صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفكر الوطني: من «الوضعية الاستعمارية» إلى «المرحلة الما بعد الاستعمارية»1

اذهب الى الأسفل

الفكر الوطني: من «الوضعية الاستعمارية» إلى «المرحلة الما بعد الاستعمارية»1 Empty الفكر الوطني: من «الوضعية الاستعمارية» إلى «المرحلة الما بعد الاستعمارية»1

مُساهمة من طرف said الأحد 18 سبتمبر 2011 - 23:30

الفكر الوطني: من «الوضعية الاستعمارية» إلى «المرحلة الما بعد الاستعمارية»1 511343info229182011123343PM1

رغم
أن للوطنية المغربية أو الشعور الوطني المغربي جذورا قديمة وممتدة في
التاريخ2،فما نسميه بالفكر الوطني هو ظاهرة جديدة مرتبطة أساسا بالحركة
السياسية والإيديولوجية المنطلقة في ثلاثينيات القرن الماضي والمعروفة
بالحركة الوطنية المغربية.
وعليه،فالفكر الوطني هو مجموع الأفكار والرؤى
بل والأحلام والتصورات الشعورية واللاشعورية المنتجة عبر صراع من عرفوا
ب»الوطنيين»ضد الحماية الفرنسية/الإسبانية المفروضة على المغرب منذ1912
والتي تحولت إلى استعمار سافر بعد مرور أقل من ربع قرن على فرضها.


إن
هذا الفكر الوطني المغربي موجود أغلبه على شكل وثائق وبيانات وافتتاحيات
ومقالات ونصوص خطب ومحاضرات منشورة في كم معتبر من الصحف والمجلات التي كان
ينشرها رجال الحركة الوطنية أو هيئاتها؛وموجود أقله في كتب بعينها أشهرها
بدون جدال كتاب «النقد الذاتي» لعلال الفاسي.
وبالتالي،فدراسة الفكر الوطني المغربي تكمن أساسا في قراءة وتحليل وتفكيك هذا
المتن/الخطاب
في سياق شروط إنتاجه التي هي ما يصطلح عليه سوسوسيولوجيا وأنثروبولوجيا
بشروط «الوضعية الاستعمارية»la situation colonial و»الوضعية الاستعمارية»
كمصطلح سوسيولوجي و أنثروبولوجي3 لا يدل ?وحسب- على حالة تاريخية ومجتمعية
خارجية ومحايدة،ولكن يؤشر على قيام وضع تاريخي ومجتمعي خاص وفريد هو وضع
المحمية/المستعمرة بخصائص فريدة هي التالية:
- بروز واستقواء فئة المعمرينles colons مما يحد من سيطرة المركز أو المتروبول الاستعماري على المحمية/المستعمرة.
-
اختراق شخصية المستعمَر(بفتح الميم)واستبطانه لصورة نمطية عن نفسه هي صدى
للصورة التي يروجها المستعمر (بفتح الميم)في تحديده ل»الأنا» و»الآخر
«(المتطور/المتخلف،المتحضر/المتوحش،السوي/المريض...).وهذه حالة باثولوجية
بامتياز ينتج عنها وضعان: من جهة، تراكم حالة العنف النفسي لدى «الشعب»
المستعمر وقابليته للإنفحار العشوائي المدمر في أية لحظة مقابل نزوع نحو
الخضوع والاستسلام يصل حد اليأس القدري المطلق، ومن جهة أخرى، هيمنة منطق
الاستيهام والارتكاس نحو الماضي القومي والتراث التاريخي لدى النخبة كآلية
للدفاع وفرض الذات.
والجدير بالذكر أن تحديدا من هذا النوع ل «الوضعية
الاستعمارية» لا ينطبق مع حالة بعينها،ولكنه يمثل نوعا من النمط المثالي
بالمفهوم الفيبري.وعليه،ومع كل الحذر المنهجي و المعرفي اللازم نتساءل عن
سياق انبثاق وتشكل الفكر الوطني المغربي في سياق «الوضعية الاستعمارية»
التي راحت تبرز وتتوطد في المحمية/المستعمرة المغربية انطلاقا من ثلاثينات
القرن العشرين؟
<><
هذا هو السؤال/الإشكال الذي بسطته و
حللته في أطروحة جامعية بعنوان:الفكر الوطني في المغرب من1930إلى سنوات
الاستقلال الأول:مقاربة سوسيولوجية4.
والنتيجة الأساسية المتوصل إليها
تتمثل فيما يلي:مع اعتبار تعدد مكونات وأطراف الحركة الوطنية المغربية
أحزابا وهيئات وأفكارا وبرامج،فالفكر الوطني المغربي هو في مضمونه العميق
واحد وموحد حيث تهيمن عليه بنية ومرجعية ما يمكن نعته ب»السلفية الجديدة».
وليس في تقرير هذه النتيجة الحاسمة أي حكم قيمة تقريظي أو قدحي.فسياق ما
نعتناه ب»الوضعية الاستعمارية» لا يمكن أن ينتج إلا فكرا يطرح مسألة الهوية
في ارتباط مع مسألة التحرر الوطني مع نزعة تقدمية إنسانية فضفاضة وعامة
تزيد أو تنقص.
وهذا هو مضمون السلفية الجديدة المغربية التحررية
والتقدمية المركبة تركيبا عجائبيا من علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني
إلى عبدالله إبراهيم والمهدي بنبركة.لذا لا غرابة أن ينحل هذا
التركيب/المركب وتنقسم الحركة الشاملة إبان سنوات الاستقلال الأولى...فبغض
النظر عن صراع الشخصيات والزعامات ،وحساب المصالح الداخلية والخارجية
المتضاربة فيمكن الإقرار بأن بذرة الانقسام كانت كامنة أصلا في صميم بنية
الفكر الوطني المغربي ذاتها.
وحتى لا يساء فهمنا فإننا نبادر فورا إلى توضيح ما يلي:
-
لا نربط آليا بين فكر بعينه مفروض أنه نتاج إرادة بشرية حرة وخالصة وحتمية
تاريخية وسوسيولوجية بعينها.هذه فكرة بالية ونقاش متجاوز.ولكن،بالمقابل،من
يستطيع إنكار ثقل تاريخ ومجتمع معينين في تشكيل حالات ذهنية ونفسية وصياغة
بنيات فكرية وإيديولوجية بعينها بدون السقوط في مطب المثاليات والطوباويات
الرخيصة؟
- إن الفكر-أي فكر- لا يبدع نفسه خالصا(على غرار عقل كانط
الشهير) ولكن يفعل ذلك بتوسط الواقع (=الوقائع)والخيال (=الصور).ومن هنا
حضور فاعلية العقل ودينامية المتخيل في سياق تكوين صورة الذات عن نفسها وعن
الآخر.
- وفي الحالة التي تهمنا فالأمر يتعلق بصورة المستعمر وصورة المستعمر5 في تعارضهما
وتضادهما
ولكن أيضا ? وهذا هو عنصرالمفارقة التراجيدي- في تشابكهما وتصاديهما
.وعليه يصح في تقديري طرح الأسئلة القلقة والمستفزة التالية: إلى أي حد وعت
النخبة الوطنية المفكرة لدائرة طرحها لمسألة التحرر الوطني خارج نطاق صورة
المستعمر/صورة المستعمر كما تم تكريسهما ضمن ما عبرنا عنه ب»الوضعية
الاستعمارية» أي صورة «الأنا» الأصلية و»الآخر» المختلف؟ أليس الفكر الوطني
برمته بناء عقليا ورمزيا تأسس على قاعدة إشكالية ومفاهيم وصور وتمثلات
فرضت عليه بمنطق «الوضعية الاستعمارية»، وبالتالي،فهو فكر تأسس بمنطق رد
الفعل وليس الفعل؟ ألا تمثل «السلفية الجديدة» ?التي هي مضمون وخطاب الفكر
الوطني المغربي- إيديولوجيا الجماعة أو النخبة الوطنية وقد استبطنت بالكامل
صورة «ذاتها» وصورة «الآخر» في سياق التباسات ومفارقات «الوضعية
الاستعمارية» وفي مقدمتها التباس مسألة الهوية(قبول ثمرات حضارة الآخر ورفض
منطق وفلسفة انبنائها) ومفارقة مطلب التحرر( مناهضة الحماية وتثمين بناء
جهاز الدولة الحديثة)؟
لقد حصل المغرب على «الاستقلال» في 1956،ونشب
صراع سياسي وعقائدي حاد أسفر عن انقسام الحزب الوطني الرئيسي ،وعمق انقسام
الحركة الوطنية الأصلية،ولم يتحقق المشروع الوطني في التحرر والتقدم،ولكن
قوى المحافظة والتبعية هي التي تحكمت وفرضت سيطرتها وهيمنتها.وعليه،أليس
المطلوب راهناهو ضرورة إعادة بناء الفكر الوطني المغربي لذاته في سياق
تجاوز مرحلة «الوضعية الاستعمارية» و الاتساق مع المرحلة الما بعد
الاستعمارية؟
<><
في عام1986أصدر المفكر العربي الراحل
إدوارد سعيد كتاب الاستشراق6 الذي أحدث ما يمكن اعتباره وبدون مبالغة
انقلابا في ساحة الدراسات المهتمة بمجال ثقافات المجتمعات غير الأوروبية.بل
إن الكتاب سيتحول إلى نواة وقاعدة لتأسيس فرع تخصصي سوسيولوجي
وأنثروبولوجي جديد تحت مسمى الدراسات الما بعد استعمارية في الجامعات
الأمريكية تحديدا،وبمبادرة من باحثين أمريكيين من أصول آسيوية وإفريقية
أشهرهم الزاييري فالانتان-إيف مودمبي والكامروني أشيل مبامبي والهندي أرجون
أبادوري.
لقد استفاد الراحل إدوارد سعيد-كما هو معروف- من فكر الفلاسفة
المابعد حداثيين الفرنسيين وخاصة ميشيل فوكو صاحب المنهج الأركيولوجي
وأطروحة تداخل السلطة والمعرفة في تقرير الوقائع والحقائق،وجاك ديريدا صاحب
المنهج التفكيكي وأطروحة البناء الميتافزيقي لمركزية الغرب وضرورة حدوث
التفكيك و الزحزحة أو الانزياح في هذا الصدد،ووظف ذلك لفضح صورة الغرب عن
الشرق التي هي مصطنعة ومركبة(الشرق اختراع أوروبي) وفضح كذلك إمبريالية
الثقافة الأوروبية7.وسيسير تيار الدراسات المابعد استعماريةعموما في هذا
المنحى مع التركيز على حالات بعينها: مسألة الهويات و8العنف في إفريقياكما
بحث فيها فالانتان-إيف مودمبي9 وأشيل مبامبي10، ومسألة «الوطنية المعولمة»
لدى الجاليات الآسيوية في أمريكا كما درس حالتها أرجون أبادوراي11.
والحصيلة هي ?من جهة- تبدل النظرة إزاء «الذات» و»الآخر» بحيث ينمحي
التمايز لصالح التكامل ويحل القبول المبدئي محل الرفض الجذري كما-ومن جهة
أخرى- يتوسع مفهوم الوطنية متجاوزا دائرة الحصر والاختزال التي سجنت فيها
رؤية استعمارية شعوبا ومجتمعات «ثالثية» بأكملها ووقعت النخب الوطنية ذاتها
في شرك هذه الدائرة الجهنمية.
وعليه،وفيما يخص الحالة المغربية أنا أطرح ما يلي:
سبقت
«البعثات العلمية» حشود العسكر في الدخول إلى المغرب،وأنجزت بحوث ورسمت
خرائط أفرزت صورة بعينها للمغرب والمغاربة في سياقها بادر ليوطي (أول وأهم
مقيم عام بالمغرب) إلى بناء وحكم «المغرب الحديث» على قاعدة «الازدواجية»
(مخزن عتيق/إدارة حديثة)وقاعدة «التمايز» (ثقافة تقليدية/ ثقافة
عصرية).الوطنيون قاوموا بالفعل سياسة ليوطي الحمائية المزعومة ثم
الاستعمارية السافرة (ما دعوناه بالوضعية الاستعمارية)، وتحقق مطلب
الاستقلال،والسؤال الحاسم والمستفز المطروح هو: هل تحقق مع الاستقلال مطلب
تفكيك وتجاوز البناء الليوطاني المتحكم في قاعدة التدبير السياسي
والسيكولوجي ل»المغرب الحديث» إبان مرحلة ما بعد الاستعمار؟أليست الدولة
المغربية الحديثة التي توطدت دعائمها على امتداد الستينيات (بعد حسم
الصراع السياسي لصالح قوى المحافظة والتبعية) هي مجرد إعادة إنتاج ل»جهاز
السلطةالحديث» الليوطاني، مزركش بألوان وطنية براقة؟ أليست قضايا المغرب
النافع والمغرب غير النافع، التعريب والتغريب،الأصالة والمعاصرة،
الوطنية(الذات) والكونية(الآخر)،الإسلام والغرب... أليست كل هذه القضايا
التي استنزفت ?ولا تزال- قوى نخب وطنية بأكملها مجرد انحشار ودوران في
دائرة فكرية وسياسية مرتبطة ب»وضعية استعمارية» سابقة وليس بمرحلة ما بعد
استعمارية يلزم أن تفرز فكرها الوطني الجديد والمتجدد؟
أكتفي هنا بطرح السؤال...والنقاش مفتوح.

مراجع

1 - نص مداخلة ألقيت في اليوم التكريمي لعبد الكريم غلاب المنظم من طرف منتدى أصيلة الثقافي بتاريخ 10/7/2011
2
-محمد المنوني: «استقرار كثير من أصول القومية المغربية في الفترة
المرينية والوطاسي» ،مجلة دعوة الحق،يوليوز 1968،ص107-111-Jacques cagne :
Nation et Nationalisme au Maroc.Presse el Maarif al jadida,Rabat,1988
3 George Balandier : » la notion de situation coloniale «,in Sociologie de l?Afrique Noire «,PUF,1955,pp 3-36
4 - عثمان أشقرا: الوطنية والسلفية الجديدة بالمغرب،نشر اتصالات سبو،البيضاء،2007.
5 - ألبير ميمي: صورة المستعمر/صورة المستعمر،دار الحقيقة،بيروت،1980.
6 -إدوارد سعيد: الاستشراق،ترجمة كمال أبو ديب،دار الآداب،بيروت.
7 -إدوارد سعيد: الامبريالية والثقافة، دار الأداب،بيروت.
8 -Achille Mbembe ; De la postcolonie,Essai sur l?imaginaire politique dans l?Afrique contemporaine,Paris,Karthala
9 Valentin-Yves Mudimbe : Linvention de l?Afrique
11 -Arjun Appadurai : Après le colonialisme,les conséquences culturelles de la globalisation,Payot,2001 (1996)
18/9/2011العلم الثقافي -

الفكر الوطني: من «الوضعية الاستعمارية» إلى «المرحلة الما بعد الاستعمارية»1 Info%5C229182011123343PM2
د.عثمان أشقرا

said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى