صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل

القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة  لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه Empty القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 26 سبتمبر 2010 - 15:06

..........كماقرأ أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه الآية 138 من سورة الأنعام كما يلي:«وقَالُوا هَذِهِ أنْعَام وحَرْث حرْج لا يَطْعَمُهَا إلاَّ مَنْ نَشَاءُبزَعْمهِمْ وأنعَام حُرمت ظُهُورُهَا وأَنْعَام لاَ يَذْكُرُون اسْمَاللهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْه سَيَجْزيهم بمَا كَانُوا يَفْتَرونَ»؛نعم قرأها هكذا «حِرْج» بتقديم الراء على الجيم في حين يقرأها الجمهور«حِجْر». بتقديم الجيم على الراء.
لقد سرني كثيرا جدا ما سطره لناالشيخ الفاضل أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في تفسيره«الجامع لأحكام القرآن» عن قراءات «حجر» هذه؛ وبما أن قوله هذا أحاط إحاطةتامة بكل قراءات لفظتنا هاته، أنقله لكم كله كما جاء عنده؛ قال رحمه اللهفي الصفحة 94 من تفسيره المذكور آنفا: «قرأ أبان بن عثمان» حُجُر» بضمالحاء والجيم. وقرأ الحسن و قتادة «حَجْر» بضم الحاء. قال أبو عبيد عنهارون قال: كان الحسن يضم الحاءفي «حِجر» في جميع القرآن إلا في قوله فيالآية 53 من سورة الفرقان؛ قال سبحانه وتعالى فيها: «وهُوَ الّذي مَرَجَالبَحْرَيْن هَذَا عَذْب فُرَات وهَذَا مِلْح أجَاج وجَعَلَ بَيْنَهُمَابَرزَخا وحِجْرا مَحَجُورا: فإنه كان يكسرها ها هنا. وروي عن ابن عباسوابن الزبير «وحَرْث حرْج» الراء قبل الجيم وكذا في مصحف أبي؛ وفيه قولان:أحدهما أنه مثل جبذ وجذب. والقول الآخر ـ وهو الأصح ـ أنه من الحرج، فإنالحرج (بكسر الحاء) لغة في الحرج (بفتح الحاء) والضيق والإثم، فيكون معناهالحرا م ، ومنه فلان يتحرج، أي: يضيق على نفسه الدخول فيما يشتبه عليه منالحرام. والحجر: لفظ مشترك، وهو هنا بمعنى الحرام وأصله المنع، وسمي العقل«حجرا» لمنعه من القبائح. و «فلان في حجر القاضي»، أي: منعه. حجرت علىالصبي حجرا، والحجر العقل. قال الله تعالى في الآية 5 من سورة الفجر: هلْفي ذلك قسمٌ لذِي حِجْرٍ » والحجر الفرس الأنثى، والحجر القرابة. قالالشاعر:
يُريدون أنْ يقْصُوه عنّي وإنّه لذُ حَسبٍ دانٍ إليّ وذو حجْرِ
وحجْرُالإنسان (بكسر الحاء) وحجرُهُ (بفتح الحاء) لغتان، والفتح أكثر. أي:حرّموا أنعاماً وحرْثاً وجعلوها لأصنامهم وقالوا: (لا يطْعَمُها إلاّ مننشاءُ) وهم خدام الأصنام. ثم بين أن هذا تحكم لم يرِد به شرع، ولهذا قال:«بزعْمِهِمْ».
كما قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه الآية 35 منسورة الأعراف كما يلي: «يَا بَنِي ءادمَ إما تأتيَنّكُمْ رُسُلٌ منكُمْيقُصّونَ عليْكُمُ ءايتي فمن أتّقى وأصْلح فلا خوْفٌ عليْهِمْ ولا همْيحزنُون». بالتاء في قوله تعالى «تأتينّكُمْ» عوض «يأتينّكم» كما يقرأهاالجمهور.
قال أبو الفتح عثمان بن جني في هذه القراءة قولاً في الصفحة247 من الجزء الأول من مؤلفه «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءاتوالإيضاح عنها» أرى نقله مفيدا للغاية لنا؛ قال، رحمه الله: «في هذهالقراءة بعض الصنعة وذلك لقوله فيما يليه: «يقصّون عليكُم ءايتي فالأشبهبتذكير «يقصّون» التذكير بالياء في قراءة الجماعة: «يأتينكم» فتقول عليهذا: قامت الزيود وقام الزيدون وتذكر لفظ «قام» لتذكير الزيدون، وتؤنث لفظ«قامت «لأن» الزيود مكسر ولا يختص بالتذكير، لقولك الهنود. وقد يجوز «قامتالزيدون» إلا أن قام أحسن.
شارك أبي بن كعب في هذه القراءة كل من الأعرج والحسن.
كماقرأ أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أيضا الآية 57 من سورة التوبة كمايلي: «لوْ يجدون ملْجئا أو مغاراتٍ أوْ منْدخلا لولّوا إليه وهمْ يجمحون»؛هكذا «مندخلا» بنون بين الميم والدال وهو من قول الشاعر الكميت؛ قال:
لا خطوتي تتعاطى غير موضعها ولا يدي في حميت السكن تندخلُ
ومنفعل في هذا شاذ، لأن ثلاثيه غير متعد.
تجدر الإشارة إلى أن في هذه اللفظة قراءات آخر.
أولها: «مدخلا»، بضم الميم وتشديد الدال، وبها قرأ الجمهور.
ثانيها: «مدخلا»، بفتح الميم وتسكين الدال، وبها قرأ يعقوب بن إسحاق الحضرمي وابن محيصن.
ثالثها: «مدخلا» بضم الميم وتسكين الدال، وبها قرأ مسلمة بن عبد الله بن محارب ومعناها، مكانا يدخلون فيه أنفسهم.
رابعها: «مدخلا» بتشديد الدال والخاء؛ لقد رويت هذه القراءة عن قتادة وعيسى والأعمش.
لقدجاءت في نظري المتواضع، والله أعلم، قراءة مسلمة بن محارب هذه لتجانسقراءة سعد بن عبد الرحمن بن عوف لقراءة قوله في نفس الآية «مَغَاراتٍ»هكذا بضم الميم «مُغاراتٍ».
أما «مَغَارات» على قراءة الجمهور فجمعمغارة أو مَغَار، وجاز أن يجمع «مَغار» بالتاء وإن كان مذكراً لأنهلايعقل، ومثله إوان وإوانات وجمل سبَطْر وجمال سبَطْرات وحمَّام وحمامات.وأما «مُغارات» فجمع «مُغار». وبهذا تكون معنى الآية: لو يجدون ملجأ أوأمكنة يُغيرون فيها أشخاصهم ويسترون أنفسهم.
كما قرأ أبي بن كعب رضيالله عنه وأرضاه أيضا الآية 112 من نفس السورة؛ سورة التوبة كما يلي:«التَّائبينَ العَابدينَ الحامدينَ السَّائحينَ الرَّاكعينَ السَّاجدينالآمرين بالمعروف والناهينَ عن المُنْكر والحافظينَ لحُدود الله وبَشِّرالمُؤْمنينَ». يحتمل أن تكون هذه الألفاظ في آياتنا هذه في قراءة أبي بنكعب في حالة الجر أو تكون في حالة النصب. أما الجمهور فيقرأ: «التَّائبُونالعابِدون» على الرفع.
أما على الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين فيقوله تعالى في الآية 111 من سورة التوبة؛ قال سبحانه وتعالى فيها: «إنَّالله اشْتَرى منَ المؤمنينَ أنْفسَهُمْ» التَّائبينَ العَابدينَ».
وأماالنصب فعلى إضْمار فعل لمعنى المدح، كأنه قال: أعني أو أمدح «التَّائبينَالعابدين»، كما أننا مع الرفع أضمرنا الرفع لمعنى المدح.
شارك أبي بن كعب في هذه القراءة عبد الله بن مسعود، كما تروى عن الأعمش.
وقرأأبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أيضا الآية 58 من سورة يونس كما يلي: «قلْبفضْل الله وبرحمته فبذلك فلْتفرحوا هو خيرٌ ممَّا يجْمعون» بالتاء فيقوله تعالى: «فلْيفْرحوا».
شارك أبي بن كعب في هذه القراءة كل من عثمانبن عفان والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وأبي جعفر بخلف عنهوالسلمي وقتادة وعاصم بن أبي الصباح العجاج الجحدري البصري وهلال بن يسَافوالأعمش بخلاف عنه وعباس بن الفضل وعمرو بن فائد.
ولأبي بن كعب أداء آخر لهذا المقطع من هذه الآية، وهو : «فَبِذالكَ فافْرَحوا».
واعتقد،مرة أخرى، أن أبا الفتح عثمان بن جني هو الذي سيشفي غليلنا بتحليلهللقراءتين المذكورتين. قال، رحمه الله، في الصفحة 313 من الجزء الأول منمحتسبه: «أما قراءة أبَيّ هذه» فافْرحوا «فلا نظر فيها، لكن «فلتَفْرحوا»بالتاء خرجت على أصلها، وذلك أن أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر وهو اللام،فأصل أضرب لتضرب، وأصل قم لتقم. كما تقول للغائب: ليقم زيد ولْتضرب هند،لكن لما كثر أمر الحاضر، نحو قم واقعد، وادخل واخرج وخذ ودع، حذفوا حرفالمضارعة تخفيفاً، بقي مابعده ودل حاضر الحال على أن المأمور هو الحاضرالمخاطب، فلما حذف حرف المضارعة بقي ما بعده في أكثر الأمر ساكناً فاحتيجإلى همزة الوصل ليقع الابتداء بها فقيل: اضرب، اذهب ونحو ذلك.
فإن قيل:لم كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال الى تخفيفه لكثرته؟ قيل: لأن الغائببعيد عنك، فإذا أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر لتؤدي إليه أنكتأمره، فقلت: يازيد: قل لعمرو: قم. ويامحمد، قل لجعفر: اذهب؛ فلاتصل الىأمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي اليه أمرك إياه، والحاضر لايحتاج الى ذلك لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمركله. ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لاتأمر الغائب بالأسماء المسمى بهاالفعل في الأمر نحو: صه (أسكت)، ومه (كف)، وايه (زد)، وإيهاً (أسكت)، وحيهل (أعجل)، ودونك وعندك ونحو ذلك. لاتقول: دونه زيد، ولاعليه جعفراكقولك: دونك زيدا وعليك سعدا. وقد شذ حرف من ذلك فقالوا: علي رجلا ليسني.ولهذا المعنى قوي ضمير الحاضر على ضمير الغائب فقالوا: أنت وهو، فلماصاغوا لهما اسما واحدا صاغوه على لفظ الحضور لا لفظ الغيبة، فقالوا: أنتمافضموا الغائب الى الحاضر ولم يقولوا: هما فيضموا الحاضر الى الغائب، فهذاكله يريك استغناء هم بقم عن لتقم ونحوه.
وكان الذي حسن التاء هنا أنهأمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتالي لأنها اذهب في قوة الخطاب، فاعرفه ولاتقلقياسا على ذلك: فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لاتقبله النفس قبول الفرح، إلاأن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتؤكد ذلك بالتاء على ما مضى».



بقلم: الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
العلم
17/9/2010-
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة  لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه Empty رد: القرآن المتعبد به هو القراءات القرآنية الـمتواترة لمحة موجزة عن قراءة أبي بن كعب، رضي الله عنه

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 26 سبتمبر 2010 - 15:08

قرأأبي بن كعب رضي اللّه عنه وأرضاه الآية 71 من سورة يونس كما يلي: «واتْلعليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبُرَ عليكم مقامي وتذكيريبئايات اللّه فعلى اللّه توكلْتُ وادعو شراءكم ثمّ أجمعوا أمركم ثم لايكنأمركم عليكم غمّة ثمَّ اقضوا إليّ ولا تنظرونَ»؛ نعم لقد قرأ أبي هكذا»وادعُو شرائكم ثم اجمعوا أمركم».
وقرأ هذا المقطع من الآية أبو عبدالرحمن والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام ويعقوب كما يلي:«فاجمعُوا أمركم وشركاؤكم»، كسروا ميم «فاجمعو» ورفعوا» شركاؤكم».
وقرأ «فاجمعو أمركم» غير مهموزة والميم مفتوحة و«شركاءكم» نصباً الأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدري والزهري وروي عن الأعرج كذلك.
أما«فأجمعوا أمركم وشركاؤكم» بالرفع فرفعه على العطف على الضمير في «أجمعوا»،وساغ عطفه عليه من غير توكيد للضمير في «أجمِعوا» من أجل أطول الكلامبقوله: «أمرَكم ». وعلى نحو من هذا يجوز أن تقول: قم إلى أخيك وأبو محمدواذهب مع عبد اللّه وأبو بكر، فتعطف على الضمير من غير توكيد وإن كانمرفوعاً ومتصلاً لما ذكرنا من طول الكلام بالجار والمجرور. وإذا جاز قولاللّه تعالى في الآية 148 من سورة الأنعام: «ما أشركنا ولا آباؤنا» وأننكتفي بطول الكلام بالجار والمجرور وإن كانت بعد حرف العطف كان الاكتفاءبطول الكلام بالجار والمجرور وإن كانت بعد حرف العطف كان الاكتفاء منالتوكيد بما هو أطول من (لا) وهو أيضا قبل الواو، كما أن التوكيد لو ظهرلكان قبلها أحرى.
لأن له لفظا وهو التاء، وقمت وزيد أضعف من قمنا وزيد؛ لأن (نا) من قمنا أتم لفظاً من التاء في قمت.
وعليهأيضا تعلم أن قمتما وزيد أشبه شيئاً من قمنا وزيد؛ لأن (تما) من )(قمتما)أتم لفظاً من (نا) من (قمنا). وكذلك أيضاً قولك للنساء: أدخلنانّ و زيدأمثل من قولك: دخلتنَّ وزيد، لأن (نانِّ) من أدخلنان أطول من (تُنَّ) مندخلتنَّ.
فهذه مصارفة وإن خفيت ولطفت تؤثر في أنفس العارفين بها ما لا تخطر على أوهام الساهين عنها.
وكذلكلو قلت: اضربنا (نِّهِ) وزيد لكان أمثل من ادخلنانِّ وزيد لأن (نانِّهِ)ستة أحرف و (نانِّ) أربعة أحرف. بهذا الأسلوب خرَّج ابن جني قراءة أبي بنكعب لقوله تعالى «وادْعُواْ شُرَاءَكُمْ ثُمَّ أجْمعوا أمرَكُم».
وقرأأبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أيضاً الآية 92 من نفس السورة؛ سورة يونسكما يلي: «فالَْيَومَ نُنحّيكَ ببدَنِكَ لتَكُون لِمَنْ خَلفك آية وإنَّكثيراً من الناس عن آياتنا لغَافِلُون». معنى «نُنحّيك» أي نجعلك في ناحيةمن كذا، يقال: نحوت الشيء أنحوه: إذا قصدته ، ونحيتُ الشيء فتنحى: أيباعدته فتباعد فصار في ناحية.
قال رؤبة وهو في جماعة من أصحابه ممن يأخذ عنه وقد أقبلت عجوزٌ منصرفة عن السوق وقد ضاق الطريق بها عليهم:
تَنَحَّ للْعَجُوز عن طريقها إذا أقْبلت رائحة من سُوقها
دعها فما النحويّ من صديقها
وقال الحطيئة لأمه:
تَنَحَيْ فاقعدي منِّي بعيدا أراح الله منك العالمينا
وقد استعملت العرب مصدر نحوت الشيء نحواً ظرفاً، كقولك زيد نحوك: أي في شِقِّكَ وناحيتك وعليه ما أنشده أبو الحسن:
تَرمي الأماعيزَ بِمُجمرات بأرجل روح مُحَنَّبَات
يحدو بها كل فتـى هـيّات وهن نحو البيت عامدات
فنصب «عامدات» على الحال لتمام الكلام من قبلها. وقد جمعوا نحواً على نُحُوّ ، فأخرجوه على أصله.
ومنهحكاية الكتاب: «إنكم لتنظرون في نُحُوّ كثيرة. ومثله من الشاذ بَهْووبُهُو للصدر وأب وأبُو وابن وبُنُوّ. قال القناني يمدح الكسائي:
أبى الذمَّ أخلاق الكسائي وانتمى به المجد أخلاق الأبوّ السوابق
وقرأأبيّ بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أيضاً الآية 16 من سورة هود كما يلي:«أولئك الَّذينَ لَيْسَ لَهُمْ في الآخِرَةِ إلاَّ النَّارُ وحَبِطَ مَاصَنَعُوا فِيهَا وبَاطِلاً مَا كَانُوا يَعْملُونَ». جعل، رحمه الله«بَاطِلاً» منصوبا بـ (يَعْمَلُونَ). و( ما) زائدة للتوكيد. فكأنه قال:«وبَاطِلاً كَانُوا يَعْمَلُونَ»
ثم إن في هذه القراءة دلالة علىجواز تقديم خبر «كان» عليها، كقولك: قائماً كان زيد، و واقفاً، كان جعفر،ووجه الدلالة من ذلك أنه إنما يجوز وقوع المعمول بحيث يجوز وقوع العامل، و(باطلاً) منصوب بـ (يعملونَ). والموضع إذاً لـ (يعملُون)، لوقوع معمولهمتقدماً عليه، فكأنه قال: «ويعملونَ باطلاً كانُوا».
ومثله قوله تعالىفي الآية 40 من سورة سبأ: «أهؤلاءِ كانوا يعبدونَ»؟ استدل أبو علي الفارسيبذلك على جواز تقديم خبر كان على عليها، لأن (إياكم) معمول (يعبدون)، وهوخبر كان وإنما يجوز وقوع المعمول فيه بحيث يجوز وقوع العامل على ما قدمناه.
وعلى نحو من ذلك ما استدل به أبو علي الفارسي على جواز تقديم خبر المبتدأ عليه بقول الشماخ:
كلا يومى طَوالة وصلُ أروى ظنون آن مُطرح الظنونِ
فقالSadكلا ) ظرف لقوله: (ظَنون)، و(ظَنون) خبر المبتدأ الذي (هو وصلُ أروى)،فدل هذا على جواز تقديم (ظَنون) على (وصل أروى)، كأنه قال: ظنون في كلاهذين اليومين وصل أروى، أي: هو متهم فيهما كليهما.
شارك أبي بن كعب في قراءة هذا المقطع القرآني وهو قوله تعالى: «وباطلاً ما كانوا يعملُون» عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وقرأأبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه أيضاً الآية 51 من سورة يوسف كمايلي:«قالَ ما خطبكٌن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشا الله ما علمنا عليه منسوء قالت امرأةُ العزيز الآن حصحصَ الحَق أنا راودته عن نفسه وإنه لَمنالصادقين»، وفعلاً لقد قرأ، رحمه الله، «حاشا الله».
وقرأ الحسن هذه اللفظة بأداءين: الأول: «حاش الإله» ، الثاني: «حاشْ للهِ».
أما«حاشا اللهِ» فعلى أصل اللفظة وهي: كما لا يخفى، حرف جر، نقرأ في الصفحة367 من المفضليات وفي الأصمعيات، صفحة 254 هذه الأبيات من الشعر التي تدلعلى أن اللفظة «حاشا» هو، في الحقيقة، حرف جر:
حاشا أبى ثوبان إن أبا ثوبان ليس ببكمة فدم
عمرو بن عبد الله عن به ضنا عن الملحاة والشتم
شارك أبي بن كعب في هذه القراءة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وأما«حاشَ الإله» فمحذوف من (حاشا) تخفيفاً، وهو كقولك: حاشا الرب وحاشاالمعبود، وليس (الإله) هكذا بالهمز هو الاسم العلم، إنما ذلك الله - كمانرى - المحذوف الهمزة، على هذا استعملوه علماً وإن كان أصله الإله مكانالله فإنه كاستعمالهم في مكانه المعبود والرب.
ومنه قول الشاعر (نقرأه في الجزء الثالث من الجمهرة، صفحة 127):
لعنَ الإلهُ وزوجها معها هند الهنود طويلة الفعل
وأما «حاشْ لله» بسكون الشين فضعيف من موْضعين:
أحدهما: التقاء الساكنين: الألف. والشين ، وليست الشين مدغمة.
والآخر:إسكان الشين بعد حذف الألف، ولا موجب لذلك، وطريقه في الحذف أنه لما حذفالألف تخفيفا اتبع ذلك حذف الفتحة إذ كانت كالعرض اللاحق مع الألف، فصارتكالتكرير في الراء والتفشي في الشين، والصفير في الصاد والسين والزايوالإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء ونحو ذلك. فمتى حذفتَ حرفاً منهذه الحروف ذهب معه ما يصاحبه من التكرير في الراء والصفير في الحروفوالإطباق في حروفه، وعليه قول الشاعر لبيد:
وقبيل من لُكَيز شاهد رهط مرجوم ورهط ابن المعَل
يريد:المعلى، فلما حذف الألف حذف معها فتحتها، فبقي الْمُعَلَّ، فلما وقف فيالقافية المقيدة على الحرف المشدد خففه على العبرة في مثله، كما خففه فينحو قول طرفة:
ففداءٌ لبني قيس على ما أصاب الناس من سُرِّ وضُرٍّ
ما أقلَّتْ قدَمِي إنهــــم نَعِمَ السَّاعون في الأمــر المُبــرْ
فخفف(ضُرْ) و(مُبِرْ) فكذلك خفف (المُعَلٍّ) فصار (المُعَلْ). فهذا حذف الفتحةمن «حاشْ» وأما التقاء الساكنين فعلى قراءة نافع «(مَحْيَاي)، وعلى ما حكيعنهم من قولهم: التقت حَلْقَتا البِطَان بإثبات ألف (حَلْقَتَا) مع سكونلام البطان، لكن السؤال من هذا عن إدخال لام الجر على (الله) وقبلها(حاشْ) و(حاشى) وهو حرف جر، وكيف جاز التقاء حرفيْ جر؟
فالقول أن «حاش» و«حاشى» هنا فعلان فلذلك وقع حرف جر بعدهما.
حكىأبو عثمان المازني عن أبي زيد قال: سمعت أعرابيا يقول: اللهم اغفر لي ولمنسمع حاشى الشيطان وأبا الأصبع، فنصب بــ(حاشى). وهذا دليل الفعلية، فعليهوقعت بعده لام الجر.



بقلم: الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
-العلم24/9/2010

abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى