صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جغرافيا ولصوص/عبدالله المتقي

اذهب الى الأسفل

جغرافيا ولصوص/عبدالله المتقي Empty جغرافيا ولصوص/عبدالله المتقي

مُساهمة من طرف said السبت 26 ديسمبر 2009 - 9:12

الباب

الباب
من خشب العرعار، مغلق ، أخضر، باهت ، وفي مواسم الصيف يظل فاغرا فمه حتى
في الليل، لأن خالتي لا تتحمل الصهد ، وأحيانا يكاد يخنقها غشت.أما أنا...
فكان ينام فوق العتبة ، ونفس الحلم يتكرر:
( أدخل من باب قديم ، ما
يشبه الممرات ، ثم نفس الباب ، ونفس الرقم ، نسيت أن الباب من خشب باهت
وأخضر، وفي فصل الشتاء ، يحرص أبي على إغلاقه بمفتاح صدئ على مقاس ذراعي
الصغير ، خوفا من الشفارة )

الخابية

خالتي تقول لأمي في الشتاء :
- « الماء سمين «
وفي
غشت ، تغير رأيها ، تسكن قريبا من الخابية ، وتحلم بالثلج ، والبجع،
والمطر، والأدوية الشعبية ، وفي نهاية كل حلم ، كان جدي يمشي في نفس
الممرات ، يدخل نفس الباب ، نفس الرقم ، ونفس الفرشاة .
أما أنا...
)
فحين يقبل ليل الشتاء ، أ شعل لخالتي الفانوس ، أ تربع أمامها ، فتحكي عن
جدي الذي كان يعشق الصباغة والعيطة الحوزية ، وحين أتعب من ألوان الحكاية
، أنام في أقصى هذه الغرفة الطينية والباردة ، أحلم بجزيرة من الإيقاع
والتناغم ، وقد أستيقظ ، كي أسترق السمع للمطر، وأتلذذ بضوء الفانوس يعبث
به برد الشتاء (

بيت النعاس

في بيت النعاس، سرير خشبي
متهالك،عليه ماعليه من غطاء قديم ،وسادتان وثمة طاقية ، صندوق ملابس،
جسدان يختفيان تحت الغطاء، ومشهد غريب بين آدم وحواء، لم أتمكن من معرفة
تفاصيله الأخرى ، لكن خالتي لخصتها قائلة:
- عفريت زرق أنت
) قد
تستغربون إذا قلت لكم: أنه بعد يومين ، اختفيت من بيت النعاس ، ونمت مع
خالتي وإخوتي في غرفة فقيرة ، بعدما كنت أنام دافئا بين حواء وآدم ، في
السرير الخشبي المتهالك، وأسمع ما يشبه خريرا لزجا .(

الكشينة

كنت نائما ، واستيقظت لأرى أشعة الشمس مسلطة على وجهي مباشرة ، كانت أختي
نائمة هي الأخرى ، وحين فتحت عينيها لم تجدني ، كنت جالسا فوق دكة جوار
الباب ، أتأمل صباح الحارة، وأحيانا أحرك رأسي يمينا وشمالا .
يبدو أن
كلبا يقترب من الدكة ، خفت ، وبحركاتي التي انفعلت ، انحنيت ، التقطت حجرة
، ثم رميتها بقوة لتصيب الكلب ، نبح ، تجهمت أنيابه ، هربت ، تبعني ، وفي
الكشينة ، نشب كل فمه في فخذي العاري والصغير ، ثم نظر كلانا إلى الآخر،
ولأني لست مثله ، خرج هو من الباب ، دخلت أنا الكشينة ، كي أضمد العضة
بطحين الفلفل الحلو

المرحاض

بعد ربع ساعة من الزمن، يصل أبي إلى الخلاء
ومضت أمي لا أعرف إلى أين ؟
أما أنا ، فكنت أبتعد عن الطريق فقط

البئر

كانت دارنا دوما عامرة، تعج بأصوات الجيران، الماء يمشي على الأرض، يقف، يتجمع في دوائر ولا يتعفن، والدلو فقد أذنه اليمنى .
تؤوب
عمتي من فيلا النصارى ، تحمل لنا خبزا أبيض ، سمكا مقليا ، ولعبا تجنن ،
وحين ترى الدلو بأذن واحد ، تغلق فم البئر، وتسب الجيران بكلام عار ،
تتدخل جدتي :
- « نهاك الله آبنيتي «
تحتسي جدتي نفس الكلام ، تغضب
، وتغلق عليها غرفتها القديمة ، ولا تفتحها عمتي إلا صباح يوم العيد، تبوس
قنة جدتي ، وحينها يفتح البئر فمه ، ويشتري عمي دلوا جديدا بأذنين كبيرتين
كالحمار.

قبة الضريح

قبة الضريح بلقاء وفوقها جامور أخضر ينتصب بلا حياء ، الصحراوي يسهو ويحلم بالجامور، عمتي تسهو وتحلم بالقبة .
تهمس جدتي لجارتها :
( بنتي سخونة، وذنوبها على زنقة نجمة واحدة )
قبة
الضريح باردة ، وقنة عمتي باردة بالحناء ، يبدو أنها حائض ، ورغم رائحتها
النتنة ،يداعب الفقيه الصحراوي شموع الزوار بأصابعه السمراء ، تبتسم عمتي
، وبعد الغروب يلعبان الغميضة في القبة ، وأبقى أنا قريبا من صندوق الولي
الطاهر والمدكوك بالشموع ، أمص حلوى الساعة ، وأضرسها . وحين يجن الليل،
أكاد أقلع (قزيبتي)، تحشوها أمي بقطعة صابون، تبرد ، وأنام كي أحلم
بالصحراء وبالناقة والجمل، والفقيه الصحراوي الذي لعب مع عمتي .

الشفارة

الليل أعمى ، أمي نائمة تحلم بأبي ، أبي خارج البيت ، أنا وأختي شبه مندغمين خوفا من ( ماما غولة )، ثم ننام بفعل إيقاع الصراصير.
في
الصباح ، أفتح عيني بصعوبة على صراخ أمي تضرب فخديها ، الباب تكسرت ضلوعه
، الخابية تهشمت ، بيت النعاس أبيض وحاف من الأفرشة ، البئر فاغر فاه
مندهشا ، الصحراوي وعمتي يتفرجان .
( شاخت أمي ، ابيضت عيناها من
البكاء ، مات الصحراوي بسرطان في جهازه التناسلي، توقف قلب عمتي وفي يدها
اليمنى باقة نعناع ، ثم عاد أبي من سفره ذات مساء مشلولا فوق عربة
كهربائية )


العلم الثقافي
25/12/2009
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى