عمرو بن العاص.
وفي سنة 53 هـ في خلافة معاوية بن أبي
سفيان، قام والي مصر مسلمة بن مخلد بازالته وانشائه من جديد، بعد أن ضاعف
حجم مساحته وجعل له سوراً من الآجر وجعل له صحناً مكشوفاً، وزخرف جدرانه
وسقوفه
وفي سنة 79 هـ قام عبد العزيز بن مروان والي مصر في عهد عبد الملك بن مروان بتوسعته وتجديد بنائه.
وفي عهد الوليد بن عبد الملك قام واليه قرة بن شريك العبسي عام 93 هـ بهدمه، ثم أعاد بناءه من جديد، مع زيادة مساحته.
و
استمر اهتمام الخلفاء بعمران المسجد في العهد العباسي . فجدد ايام الرشيد
. وتوسع بناؤه في ايام المأمون. وأعيد اعماره ايام الطولونيين،
والاخشيديين والفاطميين. واستمر الاهتمام بالمسجد في كل العهود التي مرت
على مصر .
ويصف الرحالة الشهير ناصر خسرو المسجد عندما زاره عام 439هـ،
فيقول: هذا المسجد العتيق يقوم على400 عمود من الرخام، وجدار المحراب كله
مغطى بالرخام الأبيض، كتبت عليه آيات القرآن بخط جميل، يضيئه بالليل من
الداخل تنور أهداه اليه الخليفة الحاكم بأمر الله وزنه سبعة قناطير من
الفضة، بالاضافة الى أكثر من 700 قنديل، وكان المسجد مفروشاً بعشر طبقات
من الحصير الملون بعضها فوق بعض. ويضيف الرحالة ناصر خسرو عنه قوله: انه
كان من أعمر المساجد بالناس والحركة، وهو مكان اجتماع سكان المدينة
الكبيرة، ولا يقل الموجودون فيه ـ من الصباح الى صلاة العشاء ـ عن خمسة
آلاف من طلاب العلم والغرباء والكتّاب الذين يحررون الصكوك، وهذا يكشف ان
وظيفة الجامع لم تقتصر على العبادة بل كان مركزاً علمياً رائداً يجتمع فيه
الشيوخ والأساتذة بالطلبة من جميع الأنحاء والأرجاء، كما يؤمه الغرباء
للقاء من يبحثون عنهم من أهل مصر، وهو اضافة لذلك مقر مهم لكثير من
المعاملات والعقود والمبادلات، التي كانت تتم بين الناس عن طريق العقود
وموثّقيها.
المعري يغادر بغداد
في الرابع والعشرين من
رمضان عام400 هـ الموافق 11 من مايو 1010م، غادر الأديب الشهير ابو العلاء
المعري مدينة بغداد بعد ان أتم زيارته المشهورة لها .
والمعري كما هو
معروف ابن مدينة معرة النعمان بالشام وكان اعمى البصر، ولا يذكر المؤرخون
أسبابًا لرحلته تلك سوى أنها للسياحة وطلب العلم والحرص على الشهرة بعاصمة
الخلافة.
وربما أشاروا من طرف خفي الى فقره وطلبه الغنى. او بسبب وقوع أجزاء كبيرة من الشام للفاطميين وهم من الشيعة الاسماعيلية.
أما المعري فينفي أن يكون خروجه طلبًا لدنيا أو التماسًا لرزق:
أنبئكم أني على العهد سالم
ووجهي لما يبتذل بسؤال
وأني تيممت العراق لغير ما
تيممـه غيـلان عند بـلال
وقد
صرح أبو العلاء بسبب سفره بأنه أتاها قاصدًا دار الكتب بها، وكان يسميها
دار العلم. وعندما دخلها في أوائل سنة 399هـ، ولم يكن مغمورًا بل سبقته
شهرته اليها، ولكن أهل العاصمة الكبرى لم يكونوا ليسلموا بعبقرية الوافد
قبل امتحانه.
وقد أعدوا له امتحانًا عسيرًا اجتازه بنجاح، ذكره ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار:
احضروا دستور الخراج الذي في الديوان، وجعلوا يوردون عليه ما فيه شفويا.
وهو يسمع الى أن فرغوا، فابتدأ أبو العلاء وسرد عليهم كل ما أوردوه له.
وأقروا
له بالحفظ والعلم، والشعر معًا اذ قرأوا عليه ديوان سقط الزند، حضر المعري
كثيرًا من مجالس العلماء ببغداد، واشترك في دروسهم ومناظراتهم فكان يحضر
مجمع سابور بن أردشير وفيه يقول:
وغنت لنا في دار سابور قينة
من الورق مطراب الأصائل ميهال
ويحضر مجمع عبدالسلام البصري ويقول فيه:
تهيـج أشـواقي عروبة أنها
اليك ذوتني عن حضور بمجمع
وزار
دروس الشريف المرتضى، كما كان يحضر المجالس الشعرية بمسجد المنصور حيث
يلقي الشعراء قصائدهم. ورغم هذا الحضور وتلك المشاركات العلمية الاجتماعية
الحافلة الا أن المقام لم يطب له ببغداد، وحدث له من الحوادث ما آلمه
وزهده فيها. ورجع الى المعرة ولزم منزله فكان لا يخرج منه.
وما كان هينًا على عامة البغداديين مفارقته فكانوا لرحيله كارهين ولفراقه محزونين وودعوه باكين وودعهم بقصيدته المشهورة:
نبي من الغربان ليس على شرع
يخبرنا أن الشعوب الى الصدع
ولا
يذكر معاصروه شيئًا من هذا ولا المعري نفسه، الذي كان يقظًا في تسجيل ما
يمر به من أحداث بل ان احدى رسائله تشهد بعكس هذا، اذ يقول فيها:
يحسن الله جزاء البغداديين فقد وصفوني بما لا أستحق، وشهدوا لي بالفضيلة على غير علم، وعرضوا أموالهم عرض الجد.
ويذكر
بعضهم أنه فارق بغداد كارهًا لها، زاهدًا فيها، ولكن رسائله تبين أنه
أحبها حبًا جمًا وفارقها مكرهًا، وكان يتمنى المقام بها وكأن مقامه بها
كان يقتضيه أن يبذل ما لا يستطيع بذله من خلقه وعزته وأنفته، وما كان
باستطاعته تغيير طبعه وقد شب عن الطوق. وتُبين التائية شيئًا من عاطفته
تجاه بغداد:
يا عارضًــا راح تحــدوه بوارقـه
للكرخ سلمت من غيث ونجيتا
لنــا ببغــداد من نهــوى تحيتــه
فـان تحمـــلتها عــنـا فحيــيــتا
يا ابن المحسن ما أنسيت مكرمة
فاذكر مودتنا ان كنت أنسـيتـا
سقيًا لدجلــة والدنـــيا مفرقــة
حتى يعود اجتماع النجم تشـتيتًا
وله من قصيدة أخرى:
متى سألت بغــداد عني وأهلها
فاني عن أهل العواصـم سـآل
وتظهر
على لسانه فلتات في ذم أهل بغداد في اللزوميات، لعلها أثر من آثار ما لقي
من أذى فيها، أو لعلها صدى لسوء رأيه في الناس جميعًا ابان عزلته. وبعد
عودته دخل المعري في عزلته المعروفة وانقطاعه عن الناس حتى انه سمي رهين
المحبسين.
وفاة الأديب القرطاجني
في ليلة السبت (24 من
رمضان 684هـ ـــ 23 من نوفمبر 1285م). رحل شيخ البلاغة والأدب حازم
القرطاجني، هو حازم بن محمد بن حسن بن محمد بن خلف الأنصاري القرطبي من
أدباء وشعراء الأندلس المعدودين
كنيته أبو الحسن هنيء الدين وهو شيخ
في البلاغة والأدب في عصره. وصف بأنه خاتمة شعراء الأندلس الفحول، مع
تقدمه في معرفة لسان العرب، وتعددت أغراض شعره فشملت المديح والغزل
والوصف، والزهد والحنين الى الأوطان وبكاء الديار الاندلسية والدعوة الى
تخليصها.
ولد عام 608 هـ الموافق 1211 ميلادي بقرطاجنة شرقي الأندلس، هاجر الى مراكش ومنها الى تونس وتوفي بها.
برع
في النظم والنثر والنحو واللغة والعروض وعلم البيان وقد عرف بجودة التصنيف
وجمال الخط العربي وله رسائل ومسائل في العقليات. اهم كتبه هو سراج
البلغاء في البلاغة، وهو مرجع في البلاغة. له كتاب في القوافي وقصيدة في
النحو على حرف الميم ذكر منها ابن هشام في المغنى أبياتا في المسألة
الزنبورية وذكرها السيوطي في الطبقات الكبرى له من الشعر.
وبعد سقوط
مناطق شرق الاندلس قرطاجنة ومرسية في أيدي القشتاليين ي سنة (640هـ ــ
1243م) غادر حازم القرطاجني الاندلس الى مراكش، والتحق بحاشية الخليفة
الموحدي أبي محمد عبد الواحد الملقب بالرشيد، وكان بلاطه عامرًا بالأدباء
والشعراء، ثم تحول من مراكش الى تونس، واتصل بسلطانها أبي زكريا الحفصي،
الذي كان يحب الادباء والعلماء ويرعاهم، فقربه منه، وعينه كاتبًا في
ديوانه، واستمر علي ذلك في عهد خليفته أبو عبد الله محمد المستنصر. وقد
حفظ القرطبي لهما ذلك وخص أبا زكريا الحفصي وابنه المستنصر بمدائح كثيرة.
وأهم قصائده مقصورته التي مدح بها المستنصر الحفصي، من ألف بيت وستة والمقصورة هي قصيدة طويلة تأتي على روي الألف المقصورة.
لله ما قد هجت يا يوم النَّوى
على فؤادي من تباريح الجوى
ولو سما خليفة الله لها
لافتلّها بالسيف منهم وافتدى
وله:
موشَّحٌ ضاحكته غُرَّةُ الفلق
لما سَهرتُ له في آخر الغسق.
وفاة المزني الشافعي
في مثل هذا اليوم، الرابع والعشرين من رمضان عام 264 هجريا توفي الامام المزني تلميذ الشافعي.
هو
الامام العلاّمة، فقيه الملّة، عَلَم الزُّهَّاد، أبو ابراهيم، اسماعيل بن
يحيى بن اسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري. ويروى في ذلك ان الشافعي
كان يقول: المزن.يُّ ناصرُ مذهب.ي.
كان مولده في 175 هجريا السنة التي
مات فيها الفقيه الليث بن سعد. حدّث عن: الشافعي، وعلي بن معبد بن شداد،
ونعيم بن حماد، وغيرهم . وكان زاهدا عالما مناظرا م.حْجَاجًا غوَّاصًا على
المعاني الدقيقة. صنَّف كتبا كثيرة، منها: «الجامع الكبير، والجامع
الصغير، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق».
وهو قليل الرواية، ولكنه كان رأسا في الفقه. أخذ عنه خَلْقٌ من
العلماء وبه انتشر مذهب الامام الشافعي في الآفاق. وامتلأت البلاد بـ
«مختصره» في الفقه، وشرحه عدة من الكبار، بحيث يُقال: كانت الب.كْرُ يكون
في جهازها نسخةٌ بـ «مختصر» المُزني.
قيل في زمانه: لم يكن من
المتعبدين أشد اجتهادا من المزني، ولا أدوم على العبادة منه. ولا يوجد أشد
تعظيما للعلم وأهله منه. وكان من أشد الناس تضييقا على نفسه في الورع،
وأوسعه في ذلك على الناس، وكان يقول: أنا خُلُقٌ من أخلاق الشافعي.
وكان
يُغَسّ.ل الموتى تعبدا واحتسابا. وهو القائل: تَعَانَيْتُ غسل الموتى
لير.قَّ قلبي، فصار لي عادة، وهو الذي غسل الامام الشافعي عند وفاته. توفي
سنة 264 هجريا في مصر، وله تسع وثمانون.
هدم صنم مناة
في الرابع والعشرين من رمضان سنة ثمان هجريا الموافق 14 يناير630 ميلادية
هدم صنم مناة، وهو أحد أصنام العرب الشهيرة.
فبعد
ان انتهي من فتح مكة بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد
لهدم الأصنام ومنها العزى، كما بعث عمرو بن العاص لهدم سواع، وبعث سعد بن
زيد الأشهلي لهدم مناة،
فسار سعد بن زيد الأشهلي الى صنم مناة، وكانت بأرض المشلل للأوس والخزرج وغسان.
وكان
رمز مناة عبارة عن حجر أسود، والذي نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي، وكانت
العرب كلها تعظم مناة وتذبح حولها، وقيل: سمّيت بذلك لأن دماء النسائك
كانت تمنّى عندها، أي تراق، وبعضهم كان يسميها: (مناءة) من النّوء، كأنهم
كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها، ولم يكن أحد أشد اعظاماً لها من
الأوس والخزرج، كانوا اذا حجوا يقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون
رؤوسهم، فاذا نفروا أتوها فحلقوا رؤوسهم عندها، وأقاموا حولها، ولا يرون
لحجهم تماماً الا بذلك، مناة تسمّى أيضاً الهة القضاء، لا سيما قضاء
الموت، وكانت أيضاً لهذيل وخزاعة والغساسنة، وممن يعظمها قريش، وكثير من
العرب، ولهذا كان بعضهم يسمي أبناءه بعبد مناة، وزيد مناة.
وفي مثل هذا اليوم، خرج سعد بن زيد الأشهلي، في عشرين فارساً حتى انتهى اليها وهدمها.
مسجد عمرو بن العاص
صنم مناة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
معركة عين جالوت
في25 من رمضان 658هـ الموافق 3 من
سبتمبر 1260م نشبت معركة عين جالوت في المنطقة التي تقع بين بيسان ونابلس
بفلسطين بقيادة المظفر سيف الدين قطز والمغول بقيادة كتوبوغا، وتعد من اهم
المعارك الفاصلة في التاريخ، فبعد القضاء على القوى الاسلامية في خراسان.
العراق وبلاد الشام، كانت مصر اخر قلعة اسلامية في المشرق وقد كتب الله
النصر للمسلمين فحققوا فوزًا هائلا، أوقف زحف المغول وأنقذ الحضارة
الاسلامية من الدمار.
ففي سنة 454هجرية 1256م، مَلَكَ التتار سائر بلاد
فارس بالسيف، فلما فرغوا من ذلك، نزل هولاكو بن طولوي بن جنكيز خان
كالاعصار على بغداد سنة 656 هجريا 1285م، ودخلوها بمجازر وتدمير همجي،
وقتلوا مئات الآلاف من أهلها، ونهبوا خزائنها وذخائرها، وقضوا على الخلافة
العباسية، وعلى معالم الحضارة الاسلامية، ثم قتلوا الخليفة المستعصم بالله
وأفراد أسرته وأكابر دولته.
وتقدم التتار الى بلاد الجزيرة الفراتية،
واستولوا على حران والرُّها وديار بكر ثم جاوزا الفرات، ونزلوا على حلب في
1260م، واستولوا عليها واستباحوها للنهب والقتل فجرت الدماء في الأزقة
أنهارًا.ووصل التتار الى دمشق، وسلطانها الناصر يوسف بن أيوب، فخرج هاربًا
ومعه أهل اليسار، ودخل التتار دمشق، وتسلموها بالأمان، ثم غدروا بأهلها
وفتكوا بهم، ونهبوا وسلبوا ودمروا.
وتعدوا دمشق، فوصلوا الى نابلس، ثم
الى الكرك وبيت المقدس، وتقدموا الى غزة من دون أن يلقوا مقاومة تذكر،
واضطر هولاكو فجأة الى مغادرة سورية، بعد أن جاءته الأخبار بوفاة أخيه
الأكبر منكوقاآن في الصين، وبتنازع أخويه الآخرين قوبيلاي وأريق بوكا
ولاية العرش.
قبل مغادرة هولاكو سورية أرسل رسولاً من رجاله وبرفقته
أربعون رجلاً من الأتباع الى قطز يحملون اليه رسالة يهدده فيها باشنع
العقوبات اذا لم يبادر الى التسليم والخضوع غير المشروط لسلطة الملك
الاعظم، ويحذره من التاخير في الرد.
فلما سمع قطز ما في هذا الكتاب جمع الأمراء، واتفقوا على قتل رُسُل هولاكو، فقبض عليهم، واعتقلوا، وأمر باعدامهم
صمّم
قطزعلى لقاء التتار خارج مصر، وألا ينتظرهم في مصر للدفاع عنها على الأرض
المصرية، حتى يجنب مصر ويلات الحرب أولاً، ويرفع معنويات رجاله ومعنويات
المصريين ثانيًا، ويوحي للتتار بأنه لا يخافهم فيؤثر ذلك على معنوياتهم
ثالثًا.
وخرج بجميع عسكر مصر ومن انضم اليهم من عساكر الشام ومن العرب
والمماليك التركمان وغيرهم من قلعة الجبل في القاهرة، ونودي في القاهرة
والفُسطاط وسائر أقاليم مصر.
ارسل قطز طلائع قواته بقيادة القائد
بيبرس البندقداري لمناوشة التتار واختبار قواتهم، واستحصال المعلومات
المفصلة عن تنظيمهم وتسليحهم وقيادتهم، فالتقى بيبرس بطلائع التتار في عين
جالوت في الارض الواقعة بين بيسان ونابلس:، وشاغل التتار حتى وافاه قطز
على رأس القوات الأصلية من جيشه، وفي مثل هذا اليوم المصادف يوم الجمعة 25
رمضان سنة 658هـ- 6 سبتمبر1260م نشبت بين الجيشين المتقابلين معركة حاسمة
التحم فيها الجيشان التحاما مباشرا، وكان التتار يحتلون مرتفعات عين
جالوت، فانقضوا على جيش قطز تطبيقًا لحرب الصاعقة التي دأب التتار على
ممارستها في حروبهم، تلك الحرب التي تعتمد سرعة الحركة بالفرسان، وكان
القتال شديدًا لم يُر مثله، حتى قتل من الجانبين عدد لا يحصى وملئت الارض
بالدماء من شدة القتال.
وتمكن التتار من، اختراق ميسرة المسلمين
فانكسرت تلك الميسرة وتراجعت، ولكن قطز حمل بنفسه في طائفة من جنده، وأسرع
لنجدة الميسرة، حتى استعادت مواقعها.
واستأنف قطز الهجوم المضاد بقوات
القلب التي كانت بقيادته المباشرة، وكان يتقدم جنوده وهو يصيح:
وااسلاماه.. وااسلاماه.. واقتحم قطز القتال، وباشر بنفسه، وأبلى في ذلك
اليوم أعظم البلاء، وكانت قوات القلب مؤلفة من المتطوعين المجاهدين من
الذين خرجوا يطلبون الشهادة، ويدافعون عن الاسلام بايمان، وكان قطز قد
أخفى معظم قواته النظامية المؤلفة من المماليك في شعب التلال، لتكون
كمائن، وبعد أن كر بالمجاهدين كرة بعد كرة، وتمكنت الكتائب الاسلامية التي
كان يقودها امراء المماليك من تكسير وخلخلة تماسك التتار وزحزحتها عن
مواضعها، حتى ارتبكت صفوف التتار، وشاع أن قائدهم كتبغا نوين قد قُتل،
فولوا الأدبار لا يلوون على شيء. وبدأ المسلمون فورًا بمطاردة التتار، كما
طاردهم اهالي المدن والبلدات العربية الذين لم يكونوا من جيش قطز، حتى دخل
قطز دمشق في أواخر شهر رمضان المبارك، فاستقبله أهلها بالابتهاج.
وامتدت
المطاردة الى قرب مدينة حلب حيث يوجد معسكر للتتار، فلما شعر التتار
باقتراب المسلمين منهم تركوا ما كان بأيديهم من أسارى المسلمين، ورموا
أولادهم، فتخطفهم الناس.
وهكذا سارت معركة عين جالوت الخالدة، والتي تعد من اهم المعارك في التاريخ الاسلامي بل والانساني.
موقعة ملاذكرد
في الخامس والعشرين من رمضان عام 463هـ الموافق أغسطس عام 1070م
وقعت
معركة ملاذ جرد التي انتصر فيهاالسلاجقة المسلمون على البيزنطيين وحلفائهم
من الصليبيين .وقد جاء نصر السلطان ألب أرسلان بجيشه الذي لم يتجاوز خمسة
عشر ألف محارب على جيش الامبراطور البيزنطي دومانوس الذي بلغ مائتي ألف،
حدثاً كبيراً، ونقطة تحول في التاريخ الاسلامي لأنها سهلت على اضعاف نفوذ
الامبراطورية البيزنطية في معظم أقاليم آسيا الصغرى،(تركيا) وهي المناطق
المهمة التي كانت من ركائز وأعمدة الامبراطورية البيزنطية. ومهد لانتقال
القبائل التركية في بلاد الأناضول.
تولى ألب أرسلان زمام السلطة في
دولة السلاجقة بعد وفاة عمه طغرلبك،. وكان ألب أرسلان - قائداً ماهراً
مقداماً، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد
الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلع الى اخضاع أقاليم جديدة، وضمها الى
دولته. على حساب الدول المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم،
لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد
السلاجقة زعيماً للجهاد الاسلامي، وحريصاً على نصرة الاسلام ونشره في تلك
الديار، والاستيلاء على أراضي الدولة البيزنطية .وقد اثارت فتوحات ألب
أرسلان الامبراطور البيزنطي دومانوس ديوجينس، فصمم على القيام بحركة مضادة
للدفاع عن امبراطوريته. ودخلت قواته في مناوشات ومعارك عديدة مع قوات
السلاجقة، وكان أهمها معركة ملاذكرد
وقد احصى ابن كثير الجيش
البيزنطي وعدد عناصره فقال: «وفيها أقبل ملك الروم ارمانوس في جحافل أمثال
الجبال من الروم والرخ والفرنج، وعدد عظيم وعُدد، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً
من البطارقة، ومعه مائتا ألف فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً،
ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفاً.
فلما كان ذلك
الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفئتان، نزل السلطان عن فرسه وسجد لله عز
وجل، ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره، وكان النصر للمسلمين فقتلوا
منهم خلقاً كثيراً، وأسر الامبراطور ارمانوس،، فلما أوقف بين يدي السلطان
ألب أرسلان وقال: لو كُنت أنا الأسير بين يديك ما كنت تفعل؟ قال: كل قبيح،
قال فما ظنك بي؟ فقال: اما أن تقتل وتشهرني في بلادك، واما أن تعفو وتأخذ
الفداء وتعيدني. قال: ما عزمت على غير العفو والفداء. فأفتدى منه بألف ألف
دينار وخمسمائة ألف دينار. وأطلق له الملك عشرة آلاف دينار ليتجهز بها،
وأطلق معه جماعة من البطارقة، وسار في وداعه مسافة عدة كيلو مترات وأرسل
معه جيشاً يحفظونه الى بلاده، ومعهم راية مكتوب عليها لا اله الا الله
محمد رسول الله.
وقدا اثارت نتيجة المعركة اصداء واسعة في اوربا وايقظت
الخوف من الخطر الاسلامي، وكانت نتيجة تلك المعركة الوقود الذي تغذت منه
دعوة الحروب الصليبية، التي نشأت بعد سنوات قليلة من تلك المعركة.
مولد فخر الدين الرازي
في
الخامس والعشرين من رمضان 544هـ الموافق 26 من يناير 1150م ولد العالم فخر
الدين الرازي هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي التيمي البكري
الرازي المعروف بفخر الدين الرازي أو ابن خطيب الري. وهو عالم موسوعي
امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الانسانية اللغوية والعقلية الى
العلوم البحتة في: الفيزياء، كما يعد من اعلام الفقه.
وكان والده
الامام ضياء الدين عمر بن الحسن فقيها فتأثر به وتعلم على يديه. كان فخر
الدين الرازي شديد الدقة في أبحاثه، جيد الفطرة، حاد الذكاء، حسن العبارة،
قوي النظر في صناعة الطب ومباحثها، عارفا بالأدب، ويتقن العربية
والفارسية، وله شعر باللغتين العربية والفارسية. وكان طلاب العلم يقصدونه
من البلدان كافة.
وتوجه فخر الدين الرازي الى السلطان شهاب الدين
الغوري صاحب غزنة(افغانستان اليوم )، فبالغ في اكرامه، ثم توجه الى
خراسان، واتصل بالسلطان خوارزم شاه محمد بن تكش.
هو أول مَن ابتكر
الترتيب وفق قواعد المنطق في كتبه، من حيث ترتيب المقدمات واستنباط
النتائج مراعيا التقسيم الى أبواب، وتقسيم الأبواب الى فصول، وتقسيم
الفصول الى مسائل فلا تشذ منه مسألة، حتى انضبطت له القواعد، وانحصرت معه
المسائل. وفخر الدين الرازي هو أول مَن قال من العرب: ان علم المنطق علم
قائم بذاته وليس جزءا من غيره.
ومن أهم انجازات فخر الدين الرازي أنه
كان من أوائل العلماء الذين قالوا بنظرية الورود في الضوء من المبصرات الى
العين، وفي كيفية الابصار. وقد فسر فخر الدين الرازي حدوث الصوت في كتابه
المباحث الشرقية بسببين: الأول منهما قريب يحدث من صدم فسكون فصدم فسكون.
والثاني منهما بعيد ويحدث من عاملين: القرع، القلع.
وقد اكتشف فخر
الدين الرازي الفرق بين قوة الصدمة والقوة الثابتة، فالأولى زمنها قصير،
والثانية زمنها طويل. كما اكتشف أن الأجسام كلما كانت أعظم كانت قوتها
أقوى، وزمان فعلها أقصر، وأن الأجسام كلما كانت أعظم كان ميلها الى
أحيازها الطبيعية أقوى وكان قبولها للميل القسري أضعف.
وله اكتشافت واراء في علم الحركة والقوة.
ألف
فخر الدين الرازي كتبا كثيرة، وشرح كتبا لغيره، في شتى العلوم والفنون في
عصره، خلال حياة امتدت أربعة وستين عاما. من أهم شروحه شرح الاشارات
والتنبيهات للعالم ابن سينا.
ومن أهم كتبه في الفيزياء: المباحث
الشرقية وهو كتاب موسوعي على غرار كتاب ابن ملكا البغدادي: المعتبر في
الحكمة وهو من أشهر كتبه، وقد أودع فيه انجازاته العلمية كافة.
ومن أهم
كتبه في الرياضيات: مصادرات اقليدس وهو كتاب في الهندسة. ومن أهم مؤلفاته
في الفلك: رسالة في علم الهيئة. ومن أهم كتبه في الطب: مسائل في الطب.
كتاب في النبض. كتاب في الأشربة. كتاب في التشريح من الرأس الى القدم. وهو
كتاب مهم في علم التشريح وله شروح لبعض كتب ابن سينا الطبية وهي: القانون
في الطب. الكليات. عيون الحكمة.
توفي عام 606هـ -1209م وله احدى وستون سنة.
وفاة الميداني صاحب الأمثال
يوم
الأربعاء في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 518 هجري توفي الميداني
صاحب الامثال بنيسابور، أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم، الميداني، أبو
الفضل، النيسابوري، والمَيْدَانُ:نسبة ميدان زياد بن عبد الرحمن وهي
محلة من محل . نيسابور كان يسكنها فنسب اليها، وهو أديبٌ فاضل، عالم،
نحوي، لُغَوي.
له من التصانيف: كتاب جامع الأمثال، جَيّ.د نافع،
كتاب السامي في الأسامي، كتاب الأنموذج في النحو، كتاب الهادي للشادي،
كتاب النحو المَيْدَاني، كتاب نزهة الطرْف في علم الصَّرْف، كتاب شرح
المفضليات، كتاب مُنْيَة الراضي في رسائل القاضي. وفي كتاب السامي في
الأسامي يقول أسعد بن محمد المرساني:
و من اهم كتبه وأشهرها مجمع
الامثال وقد صرح الميداني في مقدمة كتابه أنه ألفه للملك ضياء الدولة أبي
علي محمد بن أرسلان، وبطلب منه، ورجع في تأليفه كما قال الى أكثر من خمسين
كتاباً في الأمثال، وهو كتاب ضخم، جمع الأمثال العربية القديمة كلها أو
معظمها أكثر من ستة آلاف مثل، وقد رتب الميداني مادة كتابه هذا على حروف
المعجم، وألحق بها ما جاء على صيغة أفعل، كما ألحق بها الأمثال المولدة
وتجاوزت أربعه آلاف مثل، وأيام العرب في الجاهلية وأيام العرب في الاسلام،
بالاضافة الى نبذ من كلام النبي ومن أحاديث الخلفاء الراشدين وبعض رجال
الصحابة والتابعين. ومنذ ذلك التاريخ أصبح معجم مجمع الأمثال للميداني،
مرجعاً كبيراً لهذا النوع من الأدب، وهو لا يزال يحافظ على قيمته هذه حتى
يومنا هذا، على الرغم من ظهور كتب الأمثال الكثيرة للعلماء والأدباء العرب
في ما بعد وقد صنف الميداني كتابه بعد أبي هلال العسكري صاحب كتاب جمهرة
الأمثال. فجاء كتاب الميداني اشمل واوسع من كتاب العسكري.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
العودة من تبوك
في السادس والعشرين من رمضان 9 هـ الموافق 5 631 م
عاد النبي، صلى الله عليه وسلم، من غزوة تبوك، وعندما قدم المدينة،كانت
أمامه قضية المجموعة التي تخلفت عن غزوة تبوك، وقد كان تخلف عنه رهط من
المنافقين وتخلف ايضا كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، وهم
من المسلمين من غير شك ولا نفاق.
يقول كعب بن مالك: لما غزا النبي، صلى
الله عليه وسلم، تلك الغزوة (تبوك)، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله،
وتجهز المسلمون معه، ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم حتى إذا خرجوا
ظننت أني مدركهم، وليتني فعلت، فلما انفرط الأمر، أصبحت وحدي بالمدينة لا
أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهورا به - أو رجلاً ممن عذر
الله من الضعفاء، فلما بلغني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عاد راجعا
من تبوك حضرني الفزع، فجعلت أتذكر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سخط رسول
الله؟ واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي،فلما دنا رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، من المدينة، زال عني الباطل، وعلمت أني لا أنجو منه إلا
بالصدق، فأجمعت أن أصدقه.
فلما وصل رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس، فجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له
ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ،
فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب، فقال لي، ما خلفك؟ قلت: يا رسول الله
والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا، لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت
جدلاً، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك،فقال رسول الله: أما هذا فقد
صدق، فقم حتى يقضي الله فيك. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأصحابه
لا تكلموا أحدا من هؤلاء الثلاثة. واعتزل المسلمون كلام أولئك النفر
الثلاثة. وعاش الثلاثة في عزلة كاملة في المدينة وانفض عنهم الناس
وقاطعوهم.
فلما مضت خمسون ليلة أذن الله بالفرج وجاءت التوبة، قال كعب:
فما أنعم الله علي بنعمة بعد الإسلام، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، يومئذ والله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث
بمثل ما ابتلاني.
والآيات التي نزلت في توبتهم هي قوله تعالى: «وعلى
الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم
أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله
هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين».
معركة تولوز
في
السادس والعشرين من رمضان في عام 100 للهجرة قام السمح بن مالك الخولاني
والي الأندلس بالمسير عبر جبال البيرينية على رأس جيش جرار سعيا لاحتلال
فرنسا. والسمح هو من اكفاء الولاة الذين ولوا الاندلس.
فعندما تولى
الخليفة عمر بن عبد العزيز بـادر بإعادة النظر في أمراء الأمصار والبلدان
،ويعز.ل هذا ويولّ.ي ذاك وكان معياره الكفاءة، ومقياسه التقوى في من
يوليهم. وكان في طليعة من استعمله السمح بن مالك الخولاني، حيث أسند إليه
ولاية الأندلس وما جاورها من المدن المفتوحة من بلاد فرنسا. وكان اول ما
عزم عليه السمح بن مالك غزو فرنسا كُلها، وضمها إلى ع.قد دولة الإسلام
العظمى
كان العرب وقتها يسمون فرنسا ( بالجزيرة الكبيرة) وكان الهدف من
احتلال فرنسا. هو أن يتخذ من ديارها طريقاً إلى وسط اوروبا ومنها يجتاز
الى القسطنطينية، تحقيقاً لبشارة الرسول عليه السلام. وهي ذات الفكرة التي
اقترحها موسي بن نصير من قبل ورفضها الخليفة الوليد بن عبد الملك، وكانت
الخطـوة الأولى لتحقيق هذا الهدف الكبيـر، تتوقف علـى احتلال مدينـة
أزبونة لكونها من أكبر المدن الفرنسية التي تُجاور بلاد الأندلس.
وكان المسلمون كلما انحدروا من جبال (الب.ر.نيه. اصطدموا بها، وهي فوق ذلك م.فتاح فرنسا الكبرى .. ومطمح الطامحين إليها ...
حاصر
السمح بن مالك الخولاني مدينة «أربونة» أربعة أسابيع الي ان سقطت المدينة
في أيدي المسلمين بعدها تحرك السمح بن مالك الخولاني بجيشه صوب مدينة
تُولُوزعاصمة مقاطعة أوكتانيَةَ.
فنصب حولها المنجنيقات من كل جهة.
وقذفها بآلة الحرب التي حتى أوشكت المدينة المنيعة الحصينة أن تخر بين
يديه ويشرح المستشرق الفرنسي رينو) خبر تلك المعركة من حصيلة اطلاعاته
وقراءاته للمصادر الفرنسية والعربية التي تناولت تلك المعركة فيقول: «لما
أصبح النصر قاب قوسين من المسلمين أو أدنى، هبَّ (دوق أوكتانية) يستنفر
لحربهم البلاد والعباد. وأرسل رسله فطافوا أوروبا من أقصاها إلى أقصاها.
وأنذروا مُلُوكها وأمراءها باحتلال ديارهم،وسَبيْ نسائهم وَو.لدانهم. فلم
يبق شعب في أوروبا إلا أسهم معه بأشد مقاتليه بأساً، وأكثرهم عدداً.. وقد
بلغ من وفرة الجيش، وعنف حركته، وثقل وطأته، ما لم تعرف له الدنيا نظيراً
له من قبل.. حتى أن الغبار المتطاير تحت أقدامه قد حجب عن نهر الرُّون عين
الشمس. ولما تدانى الجمعان خُيل للناس أن الجبال تلاقي الجبال، ثم دارت
بين الفريقين رحى معركة ضروس لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من قبل. وكان
السمح بن مالك أو «ذاما» كما تسميه المصادر الفرنسية،يَظهر أمام جنودنا في
كل مكان ويتواثب أمام عسكره في كل اتجاه. وفيما هو كذلك أصابته رميةٌ من
سهم، فخر صريعاً عن جواده.
فلما رآه المسلمون مجندلاً فوق الثرى، فتَّ الموقف في عضدهم.
وبدأت صفوفهم تتداعى.. وأصبح في وسع جيشنا الجرار أن يبيدهم عن بكرة أبيه».. انتهي كلام المستشرق.
ولكن
عبد الرحمن الغافقي نائب السمح بن مالك استطاع استيعاب صدمة التراجع وقاد
انسحابا منظما باقل الخسائر الى الأندلس.. وهذا الغافقي نفسه سيعيد الكرة
من جديد بعد سنوات وسيجتاح الأراضي الفرنسية. ويصطدم معها في معركة بلاط
الشهداء
صاحب الزنج يعلن ثورته
في السادس والعشرين من رمضان
سنة 255هـ الموافق 869م أعلن صاحب الزنج ثورته في منطقة الاهوار في القسم
الأسفل من العراق وقد استمرت هذه الثورة خمسة عشر عاما حتى عام 884 هجريا
وخلفت الخراب والدمار في مدن العراق، وسقط فيها عشرات الألوف من الضحايا،
واستنزفت الكثير من الأموال والجيوش للقضاء عليها. هي ثورة قامت بها
الطبقات الدنيا من المجتمع على الدولة والأغنياء وضد الفوارق الطبقة وكان
وقودها الزنج او العبيد والمعدمين. لكنها اتسمت بالعنف المفرط من جانب
الثوار ضد الآخرين، فقد لجأت عناصر تلك الثورة الى النهب والسلب والتخريب
والتدبير والقتل، في هجماتها على قرى العراق الأسفل. وصاحب الزنج هو محمد
بن علي الورزنيني المعروف بـ «البرقعي» وبمعاونة القرامطة ولد ونشأ في
قرية ورزنين من قرى الري وعلى مقربة من طهران الحديثة وعلى الرغم من نشأته
في فارس فان المؤرخين ينسبونه الى قبيلة عبدالقيس العربية التي تقع ديارها
القديمة في منطقة الاحساء، ونشأ فقيرا معدما، وعانى بؤس الفقراء واشتغل في
شبابه بالسحر والتنجيم. رحل أيام الخليفة المنتصر الى سامراء عاصمة
الخلافة واتصل ببعض رجال القصر يمدحهم ويستميلهم بشعره ويتعيش بما ينال
منهم من خير. وقد أتيحت له الفرصة ليرى مظاهر الترف التي ينعم بها الخلفاء
وحاشيتهم، وعرف أن الخليفة لم يكن سوى لعبة في يد رجال الجيش من الأتراك
وأنه لا يملك من الأمر شيئا. ففيهم الذين قتلوا الخليفة المتوكل ونصبوا
ابنه المستنصر. فقرر أن يقوم بثورة عامة تطيح بالخلافة وبالقوى المستبدة
بها.
ورأى أن يدعو الى هذه الثورة الجماعات المهمشة والمقهورة بالفقر
والظلم، وأن يعد الثورة في المكان الذي تعيش فيه تلك الجماعات، بعيدا عن
عاصمة الدولة ومركز السلطة فيها. فتوجه الى مناطق الأعراب التي تعيش على
ساحل الخليج، قريبا من هجر والاحساء، وأخذ يدعو لنفسه زاعما أنه علوي وأن
نسبه يتصل بالحسين بن علي بن أبي طالب وذلك لاستمالة الناس اليه. وقد دعا
أولئك الأعراب لطاعته فأجابوه واتبعه نفر كثير من أهل هجر والاحساء، ورضوا
بزعامته حتى جبي له الخراج، ونفذ حكمه بينهم، وقد استهواهم بأساليب السحر
الذي كان يمارسها من قبل، وتوجه بدعوته الى العمال الزنوج في جنوب العراق
وهؤلاء الزنج كانوا جماعات من العبيد السود المجلوبين من أفريقيا الشرقية
للعمل في استصلاح الأراضي الواقعة بين مدينتي البصرة وواسط، وكان عددهم
كبيرا يُعدّ بالألوف ويعملون في جماعات، ويعيشون حياة سيئة ولا يتقاضون
أجورا يومية ولا يتجاوز قوتهم اليومي قليلا من الطحين والتمر والسَّويق.
وعندما اتصل بهولاء الزنج، تسابقوا للانضمام الى دعوته وتمردوا على
أسيادهم وعلى أصحاب الأعمال التي يعملون لديهم وعرفت ثورته بثورة الزنج
لكثرة الزنج فيها ووعدهم واقسم لهم بانه سيحررهم من الرق والعبودية ويجعل
من ملاكهم السابقين عبيدا وان وينقذهم مما كان يحل بهم من ظلم وما كان
يصيبهم في حياتهم من عناء. وكثر اتباعه وسمي نفسه «المهدي علي بن محمد
المنقذ» وكانت سياسته تجنح الى العنف والارهاب واراقة الدماء. فدمر المدن
التي احتلها وأباد كثيرا من أهلها وعاث فيها فسادا، وسار بهم الى البصرة
في شوال سنة 257هـ. فدخلوها وأحرقوها وأعملوا السيف في أهلها واستباحوها
ثلاثة أيام. ويذكر المؤرخون أن الزنج قتلوا أكثر من 300 ألف انسان بالبصرة
وحدها، وأسروا عددا كبيرا من النساء والأطفال. بعدها استولى على الأبلة
وعبدان وأمعنوا فيها نهبا وقتلا، وكان في نيته الاستيلاء على بغداد
العاصمة وسار اليها فعلا فاحتل في طريقه مدينة واسط سنة 264هـ فاستباحها
ثم دخل النعمانية فأحرقها وتابع زحفه سنة 265هـ ودخل جرجرايا التي تبعد
أقل من 90 كيلومترا عن بغداد.. وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من
الثوار الذين انضموا الى ثورة علي بن محمد كانوا من الزنج الا أن وجود
العنصر العربي في هذه الثورة يظهر بوضوح خاصة في زعامتها وقادتها. فقد
اشتركت عدة قبائل عربية كتميم، وباهلة، وبني ضبيعة بن ربيعة في الثورة.
وبعد
اندلاع الثورة ارتجت بغداد واهتزت دار الخلافة، فارسلت عدة جيوش للقضاء
على الثورة لكنها تمكنت من هزيمة عدة جيوش للخلافة واحد تلو الاخر. الى أن
خرج له أبو أحمد الموفق شقيق الخليفة في جيش كبير واستعداد تام وتصميم
وعزم، فطارده من قرية الى قرية حتى ان الموفق بنى مدينة سماها الموفقية،
بازاء مدينة المختارة عاصمة صاحب الزنج. وبعد عدة معارك طاحنة تمكن الموفق
من هزيمته، عام 270 هجريا وقتله وحمل رأسه وسار به في شوارع بغداد.
في السادس والعشرين من رمضان 9 هـ الموافق 5 631 م
عاد النبي، صلى الله عليه وسلم، من غزوة تبوك، وعندما قدم المدينة،كانت
أمامه قضية المجموعة التي تخلفت عن غزوة تبوك، وقد كان تخلف عنه رهط من
المنافقين وتخلف ايضا كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، وهم
من المسلمين من غير شك ولا نفاق.
يقول كعب بن مالك: لما غزا النبي، صلى
الله عليه وسلم، تلك الغزوة (تبوك)، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله،
وتجهز المسلمون معه، ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم حتى إذا خرجوا
ظننت أني مدركهم، وليتني فعلت، فلما انفرط الأمر، أصبحت وحدي بالمدينة لا
أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهورا به - أو رجلاً ممن عذر
الله من الضعفاء، فلما بلغني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عاد راجعا
من تبوك حضرني الفزع، فجعلت أتذكر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سخط رسول
الله؟ واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي،فلما دنا رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، من المدينة، زال عني الباطل، وعلمت أني لا أنجو منه إلا
بالصدق، فأجمعت أن أصدقه.
فلما وصل رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس، فجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له
ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ،
فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب، فقال لي، ما خلفك؟ قلت: يا رسول الله
والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا، لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت
جدلاً، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك،فقال رسول الله: أما هذا فقد
صدق، فقم حتى يقضي الله فيك. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأصحابه
لا تكلموا أحدا من هؤلاء الثلاثة. واعتزل المسلمون كلام أولئك النفر
الثلاثة. وعاش الثلاثة في عزلة كاملة في المدينة وانفض عنهم الناس
وقاطعوهم.
فلما مضت خمسون ليلة أذن الله بالفرج وجاءت التوبة، قال كعب:
فما أنعم الله علي بنعمة بعد الإسلام، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، يومئذ والله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث
بمثل ما ابتلاني.
والآيات التي نزلت في توبتهم هي قوله تعالى: «وعلى
الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم
أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله
هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين».
معركة تولوز
في
السادس والعشرين من رمضان في عام 100 للهجرة قام السمح بن مالك الخولاني
والي الأندلس بالمسير عبر جبال البيرينية على رأس جيش جرار سعيا لاحتلال
فرنسا. والسمح هو من اكفاء الولاة الذين ولوا الاندلس.
فعندما تولى
الخليفة عمر بن عبد العزيز بـادر بإعادة النظر في أمراء الأمصار والبلدان
،ويعز.ل هذا ويولّ.ي ذاك وكان معياره الكفاءة، ومقياسه التقوى في من
يوليهم. وكان في طليعة من استعمله السمح بن مالك الخولاني، حيث أسند إليه
ولاية الأندلس وما جاورها من المدن المفتوحة من بلاد فرنسا. وكان اول ما
عزم عليه السمح بن مالك غزو فرنسا كُلها، وضمها إلى ع.قد دولة الإسلام
العظمى
كان العرب وقتها يسمون فرنسا ( بالجزيرة الكبيرة) وكان الهدف من
احتلال فرنسا. هو أن يتخذ من ديارها طريقاً إلى وسط اوروبا ومنها يجتاز
الى القسطنطينية، تحقيقاً لبشارة الرسول عليه السلام. وهي ذات الفكرة التي
اقترحها موسي بن نصير من قبل ورفضها الخليفة الوليد بن عبد الملك، وكانت
الخطـوة الأولى لتحقيق هذا الهدف الكبيـر، تتوقف علـى احتلال مدينـة
أزبونة لكونها من أكبر المدن الفرنسية التي تُجاور بلاد الأندلس.
وكان المسلمون كلما انحدروا من جبال (الب.ر.نيه. اصطدموا بها، وهي فوق ذلك م.فتاح فرنسا الكبرى .. ومطمح الطامحين إليها ...
حاصر
السمح بن مالك الخولاني مدينة «أربونة» أربعة أسابيع الي ان سقطت المدينة
في أيدي المسلمين بعدها تحرك السمح بن مالك الخولاني بجيشه صوب مدينة
تُولُوزعاصمة مقاطعة أوكتانيَةَ.
فنصب حولها المنجنيقات من كل جهة.
وقذفها بآلة الحرب التي حتى أوشكت المدينة المنيعة الحصينة أن تخر بين
يديه ويشرح المستشرق الفرنسي رينو) خبر تلك المعركة من حصيلة اطلاعاته
وقراءاته للمصادر الفرنسية والعربية التي تناولت تلك المعركة فيقول: «لما
أصبح النصر قاب قوسين من المسلمين أو أدنى، هبَّ (دوق أوكتانية) يستنفر
لحربهم البلاد والعباد. وأرسل رسله فطافوا أوروبا من أقصاها إلى أقصاها.
وأنذروا مُلُوكها وأمراءها باحتلال ديارهم،وسَبيْ نسائهم وَو.لدانهم. فلم
يبق شعب في أوروبا إلا أسهم معه بأشد مقاتليه بأساً، وأكثرهم عدداً.. وقد
بلغ من وفرة الجيش، وعنف حركته، وثقل وطأته، ما لم تعرف له الدنيا نظيراً
له من قبل.. حتى أن الغبار المتطاير تحت أقدامه قد حجب عن نهر الرُّون عين
الشمس. ولما تدانى الجمعان خُيل للناس أن الجبال تلاقي الجبال، ثم دارت
بين الفريقين رحى معركة ضروس لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من قبل. وكان
السمح بن مالك أو «ذاما» كما تسميه المصادر الفرنسية،يَظهر أمام جنودنا في
كل مكان ويتواثب أمام عسكره في كل اتجاه. وفيما هو كذلك أصابته رميةٌ من
سهم، فخر صريعاً عن جواده.
فلما رآه المسلمون مجندلاً فوق الثرى، فتَّ الموقف في عضدهم.
وبدأت صفوفهم تتداعى.. وأصبح في وسع جيشنا الجرار أن يبيدهم عن بكرة أبيه».. انتهي كلام المستشرق.
ولكن
عبد الرحمن الغافقي نائب السمح بن مالك استطاع استيعاب صدمة التراجع وقاد
انسحابا منظما باقل الخسائر الى الأندلس.. وهذا الغافقي نفسه سيعيد الكرة
من جديد بعد سنوات وسيجتاح الأراضي الفرنسية. ويصطدم معها في معركة بلاط
الشهداء
صاحب الزنج يعلن ثورته
في السادس والعشرين من رمضان
سنة 255هـ الموافق 869م أعلن صاحب الزنج ثورته في منطقة الاهوار في القسم
الأسفل من العراق وقد استمرت هذه الثورة خمسة عشر عاما حتى عام 884 هجريا
وخلفت الخراب والدمار في مدن العراق، وسقط فيها عشرات الألوف من الضحايا،
واستنزفت الكثير من الأموال والجيوش للقضاء عليها. هي ثورة قامت بها
الطبقات الدنيا من المجتمع على الدولة والأغنياء وضد الفوارق الطبقة وكان
وقودها الزنج او العبيد والمعدمين. لكنها اتسمت بالعنف المفرط من جانب
الثوار ضد الآخرين، فقد لجأت عناصر تلك الثورة الى النهب والسلب والتخريب
والتدبير والقتل، في هجماتها على قرى العراق الأسفل. وصاحب الزنج هو محمد
بن علي الورزنيني المعروف بـ «البرقعي» وبمعاونة القرامطة ولد ونشأ في
قرية ورزنين من قرى الري وعلى مقربة من طهران الحديثة وعلى الرغم من نشأته
في فارس فان المؤرخين ينسبونه الى قبيلة عبدالقيس العربية التي تقع ديارها
القديمة في منطقة الاحساء، ونشأ فقيرا معدما، وعانى بؤس الفقراء واشتغل في
شبابه بالسحر والتنجيم. رحل أيام الخليفة المنتصر الى سامراء عاصمة
الخلافة واتصل ببعض رجال القصر يمدحهم ويستميلهم بشعره ويتعيش بما ينال
منهم من خير. وقد أتيحت له الفرصة ليرى مظاهر الترف التي ينعم بها الخلفاء
وحاشيتهم، وعرف أن الخليفة لم يكن سوى لعبة في يد رجال الجيش من الأتراك
وأنه لا يملك من الأمر شيئا. ففيهم الذين قتلوا الخليفة المتوكل ونصبوا
ابنه المستنصر. فقرر أن يقوم بثورة عامة تطيح بالخلافة وبالقوى المستبدة
بها.
ورأى أن يدعو الى هذه الثورة الجماعات المهمشة والمقهورة بالفقر
والظلم، وأن يعد الثورة في المكان الذي تعيش فيه تلك الجماعات، بعيدا عن
عاصمة الدولة ومركز السلطة فيها. فتوجه الى مناطق الأعراب التي تعيش على
ساحل الخليج، قريبا من هجر والاحساء، وأخذ يدعو لنفسه زاعما أنه علوي وأن
نسبه يتصل بالحسين بن علي بن أبي طالب وذلك لاستمالة الناس اليه. وقد دعا
أولئك الأعراب لطاعته فأجابوه واتبعه نفر كثير من أهل هجر والاحساء، ورضوا
بزعامته حتى جبي له الخراج، ونفذ حكمه بينهم، وقد استهواهم بأساليب السحر
الذي كان يمارسها من قبل، وتوجه بدعوته الى العمال الزنوج في جنوب العراق
وهؤلاء الزنج كانوا جماعات من العبيد السود المجلوبين من أفريقيا الشرقية
للعمل في استصلاح الأراضي الواقعة بين مدينتي البصرة وواسط، وكان عددهم
كبيرا يُعدّ بالألوف ويعملون في جماعات، ويعيشون حياة سيئة ولا يتقاضون
أجورا يومية ولا يتجاوز قوتهم اليومي قليلا من الطحين والتمر والسَّويق.
وعندما اتصل بهولاء الزنج، تسابقوا للانضمام الى دعوته وتمردوا على
أسيادهم وعلى أصحاب الأعمال التي يعملون لديهم وعرفت ثورته بثورة الزنج
لكثرة الزنج فيها ووعدهم واقسم لهم بانه سيحررهم من الرق والعبودية ويجعل
من ملاكهم السابقين عبيدا وان وينقذهم مما كان يحل بهم من ظلم وما كان
يصيبهم في حياتهم من عناء. وكثر اتباعه وسمي نفسه «المهدي علي بن محمد
المنقذ» وكانت سياسته تجنح الى العنف والارهاب واراقة الدماء. فدمر المدن
التي احتلها وأباد كثيرا من أهلها وعاث فيها فسادا، وسار بهم الى البصرة
في شوال سنة 257هـ. فدخلوها وأحرقوها وأعملوا السيف في أهلها واستباحوها
ثلاثة أيام. ويذكر المؤرخون أن الزنج قتلوا أكثر من 300 ألف انسان بالبصرة
وحدها، وأسروا عددا كبيرا من النساء والأطفال. بعدها استولى على الأبلة
وعبدان وأمعنوا فيها نهبا وقتلا، وكان في نيته الاستيلاء على بغداد
العاصمة وسار اليها فعلا فاحتل في طريقه مدينة واسط سنة 264هـ فاستباحها
ثم دخل النعمانية فأحرقها وتابع زحفه سنة 265هـ ودخل جرجرايا التي تبعد
أقل من 90 كيلومترا عن بغداد.. وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من
الثوار الذين انضموا الى ثورة علي بن محمد كانوا من الزنج الا أن وجود
العنصر العربي في هذه الثورة يظهر بوضوح خاصة في زعامتها وقادتها. فقد
اشتركت عدة قبائل عربية كتميم، وباهلة، وبني ضبيعة بن ربيعة في الثورة.
وبعد
اندلاع الثورة ارتجت بغداد واهتزت دار الخلافة، فارسلت عدة جيوش للقضاء
على الثورة لكنها تمكنت من هزيمة عدة جيوش للخلافة واحد تلو الاخر. الى أن
خرج له أبو أحمد الموفق شقيق الخليفة في جيش كبير واستعداد تام وتصميم
وعزم، فطارده من قرية الى قرية حتى ان الموفق بنى مدينة سماها الموفقية،
بازاء مدينة المختارة عاصمة صاحب الزنج. وبعد عدة معارك طاحنة تمكن الموفق
من هزيمته، عام 270 هجريا وقتله وحمل رأسه وسار به في شوارع بغداد.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
وفاة المنصور بن أبي عامر
في
السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392هـ الموافق 1002م، مات المنصوربن ابي
عامر الحاجب في الأندلس وهو في سن الخامسة والستين، وقيل انه توفي في
السادس من شوال.
هو محمد بن عبدالله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن
يزيد بن الوليد بن عبدالملك المعافري القحطاني الملقب بالحاجب المنصور.ولد
سنة 326 هـ في تركش من الجزيرة الخضراء في أقصى الجنوب الإسباني، رحل الى
قرطبة وتأدب فيها ثم اقتعد دكانا يكتب فيه لمن يعن له كتب من الخدم
والمرافعين للسلطان الى أن طلبت زوجة الخليفة السيدة صبح أم المؤيد من
يكتب عنها فاستحسنته ونبهت عليه زوجها الخليفة «الحكم بن المستنصر» ورغبت
في تشريفه بالخدمة فولاه قضاء بعض المواضع فاظهر كفاءة واقتدارا وترقى
وتمكن في قلب السيدة صبح ويقال انها شغفت به. وظلت وراءه حتى تقلد منصب
قائد الشرطة. وعندما توفي الخليفة الحكم رحمه الله سنة366 هــ، استخلف على
الحُكم ابنه الطفل الصغير هشام بن الحكم، جعل عليه مجلس وصاية مكونا من
ثلاثة أشخاص: هم الحاجب (الوزير الاول) وهو جعفر بن عثمان المصحفي، وقائد
الشرطة المنصور محمد بن أبي عامر، والسيدة صبح. أم هشام بن الحكم، بعد ذلك
تمكن ابن ابي عامر من ازاحة كل خصومه والتخلص من جميع منافسيه في السلطة
الى ان صفت له الأمور ودانت له الأندلس كلها. وترقى الى منصب الحاجب
(الوزير الأول) ومع بلوغ الخليفة القاصر وتوليه الخلافة رسميا استمر
المنصور بالامساك بمقاليد الأمور حتى قام بأخذ لقب لنفسه وهو المنصور،
وأصبح يدعى له على المنابر مع الخليفة هشام بن الحكم، ثم نقش اسمه على
النقود وعلى الكتب والرسائل. وقام بانشاء مدينة جديدة سمّاها مدينة
الزاهرة أو مدينة العامرية. سنة 381 عهد بالحجابة من بعده لابنه عبد الملك
بن المنصور، رغم ان ذلك كان من صلاحيات الخليفة.و في سنة 386 هــ قام
بتلقيب نفسه بلقب الملك الكريم، ويطلق البعض على عهده اسم الدولة العامرية
(رغم انها كانت في عهد الخلفاء الامويين) غير ان شهرة المنصور بن ابي عامر
كانت في ميادين القتال فقد كان مجاهدا من الطراز الأول وغزا في حياته
أربعا وخمسين غزوة لم يهزم أبدا في واحدة منها، من اهم حملاته غزوة ليون
(اقصى شمال اسبانيا) وهي من الغزوات الفاصلة في قلب بلاد القوط، فانطلق
اليها عام 373هـ بنفسه، وانتصر بها، وأسر 3000 أسير، وكانت هذه المرة
الأولى التي يتم فيها الاستيلاء على هذه المدينة بعد سقوطها في يد القوط،
بعد الاستيلاء الاسلامي الأول. وغزوة برشلونة، التي استطاع المنصور أن
يستولي عليها في عام 374 هـ.
ورغم طول فترة حكمه التي امتدت 26 عاما لم
توجد أي ثورات مطلقا، ولم تقم أي ثورة أو تمرد في عهده على طول البلاد
واتساعها واختلاف أمزجتها.
فقد كان الحاجب المنصور رجلا قويا، محك.ما
للأمن والأمان في البلاد، كما كان عادلا مع الرعية، طرز اسمه في تاريخ
الاندلس، وخلفه ابنه عبد الملك.
خلافة عبد الملك بن مروان
في
مثل هذا اليوم من شهر رمضان تولّى الخلافة الأمويّة الخليفة عبد الملك بن
مروان بن الحكم من أعظم الخلفاء وأدهاهم، (حكم: 65 ــ 86 هـ/685-705م) لقب
بأبي الملوك (لان اربعة من ابنائه تولوا الخلافة)، خامس خلفاء الأمويين
(685ــ 705). يعد المؤسس الثاني للدولة الأموية التي خلفها أبوه مهددة
بالأخطار من كل جانب.
ولد عبد الملك بن مروان في المدينة المنورة سنة 24 هــ في أول عام من خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
في
أول حياته لازم الفقهاء والعلماء حتى صار فقيهًا، سئل ابن عمر - رضي الله
عنه - ذات مرة في أمر من أمور الدين فقال: (إن لمروان ابنًا فقيهًا فسلوه)
وقال الأعمش: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة بن
ذؤيب وعبدالملك بن مروان، وكان لا يترك الصلاة في المسجد، حتى سمي حمامة
المسجد لعبادته ومداومته على تلاوة القرآن.
استعمله معاوية على المدينة
المنّورة وهو ابن ست عشرة سنة، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه، وكان ابن
الزبير قد دعي للخلافة وخضعت له الحجاز واليمن والعراق، تصدى عبد الملك
للدولة فضبط أمورَها، وظهر بمظهر القوة، استعمل الحجاج بن يوسف الثقفي
الذي حاصر ابن الزبير في مكة وقضى على حكمه وتوجه الي العراق فساسه وضبطه
بالحديد والنار إلى ان وحد أطراف الدولة واخضع اقاليمها. في عهده اتسعت
الدولة الأموية لتصل إلى حدود الصين شرقا.
و تم فتح الهند والسند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي. أول من كسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل إلى مكة.
بدأت
في عهده حركة تعريب الدواوين، بإحلال اللغة العربية محل اللغات المحلية
واستبدال الموظفين العرب بالأعاجم وهو أول من صكّ الدنانير في الإسلام،
وكان نقشُ خاتم.ه «آمنتُ بالله مُخلصاً».
كان أديبا يحب الأدباء،
ويعقد المجالس الأدبية، وينتقد ما يلقى عليه من الشعر انتقادا يدل على ذوق
أدبي رفيع، وفي ديوانه ألقى جرير والفرزدق والاخطل أروع أشعارهم.
تولى أربعة من أولاده الحكم بعده، الوليد، سليمان، يزيد. وآخرهم هشام بن عبدالملك.
قيل
له وهو على فراش الموت: كيف تجدك؟ فقال: أجدني كما قال الله تعالى: «ولقد
جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم»، وفي
دمشق عام 86 للهجرة النبوية الموافق للعام الميلادي 705، وله 62 سنة.
في
مثل هذا اليوم السابع والعشرين من رمضان 528 هـ الموافق 23 يوليو1134م.
انتصر المرابطون والاندلسيون على قوات مملكة ارغون الاسبانية في معركة
مدينة افراغة.
بعد وفاة الفونسو السادس ملك قشتالة الاسبانية. والذي
تصدر قيادة حرب الاسترداد على شبه الجزيرة الإيبيرية، التي تهدف لإعادة
حكم الأسبان تولى الراية الفونسو المحارب ملك ارغون، وكان لظهور شخصية
«ألفونسو المحارب» ملك أرغون الاسبانية أثر كبير في تغيير مجرى الأحداث في
الأندلس، إذ كان شديد الاهتمام بمحاربة المسلمين واستعادة البلاد منهم،
حتى انه لم يكن يمكث في قصره أبدًا، إنما هو في قتال مستمر يدفعه في ذلك
عاطفة دينية جياشة واضطرام صليبـي لا نظير له. كان ميزان القوى في الاندلس
قد تغير بدخول المرابطين القادمين من المغرب كطرف في المعادلة. وقد انهى
المرابطون حكم دويلات الطوائف واخضعوا الاندلس لنفوذهم، وعطلوا التمدد
الاسباني. نجح ألفونسو المحارب في السيطرة على معظم مدن الثغر الأعلى في
شمال شرق الأندلس وأهم هذه المدن: سرقسة وتطلية وطرسونة وقلعة أيوب، ولما
اصطلح مع جيرانه القشتاليين، توجه للسيطرة على مدينة افراغة وكان عليها
ابن مردنيش الجذامي.
كانت مدينة إفراغة شديدة التحصين وتقع على ربوة
عالية في نهاية منحدر وعر ضيق فبالتالي تصعب مهاجمته ويسهل الدفاع عنه،
أرسل المرابطون جيشًا على وجه السرعة لنجدة إفراغه بقيادة يحيى بن غانية.
وأبدى
أهل افراغة مقاومة شديدة أرهقت الاسبان، مما حدا بألفونسو الى ان يجمع
قادة جيشه ويقسموا جميعًا تحت أسوار المدينة بأن يفتحوها بحد السيف
ويقتلوا أهلها جميعًا، أو يهلكوا دون ذلك، وصلت الجيوش المرابطية بقيادة
يحيى بن غانية الذي وضع خطة ذكية لاستدراج قوات الفونسو فاتفق رأي ابن
مردنيش معه على أن يوقعوا العدو بين فكي كماشة، بعد أن يستدرجوه خارج
أسوار المدينة،بواسطة قافلة الأقوات والطبول والرايات التي تتقدم أمامه،
وبالفعل نجحت الخدعة الحربية، وتحرك الاسبان عن أسوار المدينة وعندها انقض
المرابطون على جيش ارغون واشتبكوا في معركة كانت من أشد وأعنف ما عرفه
تاريخ القتال في شمال الأندلس، ثم حدث تغير كبير في القتال عندما خرج أهل
إفراغة المحاصرون من أبواب المدينة وانقضوا على مؤخرة الجيش الذي وقع بين
فكي كماشة فتاكة، وتمزق جيش الفونسو ووقعت عليه الهزيمة المروعة في مثل
هذا اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 528 هـ.
ولقد كان وقع الهزيمة
الساحقة على ألفونسو المحارب بالغ الأثر، فلقد انسحب من القتال بصحبة
فارسين فقط ومن شدة خجله لجأ إلى دير «خوان دي لابتيا» في سرقسطة وبه توفى
همًا وغمًا بعد ثمانية أيام من المعركة.
معركة إفراغة
[
عدل سابقا من قبل بديعة في الأحد 28 سبتمبر 2008 - 22:01 عدل 1 مرات
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
معركة وادي لكة في الاندلس
في
مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة - 92 هـ الموافق 19 يوليو
711م انتصر الجيش الاسلامي المكون من العرب والبربر على قوات الملك القوطي
الغربي رودريغو (لذريق في المصادر العربية) في معركة فاصلة وحاسمة، قررت
مصير الاندلس لثمانية قرون.
تسمى المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب
منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. ويطلق
بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة
وتسمى المعركة في المصادر الإسبانية بمعركة (دي لا جونا دي لا خاندا) التي تعني معركة بحيرة لاخندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة.
بعد
ان رغب موسي بن نصير في فتح الاندلس بالاتفاق مع يوليان حاكم سبتة الذي
كان عدوا للملك لذريق، استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك
فأجابه قائلا «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد
الأهوال».
أرسل موسى سرية للاستطلاع قوامها 100 فارس و400 من المشاة
تحت قيادة طريف بن مالك الذي قام بالتوغل في الأندلس حتى وصل الجزيرة
الخضراء.
انطلقت قوات المسلمين تحت قيادة طارق بن زياد في سفن الكونت يوليان حاكم طنجة حتى وصلت للمنطقة تعرف اليوم باسم جبل طارق.
وأخذ
طارق في الاستعداد للمعركة الحاسمة. فاختار موقعًا مناسبًا في وادي لكة،
يستند في أجنحته على موانع طبيعية تحميه، ونظم قواته، وأصدر أوامره بإحراق
السفن، وقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم حث المسلمين
على الجهاد، ورغَّبهم فيه، واستثار حماستهم. كان مما قاله طارق في الخطبة
الشهيرة «أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم....».
تقدم
طارق وجيشه المقدر بحوالي 7000 مقاتل من البربر نحو قادس التي احتلها
والجزيرة الخضراء التي قاوم حاكمها سانتشو مقاومة عنيفة الأمر الذي ألحق
بعض الخسائر في صفوف المسلمين مما استدعى من موسى بن نصير إرسال 5000 جندي
لمعونة طارق بن زياد.
في هذه الأثناء كان لذريق يقوم بإخماد ثورة في
شمال اسبانيا التي كانت غارقة في الحروب والنزاعات الأهلية وبمجرد أن سمع
بتحركات طارق اتجه مباشرة جنوبا صوب قرطبة بجيش قوامه 40 ألف مقاتل ليواجه
المسلمين عند وادي لكة.
تلاقى الجيشان قرب نهر وادي لكة. في معركة
فاصلة وحاسمة ودامت المعركة لمدة 8 أيام متواصلة وقاوم القوط مقاومة عنيفة
في بادئ الأمر. الى ان تداعت المقاومة القوطية
يذكر أن لذريق اختفى
أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين
على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا ب.لاَي (أو بيلايو الأستورياسي، كما
تسميه المصادر الاسبانية) الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا
وقام بتأسيس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي مما يعرف الآن
بإسبانيا وهي مناطق قام المسلمون بغزوها مرات عديدة وانسحبوا منها..
بعد
هذا النصر مهدت الاندلس للفتح وتعقب طارق فلول الجيش المنهزم التي لاذت
بالفرار، وسار الجيش فاتحا بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته
نحو الشمال، ولحقه موسي بن نصير واستكملا فتح الاندلس من اقصاها الى
اقصاها.
فرض زكاة الفطر
في الثامن والعشرين من رمضان من السنة
الثانية للهجرة فرضت زكاة الفطر التي هي من شعائر رمضان، وكان فرض زكاة
الفطر قبل العيد بيومين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب قبل العيد
بيومين يعلم الناس زكاة الفطر فيأمر بإخراج تلك الزكاة قبل الخروج إلى
صلاة العيد.
وكان فرض زكاة الفطر قبل فرض زكاة الأموال.
و«أمر صلى
الله عليه وسلم أن تخرج زكاة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر
والأنثى: صاعٌ من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو صاع من بر» و«كان
صلى الله عليه وسلم إذا رجع من صلاة عيد الفطر يقسم زكاة الفطر بين
المساكين».
والسنة إخراجها يوم العيد وقبل الصلاة أي صلاة العيد ويجوز تعجيلها من أول رمضان ويحرم تأخيرها عن يوم العيد بلا عذر.
وفاة السلطان المغولي محمد خودابندا
في
الثامن والعشرين من رمضان 716هـ الموافق 16 من ديسمبر 1316م توفي السلطان
محمد خودابندا أولجايتو ثامن ملوك الإلخانية (دولة مغولية قامت شمال
ايران).
حكم بين عامي 1304 و1316 م. هو ابن حفيد هولاكو، وابن أرغون،
وشقيق وخليفة السلطان محمود غازان الذي عاصر ابن تيمية شهد عصره احداثا
بارزة، وتقلبت حياته بين مختلف الاديان. فقد عمدته أمه لدى ولادته مسيحيا
باسم نيقولا، وفي شبابه تحول إلى البوذية، ثم إلى الإســلام الســني. وفي
ســنة (709هـ/ 1301) تحول للمذهب الشيعي، وأمر به الجند وألزمه أهل
مملكته، بعد أن كان سنياً يلتزم المذهب الحنفي ثم الشافعي. وهو يُعد أول
حاكم مغولي يعتنق المذهب الشيعي بل وكان ينوي نقل رفات سيدنا علي إلى مسجد
جديد يبنيه في عاصمته الجديدة، السلطانية.
اعتلى أولجايتو عرش الدولة
الإيلخانية خلفًا لأخيه السلطان محمود غازان، وذلك في 703هـ/1304م، ولم
يكن عمره قد تجاوز الرابعة والعشرين، وتسلم قيادة الدولة وهي في أوج
بهائها وعظمتها، فقد مهد له اخوه السلطان غازان الامور.
بعد ثلاثة أيام
من الحكم أصدر أولجايتو مرسوما بإقامة شعائر الإسلام، واحترام القوانين
الشرعية التي أصدرها أخوه محمود غازان، وإلزام المغول كافة باعتناق
الإسلام، وأبقى رشيد الدين فضل الله الهمداني في منصب الوزارة كما كان في
عهد أخيه، وكان الهمداني عالمًا كبيرًا ومؤرخًا عظيمًا، صاحب الكتاب
المعروف «جامع التواريخ»، وهو يعد من اهم المصادر التاريخية لحكم المغول.
سار
أولجايتو على نهج أخيه غازان خان في تشييد المؤسسات الاجتماعية التي تنهض
بالناس من بناء المدارس والمستشفيات والحمامات والملاجئ، ومنع تعدي المغول
على الناس، وأعاد بناء مرصد مراغة الذي بناه هولاكو، وحافظ على علاقات
ودية مع دول أوروبا المسيحية.
اما العلاقة مع المماليك فقد كانت
عدائية على عهد اخيه محمود غازان الذي غزا الشام عدة مرات وعندما تولى
أولجايتو. حاول أن يقيم الصداقة بين دولته والمماليك، وتودد إلى السلطان
الناصر محمد بن قلاوون سلطان دولة المماليك، ثم لم تلبث أن ساءت العلاقة
بين الدولتين، فقام أولجايتو بتجهيز حملة على بلاد الشام في 712 هـ =
1312م، غير أن تلك الحملة التي خرج على رأسها السلطان أولجايتو، فشلت في
الاستيلاء على قلعة الرحبة الواقعة على نهر الفرات، وهي أول قلعة مملوكية
على الحدود الشرقية لسوريا وفشل في اقتحامها وإخضاعها، فقرر العودة إلى
بلاده، ولم يحاول بعد ذلك أن يغزو الشام.
وكان المغول يطلقون على
موضع سلطانية الحالي اسم «قنغور ألانك»، وكانت مرعى لأغنامهم ينزلون به في
طريقهم من العراق إلى أذربيجان، وجاء السلطان محمود غازان واتخذ من هذا
المكان أساسًا لمدينته.
لكنه توفي قبل ان يتم مشروعه ثم بدأ أولجايتو
في استكمال ما بدأه أخوه، فأتم بناء المدينة في عشر سنوات، وأطلق عليها
اسم سلطانية واتخذها عاصمة لدولته، واستغرق بناؤها الفترة ما بين سنتي
704هـ=1304م و714هـ = 1314م، وتحول الموضع الذي كان مرعى خاليًا من
العمران إلى مدينة عظيمة تضم العمائر الفخمة، والمدارس الكبيرة، والمساجد
الرائعة، والحمامات والأسواق، وامتلأت بالناس من كل الاجناس ومن مختلف
المهن والحرف وبنى فيه ضريحًا لنسه بالغ الارتفاع تعلوه ثماني مآذن ليدفن
فيه، ويُعد هذا الضريح من أهم نماذج العمارة في العصر المغولي.
يعد
السلطان أولجايتو من ملوك المغول الإلخانيين الذين حكموا إيران ونهضوا بها
نهضة عظيمة، نظرًا لاساليبهم في الحكم والإدارة وعنايتهم بالعلم والثقافة،
وحبهم للبناء والتعمير، وعزز من ذلك النجاح حسن إدارة الوزير العالم رشيد
الدين فضل الله الهمداني.
وفي 28 رمضان 716هـ= 16 ديسمبر 1316 تُوفي
أولجايتو، وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ودفن في ضريحه الذي بناه
لنفسه، وصفه عنها المؤرخ الكبير ابن الفوطي بقوله: «لم يَل. من ملوكهم –أي
المغول- أعدل منه ولا أكرم، ولا أجمع لصفات الخير وأسباب الصلاح».
مولد الفيلسوف الكندي
في
الثامن والعشرين من رمضان سنة 185 هـ/801م ولد الفيلسوف العربي الكندي
بالكوفة جنوب العراق وهو أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن
إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي، ينتهي نسبه إلى ملوك قبيلة كندة
اليمنية العربية، كان أبوه إسحاق بن الصباح أميرا عليها لخلفاء بني العباس
المهدي ثم الرشيد.
في الكوفة المدينة التي كانت تضم مختلف الفرق
والمدارس الاسلامية. كانت مدرسة الكندي الأولى،.وعندما شب الكندي كان
الخليفة العباسي المأمون يقود حركة فلسفية وعقلية نشطة في العاصمة بغداد
فتاثر في تلك الاجواء ووفرت له حركة الترجمة التي رعاها المأمون من
الاطلاع على كتابات فلاسفة اليونان وحكماء الاغريق.
اهتم الكندي
بالرياضيات وذهب فيها مذهب أفلاطون فقال: إن الفلسفة لا تفهم إلا
بالرياضيات، والرياضيات تكون بالبراهين لا بالاقتناع الشخصي ولا بالظن،
وأخذ من أرسطو التفريق بين العقل الفعال وهو إلهي، والعقل المنفعل وهو
إنساني، ولا يتخطى القدرة على التفكير.
اشتغل أيضا بالفلك، فله كتاب في
علم الفلك وكتاب في سير الكواكب، ومسائل أخرى كان اليونانيون قد بذلوا
الجهد في إيجاد حلول لها، كما وضع كتبا في الفلسفة والطب والأدوية منها
كتاب «الأدوية المركبة».
وللكندي -أيضاً- آثار جغرافية، منها رسالته في
البحار وفي المد والجزر، وله رسالة في أن سطح البحر كروي محدب كسطح
اليابسة ورسم المعمور من الأرض.
وفي الكيمياء له عدة رسائل تدل على
اهتمامه بعلم الكيمياء، وله رسالة في العطر وأنواعه، ورسالة فيما يصبغ
ويعطي لونا آخر، ورسالة فيما يطرح على الحديد والسيوف حتى لا تنثلم ولا
تكل.
وفي الميكانيكا:كان العلماء يعتمدون على نظرياته عند القيام
بأعمال البناء، والف في الموسيقي كتاب «المدخل إلى الموسيقى» وكتاب «ترتيب
الأنغام» وكتاب «رسالة إلى الإيقاع».
نال الكندي لقب: «فيلسوف العرب»
اعتماداً على كتابه القيّ.م «في الفلسفة الأولى» الذي أهداه إلى الخليفة
العباسي المعتصم، وفي هذا الكتاب نجد عمق آرائه الفلسفية التي عالجت مختلف
شؤون المعرفة، وقد وصفه بعض المستشرقين بقولهم: يعد الكندي واحدا من اثنتي
عشرة شخصية تمثل قمة الفكر الإنساني، ذلك بسبب ذهاب الكندي للقول بنسبية
الحواس، آمن الكندي بجدوى الفلسفة وضرورة التفكير في وقت كان علماء
الشريعة يخشون أن تتعارض هذه الفلسفة مع العقيدة، وتناقض مبادئ الدين
الحنيف، فسعى سعيه إلى التوفيق بين الدين والفلسفة، ونفى التهمة الملاصقة
بالفلاسفة وهي الكفر والإلحاد ؛ إذ كان يرى أن موضوع الفلسفة هو معرفة
الله ووحدانيته، ومعرفة الفضائل النافعة لاتّ.باعها، والرذائل الضارة
لاجتنابها، وهذا هو عينه موضوع الدين وجوهره الحقيقي.
خلف وراءه مجموعة
من المصنفات تبلغ مائتين وأربعين مصنفاً بين كتاب ورسالة، عهد إليه
المأمون بترجمة مؤلفات أرسطو فكان له كتاب «إلهيات أرسطو»، وغيره من
فلاسفة اليونان، كما درس ما نُق.ل من كتب أبقراط وجالينوس في علوم الطب،
ثم درس هندسة إقليدس، وهكذا كان للكندي فضل كبير في ترجمة العلوم من اللغة
اليونانية، وجعلها ميسرة أمام القارئ العربي، بعد أن أخضع هذه الترجمات
إلى الذوق العربي ومقتضى التفكير الشرقي، ملبساً إياها ثوباً من العبارات
الفصيحة والتراكيب المبسطة، وفهم أبعاده ومراميه، ووفّق بين الصياغة
اليونانية والصياغة العربية، إلا أن الكندي كثيراً ما كان يغني هذه
الترجمات بالشرح والتفسير، غير أنه لقي عنتا من المتوكل، فقد وشى به حساده
واتهموه بالأخذ بمذهب المعتزلة، فأمر المتوكل بضربه ومصادرة كتبه، ثم تبين
له الحق؛ فرضي عنه ووصله وردَّ إليه كتبه. توفي الكندي وقد جاوز المائة
سنة. ستة 285 هجري .
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
مولد السلطان محمد الرابع
في التاسع والعشرين من رمضان 1051هـ الموافق 1 من يناير 1642مولد السلطان محمد الرابع بن إبراهيم خان الأول، السلطان التاسع عشر في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية. حكم فترة طويلة بلغت نحو أربعين عامًا.
في الأيام الأخيرة من حكم السلطان العثماني إبراهيم خان الأول وتحديدا في أغسطس 1648م اندلعت ثورة الجنود الانكشارية ولم تنته ثورتهم إلا بخلع السلطان وتولية ابنه محمد ذي السبع سنوات بدلاً منه في منصب الخلافة.
تولت جدته «كوسم مهبيكر» نيابة السلطنة، وأصبحت مقاليد الأمور في يديها، واستمرت فترة نيابتها ثلاث سنوات، وبعد وفاة السلطانة الجدة, تولت أمه السلطانة «خديجة تاريخان» نيابة السلطنة، التي اهتمت بالبحث عن الرجال الأكفاء الذين يديرون الإمبراطورية، ويعيدون إلى القصر هيبته. فقامت بعرض منصب الصدر الأعظم على محمد باشا كوبريللي، وكان رجل دولة من الطراز الأول، وبدأ أعماله بإعادة هيبة الدولة، أجبر العسكر على احترام النظام، والانشغال بعملهم والتفرغ للدفاع عن الدولة وحمايتها، وكان لسياسته الحازمة وميله إلى الشدة والترهيب في ما يتصل بأمور الدولة أثرهما في انتظام أمور الدولة واستتباب أمنها.
وبعد وفاته في سنة 1661م قرر السلطان محمد الرابع أن يتولى أحمد كوبريللي منصب الصدارة العظمى خلفا لأبيه.
وفي عهد السلطان محمد الرابع استمرت حركة التوسع والفتح فأعلنت الحرب على النمسا.
واحتلت القوات العثمانية قلعة نوهزل الشهيرة، التي تقع على الشرق من فيينا بنحو 110 كم، وقام السلطان محمد باستكمال فتح جزيرة كريت.
وفي عهده دخلت بلاد القوقاز جنوبي روسيا في حماية الدولة العثمانية. ومن الاحداث المهمة التي جرت أيام حكمه:
الحرب الروسية العثمانية. ففي 30 من أكتوبر 1676م غادر السلطان محمد الرابع إستانبول على رأس حملة هائلة هي الحملة الأولى لسلطان عثماني على روسيا، حتى بلغت قلعة جهرين في أوكرانيا وحاصرتها، وكانت قلعة محصنة، وكان يدافع عنها جيش روسي ضخم يقدر بمائتي ألف جندي، لكن القلعة سقطت بعد اثنين وثلاثين يوما، وقُتل من الجيش الروسي 20 ألف جندي، ثم عاود السلطان محمد الرابع حملة ثانية على روسيا بعد عامين من حملته الأولى، لكنها انتهت بعقد معاهدة أدرنة بين الدولتين عام 1681م، واتفق الطرفان على أن تقسم أوكرانيا بين العثمانيين والروس، على أن يكون القسم الأكبر من البلاد تحت الحكم العثماني، وأن تستمر روسيا في تقديم الضريبة السنوية إلى بلاد القرم التابعة للعثمانيين.
حصار فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية. ففي 14 من يوليو 1683م وصل الجيش العثماني بقيادة قرة مصطفى باشا إلى فيينا، وضرب عليها حصارا شديدا استمر شهرين وتهدمت في أثنائه أسوار المدينة المنيعة، غير ان الإمدادات والمساعدات الاوروبية التي وصلت فيينا استطاعت ان تكسر الطوق العثماني وتفك الحصار عن فيينا.
وقد كان لفشل الحصار العثماني على فيينا اثر في تضعضع معنويات العثمانيين وارتفاع معنويات الدول الأوروبية التي كونت التحالف المقدس, وبدأت سلسلة من الهزائم المتتالية للجيوش العثمانية التي فقدت على اثرها العديد من الاراضي والاقاليم.
وكان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهد محمد الرابع أن ثار الجيش في وجهه، وقام بخلعه في 8 نوفمبر 1678م, بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة.
في التاسع والعشرين من رمضان 2هـ الموافق 24 مارس 624م شُرعت صلاة العيد، وقد اخرج النسائي عن أنس بن مالك قال: «قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يوم الفطر والأضحى».
وقد شرعت صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة، وهي سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها.
أما وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار إلى الزوال، استنادا الى حديث جُندُب الذي قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر، والشمس قدر رمحين.. والأضحى على قدر رمح»، والرمح ثلاثة امتار، ويستحب تعجيل صلاة الأضحى، وتأخير صلاة الفطر، ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر.
ويشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض لحديث أم عطية قالت: امرنا أن نخرج العواتق (البنات الأبكار)، والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج نساءه، وبناته، في العيدين».
واخرج البخاري عن ابن عباس قال: «خرجت مع يوم أفطر، أو أضحى فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة».
تشريع صلاة العيد
خلافة الحاكم بأمر الله
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان تولّى الخلافة الفاطميّة أبو علي منصور، المُلقّب بالحاكم بأمر الله،
هو الحاكم بأمر الله المنصور الخليفة الفاطمي السادس، حكم من 996 إلى 1021. ولد في مصر. اتسمت فترة حكمه بالتوتر، ولد عام 375 هجري،985م هو أول خليفة فاطمي يولد في القاهرة, خلف والده في الحكم العزيز بالله الفاطمي وعمره 11 سنة
ولصغر سنه تولى وصيّه على العرش برجوان تسيير أمور الدولة، وقد نشب صراع على السلطة بين الوصي برجوان وبين قائد الجيش الفاطمي أبو محمد الحسن بن عمار الكتامي (من قبيلة كتامة البربرية) فعمت الفوضى البلاد لشده هذه الخلافات.
وبعد ان بلغ الخليفة سن الرشد وكان ذلك في عام 390هجريه 1000م امر بقتل برجوان الوصي.
وعندما دخل الحاكم بأمر الله سن الشباب والرجولة، أمسك بالأمور كلها في يده، وأصدر بعض القرارات الغريبة العجيبة، غل بعلوم الأوائل، اهتم بعلم النجوم، أنشأ مرصدا واتخذ بيتا بالمقطم يعتزل فيه عن الناس ويخلو لمخاطبة الكواكب، خافه أهل مصر. كان يحتجب أياما كثيرة ولا يحضر مجالس الجدل.
اجمع المؤرخون على ان شخصيته غريبة متناقضة، وكان كثير التلون في أقواله وأفعاله، بدت عليه علامات تناقض، تارة يتجه لأمور الدين، فيأمر ببناء مدارس، وإكرام علماء التفوا حوله وأحبوه، وفجأة أمر بهدم المدارس، حتى انه أبطل صلاة العيدين والجمعة، و منع صلاة التراويح عشر سنين ثم أباحها، ثم أمر بسبّ الصحابة وكتابة ذلك على جدران المساجد والشوارع، ثم اصدر قرارا بإلغاء ذلك.
فرض العمل ليلاً والنوم نهاراً، أمر بتحويل ليل القاهرة إلى نهار، فأشع.لت المصابيح لتتم المعاملات في الليل، وما لبث أن ألغى هذا الأمر، وعاد الظلام تارة أخرى، منع الغناء وحرّم أكل الملوخية لأنها أكلة معاوية بن أبي سفيان المفضلة والزبيب والجرجير.
ومنع الناس من تناول السمك الذي لا قشر له، وحرم ذبح العجول، وأمر بقتل الكلاب، حظر على النساء الخروج من بيوتهن، وعندما بحثت النساء عن وسائل اخرى للخروج. منع بناء شرفات للبيوت كي لا تطل منها النساء.
وزاد بان حظر على صانعي الأحذية صناعة أحذية للنساء، وسمح للباعة بحمل البضائع وبيعها للنساء في بيوتهن من وراء حجاب.
كان عجيب السيرة يطرح أموراً غريبة، منها أنه أمر المسيحيين أن يحملوا في أعناقهم الصلبان، واليهود أن يحملوا في أعناقهم قطعا من الخشب، وأن يلبسوا العمائم السوداء.
والى الحاكم بأمر الله ينسب تأسيس المذهب الدرزي. الذي بدأ ت دعوته بشكل سري عام 400 هجري.
فقد بدأت الدعوة الجهرية بشكل واضح للمذهب الجديد الذي يحفظ للحاكم مكانة مقدسة عام 408هـ، على يد ثلاثة من دعاة الإسماعيلية وهم حمزة بن علي الزوزني، ومحمد بن إسماعيل الدَّرَزي المعروف بـ «نشتكين»، والحسن بن حيدرة الفرغاني «الأخرم»، ويعد حمزة بن علي الزوزني المؤسس الحقيقي للمذهب، عندما ذهب إلى مصر سنة 405هـ، وانتظم في سلك دعاة الفرس، الذين كانوا يترددون على دار الحكمة لحضور مجالس الحكمة التأويلية التي كان الحاكم يجريها؟
وقد أثارت دعوة الحاكم اضطرابات واسعة في مصر. وانتهت بمصرع الحاكم عام 409 هجري. فقد خرج الحاكم على عادته ليلا إلى جبل المقطم ولم يعد ولم يعثر علي جثته، وتتهم المصادر التاريخية أخته ست الملك بالتخطيط لقتله.
في التاسع والعشرين من رمضان 1051هـ الموافق 1 من يناير 1642مولد السلطان محمد الرابع بن إبراهيم خان الأول، السلطان التاسع عشر في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية. حكم فترة طويلة بلغت نحو أربعين عامًا.
في الأيام الأخيرة من حكم السلطان العثماني إبراهيم خان الأول وتحديدا في أغسطس 1648م اندلعت ثورة الجنود الانكشارية ولم تنته ثورتهم إلا بخلع السلطان وتولية ابنه محمد ذي السبع سنوات بدلاً منه في منصب الخلافة.
تولت جدته «كوسم مهبيكر» نيابة السلطنة، وأصبحت مقاليد الأمور في يديها، واستمرت فترة نيابتها ثلاث سنوات، وبعد وفاة السلطانة الجدة, تولت أمه السلطانة «خديجة تاريخان» نيابة السلطنة، التي اهتمت بالبحث عن الرجال الأكفاء الذين يديرون الإمبراطورية، ويعيدون إلى القصر هيبته. فقامت بعرض منصب الصدر الأعظم على محمد باشا كوبريللي، وكان رجل دولة من الطراز الأول، وبدأ أعماله بإعادة هيبة الدولة، أجبر العسكر على احترام النظام، والانشغال بعملهم والتفرغ للدفاع عن الدولة وحمايتها، وكان لسياسته الحازمة وميله إلى الشدة والترهيب في ما يتصل بأمور الدولة أثرهما في انتظام أمور الدولة واستتباب أمنها.
وبعد وفاته في سنة 1661م قرر السلطان محمد الرابع أن يتولى أحمد كوبريللي منصب الصدارة العظمى خلفا لأبيه.
وفي عهد السلطان محمد الرابع استمرت حركة التوسع والفتح فأعلنت الحرب على النمسا.
واحتلت القوات العثمانية قلعة نوهزل الشهيرة، التي تقع على الشرق من فيينا بنحو 110 كم، وقام السلطان محمد باستكمال فتح جزيرة كريت.
وفي عهده دخلت بلاد القوقاز جنوبي روسيا في حماية الدولة العثمانية. ومن الاحداث المهمة التي جرت أيام حكمه:
الحرب الروسية العثمانية. ففي 30 من أكتوبر 1676م غادر السلطان محمد الرابع إستانبول على رأس حملة هائلة هي الحملة الأولى لسلطان عثماني على روسيا، حتى بلغت قلعة جهرين في أوكرانيا وحاصرتها، وكانت قلعة محصنة، وكان يدافع عنها جيش روسي ضخم يقدر بمائتي ألف جندي، لكن القلعة سقطت بعد اثنين وثلاثين يوما، وقُتل من الجيش الروسي 20 ألف جندي، ثم عاود السلطان محمد الرابع حملة ثانية على روسيا بعد عامين من حملته الأولى، لكنها انتهت بعقد معاهدة أدرنة بين الدولتين عام 1681م، واتفق الطرفان على أن تقسم أوكرانيا بين العثمانيين والروس، على أن يكون القسم الأكبر من البلاد تحت الحكم العثماني، وأن تستمر روسيا في تقديم الضريبة السنوية إلى بلاد القرم التابعة للعثمانيين.
حصار فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية. ففي 14 من يوليو 1683م وصل الجيش العثماني بقيادة قرة مصطفى باشا إلى فيينا، وضرب عليها حصارا شديدا استمر شهرين وتهدمت في أثنائه أسوار المدينة المنيعة، غير ان الإمدادات والمساعدات الاوروبية التي وصلت فيينا استطاعت ان تكسر الطوق العثماني وتفك الحصار عن فيينا.
وقد كان لفشل الحصار العثماني على فيينا اثر في تضعضع معنويات العثمانيين وارتفاع معنويات الدول الأوروبية التي كونت التحالف المقدس, وبدأت سلسلة من الهزائم المتتالية للجيوش العثمانية التي فقدت على اثرها العديد من الاراضي والاقاليم.
وكان من نتائج الهزائم المتتابعة التي لحقت بالدولة العثمانية في أواخر عهد محمد الرابع أن ثار الجيش في وجهه، وقام بخلعه في 8 نوفمبر 1678م, بعد أن دامت سلطنته نحو أربعين سنة.
في التاسع والعشرين من رمضان 2هـ الموافق 24 مارس 624م شُرعت صلاة العيد، وقد اخرج النسائي عن أنس بن مالك قال: «قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يوم الفطر والأضحى».
وقد شرعت صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة، وهي سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها.
أما وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار إلى الزوال، استنادا الى حديث جُندُب الذي قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر، والشمس قدر رمحين.. والأضحى على قدر رمح»، والرمح ثلاثة امتار، ويستحب تعجيل صلاة الأضحى، وتأخير صلاة الفطر، ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر.
ويشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض لحديث أم عطية قالت: امرنا أن نخرج العواتق (البنات الأبكار)، والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج نساءه، وبناته، في العيدين».
واخرج البخاري عن ابن عباس قال: «خرجت مع يوم أفطر، أو أضحى فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة».
تشريع صلاة العيد
خلافة الحاكم بأمر الله
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان تولّى الخلافة الفاطميّة أبو علي منصور، المُلقّب بالحاكم بأمر الله،
هو الحاكم بأمر الله المنصور الخليفة الفاطمي السادس، حكم من 996 إلى 1021. ولد في مصر. اتسمت فترة حكمه بالتوتر، ولد عام 375 هجري،985م هو أول خليفة فاطمي يولد في القاهرة, خلف والده في الحكم العزيز بالله الفاطمي وعمره 11 سنة
ولصغر سنه تولى وصيّه على العرش برجوان تسيير أمور الدولة، وقد نشب صراع على السلطة بين الوصي برجوان وبين قائد الجيش الفاطمي أبو محمد الحسن بن عمار الكتامي (من قبيلة كتامة البربرية) فعمت الفوضى البلاد لشده هذه الخلافات.
وبعد ان بلغ الخليفة سن الرشد وكان ذلك في عام 390هجريه 1000م امر بقتل برجوان الوصي.
وعندما دخل الحاكم بأمر الله سن الشباب والرجولة، أمسك بالأمور كلها في يده، وأصدر بعض القرارات الغريبة العجيبة، غل بعلوم الأوائل، اهتم بعلم النجوم، أنشأ مرصدا واتخذ بيتا بالمقطم يعتزل فيه عن الناس ويخلو لمخاطبة الكواكب، خافه أهل مصر. كان يحتجب أياما كثيرة ولا يحضر مجالس الجدل.
اجمع المؤرخون على ان شخصيته غريبة متناقضة، وكان كثير التلون في أقواله وأفعاله، بدت عليه علامات تناقض، تارة يتجه لأمور الدين، فيأمر ببناء مدارس، وإكرام علماء التفوا حوله وأحبوه، وفجأة أمر بهدم المدارس، حتى انه أبطل صلاة العيدين والجمعة، و منع صلاة التراويح عشر سنين ثم أباحها، ثم أمر بسبّ الصحابة وكتابة ذلك على جدران المساجد والشوارع، ثم اصدر قرارا بإلغاء ذلك.
فرض العمل ليلاً والنوم نهاراً، أمر بتحويل ليل القاهرة إلى نهار، فأشع.لت المصابيح لتتم المعاملات في الليل، وما لبث أن ألغى هذا الأمر، وعاد الظلام تارة أخرى، منع الغناء وحرّم أكل الملوخية لأنها أكلة معاوية بن أبي سفيان المفضلة والزبيب والجرجير.
ومنع الناس من تناول السمك الذي لا قشر له، وحرم ذبح العجول، وأمر بقتل الكلاب، حظر على النساء الخروج من بيوتهن، وعندما بحثت النساء عن وسائل اخرى للخروج. منع بناء شرفات للبيوت كي لا تطل منها النساء.
وزاد بان حظر على صانعي الأحذية صناعة أحذية للنساء، وسمح للباعة بحمل البضائع وبيعها للنساء في بيوتهن من وراء حجاب.
كان عجيب السيرة يطرح أموراً غريبة، منها أنه أمر المسيحيين أن يحملوا في أعناقهم الصلبان، واليهود أن يحملوا في أعناقهم قطعا من الخشب، وأن يلبسوا العمائم السوداء.
والى الحاكم بأمر الله ينسب تأسيس المذهب الدرزي. الذي بدأ ت دعوته بشكل سري عام 400 هجري.
فقد بدأت الدعوة الجهرية بشكل واضح للمذهب الجديد الذي يحفظ للحاكم مكانة مقدسة عام 408هـ، على يد ثلاثة من دعاة الإسماعيلية وهم حمزة بن علي الزوزني، ومحمد بن إسماعيل الدَّرَزي المعروف بـ «نشتكين»، والحسن بن حيدرة الفرغاني «الأخرم»، ويعد حمزة بن علي الزوزني المؤسس الحقيقي للمذهب، عندما ذهب إلى مصر سنة 405هـ، وانتظم في سلك دعاة الفرس، الذين كانوا يترددون على دار الحكمة لحضور مجالس الحكمة التأويلية التي كان الحاكم يجريها؟
وقد أثارت دعوة الحاكم اضطرابات واسعة في مصر. وانتهت بمصرع الحاكم عام 409 هجري. فقد خرج الحاكم على عادته ليلا إلى جبل المقطم ولم يعد ولم يعثر علي جثته، وتتهم المصادر التاريخية أخته ست الملك بالتخطيط لقتله.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: حدث في رمضان
بخارى
[size=24
]وفاة الإمام البخاري
في الثلاثين من رمضان 256هـ الموافق 31 من أغسطس 869م رحل الامام البخاري،اكبر اعلام الحديث، وصاحب «صحيح البخاري»، أصح كتاب بعد كتاب الله، «هو أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى «الزراع» ولد عام 194 هجري . بخرتنك قرية قرب بخارى،ووهب الله لبخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ.انكب منذ صغره على القراءة وحضور المجالس. ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.. وبدأ البخاري رحلته في طلب العلم من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من كبار الشيوخ والمحدثين. ثم رحل الى بلخ ( افغانستان اليوم) وسمع هناك من مكبن بن ابراهيم وهو من كبار شيوخه ونزل بمرو وقرأ على علمائها. وسمع بنيسابور وبالري من جماعة من العلماء. وفي أواخر سنة 210هـ قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثماني مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير الى خراسان. ثم رحل الى مكة المكرمة والمدينة المنورة وسمع هناك من فقائها وأكمل رحلته في العالم الاسلامي آنذاك فذهب الى الشام. وامضى البخاري ستة عشر عاما يجمع الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب. ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان قال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون لما قدم البخاري نيسابور (ايران اليوم) استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل، سوى من ركب بغلا أو حمارا، وسوى الرجالة. وروي انه كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه البخاري بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن. عد العلماء كتابه الجامع الصحيح المعروف بـ«صحيح البخاري»، أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبدالله أسن الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم، وقد بلغت أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات 7593 حديثـًا، حسب ترقيم الاستاذ محمد فؤاد عبدالباقي لأحاديث البخاري، ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث البخاري 7397 حديثـًا. وفي البخاري أحاديث معلقة وجملتها1341، وعدد أحاديث البخاري المتصلة من غير المكررات قرابة أربعة آلاف. وعن سبب تأليف الجامع الصحيح، يقول البخاري: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح . وله ايضا «التاريخ الكبير» و«الأدب المفرد» توفي البخاري ـ في الثلاثين من رمضان (ليلة عيد الفطر) سنة 256، وقد بلغ اثنتين وستين سنة.
وفاة الخليفة العباسي الطائع
في مثل هذا اليوم الثلاثين من رمضان عام 393 هـ، الموافق 993 م. توفي الخليفة العباسي الطائع لله العباسي. في عهد خليفته القادر بالله.
استمر الطائع لله خليفة أربعاً وعشرين سنة، هو أبو بكر عبد الكريم بن المطيع بن المقتدر بن المعتضد، ابوه وجده ووالد جده خلفاء.
وكان الخليفة الطائع قد تولي الحكم بعد ابيه المطيع عام 363 هـ، الموافق 974 م. وتفصيل ذلك حسب المؤرخ ابن الجوزي انه «لما أظهر الخليفة المطيع ما كان يستره من علته وثقل لسانه وتعذر الحركة عليه للفالج الذي كان ناله قديمًا فقام بخلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله عبد الكريم.
وصورة ما كتب: هذا ما أشهد على متضمنه أمير المؤمنين الفضل المطيع لله بن المقتدر بالله حين نظر لدينه ورعيته وشغل بالعلة الدائمة عما كان يراعيه من الأمور الدينية اللازمة وانقطع إفصاحه عما يجب عليه لله في ذلك، فرأى اعتزال ما كان إليه من هذا الأمر وتسليمه إلى ناهض به قائم بحقه ممن يرى له الرأي.
وكانت الخلافة العباسية في ذلك الزمن تخضع للنفوذ البويهي بعد ان قضي على النفوذ التركي. ففي 11 جمادى الأولى 334 هـ - 19 يناير 946م.. دخل عضد الدولة البويهي بغداد ظافراً بعد ان هزم الاتراك. وانتهى بذلك عصر سيطرة العسكر التركي ليبدأ عصر السيطرة البويهي الشيعي على مقاليد الخلافة العباسية، وأصبح الأمراء البويهيون يديرون شؤون الحكم في عاصمة الخلافة، وتحول الخليفة الى مجرد منفد لارادة الأمراء البويهيين.
سنة381 قبض بهاء الدولة البويهي على الخليفة الطائع للَّه وذلك أن الأموال قلت عنده فشغب عليه الجند فأطمعه وزيره في أموال الخليفة وحسن له القبض عليه، فأرسل إلى الطائع وسأله الإذن في الحضور ليجدد العهد به فأذن له في ذلك وجلس له كما جرت العادة، فدخل إليه بهاء الدولة ومعه عدد كثير فلما دخل قبل الأرض وأجلس على كرسي فدخل بعض الديلم (جنود بهاء الدولة البويهي) كأنه يريد أن يقبل الخليفة فجذبه فأنزله عن سريره والخليفة يقول إنا للَّه وإنا إليه راجعون ويستغيث فلا يلتفت إليه.
وأمر بهاء الدولة أن يحول من دار الخلافة جميع ما كان فيها من المال والثياب والأواني والمصاغ والفرض والآلات والعدد والسلاح والخدم والجواري والدواب والرصاص والرخام والخشب الساج والتماثيل وطاف بهاء الدولة بدار الخلافة مجلساً مجلساً واستقراها موضعاً موضعاً ثم افسح المجال للعامة والخاصة فدخلوها وشعثوا ابنيتها وقلعوا من أبوابها وشبابيكها ثم منعوا من ذلك.
ثم انصرف بهاء الدولة ونصب القادر بالله، وكتب إلى الطائع بخلع نفسه وتسليم الأمر إلى القادر بالله وبقي الخليفة المخلوع الطائع في دار القادر بالله 12 سنة الى ان توفي في مثل هذا اليوم عام 393 هـ. وله من العمر ثلاث وسبعون سنة.
ولادة الإمام ابن حزم
في30 من رمضان 384 هـ الموافق 7 من نوفمبر 994 ولد الإمام الكبير المعروف ابن حزم الظاهري في قرطبة في اخر عقود الدولة الاموية. هو محمد بن علي بن أحمد بن سعيد، أصله من بادية ولبة، أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، فقيه على المذهب الظاهري، ومجدد القول به، ومتكلم اديب، وناقد محلل، ووزير سياسي لبني أمية. يعد من أكبر علماء الأندلس. وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ ومقارنة الأديان، من أشهرها: «المحلي»، عاش في بيت ثراء فقد كان ابوه لدي الحاجب المنصور بن أبي عامر الرجل القوي بالأندلس، فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون، فكتب طوق الحمامة في الخامسة والعشرين من عمره. وقد رزق ذكاءً مفرطًا وقد ورث عن أبيه مكتبة ذاخرة بالنفائس، اشتغل في شبابه بالوزارة في عهد المظفر بن المنصور العامري، ثم ما لبث أن انزوى للتأليف وتفرغ للعلم وتحصيله.
له كتاب مهم في الانساب (جمهرة انساب العرب)، احتوى على معلومات عن أماكن القبائل العربية بالأندلس. وخصص فصلا لانساب البربر.
شرح منطق أرسطو واعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية وربما يعتبر أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية، «الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية».
تبنى ابن حزم المذهب الظاهري الذي اندثر في المشرق واعاد احياءه في الاندلس؟ وهو ما يعرف عادة بأنه ينادي برفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من قرآن أو سنة لتثبيت حكم ما، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى انه كان صاحب مشروع لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه وفلسفة. جمع كل فقه في كتاب موسوعي ضخم هو كتاب «المحلى».
وصنف كتابا آخر لا يقل اهمية هو «الفصل في الملل والأهواء والنحل». كان ابن حزم يدعو للتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها ظنا.
واجه ابن حزم حملات شديدة من قبل معارضيه ومخالفيه. لاسيما انه اصطدم بالمذهب المالكي المذهب الرسمي في الاندلس والمغرب. حتى ان مصنفاته قد أُحرقت ومُزّقت علانية وذلك لكراهية الفقهاء له ولكتبه، توفي في 28 شعبان 456هـ - 15 اغسطس 1064م.
وفاة الخليفة العباسي الناصر
في مثل هذا اليوم الثلاثين من رمضان عام 1158 هـ 1225 م توفي الخليفة العباسي وقد عمر طويلا في الحكم نحو46 سنة.
هو ابو العباس «الناصر لدين الله» أحمد بن الحسن ولد في بغداد.
كما كان أيضاً عالماً، ومؤلفاً، وشاعراً، وراوياً للحديث. تولى الحكم بعد أبيه المستضيء بأمر الله. وصفه ابن واصل: «بانه كان شهمًا، شجاعًا، ذا فكرة صائبة، وعقل رصين، ومكر ودهاء، إذا أطعم أشبع، وإذا ضرب أوجع، وله مواطن يعطي فيها عطاء من لا يخاف الفقر».
تبنى مشروع إعادة الخلافة إلى دورها المهيمن السابق. مدد سيادته إلى بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس.. وكان هدفه أن يسحق القوة السلجوقية التي كانت تهيمن على الخلافة العباسية في بغداد.
ومن حسن حظه ان السلاجقة كانوا في اخر سنوات قوتهم. فقام بتحريض الأمراء عليهم. ودعم اتابكة أذربيجان في صراعهم ضد السلاجقة.
وكان له ذلك فامتد نفوذه الى بعض مدن فارس التي كانت قد أخذت من قبل السلاجقة.. واستمر في سياسة استعادة النفوذ العباسي حتى أعاد أيام خلفاء العهود الاولى.
قال ابن النجار: «دانت السلاطين للناصر، ودخل في طاعته من كان من المخالفين، وذللت له العتاة والطغاة، وانقهرت بسيفه الجبابرة، واندحض أعداؤه، وكثر أنصاره، وفتح البلاد العديدة». اعتمد على الجواسيس والمخبرين لمتابعة أخبار العراق وما يجري في سائر الأطراف، يطالعونه بجزئيات الأمور».
يقول المؤرخ ابن واصل عن اسلوبه في الحكم انه كان رديء السيرة في الرعية، مائلا للظلم والعسف، ففارق أهل البلاد بلادهم، وأخذ أموالهم وأملاكهم، وكان يفعل أفعالا متضادة.
اهتم الخليفة الناصر بنظام القوة والتجنيد وخصص له الأموال الكثيرة، وادخل الكثير من شباب بغداد الجيش بعد ان كان الأتراك والأعاجم مادة الجيوش.
انتقم من الفترة التي خضعت فيها الخلافة العباسية للاعاجم من بويهيين وتركمان وسلاجقة بان أزال أثار العجم وهدم قصور السلاجقة،عمر اسوار بغداد واعاد لها الهيبة والمجد وبايعه كل سلاطين المسلمين وأدوا له الطاعة، وعندما اسقط صلاح الدين الايوبي الخلافة الفاطمية دعا بالخطبة الى الخليفة العباسي الناصر.
وبعث صلاح الدين برايته وترسه للخليفة الناصر يوم وفاتة دليلا على تبعيته للخليفة.
وفاة عمرو بن العاص
في الثلاثين من رمضان 43هـ الموافق 664 تُوفي عمرو بن العاص. السهمي القرشي
احد رجالات العرب المعدودين في الجاهلية والاسلام هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، كنيته أبو عبدالله، كانت أمه سبية تدعى سلمى بنت حرملة من بني عنزة، وتلقب بالنابغة، كان عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي وفكر، وفارساً من الفرسان، أرسلته قريش الى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا الى الحبشة فرارا من الكفّار واعادتهم الى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي ورده خائبا.
دخل عمرو بن العاص الاسلام سنة ثمان للهجرة قبيل فتح مكة بقليل. وقدم الى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين فاستبشر المسلمون بهم لما كان لهم من بلاء في مقاتلة الاسلام انقلب بلاء في الذود عنه.
وقال عنه النبي: «أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص». ولاه الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد وفاة يزيد بن أبي سفيان. خطط لغزو مصر وفتحها وكان له ذلك وعندما تولى الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، الخلافة اقره عليها لفترة ثم عزله عنها وولّى عبد الله بن سعد العامري، عاد بعدها عمرو الى المدينة المنورة.
بعد مقتل عثمان بن عفان واندلاع الفتنة انحاز عمرو بن العاص الى معاوية بن أبي سفيان ضد علي وشهد معه معركة صفين. واليه تنسب فكرة رفع جند الشام المصاحف. التي انقذت جيش معاوية من الهزيمة. وعندما اتفق الطرفان على التحكيم كان عمرو بن العاص ممثل معاوية بن ابي سفيان. وله قصة مشهورة مع ابو موسى الاشعري ممثل الامام علي. وبعد فشل التحكيم ارسله معاوية على جيش الى مصر فأخذها من محمد بن أبي بكر ثم ولاه معاوية على مصر للمرة الثانية. غير انه لم يمض سوى ثلاث سنوات في هذه المرة توفي في مصر وقد قارب عمره المائة ودفن في المقطم.[/size]
مسجد عمرو بن العاص في القاهرة
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» جئت يا رمضان
» النبي - صلي الله عليه وسلم - في الصيام
» من وحي شهر رمضان الأبرك
» كيف نثبت.. بعد رمضان؟
» من هدي الرسول في رمضان
» النبي - صلي الله عليه وسلم - في الصيام
» من وحي شهر رمضان الأبرك
» كيف نثبت.. بعد رمضان؟
» من هدي الرسول في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى