صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصــة عــرش اللـــه - مختار علي محمد

اذهب الى الأسفل

قصــة عــرش اللـــه -  مختار علي محمد Empty قصــة عــرش اللـــه - مختار علي محمد

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 16 مارس 2010 - 19:40

ما هو عرش الله؟ هل هو مثل عروش الملوك؟ كيف يستوي عليه؟ هل يستوي عليه كما
نتمدد علي مقاعدنا؟ ولو كان عرش الله في السماء فكيف يقول سبحانه وتعالي:
"وكان عرشه علي الماء" سورة هود: 7 عندما سئل مفسرون قدامي: ما معني قوله
سبحانه وتعالي: "الرحمن علي العرش استوي" سورة طه:5؟ قال: "كاستوائي علي
كرسي هذا" ومد قدميه.. منتهي الخطأ.. فلو قبلنا بهذا المعني لعرش الله نكون
حددناه وصورناه.. حددناه في مكان معين.. وصغرناه حتي تشابه مع الأرائك
والكراسي.. وصورناه بأنه جالس علي كرسي.


في القرآن كلمات تأخذ معني خاصاً حسب السياق التي توضع فيه.. لا تملك
نفس المعني في كل الحالات.. مثل كلمة الناس مثلاً.. إن كلمة الناس مجردة
تعني كل البشر مهما كانت ديانتهم وثقافتهم وجنسياتهم لكنها في القرآن تتلون
بما حولها.


يقول سبحانه وتعالي: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً"
آل عمران:97. الناس هنا لا يقصد بهم سوي المسلمين الذين عليهم حج البيت..
خاصة أن الآية تضيف: "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".. وقد استغل البعض
كلمة الناس هنا ليقول إن من حق غير المسلمين الحج.. دون أن يستوعب تغير
المعني.. بل أكثر من ذلك لا يقصد كل المسلمين بل يقصد المستوفين منهم لشروط
الحج وهي أن يكون المسلم قادراً وبالغاً وعاقلاً.. فلو فقد المسلم شرطاً
من هذه الشروط يخرج من الناس المقصودين في الآية.


ويقول سبحانه وتعالي: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" البقرة:..199 أي
أفيضوا من عرفات.. أي: زيدوا منه.. فكأن الناس هنا يقصد بهم الذين سبق لهم
أن صعدوا إلي عرفات في عام سابق أو في نفس العام.


ويقول سبحانه وتعالي: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين" آل
عمران:14. فإنه يقصد بكلمة الناس هنا: الرجال.. وعندما يقول سبحانه وتعالي:
"وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء"
البقرة:13. فإنه يقصد بكلمة الناس هنا: المؤمنون.


وكلمة العرش مثل كلمة الناس تأخذ معني مختلفاً باختلاف موقعها..
فالعرش قد يقصد به الكرسي.. كما نفهم من قصة بلقيس وسيدنا سليمان.. "قيل
أهكذا عرشك" النمل:..42 "نكروا لها عرشها" النمل:..41 "أيكم يأتيني بعرشها"
النمل:..38 والعرش قد يقصد به سقف البيت.. وقد يقصد به العمل في خلايا
النحل.. "ومما يعرشون" النحل:.68


معان كثيرة لكلمة العرش فلماذا لا نقبل إلا بمعني الكرسي؟.. السبب أن
هناك من قديم التفسير من قال ذلك واستمر معنا.. أولهم قال هذا فثبت عند
آخرهم.. والمعتاد عند المفسرين كالمعتاد عند الموظفين.. أول توقيع هو الذي
يحرك الورقة ثم يوقع الثاني علي توقيع الأول ويوقع الثالث علي توقيع
الثاني.. الأول هو الذي يحدد ما فهم الأخير فلو أخطأ يستمر الخطأ.. ولو
راجع ما قال الأول فإنه يتهم بما لا يطيق.. فمن الذي يجرؤ علي مراجعة
القرطبي وابن كثير مثلاً؟ لقد جعلوا للمفسرين قداسة حتي أن مراجعة كلامهم
يعد خروجاً عن المألوف.. إننا لا نقول إن ما جاء منهم خطأ وإنما نقول إنه
ربما كانت هناك معان أخري وإلا ما كان هناك مبرر لوجود أكثر من مفسر.


عرش الله ليس كعرش بلقيس واستواؤه علي العرش كاستوائنا علي مقاعدنا خطأ
غير مقبول. أما ما المقصود بالاستواء فلا نستطيع معرفته إلا إذا عرفنا
معني كلمة الرحمن.. الرحمن الذي استوي علي العرش.


الرحمن اسم صفة ومنه الرحمانية والرحيم اسم صفة ومنه الرحيمية..
الرحمانية تمزج بين الرحمة والعذاب.. والرحيمية تعني رحمة خالصة.. كلمة
الرحمن اسم الله.. فهو سبحانه وتعالي رحمة وعذاب.. مثل الدواء مر وشفاء..
أما الرحيم فمثل كوب من الماء البارد في صحراء من العطش.


وأسماء الصفات الإلهية في مركز انطلاق تجليها أو في موضع فياض الجبروت
تبدو وكأنها متضادة.. الخافض والرافع.. المعز والمذل.. المحيي والمميت..
مثلاً.. فبعض هذه الأسماء جمالي: فيه رحمة الماء البارد في الحر.. المانح
والمعز والمحيي والوهاب والعليم.. مثلاً.. والبعض الاخر جلالي يصعب علي
الإنسان تحمله.. المنتقم والجبار والمذل والقهار.. مثلاً.. وحياض الجبروت
إما جمالية أو جلالية.. فلابد من اسم صفة يسيطر عليهما معاً ويجمع بينهما
معاً.. هنا نجد الرحمن الذي يجمع بين الرحمة والعذاب.. بين الأسماء
الجمالية والأسماء الجلالية.


مثل قرص خلية النحل.. فيها حياة لا تنتهي ولابد من ملكة لها تسيطر
وتحكم هي الملكة التي لها عرش في الخلية.. "عرشت له".. واسم الرحمن يسيطر
علي العرش كما تسيطر الملكة علي خلية النحل.. فلو كانت الأسماء مثل النحل
فإن الرحمن هو الملكة.. ولو كانت الأسماء تنقسم بين الجمالي والجلالي فإن
الاسم الذي يجمع بينهما هو اسم الرحمن ويعرف بالاسم الكمالي الذي يجمع بين
الجلال والجمال.. هو سيد العرش.


لو كان اسم الرحمن جميلاً فلن تكون له السيادة علي الأسماء الجلالية
ولو كان جلالياً فلن تكون له سيطرة علي الأسماء الجمالية.. لابد أن يكون
الرحمن مهيمناً ومسيطراً علي كل أسماء الصفات الإلهية ويجلس علي عرشها
حاكماً.


الرحمن علي العرش استوي.. تعني أن الله سيطر وهيمن علي العرش بكل صفاته
الجمالية والجلالية ليكون اسم الرحمن كمالياً.. ليكون ذا الجلال والإكرام.
ما ضمه اسم الرحمن جري تفسيره في الأسماء الأخري لله سبحانه وتعالي.. فقد
جمع الرحمن ما بين الجلال والجمال.. وما في الرحمن من جلال فسر في الأسماء
الجلالية وما فيه من جمال فسر في الأسماء الجمالية.


نعود ونقول في تفسير هذا! موضوع العرش أي كل كلمة في القرآن تأخذ معنا
مختلفاً حسب سياقها.. وأن كلمة العرش لا يقصد بها مكاناً للجلوس وإنما يقصد
بها القوة والهيمنة والسيطرة.. ولو كان بعض أسماء الله جلالياً يعني
العذاب وبعضها الآخر جمالياً يعني الرحمة فإن اسم الرحمن يجمع بين الرحمة
والعذاب هو اسم الله الذي يسيطر علي تجلي صفاته المذكورة في أسمائه.. هو
اسم كمالي يسيطر علي كل ما هو جمالي وجلالي.. ولو كنا قد توصلنا إلي أن
الماء يعني الروح فإن عرش الله علي الماء تعني سيطرته علي الروح.. ولا حول
ولا قوة إلا بالله.

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى