صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكيد والمكر

اذهب الى الأسفل

الكيد والمكر Empty الكيد والمكر

مُساهمة من طرف abdelhamid السبت 28 فبراير 2009 - 20:48

لما أخبر يوسف - عليه السلام - والده برؤياه. علم أبوه ما سيكون لابنه يوسف من شأن عظيم. ولذلك بدأ يرقبه ويهتم به دون سائر إخوته الآخرين فأوجد ذلك في نفوس باقي الأبناء حقدا وحسدا ليوسف - عليه السلام - لمكانته من أبوهم. وعلي أثر ذلك بدأوا في الكيد والتدبير للتخلص من يوسف - عليه السلام - لكي يخلو لهم وجه أبيهم. فاقترح أحدهم قتل يوسف - عليه السلام - واقترح آخر إخراجه ونفيه خارج بيت المقدس. واقترح ثالث بأن يلقوه في البئر فليتقطه بعض المارة علي البئر فيأخذوه ويكونون بذلك قد تخلصوا منه وهذا الاقتراح الأخير هو الذي لاقي قبول الجميع. وهذا ما صوره لنا الله - تعالي - في قوله: "لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين. إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلي أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين. اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين. قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" "يوسف 7 - 10".
وبدأوا في تنفيذ مخططهم وكان عليهم أن يحتالوا علي أبيهم الذي كان حريصا علي يوسف ويكاد لا يفارقه من خوفه عليه. فكان لابد لهم من حيلة يقنعون بها أباهم حتي يجعل يوسف - عليه السلام - يذهب معهم وفي هذا يقول تعالي: "قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا علي يوسف وإنا له لناصحون. أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون" "يوسف 11 - 12".
ولكن يعقوب - عليه السلام - لا يستطيع مفارقة يوسف من فرط حبه له وأيضا من شدة خوفه عليه وخاصة بعدما علم ما سيكون له من شأن عظيم. فقال لأبنائه "قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون. قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون" "يوسف 13 - 14".
فقد طلبوا من أبيهم أن يرسل يوسف معهم. وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعي معهم وأن يلعب وينبسط. وهم قد أضمروا له ما أضمروا من الكيد والمكر. فأجابهم الأب بأنه يشق عليه مفارقة يوسف. وأنه يخشي عليه من الذئب.
فحاول الأبناء طمأنة الأب أكثر علي يوسف حتي يسمح لهم بأن يأخذوه معهم. فقالوا له لإن أكله الذئب من بيننا ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون وهالكون.
وبعد أخذ العهود والمواثيق عليهم من قبل أبيهم في المحافظة علي يوسف. سمح لهم أبوهم بأن يأخذوا يوسف معهم.
فذهبوا به حتي إذا غابوا عن عينيه. تغيرت معاملتهم ليوسف فأخذوا يشتمونه. ويهينونه بالقول والفعل ويضيقون عليه. وهم قد أجمعوا علي إلقائه في البئر. فلما وصلوا إلي حافة البئر. طرحوا يوسف فيه حيث استقر علي صخرة في قعرا وما كان الله ليذر يوسف دون أن يطمئنه علي حاله ومستقبله. فهذه ليست النهاية بالنسبة له عليه السلام.
قال تعالي: "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب. وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون" "يوسف: 15".
فأوحي الله - عز وجل - إليه بأنه لابد له من فرج ومخرج من هذه الشدة. وأنه سيخبر إخوته بفعلهم هذا في حال يكون هو فيها عزيز. وهم محتاجون إليه وخائفون منه.
ولكي يسبكوا الأمر جيدا علي أبيهم فهم بارعون في التمثيل. أخذوا قميص يوسف فلطخوه بشيء من دم. ورجعوا إلي أبيهم عشاء يبكون حتي يكون أقسي لغدرهم. وحكوا له هذا الفيلم أو التمثيلية السخيفة. وظنوا أنها ستقنع أباهم ولكن هيهات فيعقوب نبي ملهم وله باب مفتوح من الوحي وأن الله سيخبره بحقيقة الأمر. فقالوا كما حكي القرآن الكريم: "قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. وجاءوا علي قميصه بدم كذب. قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا. فصبر جميل. والله المستعان علي ما تصفون" "يوسف: 17 - 18".
فالأب يعقوب - عليه السلام - غير مصدق لأولاده فيما ادعوه من أكل الذئب ليوسف وقرينة ذلك أنه قال لهم: "بل سولت لكم أنفسكم أمرا". فإخوة يوسف قد عمدوا إلي سلخة من ولد الضأن والمعز ساعة يولد فذبحوها ولطخوا بدمها قميص يوسف ليوهموا أباهم أنه أكله الذئب ونسوا مع ذلك أن يخرقوه. فلو أكله الذئب كما ادعوا لتمزق قميص يوسف من جراء اعتداء الذئب عليه ولكن هذا لم يحدث لأن القصة كلها كذب وآفة الكذب كما يقولون النسيان ولذلك لم يصدقهم يعقوب عليه السلام.
ويوسف - عليه السلام - حين ألقي في البئر جلس علي الصخرة ينتظر فرج الله ولطفه. فجاءت سيارة أي قافلة قاصدة ديار مصر من بلاد الشام. وتوقفت وهي في طريقها إلي مصر عند تلك البئر التي به يوسف. فأرسلوا واردهم ليأتي لهم بالماء من هذه البئر. فلما أدلي دلوه تعلق فيه يوسف. فلما خرج ورآه ذلك الرجل فرح به وقال "يا بشري" أي يا بشارتي "هذا غلام". و"أسروه بضاعة" أي جعلوه معهم من جملة متجرهم حتي لا يتعرف عليه أحد فيأخذه منهم. ولكن إخوة يوسف كانوا يتابعون الموقف عن بعد. فلحقوا بالقافلة وقالوا لهم هذا غلامنا قد أبق منا. فباعوه لهم بثمن بخس دراهم معدودة قيل: بعشرين درهما وقيل بأربعين درهما. وهذا الذي صوره الله - عز وجل - في قوله تعالي: "وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلي دلوه. قال يا بشري هذا غلام. وأسروه بضاعة. والله عليم بما يعملون. وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين" "يوسف: 19 - 20".

د. عبدالباسط أمين
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى