السمكة الطيبة...

ولج مؤسسة التعليم الأولى بعد كتاب أدماه بالضرب بسب ثقل حقظه ..تخطى الابتدائي بأعجوبة بعدها غلبته سنوات المراهقة فتذبذب بين التكرار والنجاح بالعافية وفى يوم دفع أستاذه بعنف ليعرض على المجلس التأذيبي ثم يطرد بشهادة لا تخول له التسول لذلك رضخ للتجول عله يعثر على فرصة ..كبر وكبرت معه المشاكل فى الدار والأزقة ..تعاطى للتدخين وفى بعض الأحيان للمخدرات كنوع من التقليد والزعامة العنادية ضد تحقير القهر له ..استمر الروتين ينهش عمره .

ذات يوم تأحر على رمال شاطئ البحر يتألم من ضياع سيطر عليه ..كاد أن يبكي تعاسته ..لا عمل لا دراسة معقولة لا حظ فى والدين على عتبة الفقر ..سمع نداءا من مياه البحر ظنه سراب صوتي ..تكرر النداء الرهيف بالحنان ..التفت للمصدر رأى سمكة تقفز فى شبه ظلام قبيل الغروب النهائي ..ومع القفز :

السمكة : إسمع <عودة بقفز>لا ...تبك....سأعينك

الشاب : كيف ستعيننى وأنت سمكة ضعيفة ؟

السمكة وهي تقفز بين كلمة وأخرى : لا ...تحقر ...الأصغر ...منك

الشاب : حسنا ,وما أنت فاعلته !؟؟؟

السمكة : سأوفر ...لك ...أفضل ...الأسماك ...بعها

الشاب : وما الطريقة ؟

السمكة : أولا ...عدنى ...أن لا ....تتعاطى ...للمخدرات

الشاب : أعدك

السمكة :بعد ...كل ...غروب ....تعالى ...‘لى ....هنا....هذا...المكان ..وسأرسل ..لك ...مقدار ...قفة ....كبيرة ....من ...السمك ....بعد ...كل ...غروب .

الشاب : سأكون ممتنا لك طول العمر

السمكة : السمك...عرضة ...للهلاك ..ومن ....الأحسن ...أن ..أساعدك ...به

الشاب : شكرا

السمكة : تعبت ...من ...القفز ...لا ...تنس ...موعدنا

وهكذا أوفت السمكة الطيبة بوعدها ..باع الشاب سمك الفضل كل يوم وثمنه كله أرباح صافية ..استفاد منها مدة لا بأس بها..إلى أن انقطعت السمكة عن تزويده فى الموعد المحدد ..تألم وهو يقف على رمال الشاطئ ..وفى يوم من أيام تردد الشاب على الموقع ...ظهرت السمكة ..فرح الشاب طانا أنها ستعيد الكرة .

الشاب : لماذا امتنعت عن لقائى ؟

السمكة : كفى ....من...الاعتماد ...علي ...حان...الوقت ...لتعول ..على ...نفسك ....الوداع

تركته ..فكر..وأجهد فى التفكير أخيرا اعتمد على المال الذى وفره أثناء بيع السمك بعد أن أقلع عن ما يبذره الشيطان .